الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوجه المتعدة للخطاب الفلسفي : الشر كقناع مستحيل

محمد احمد الغريب عبدربه

2023 / 11 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يأتي الفيلسوف ويقذف بفكره في العالم، وأول شئ لا يعلمه هو نتيجة هذا الفكر، فرغم حسن النية قد يتحول فكره إلي أقسي عقوبة في الوجود أو أداة تدمير ضد الإنسان رغم أن تم وضع لخدمة الإنسان. فكانط أسس منهاجا لضبط العقل.، وكان علمياً ومدققا لقدرات العقل، ولكن تم استخدامه في كليته، وفيما يتعلق بمراحل التنوير والتقديم فأصبح عقلاً ضد الانسان نفسه . وهكذا الأمر كان مع الفيلسوف الألماني الكبير نيتشة الذي يعتبر مهندساً لفهم أخلاق البشر وعمقها وأصبح الأمر في اقسي مراحل الأيديولوجيا الأخلاقية المهلكة لاستغلال وتدمير الضعفاء، والسيطرة علي البشر وذلك من قبل أنظمة سلطوية ظهرت بعد أفكاره، وهكذا مع الفيلسوف الفرنسي المهم في القرن العشرين ميشيل فوكو الذي أصبح فكره نبراسا في الليبرالية الجديدة والرأسمالية المعاصرة،رغم ماركسيته ويساريته التي كانت دائما ضد السلطة، فأصبحنا نعيش في عصر فوكو، وتحول فوكو من مناصر للحريات والأنسان الي ضد الانسان، كما أن فكره البنيوية وما بعد البنيوية، بعد ان كانت هدفها حريات الأنسان وتفكيك السلطة والدوجما السياسية والأجتماعية، أصبحت في سمعة غير جيدة، وفي ميزان المحاسبة والنقد.
هكذا السذاجة واللعب لدي الأنسان وظفت عمق هذه الأفكار الفلسفية وغيرها في التدمير وتحقيق المصلحة وخلق نزاعات بلا هوادة، وهذه عمق التراجيديا الانسانية، واحتضان الشر لعمق الخير، وازدواجية الذات والموضوع معا، وتداخلات التجربة مع العقل، أنها الملهاة الإنسانية وبكاء ونحيب الوجود.
المصلحة والخطاب الفلسفي
وبالنظر أيضا، نلاحظ أن الحضارة المسيطرة الان التي تمثلها اوربا وامريكا دائما استغلت خطابات الفلسفة من أجل مصلحتها الاقتصادية والاستعمارية سواء كانت فلسفات مثالية أو فلسفة مادية واقعية، فدائما تاريخ الفلسفة الحديث والمعاصر له علاقة وطيدة بخطابات الاستعمار، ببراءة نبهاته، وفضل علمه، وقوة حجته، وسداد مناهجه، وعمق فكرته، فيلاحظ أن خطابات التوليف بين الفعل الأمريكي والمنهج الديكارتي خير دليل ذلك، فتم الاستفادة من الجوانب العملية لهذا المنهج في تحسين وضع الحضارة الأمريكي .
الفلسفة تناقض نفسها
ومن ناحية أخري يمكن فهم تشابكات العلاقة بين الفلسفة والاستبداد والشر، من خلال مناهجية حالة الجدل والسلب ووجود الشئ ونقيضه ، فالفكرة الفلسفية تحمل نقيضها في ذروة وضعها في عقل الفيلسوف فالواقع يتجدد ويختلف معها قبل أن تصل إليه ، وخاصة أنها وضعت من أجل مقاومة ومواجهة الواقع حتما، فالفلسفة تيارا ضد استقرار الواقع والسعي والرغبة الدائمة لتغيره وتثويره.
فلاسفة مدمرون للغاية
ولكن أود هنا الأشارة الي مفاهيم الاستعمار والسلطة الاستبدادية وتدجين الإنسان عبر خطابات الفلسفة لدي الفلاسفة كأمثلة واضحة. فماركس أدي إلي ظهور أنسان حاقد، أو صراعات تنشأ مع الأغنياء، فرغم وجاهة هذه المواجهة الحتمية بين الرأسمالية وأصحاب العمل واربابه وبين الطبقة العاملة، او الاقل مستوي في الدخل والمعيشة، إلا أن الواقع يحسم الأمر لصالح السلطة والرأسمالية، وايضا الواقع ينهزم احيانا لصالح الفقراء والكادحين.
وايضا هناك الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكوالذي، فكك تدجين الجسد والأنسان واعطي مساحات لحرية الانسان ولكنه تم استيعاب ذلك لصالح السلطة والرأسمالية فهذا التحسين النوعي للإنسان خدم أكثر السلطة، وايضا مفاهيم الاستعمار تتعلق بتصدير خطابات الفلسفة التنوير للأمم المتخلفة او الشعوب التابعة.. وهو يثير جدليات متعلقة بالتبعية والسيطرة في شكل اخر واستعمار مختلف بنكهة التنوير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال