الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل إنقاذ المدرسة العمومية

محمد أمين وشن

2023 / 11 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


معا من أجل إنقاذ المدرسة العمومية ، لا يجب أن يبقى مجرد شعار أجوف ، بل أضحى اليوم راهنية لما تتعرض له المدرسة العمومية من هجوم ممنهج من طرف حكومة رجال الأعمال التلميذ النجيب للمنظمة العالمية للتجارة و سياستها ذات النفحة الرأسمالية المقيتة
وهو ما يحتم اليوم عن التنسيقيات الثلاث : التنسيق الوطني لقطاع التعليم ، التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التاهيلي ، و التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس و اطر الدعم الى تفعيل العمل الوحدوي و تكثيفه ، و فتح باب الحوار و التواصل مع مختلف الهيئات النقابية و السياسية و الحقوقية و جمعيات الآباء و أولياء التلاميذ و جمعيات المجتمع المدني التي تتشارك جميعها في هم إنقاذ المدرسة العمومية من براثن الهجوم المخوصص على القطاع وما يفرضه هذا العمل الوحدوي من الابتعاد عن كل مزايدات سياسية أو شعبوية بغية مجابهة العاصفة السياسة الهوجاء التي تشنها الحكومة التي أصبحت للأسف أداة طيعة في يد جهابذة الرأسمال العالمي من أجل خوصصة كل القطاعات العمومية او بالأصح ما تبقى منها ، و هي الحكومة التي ترفع باطلا شعار الدولة الاجتماعية وهو منها براء إذ أن أول مداخل الدولة الاجتماعية الحقة هو تحقيق الكرامة للطبقات الشعبية و المسحوقة عبر توفير تعليم مجاني جيد و متكافئ و توفير الشغل و الولوج للخدمات الصحية و الاجتماعية وهو ما يعدو أن يكون بعيد المنال في ظل حكومة بورجوازية تنصلت فور تقلدها الحكم من النموذج التنموي الجديد الذي يقترح عددا من السياسات العمومية والاليات التنظيمية والإجراءات التنفيذية لتحقيق الأهداف المسطرة في المجالات ذات الطابع السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، والثقافي استوجب شرط شموليتها باعتباره موجه لـ " تنمية الناس ، من اجل الناس ، بواسطة الناس ."
ان خلق جبهة وطنية دفاعا عن المدرسة العمومية و مجانيتها ، و الترافع من أجل تحقيق مطالب نساء و رجال التعليم العادلة و المشروعة و على رأسها السحب النهائي للنظام الأساسي ، و طرح بديل يروم إصلاحا شاملا للمنظومة بشتى قطاعاتها برؤية شمولية و توجه سياسي حقيقي ، و خلخلة كل التراكمات التي تعاني منها اليوم المدرسة العمومية جراء تأخير تحقيق كل مطالب فئات القطاع ، أصبح يوما بعد يوم يطرح نفسه كضرورة حتمية .

كما انه و ارتباطا لما تتعرض له المدرسة العمومية من محاولة ضربٕ لمجانيتها ، و تبخيسها مقابل تشجيع خوصصتها و تسليعها ، فمن الواجب ان تتصدى هذه الجبهة الوطنية ( أمل الطبقات المتوسطة و المسحوقة ) أيضا لكل السياسات الليبرالية المتوحشة التي تحاول اليوم ان تضرب دون هوادة القدرة الشرائية للمواطنات و المواطنين و تتجه رأسا الى الحذف للنهائي لصندوق المقاصة ، و خوصصة قطاع الماء و الكهرباء ، و تتبنى اقتصادا ريعيا يتقوى على حساب الطبقات الشعبية ، و تزكي مرونة الشغل و هشاشته والسمسرة في اليد العاملة .............

إنه من الواجب اليوم التصدي لكل هذه السياسات الليبرالية و طرح بدائل حقيقية قابلة للتطبيق مع ضرورة يقظة كل الجماهير العمالية في قادم الأيام لكل محاولات هذه الحكومة البورجوازية من تمرير قانون الاضراب الذي قد يضرب في مقتل هذا الحق الدستوري و المنصوص عليه في كل المواثيق الدولية .
ان تشكيل هذه الجبهة الوطنية ذات الطابع الاجتماعي هو الأمل في تشييد مجتمع ديمقراطي حداثي اجتماعي
من أجل بناء عقل علمي يعتمد المنطق و التحليل والانفتاح على القيم الوطنية المتنورة وعلى كل ما هو بناء وإيجابي في الثقافة الكونية
من أجل تقنين العلاقة بين الأطراف الاجتماعية (مضمون اجتماعي) و ضمان الحق في الشغل
من أجل محاربة النظام اللبرالي الجشع الذي تتبناه الحكومة الحالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح