الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.

أحمد زوبدي

2023 / 12 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال /

- الشغيلة التعليمية عليها الإستمرار في الإضراب ومواجهة نظام رجعي أوليغارشي عميل للإمبريالية والصهيونية.

في تقريره لعام 1999 نشر البنك الدولي ما يلي : "المعرفة ستصبح سلعة كباقي السلع، تخضع لقانون العرض والطلب والمنافسة"(بتصرف). وقد سبق هذا التقرير منح الاقتصادي الأمريكي Gary Becker في سنة 1993 جائزة نوبل للاقتصاد في مجال الاقتصاد الجزئي المتعلق برأس المال البشري.
مما يعني أن قطاع التربية والتعليم وبالخصوص في دول الجنوب، الضحية الأولى للسياسات النيوليبرالية، التي انطلقت في بداية الثمانينيات مع برنامج التقويم الهيكلي، سيتم ترحيله إلى القطاع الخاص للمزيد من تراكم الأرباح وتراكم الثروة لفائدة بورجوازية طفيلية وكومبرادورية، بما فيها الإعفاءات الضريبية والمساعدات بالجملة، إلخ.
التعليم اليوم لا قيمة له في نظر إيديولوجيي الرأسمالية الاوليغارشية إلا بجلبه لرؤوس الأموال. التعليم أصبح خاضعا لقوانين السوق في أبشع صورها.
تنجر إلى هذه الإيديولوجية الهدامة الحكومات-الدمى بدول الجنوب التي تخضع لسياسات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. إهمال قطاع التربية يعبر على أن الدولة ترى فيه عالة وهو ما يجعله يصبح غير قادر على امتصاص الأفواج المتتابعة من الأطفال البالغين سن التمدرس إلى جانب الأفواج التي يقوم بقدفها إلى الشارع ليس لأنها فشلت لكن لأن المنظومة التربوية انهارت.
هذا الوضع يزيد من تأزيم الوضع الاجتماعي كما يخلق الفوضى والعنف واللاستقرار بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المزري للفئات الإجتماعية التي تم التخلص منها في أسلاك الدراسة.
مسلسل خوصصة التعليم ومعه طتفكيك الوظيفة العمومية تدفع بالدولة إلى مستوى متدني في ما يخص تدبير ومراقبة شؤون الاقتصاد والمجتمع. تفقد الدولة إياها تحكمها في الدواليب التي تكون بنيانها والذي يتحول من بنيان مرصوص الى بنيان متهالك في طريق الزوال. سيحكم على الدول أو قل الأنظمة السياسية التي اختارت هذه المسارات سيحكم عليها بالزوال لأنها لم تفطن بقيمة المعرفة وبدور العلم والتربية والثقافة في بناء المجتمعات المتحضرة.
هذه الملاحظات الأولية تنطبق على المغرب الذي أصبح عرضة مافيات تستهتر بمشاعر الأحرار في واضحة النهار. في خضم أزمة التعليم اليوم بل قل أزمة نظام سياسي فاشل قرسطوي عميل للإمبريالية ومتصهين و هيمنة لصوص التعليم الخصوصي وفي غياب النقابات التي تحولت إلى مرتزقة شريكة في الجرائم بكل أصنافها التي يقترفها النظام المخزني في حق الفقراء والطبقات الشعبية، فإن المطلوب من الأساتذة المضربين الاستمرار في الإضراب و الاحتجاج بكل أصنافه حتى تتحقق مطالبهم بما فيها طبعا المكتسبات التي ضحت من أجلها الأجيال السابقة وعلى رأسها إسقاط النظام الأساسي المشؤوم.
المطلوب اليوم كذلك هو أن تنضم كل الطبقات المتضررة من سياسات نظام مخزني رجعي متصهين وخصوصا الشباب وكل القوى اليسارية والتقدمية إلى موجة الإضرابات البطولية التي تأخذها الشغيلة التعليمية لإسقاط نمط الحكم السائد وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو


.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو




.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس


.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟




.. ماذا قال المطرب الهندي شبيه الرئيس الراحل مبارك للشعب المصري