الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثبات الانفعاليّ للإيمان

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2023 / 11 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتطلَّب الإيمان ثباتاً انفعالياً صارماً مع الواقع

ثباتٌ لا يُشتته وسوسة فكر .. أو ابتزاز عاطفة

ثباتٌ انفعاليٌّ يصمد في وجه الضغوط، العاصفة بالثقة الإيمانية، التي تقود خُطى البصيرة، فوق أمواج الوقائع الثائرة، والنفسية الشاكية المتذمرة.

ثباتٌ انفعاليٌّ خاضعٌ لثباتٍ إيمانيّ

حيث ضبط النفس في سياق الروح، وخضوع التأثرات الذاتية، والانفعالات النفسية، تحت سُلطان ما يراه ويأمر به الروح، وليس ما يطرحه أو يفرضه الواقع، فالإيمان في وعد الله، وفي ضبطه لكل شيء، وقدرة ملء روحه القدوس للنفس، على تجديد وتشديد كل شيء، يجعل من التذبذب اتزان، ومن التشتُّت تركيز، ومِن فقدان التحكم والضبط، إلى ثباتٍ انفعاليّ ووجوم تفاعلي، مع ما يدور حول النفس من أحداث، وأمام أعلى زئير للمخاوف في وجه قلبها وعقلها.

ومهما كانت ادعاءات المواقف، بأنَّ مقاليد التحكُّم في حياة هذه النفس، بيد الظروف المحيطة والنفوس الأكثر قدرة على التأثير، وأنَّ مسار الأحداث ونهايتها خاضعة لأيادي الشر، ولا قدرة لهذه النفس على التحكم في مقاليد ذاتها وأيامها، وأن يديَّ الله عنها بعيدة، ونجدته لها ليست أكيدة، فالإيمان العميق، والنضج الروحي السديد، يُنَّحيان البصر عن الأمواج، لألا تُضرَب النفس بالدونية، والإلتفاف حول العجز.

إنَّما يوجِّهان بصيرتها نحو رب الأمواج، الذي يتسيَّد بخُطاه فوق فزَّاعات نفسها، فيتوارى هَلعَها النفسيّ، وتصمُت أصوات مخاوفها، وتنضج نعرتها الشخصية وهوجائية شجاعتها، ولا يترسَّب بداخل أعماقها، سوى الثقة في رُبان سفينة حياتها، الذي يقود بمهارة وسلطان طريقها وسلامتها، فيضبطها ويضبط البحر مِن حولها، فلا خطر يتسلَّط عليها، ولا يمنح عزَّة إيمانها المُستميت، طعاماً للأسماك الشرسة أو حتى الناعمة.

إنَّ هذا الإيمان هو ما يجلب الثبات الانفعالي النفسي، أمام كل حدث حُلو وحدث مُر، حدث يُرهب وآخر يُغري، فتُحفَظ النفس سالمة، في مأمن من تلاعب الظروف بها.

وهذا الثبات الانفعاليّ الترويضيّ للذات، الذي ينتج عن التدريب والتطوير المستمر، للروح والجسد والنفس، هو ما يحتاجه بالفعل هذا الإيمان العميق، كي يبقى آمناً من الإجهاض الروحيّ له، ويحيطه بالبيئة الشخصية المناسبة، الحافظة له جيداً، التي تجعله ينمو ويتعمق ويتشدد، ليعود بدوره يُروي بعطاءه المتدفق، في حياة هذه النفس، قوة ورجاء، وثبات انفعاليّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل