الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة والتسليع الاعلامي

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 11 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تركزالتوجه نحو فيديوهات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب في السنوات الاخيرة وهذا يعتبر دليلًا على فشل أغلبية القنوات الفضائية في إدارة حوار جاد ومسؤول في ظل العولمة والانحياز الإيديولوجي العام. في الواقع، يمكن أن يكون لهذا التوجه أسبابًا عديدة ومتنوعة. هناك عوامل اجتماعية وتكنولوجية واقتصادية تؤثر على شكل ومحتوى وسائط الاتصال والترفيه التي نستهلكها.
من الناحية الاجتماعية، يعكس التوجه نحو فيديوهات شخصية زيادة الاهتمام بالحياة الشخصية والتفاعل الفردي. يمكن أن يكون ذلك نتيجة للتطور التكنولوجي الذي يسمح للأفراد بإنشاء ومشاركة محتوى بسهولة على الإنترنت، وكذلك تغيرات في الثقافة والقيم المجتمعية.
من الناحية التكنولوجية، يتيح الانتشار الواسع للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي سهولة الوصول إلى مقاطع الفيديو ومحتوى الفرد الشخصي يعزز ذلك إمكانية تواصل الأفراد وتبادل الخبرات والمعرفة بطرق جديدة
من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يكون التوجه نحو فيديوهات شخصية نتيجة للطلب المتزايد على هذا النوع من المحتوى من قبل الجمهور يمكن للأشخاص أن يستفيدوا من تلك الطلبات من خلال الإعلانات والرعاية والترويج للمنتجات والخدمات.
لكن يجب ملاحظة أن الفيديوهات الشخصية لا تمثل بالضرورة مستوى الحوار الثقافي بشكل عام. حتى لو كان لدى هذه الفيديوهات الشخصية وجهة نظر محددة أو تعبير عن آراء شخصية، فإن ذلك لا يعني أنها تعكس المستوى الثقافي بشكل شامل.
يمكن أن يكون للفيديوهات الشخصية أغراض أخرى إلى جانب الترفيه، مثل نقل الرسائل السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. قد يستخدم الأشخاص الفيديوهات الشخصية كوسيلة للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، وقد يكون لديهم أهداف معينة في التأثير على الجمهور أو توجيه الانتباه إلى قضايا معينة.
يمكن أن يكون هناك تحول في الوسائط الإعلامية والاعتماد على الفيديوهات الشخصية نتيجة النقص في التنوع والموضوعية في وسائل الإعلام التقليدية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. قد يجد الأشخاص الفيديوهات الشخصية أكثر صدقًا وشفافية وتعبيرًا عن وجهات نظرهم المعينة.
ومع ذلك، ينبغي أن ندرك أن الفيديوهات الشخصية هي عبارة عن مونولوج يعكس وجهة نظر قاصرة لا تمتلك الاتساق أو التوازن في طرح وجهات النظر المختلفة، وقد يؤدي هذا إلى نمو ظاهرة الدوغماتية في الطروحات الفكرية. و يكون هناك توجه نحو فيديوهات شخصية تعبر عن وجهات نظر متطرفة أو متشددة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تشويه الحوار العام وتعزيز الانقسامات والتمييز.
لذا، من المهم أن نكون حذرين في تقييم المحتوى الذي نستهلكه وأن نسعى للحصول على مصادر متعددة ومتنوعة للمعلومات والآراء. يجب علينا أن نطلب النقد والتحليل وأن نكون واعين للتأثيرات التي يمكن أن تنشأ عن استخدام الفيديوهات الشخصية كوسيلة للتواصل والتأثير العام.
في الأفكار
ويمكن ان نستثمر الاستفادة من التحول الإعلامي والوسائط الاجتماعية بطرق تعزز التفاهم الثقافي وتعمل على تعزيز النتاج الثقافي العالمي، وذلك من خلال تشجيع المناقشات الثقافية المتنوعة والتعاون الثقافي العابر للحدود.
إن الانتشار المتزايد للمحتوى الهابط في ظل التسطيح والشكلانية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المجتمعات ومن التأثيرات المحتملة
التحكم في الرواية وتوجيه الانتباه, يمكن أن يؤثر الانتشار الواسع للمحتوى في التحكم في الرواية العامة وتوجيه الانتباه. فمع وجود العديد من المصادر المتنوعة للمحتوى، يمكن للأفراد تشكيل القصص والرؤى الخاصة بهم وجذب انتباه الجمهور بشكل مباشر. هذا يعني أن القصص والأفكار التي تحظى بأكبر عدد من المشاهدات أو المتابعين قد تكون لها تأثير أكبر في المجتمع.
مثل انتشار المعلومات المضللة والكراهية عبر الإنترنت. لذا، من المهم أن نطور القدرة على تقييم المحتوى وفهم النقاط القوية والضعف في الوسائط الاجتماعية، وأن نعمل على تعزيز التواصل البناء وتشجيع الحوار المفتوح والمسؤول عبر المنصات الرقمية.
إن بناء حوار مسؤول في ظل التسطيح والسطحية وانتشار المحتوى الهابط يتطلب جهودًا مستمرة ومشتركة من الأفراد والمجتمع بأسره.
يجب أن يتم تعزيز وعي الناس بأهمية الحوار المسؤول وتأثير السطحية والمحتوى الهابط. يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية تستهدف الجمهور بشكل واسع. يجب أن يتم توضيح أهمية الحوار المفتوح والاحترام المتبادل في تعزيز التفاهم والحلول البناءة.
يجب أن يتعلم الأفراد كيفية تقييم المحتوى بشكل نقدي. ينبغي عليهم أن يكونوا قادرين على التمييز بين المحتوى الصحيح والمعلومات المضللة والمحتوى الهابط. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز مهارات البحث والتحليل النقدي والتحقق من المصادر قبل التفاعل مع المحتوى أو نشره
يجب تشجيع الحوار المفتوح والاحترام المتبادل بين الأفراد. ينبغي على الناس أن يكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بشكل محترم، وأن يتقبلوا وجهات نظر الآخرين بفهم واحترام. يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصات للحوار البناء وتنظيم فعاليات تشجع على التفاعل والتبادل الثقافي
أن تعزيز الإعلام الموضوعي يتطلب وعيًا مجتمعيًا عاليًا، ومن الصعب تحقيق ذلك في ظل العولمة وتدفق المعلومات الواسع. هناك بعض التحديات التي يمكن أن تواجهنا في هذا السياق
مع التقدم التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصال الحديثة، أصبحت هناك مصادر عديدة للمعلومات والأخبار. ووجود هذا العدد الكبير من المصادر يجعل من الصعب على الأفراد تقييم صحة المعلومات وتحديد المصادر الموثوقة.
يتم استغلال العولمة وتدفق المعلومات السريع لنشر الأخبار الكاذبة والمضللة. تعد الأخبار الكاذبة تحديًا كبيرًا للإعلام الموضوعي ويمكن أن يؤدي إلى نشر المعلومات غير الدقيقة والتأثير السلبي على الرأي العام.
كما تسعى الشركات التقنية إلى تخصيص المحتوى للمستخدمين باستخدام خوارزميات تحليلية. هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى تشكيل فلترة المعلومات وفقًا لاهتمامات الأفراد وآليات التوجيه، مما يؤثر على التنوع والتعددية في الرؤى والآراء المعروضة.
يمكن أن يكون هناك نقص في الوعي والتثقيف الإعلامي بين الناس. قد يكون الجمهور غير قادر على تحليل المحتوى بشكل نقدي أو التعرف على الأخبار الكاذبة، مما يتركهم عرضة للتأثيرات السلبية للمعلومات الهابطة
معظم المؤسسات الإعلامية ليست موحدة فيما يتعلق بدورها وتأثيرها في العولمة. بينما يمكن أن تصبح بعض المؤسسات الإعلامية أدوات في يد العولمة وتسعى لتعزيز أجندات معينة أو ترويج لمصالح محددة، فإن هناك أيضًا مؤسسات إعلامية تسعى جاهدة للحفاظ على رؤى نقدية وشفافية
أما الشفافية التي تعد جوهرًا للوظيفة الإعلامية في المجتمع الديمقراطي. نجد أن التزام المؤسسات الإعلامية بمعايير الشفافية ونقل المعلومات ليست بتلك الدقة والمصداقية. يتطلب ذلك وجود آليات داخلية للمراجعة والتحقق وممارسة الصحافة المهنية بمصداقية ونزاهة.
ينبغي أن ندرك أن هناك تحديات حقيقية تواجه المؤسسات الإعلامية في تحقيق الشفافية الكاملة. قد تواجه الضغوط الاقتصادية والسياسية والتنظيمية التي تؤثر على قدرتها على تحقيق الشفافية في الكشف عن الحقائق والتعامل مع المصالح المتعارضة.
لذلك، يتطلب تحقيق الرؤى النقدية والشفافية في المؤسسات الإعلامية تعزيز الرقابة العامة وتشجيع المجتمعات على ممارسة الضغط لضمان هذه القيم. يجب أن يكون هناك دعم للصحافة والأعلام المستقل ومبادرات المراقبة وتعزيز النقاش العام حول دور وأهمية الإعلام في المجتمع والتملص من دورة تأثير العولمة والجهات التابعة وتعزيز الموضوعية بالابتعاد عن الشكلانية والتسليع رغم إن المنازلة ستكون دموية وان الكثير من المثقفين والإعلاميين يفضلون الوقوف على التل كل يغني على ليلاه يتضورون جوعا معرفيا والحكومات المستبدة والعميلة تعزف الناي على اجساد الشعب العاري تشكو الجوع والجنس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس