الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضخم الانا واضطراب السياق

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 11 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مصطلح "ألانا المتضخمة" او تضحم الانا يأتي في سياق الجهل المعرفي. حيث يعتقد الشخص أنه يمتلك معرفة كاملة أو شاملة عن موضوع معين أو مجال معين، بينما في الواقع تكون معرفته ضعيفة أو محدودة
الأشخاص الذين يعانون من ألانا المتضخمة والنصف المعرفة قد يتصفون بالثقة الزائدة في معرفتهم وقدراتهم، وقد يعتبرون آراءهم ومعتقداتهم الشخصية كمعرفة مطلقة وغير قابلة للنقاش. يكونون غير مستعدين للاستماع إلى وجهات نظر الآخرين أو قد يتجاهلونها بشكل كبير.
هذا النوع من عدم الانفتاح على الآراء والمعرفة المحدودة قد يؤثر سلبًا على التواصل والتفاعل الاجتماعي، و يؤدي إلى صعوبة في التعاون مع الآخرين وفهم وجهات نظرهم.
في سياق تاريخي، يشار إلى الظروف والأحداث التاريخية التي تؤثر على الفرد وتشكل تجربته الشخصية. يتضمن ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تحدث في فترة زمنية معينة وتؤثر على تشكيل هوية الفرد وتصوّره عن الذات.
بالتالي، يمكن للسياق التاريخي أن يلعب دورًا مهمًا في تكوين تصوّر الفرد عن الذات واعتقاداته وسلوكه. يؤدي التأثير المبالغ فيه لهذا السياق إلى تضخم ألانا وشعور الفرد بأنه متفوق على الآخرين أو يمتلك معرفة كاملة دون الحاجة إلى الاستناد إلى الآراء والخبرات الأخرى
عندما يتعلق الأمر بتأثير اضطراب السياق على تضخم ألانا، يمكن أن تلعب الواجهة الثقافية دورًا هامًا. فهي تشير إلى التفاعلات والتواصل الاجتماعي الذي يحدث داخل ثقافة محددة.
في بعض الثقافات، قد تكون هناك قيم أو معتقدات تشجع على التفوق الفردي وتمجيد الذات، مما يسهم في تضخم ألانا. قد يتم هذا التصور عن طريق وسائل الإعلام، والضغوط الاجتماعية الأخرى.
على سبيل المثال، في بعض الثقافات الفردية المنحازة، تعلم الأفراد أنهم يجب أن يكونوا الأفضل في كل شيء وأن يحققوا النجاح الشخصي والتفوق في جميع المجالات. قد يؤدي هذا الضغط الثقافي إلى تشكل تصوّر مبالغ فيه عن الذات وتضخم ألانا.
لذا، يجب أن ننظر إلى تضخم ألانا واضطراب السياق وتأثيرهما على الواجهة الثقافية كجزء من مجموعة أوسع من العوامل التي تسهم في تشكيل الشخصية.
عندما يتم التركيز بشكل مفرط على التفوق الفردي وتضخم ألانا، قد يؤدي ذلك إلى تقليل الاهتمام بالتعاون والتضامن في المجتمع. يصبح الاهتمام الشخصي والإنجاز الفردي هما الأهم، مما يؤثر سلبًا على العمل الجماعي وقدرة المجتمع على التطور والتقدم.
يؤدي تضخم ألانا إلى تركيز الأفراد على الذات بشكل مفرط، مما يؤثر على جودة العلاقات الاجتماعية. عندما يكون الهدف الأساسي هو تحقيق المصالح الشخصية وإظهار التفوق الفردي، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ضعف التواصل والتفاهم وتدهور العلاقات بين الأفراد.
في بعض الأحيان، قد يؤدي تضخم ألانا والسياق المضطرب إلى التفكك الاجتماعي في المجتمع. يمكن أن ينشأ شعور بالانعزال والاغتراب، حيث يشعر الأفراد بعدم الانتماء وعدم التواصل الحقيقي مع بعضهم البعض. هذا يمكن أن يضعف الروابط الاجتماعية ويقلل من التعاون والتفاعل الإيجابي في المجتمع.
يمكن أن يؤدي التفوق الفردي وتضخم ألانا إلى انعدام التوازن في التوزيع العادل للثروة والفرص في المجتمع. يمكن أن يتسبب التركيز الشديد على الذات والتفوق الفردي في تشكيل نمط اقتصادي واجتماعي يخدم مصالح القلة القليلة على حساب الأكثرية، مما يؤدي إلى عدم المساواة وتفاقم الفجوات الاجتماعية.
إن كانت السلطة السياسية والدينية متكاتفة لتعزيز تضخم ألانا واضطراب السياق، فإن ذلك قد يزيد من التأثير السلبي على التطور الحضاري للمجتمع. هناك عدة تأثيرات سلبية يمكن أن تنشأ نتيجة لهذه الظاهرة
تستخدم السلطة السياسية والدينية التضخم الذاتي والاضطراب في السياق كأدوات لقمع الحريات الفردية وتثبيت السلطة والتحكم في المجتمع. يتم تعزيز الانتماء الجماعي الطائفي وفقًا للقواعد الايديولوجية المفروضة
ان التركيز المفرط على تضخم ألانا والاضطراب في السياق إلى تعزيز التمييز والانقسام في المجتمع. يمكن أن يتم تعزيز الانفصال الاجتماعي والثقافي والديني، مما يؤدي إلى تفاقم الفجوات بين الأفراد والمجموعات المختلفة.
يؤدي هذا الى فقدان التوازن في السلطات وإلى زيادة الفساد وسوء الإدارة. وخصوصا عندما تكون السلطات تابعة لمصالح خارجية متناقضة، يتم استغلال هذه الوضعية للحصول على منافع شخصية وتفضيلات، مما يؤثر سلبًا على النزاهة والشفافية في العمل الحكومي.
قد يؤدي تبعية السلطات لرغبات خارجية متناقضة إلى ضعف الثقة العامة في الحكومة والمؤسسات الرسمية. عندما يشعر المواطنون بأن السلطات لا تعمل في مصلحتهم العامة وتتبع مصالح خارجية، ,يزداد الشعور بالاحتجاج والاستياء، وقد يتم نقل هذا الشعور إلى عدم الاستقرار الاجتماعي.
على الرغم من التحديات المرتبطة في ظل وضع غير متوازن للسلطات، إلا أن الجهود المبذولة لتحقيق النزاهة والشفافية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الديمقراطية اما إذا كانت السلطات فاقدة للتوازن بسبب تبعيتها لأجندات خارجية متناقضة، فإن ذلك يعني أن قراراتها وإجراءاتها قد تكون متناقضة وغير ثابتة. هذا الوضع قد يؤدي إلى عدم الاستقرار والاضطراب في السياسة والحكومة، وقد يعكس انقسامات داخلية وتصادم المصالح المختلفة ويؤدي بالتالي الى تضحم الانا لدى الافراد والجماعات في ظل سياق مضطرب.
في ظل وجود تضخم الذات واضطراب السياق، يجب ان لا نفكر بإمكان ان تجرى انتخابات ديموقراطية حقيقية لان تضحم الذات سينعكس بشكل مناف للديموقراطية وعلى هيئة المال السياسي والانحيازات الفئوية والطائفية والعشائرية والمناطقية وبالتاي يؤدي الى وصول اشخاص غير مؤهلين الى مناصب تشريعية مهمة
كما ان دور الرقابة والمراقبة في تعزيز دور الهيئات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني و في رصد ومراقبة العملية الانتخابية والإبلاغ عن أي انتهاكات أو تجاوزات سيكون تحت ضغط القوى المتنفذة وذلك بالتمويل والاعلان وذلك بإخفاء.
معلومات شفافة حول مصادر التمويل وماهية النفقات المالية للمرشحين والأحزاب السياسية.
اما تطبيق القانون أذ لا يتم تطبيق القوانين بشكل صارم وعادل على أي انتهاكات للقواعد الانتخابية والفساد السياسي. وعدم امكانية محاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات وتلاعب في العملية الانتخابية
لذا يتطلب تحقيق انتخابات حرة ونزيهة جهودًا مستمرة ومتعددة الجوانب. يجب أن يكون هناك التزام قوي من قبل الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، لمكافحة الفساد وضمان نزاهة العملية الانتخابية في ظل سياق مضطرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى