الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت كردي يا غبي قبل أن تكون أيزيدياً أو مسلماً، آبوجياً أو بارزانياً!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 11 / 26
القضية الكردية


نادرًا ما أتابع البثوث المباشرة، إن كانت على الفيسبوك أو التيك توك وذلك لقناعتي المسبقة بأن أغلبها كلام ممجوج لا قيمة معرفية، لكن يوم أمس أجبرت نفسي على متابعة بعض البثات على منصتي التواصل الاجتماعي وقد صدمني حقًا ليس فقط السطحية المعرفية، بل السقوط الأخلاقي والقيمي لدى الكثيرين من هؤلاء الذين يجعلون من هذه الوسائل أدوات لاخراج كل القيح من ذواتهم العليلة ولا أقصد من اتخذ من هذه المنصات وسائل لعرض فحولتهم أو أنوثتهن، فأولئك لهم "احترامنا" فعلى الأقل يخرجون بكل وضوح ليعلنوا عن بضاعتهم السكسية أو التعريص أو بيع الهوا أو ما كانت التسمية الملائمة، بل حديثنا عن البعض الذي يتاجر بالدين والسياسة حيث وللأسف التقيت بكروب يناقش فكرة الاسلام والأيزيدية وعلاقة الانسان به وأيهما الأحق والأصح وتاريخ الديانتان ودعكم من جهل الأغلبية بالموضوع فقد أرعبني حجم الاستلاب والانسلاخ لدى أغلب هؤلاء حيث كانوا يعتبرون أنفسهم أيزيديين أو مسلمين وليسوا كرداً، أو على الأقل انتمائهم الأول للدين وليس للثقافة والتاريخ والعرق ولذلك كان الصراع بينهم على أشده ومن منهم على الصواب؛ المسلم أم الأيزيدي متناسين وبجحشنة مطلقة إن الاثنان هم كرد أولًا!

أما وعلى الجانب الآخر؛ السياسة، التقيت بعدد من كروبات الآبوجية والبارزانية وكل منهم فاتح بث للشتائم والمسبات والتخوينات بحق الآخر ودون أن تجد فكرة سياسية واحدة في كل العقم واللغو الكلامي الذي يقال في جدالهم الشتائمي بحيث تصل لقناعة بأن اعداء الآبوجية هم البارزانيين وأعداء البارزانية هم الآبوجيين وليسوا الأتراك والفرس ونظامي البعث في سوريا والعراق.. يا حيف على أمة تتناسى انتمائها الحقيقي لأصلها الاثني العرقي وتبدلها بانتماءات أخرى لاحقة دينية مذهبية، بل عقائدية حزبية وتنسى بذلك أعدائها الحقيقيين مستعوضين عنها ب"أخوة أعداء" بحيث ذكروني برواية اليوناني نيكوس كازانتزاكي وتحت نفس العنوان وذلك عندما يقول لأبناء شعبه؛ "إرفعوا قبعاتكم فرؤوسكم يونانية" وذلك عندما ينقسم اليونانيين بين من يريد بقاء الخلافة العثمانية ومن يريد الاستقلال لتنشب بينهم حرب أهلية، ولكي يتمايزوا فطرف يلبس قبعات حمراء وطرف قبعات زرقاء!! وها نحن نقول لأبناء شعبنا من الجهتين دعوا أحزابكم وقادتكم ومذاهبكم فبالأخير ستجدون جميعًا أنفسكم كرداً وتحملون ثقافة ولغة وتاريخ واحد مشترك.

بالمناسبة نضع اللوم الأكبر في هذا الانقسام بالشارع الكردي على النخب السياسية والثقافية الكردية وفي المقدمة الكوادر الحزبية وقبلهم شيوخ الدين وأئمتها، الذين أنشأوا هذه الأجيال على الانتماء الطائفي المذهبي القبلي الحزبي وليس الانتماء الوطني الثقافي اللغوي الكردستاني المشترك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا