الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة السعادة

مريم الحسن

2023 / 11 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما هي السعادة؟
وهل هي موجودة في عالمنا أم غير موجودة؟
وإن وجدت فعلاً .. فهل هي حقيقة أم وهم؟
وإن كانت حقيقة وليست وهم..فهل هي دائمة؟ أم أنها لحظية .. محدودة ومؤقتة؟
و إذا كانت لحظية و محدودة.. فهل تستحق حينها اسمها؟

يسأل اللاهوتي الدنماركي و الفيلسوف الوجودي سورين كيركغارد :
" استمع إلى صراخ الأم وهى تضع وليدها
انظر إلى صراع الرجل مع الموت وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
ثم أخبرني.. 
هل من يبدأ هكذا وينتهى كذلك يكون قد خُلق للسعادة ؟ "

وجهة نظر تُحترم وتدعو للتفكر.. 

لكن كيركيعارد تجاهل سعادة الأم بعد وضعها لمولودها و مشاهدتها له لأول مرة .. و تجاهل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت ولقاء ما يؤمن به.

لكن.. 
هل سعادة الأم برؤية وليدها بعد الوضع هي سعادة دائمة و مستمرة ؟ و من يضمن لها أن هذا المولود لن يكون في المستقبل سبباً لتعاستها؟
و هل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت هي سعادة مضمونة و موجودة كما يعتقد ؟ أم أنها أُمنية فقط ؟ وأمل منه بتحقق فكرة إيمانية تربى عليها و كفى.. و هو و حظه بعدها؟

مشكلة..

غير أن الأديب اللبناني و الفيلسوف الروحاني جبران خليل جبران قد وجد الحل على ما يبدو حين قال : " السعادة تبتدئ من قدس أقداس النفس و لا تأتي من الخارج "

وجهة نظر أيضاً تُحترم وتدعو إلى إعادة التفكر..

هل يعني هذا القول بأن سعادة الأم حين رؤية وليدها لا علاقة لها بالوليد نفسه الذي انتظرته وأسعدها بحضوره إلى العالم و بخروجه منها, وأفرحتها رؤيته لأول مرة؟
و ماذا لو وُلد هذا المولود بعيب خلقي غير قابل للشفاء أو لو لم تُكتب له النجاة؟ 
هل ستظل الأم سعيدة؟ و مصدر سعادتها أو تعاستها, لحظتها, ليس خارجياً؟
و هل سعادة المؤمن بالحياة بعد الموت لا علاقة لها بالحياة التي يعتقد أنه ذاهب إليها بعد موته؟ و لا علاقة لها بلقاء ما يؤمن به؟ و ماذا لو لم يلاقِ و يجد ما كان قد تمنى في حياته؟

تناقض..

هناك من يقول أن السعادة تكمن بالقناعة و الرضا و بقبول المرء لما هو عليه, من دون أي تذمر أو اعتراض على حكمة تقدير الأقدار.

حسناً .. كلام جميل لكنه ما زال يستفز السؤال..

فلو تقبلت الأم مثلاً فقد وليدها, بإيمان و رضا بالقضاء و القدر ( إن ولد ميتاً).. هل سيكون هذا القبول لفقد وليدها سعادة لها؟
أو لو اقتنعت الأم مثلاً بمرض وليدها العضال و تقبلته ( إن ولد بعيب خلقي) .. هل سيكون في قبولها لذلك سعادة؟
أم أن الأمرفقط صبرو حكمة منها مقرونان بــ " لو" أنه وُلد طبيعياً كباقي المواليد لكنت سعيدة؟

احترنا..
ما هي السعادة؟ و هل هي حقاً موجودة؟
هل هي حقيقة أم وهم؟
هل مصدرها خارجي أم داخلي؟
و من قارب الصواب أكثر.. كيركغارد أم جبران؟
معضلة..
لكن قبل الختام .. لا تنسَ أن تسأل نفسك هل أنت سعيد أم لا؟
إذا كان جوابك لا فاسأل نفسك لماذا؟
و أذا كان جوابك نعم فلا تنسَ أن تذكّر نفسك بأسباب سعادتك .. و حافظ عليها ما استطعت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث