الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظير .. في السيرة النبوية

يوسف يوسف

2023 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
تعرضت السيرة النبوية لرسول الأسلام محمد ، الموضوعة من قبل أبن أسحق " محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار( 80 - 151 هج ) - مؤرخ إسلامي وكاتب للسيرة النبوية باللغة العربية ومحدث " .. للكثير من النقد واللغط ، ولهذه الأمور وغيرها ، جعلت مصداقية هذه السيرة مشكوك في صحتها ! . ولكن هذه السيرة بالرغم من كل ذلك ، كانت المرجع الرئيسي لكل السير النبوية التي كتبت لاحقا .
* قد أستحوذ على سيرة أبن أسحاق فيما بعد ، أبن هشام المتوفى 218 هج ، الذي هذبها ونقحها ، ورفع عنها التدليس / ( ولا شك أن ابن إسحاق في سيرته التي وصلتنا من خلال ابن هشام يبقى أكبر وأوسع مصدر للسيرة . وما من إمام كتب في السيرة إلا وكان ابن إسحاق عمدته . لكني أضفت جديدا ، هو محاولة توثيق روآيات ابن إسحاق التي تعتمد السند ، وتعتمد تصريح ابن إسحاق عمن حدث عنه . فيرتفع " التدليس " ، وتصبح الحادثة موثقة بشكل أكثر / نقل من مقال ، فقه السيرة النبوية - لمنير الغضبان ) .. أما السيوطي فبين ( عن أبن أسحق في - أسماء المدلسين : أنه " كثير التدليس " ويعرف بالإمام ) . علما أن نسخة أبن أسحق الأصلية مفقودة ، فقد أفاد - ماجد الحمدان في مؤلفه " دائرة الأفكار 2 " ما يلي : ( يبين المؤلف أن أبن هشام بنا سيرته علي سيرة أبن أسحق المفقودة ) .

* كما أتهم أبن أسحق بالكذب أيضا ( وجِّهت عدد من الانتقادات اللاذعة لابن إسحاق . كان هشام بن عروة بن الزبير أول من شكك في الأمانة العلمية لابن إسحاق عندما اتهمه " بالكذب " في نقله بعض الروايات عن فاطمة بنت المنذر ، زوجة هشام . وكان الإمام مالك بن أنس المتوفى 179هـ هو ثاني المشككين في سيرة أبن إسحاق . يذكر شمس الدين الذهبي المتوفى 748هـ في كتابه « سيّر أعلام النبلاء » أن ابن إسحاق كان ينتقد أحاديث مالك ، وأنه كان يقول لأصحابه « هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله » ، وكان يقول في أوقات أخرى « اعرضوا علي علم مالك فإني بيطاره » ، مالك رد بقوة على تلك الانتقادات ، إذ قال : « ما ابن إسحاق ؟! إنما هو " دجال " من الدجاجلة ، نحن أخرجناه من المدين / نقل بأختصار من مقال منشور في موقع أضاءات ، بعنوان " السيرة النبوية لابن إسحاق " لمحمد يسري أبو هدور ) .

* كما أن أبن أسحق غير معروف دينه ، بل مشكوك فيه ، حيث أن أصوله مسيحية ( حيث كان جده يسار عربيًا مسيحيًا ، من سبي عين تمر سنة 12 هـ ، وأن قائد المسلمين خالد بن الوليد لمّا دخل إلى المدينة وجد أن أربعين غلامًا كانوا قد تجمعوا داخل الكنيسة ، وأنهم كانوا يعكفون على دراسة الإنجيل . وقد أرسل يسار / جد محمد بن أسحق ، مع الأسرى اللآخرين إلى المدينة ، ويقال أنه أسلم ! ؟ . / بن عساكر - تاريخ دمشق : الويكيبيديا ) ..

* وتأسيسا للسيرة النبوية لمحمد بن أسحق ، ألفت العشرات من السير النبوية اللاحقة ، منها : مغازي الواقدي توفي 207 هج ، الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث توفي 279 هج ، جوامع السيرة ط العلمية توفي 456 هج لأبن حزم .. وذلك لأن سيرة أبن أسحق ، هي المصدر الوحيد ، بنسخة أبن هشام المهذبة والمنقحة ! .

التنظير :
من الواضح ، مما أسلفت أن أبن أسحق ، أتهمه البعض ، بانه : كان مدلسا ، دجالا ، كذابا وقالوا أن نسبه الديني هو المسيحية ، حتى أن بعض المصادر تقول أن أمه يهودية ، أذن ما بني على باطل فهو باطل ، بمعنى أخر ، أن أي مصدر كتب من مصدرغير موثوق به فهو لا يعتد به ! .. لأجله لدي بعض التساؤلات :
1 . كان من المنطقي أن يكتب سيرة محمد صحابته ، لأنهم الأقرب والأعلم به ، وبحياته العامة / غزواته وخلافاته وأحاديثه .. ، وبحياته الخاصة ، كعدد زيجاته وأمائه وعبيده .. ، وهولاء الأشخاص ك أبو بكر وعمر وعلي .. وباقي التابعين المقربين ، ولكن يظهر أن الذين ذكرتهم شغلتهم : حروب الردة والغزوات والسبي والغنائم وواقعة ما بعد مقتل عثمان وما جرى بعدها من قتال الصحابة والمسلمين مع بعضهم البعض ، وكل ذلك من أجل السلطة والمال .. لذا كتبت السيرة بعد قرنين من الزمن من أناس لم يلتقوا حتى بأحفاد أحفاد تابعي التابعين ، لأجله جاءت السيرة هلامية هشة ..

2 . والتساؤل لم لم يحاول زيد بن ثابت ( 12 قبل الهجرة - 45 هجرية ) مثلا ، كتابة سيرة نبيه ، وهو ذو مكانة عالية ، وجاء بصدده في موقع / قصة الأسلام ( تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عالي ، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم ، كما قال ثابت بن عبيد عن زيد : " ما رأيت رجلا أفكه في بيته ، ولا أوقر في مجلسه من زيد". عن عام قال : كان زيدا مثقفًا ، يتابع القرآن حفظا ، ويكتب الوحي لرسوله ، ويتفوق في العلم والحكمة ، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته ، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها بوقت وجيز ، منها السريانية ) . وفي مرجع أخر ( قال الترمذي : عن زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله ، إنه يأتيني كتب من ناس لا أحب أن يقرأها أحد . فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية ، أو قال : السريانية ؟ فقلت : نعم .قال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة / نقل من موقع الشعاع الأسلامي ) / علما أن تعلم لغة ب 17 يوما أمرا غير منطقيا ، ألا أذا كان له خلفية باللغة السريانية ! .. وممكن أن نرجع عدم أهتمام محمد بكتابة السير ، لأنه لم يطلع على أي سيرة ، أو لم يطلعه أصحابه / ومنهم زيد ، على هكذا أمور . حيث كان همه نشر الدعوة وبسط النفوذ على القبائل وما يتبع ذلك من سبي وغنائم .

3 . وذات الأمر ينطبق على أبن عباس (( وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ، (3 ق هـ / 68 هج ) صحابي جليل ومحدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر ، وهو ابن عم النبي محمد ، وأحد المكثرون لرواية الحديث ، حيث روى 1660 حديثًا عن الرسول ، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفقا عليها . لازم عبد الله بن عباس النبي وروى عنه ، ودعا له النبي قائلًا : “ اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” ، وقال أيضًا : “ اللهم علمه الكتاب ، اللهم علمه الحكمة ” ، توفي النبي وعمره ثلاث عشرة سنة ، فكان يفسّر القرآن بعد موت النبي ، حتى لُقِّب بـ حّبر الأمة وترجمان القرآن ، والحبر والبحر / نقل من موقع أسلام أون لاين )) ، ويعتبر أبن عباس من أقرب المقربين لمحمد ، وبأعتباره بحرا وحبرا من المعرفة .. ألم يخطر بباله كتابة سيرة أبن عمه - محمد رسول الأسلام .

نظرة :
من كل ما سبق ، هل يعني هذا ، أن معظم أو أغلب ما كتب عن رسول الأسلام هو مغاير للحقيقة ! ، وأن كان الأمر كذلك ، فأنه سيقودنا الى بروز شخصية أخرى لمحمد ! ، وحتى نكون منطقيين ، أنه ليس من المعقول ، أن كل ما كتب كان بعيدا عن سيرة محمد ! . من جانب أخر ، أرى أن الحوادث والوقائع والأحداث .. لا تكون دقيقة أذا دونت بعد قرنين من الزمن ! ، ومن أشخاص ليسوا من سلالة الشخص المتكلم عنه / أي محمد ، وحتى لو كانوا من سلالته ، فأن الوقائع لا تكون متحققة فعليا ( وذلك لمرور فترة زمنية طويلة على وقوعها ، ولا يوجد أي تدوين موثق يؤيد الأحداث والوقائع في تلك الحقبة ) ، وذلك لتغير الظروف الزمكانية ، ولتأثر الكاتب بالوضع الأجتماعي والسياسي والسلطوي / الحاكم أو الخليفة أو الأمير .. لآجله أرى شخصيا ، أنه من الضروري الرجوع الى نسخة سيرة أبن أسحق المفقودة ، قبل تهذيبها من قبل أبن هشام ( ويمكن أن تكون النسخة المفقودة ، أنها خفيت عمدا ! من أحدهم ، أو أن يكون قد غيبها أبن هشام ذاته ) ، لأنها ستعطينا مؤشرات أخرى غير ما روي عن محمد . وبهذا يمكننا أن نقارن بين النسخة الأصل / لأبن أسحق ، وبين النسخة المعدلة / لأبن هشام وباق نسخ السير ، وذلك من أجل التعرف على صورة أوضح لشخصية محمد ، وهذا أضعف الأيمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت