الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستخدم العربي المسلم -العقل- ام يؤمن بما نُقِل إليه وما يُلقِّن؟ الجزء الثاني – إعترافات

نافع شابو

2023 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة
"من ليس عنده الدواء للداء الا القتل فما حاجته الى كتاب ورسول؟"
"عندما يفسد العقل يضيع الحق "
ابن الراوندي (الملحد) في كتابه "الزمرد"
في الحقيقة انا مصدوم لانّي لم احصل على ايّ جواب للأسئلة التي طرحتها على المسلمين في عشرات المقالات التي كتبتها ونُشرت في موقع الحوار المتمدن حول مواضيع مختلفة تخص "العقيدة الأسلامية"- والتي يعتنقها أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم – وآخر الأسئلة التي طرحتها يمكن تلخيصها في الجزء الأول من المقال بعنوان:" هل يستخدم العربي المسلم ألعقل أم يؤمن بما نُقل اليه وما يُلقّن؟". وكان الموضوع بعنوان:"أسئلة مطروحة على المسلمين وننتظر الأجابة :
راجع الجزء الأول من المقال كما في الموقع التالي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=811513
للأسف لم نحصل على أي أجابة في تعليقات المسلمين. وهذا يؤكد للقارئ أنَّ المسلمين لايؤمنون بالأبحاث العلمية والأركلوجيا(ألآثار) ولا يريدون مناقشة مواضيع دينية او فلسفية او عقلية، بل هم يؤمنون بما نُقل إليهم بكونه حقيقة مطلقة لاتقبل النقاش او الحوار او حتى طرح الأسئلة. لهذا اتجنب الرد على تعليقات مقالاتي المنشورة، لأنّ هذه التعليقات تطعن بالمواضيع التي اطرحها عن العقيدة الأسلامية، كونها أيدولوجية سياسية قبل أن تكون دينية. غالبية التعليقات لا تستند على حجج وادلة علمية او تاريخية او عقلية. بينما كوني باحث في الحقائق التاريخية فانا أستند على مصادر علمية واركولوجية ومخطوطات وابحاث وحقائق تاريخية واشير الى تلك المصادر في نهاية غالبية مقالاتي.
إنّ اختياري لهذا العنوان لم يأت صدفة وفي ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة بحث وتدوين وسماع دام سنوات فيه حصلت على معظم شهادات علماء اغلبهم عرب مسلمون معاصرون، اعترفوا عبرالقنواة الفضائية او الأنترنت او كتابة مقالات في الجرائد والمجلات والصحف، أو من خلال مؤلفات كتبهم. والحقيقة ان متابعتي لافكار هؤلاء الأشخاص لم تأت بالصدفة، بل كنت انا الراصد والباحث عن عقول عربية مسلمة تسير عكس التيار الجارف في العالم العربي والأسلامي. عقول متنوّرة يمكن تشبيهها مثل السمكة الحية التي تسير عكس التيار للوصول الى منابع النهر أي تسير بعكس الأسماك الميتة التي يجرفها التيار الى البحر، ولكن هذه الأسماك الحية معرضة في كل لحظة للموت والأنجراف مع الأسماك الميتة. نعم تابعت هؤلاء المفكرين العلمانيين والدينيين والمثقفين والسياسيين والباحثين الذين يمثلون أصوات الحق التي تنبع من اشخاص يحاولون ان يهدموا تيارالشر الجارف الذي يحمله التيار الديني السلفي خاصة وتيار المتواطئين مع السلطة عامة. هؤلاء المفكرين والمثقفين حاولوا ويحاولون تهدئة العواطف العربية والأسلامية التي وضعت العقل في إجازة وانجرفت الى أسلوب الفعل ورد الفعل وأسلوب تحميل كل مصائبهم على الآخرين، بل ابتكروا نظرية جديدة اسمها "نظرية المؤامرة". في حين هم كانوا فعلا أدوات ينفّذون المآمرة، إن كانت هناك مؤامرة أصلا. ولكن هذا لايعني خلو الخيرين من الشعوب والمجتمعات، وكما يقول المثل "لوخليت قلبت". كنت امينا على نقل ما كتبه وما قالوه هؤلاء المفكرين والمثقفين والعلماء نصّا دون التلاعب بالألفاظ او المعاني ليتسنى للقارئ العزيز ان يرجع الى المصادر التي دونتها لكل من هؤلاء الأشخاص.
ارجو ان تكون هذه المعلومات الخطيرة والمهمة في آن واحد ثورة على الذات للعربي المسلم وثورة على الواقع المُر الذي يعيشون فيه، فهم في دوّامة من الظلام يتخبَّطون فيه ولايوجد الا بصيص من شعاء الضوء تنير هذا الظلام في النفق المظلم الذي يمرّون فيه حاليا، خاصة في هذه الفترة المظلمة من التاريخ التي تمر بها الدول العربية، حيث الواقع يشهد على مانقوله من احداث الحروب الطائفية والحروب الأهلية والتهجير والذي عاشه ويعيشه الأنسان العربي واقعيا في كُلّ من العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وتونس والصومال وأفغانستان وايران وأخيرا وليس آخرا ما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني في غزّة من مآسي اليوم ، .
ان هؤلاء المفكرين الذين يعرضون حياتهم للخطر هم الذين يحملون هذا الشعاع من الضوء وليس امام العرب خاصة والمسلمين عامة إلاّ ان يقبلوا بأعادة النظر في تفكيرهم ومعتقداتهم وتراثهم وتاريخهم وفلسفتهم وحتى ايمانهم والّا فان الظلام الدامس سيداهمهم لامحالة.

اعترافات بعض العلماء والمفكرين المتنورين من العرب المسلمين

هناك اعترافات لكبار العلماء والمفكرين والمثقفين والمبدعين والأساتذة والمؤرخين وحتى بعض رجال الدين، ومن مختلف شرائح المجتمع العربي والإسلامي، الذين تكلموا وكتبوا واعترفوا بالمأزق العربي الأسلامي في هذا العصر وكيف ان حكام العرب الذين تسلقوا الى السلطة والمتاجرين بالدين من الأئمة والشيوخ والفقهاء ساهموا جميعهم في وصول هذه الدول الى ما هم عليه اليوم من التخلّف والجهل في جميع المستويات الثقافية والعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والفكرية. هؤلاء الخيرين بذلوا ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل بناء اوطانهم. وقد واجه الكثيرون منهم مخاطر التكفير والتشهير والملاحقة والاعتقال والطرد والتهميش والتخوين والترهيب، بل هناك من استشهدوا بسبب قول الحق، ومنهم من تم نفيهم خارج بلدانهم، من قبل الحكام وبتحريض من رجال الدين التكفيريين. كُلّ هذا حدث ويحدث بسبب محاربة وتكفير كُلّ من يُفكّر وكُلّ من يطالب بحرية الرأي والعدالة والمساوات وحق اختيار العقيدة بالرجوع الى العقل والمنطق والحقائق التاريخية
ان نداء الحق والحملة التنويرية لهؤلاء المفكرين هي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهي صرخة ضمير حي تريد لشعوبها ان تنهض من السبات العميق، ويبحثوا عن حقيقة الأيدولوجية الأسلامية التي هي السبب الرئيسي لتخلفهم في جميع مرافق الحياة العلمية والأقتصادية والثقافية والفنية والأجتماعية والصناعية والتكنولوجيا. لان العقيدة الأسلامية لاتصلح لكل زمان ومكان بل هي عقيدة صحراوية تصحّر الفكر والعقل وهي متخلفة ولايمكن لاي انسان يعيش في القرن الواحد والعشرين ان يطبق شرائع هذه العقيدة ، لكونها ، كما يقول المثل :"أكل الدهرعليه وشرب "
على المسلم الواعي ان لا يتّكل على الساسة او رجال الدين، بل أن يفكّر بالعقل والمنطق والأرادة الحُرة. والحريّة تعني أنّك تُفكّر.
يقول طه حسين في كتابه " في الشعر الجاهلي ":
عندما أُستأنف الجدال في الدين (بعد أن توقَّفَ منذُ أن أستعمل محمد السيف ضد منتقديه) بين المسلمين وأصحاب الملل الأخرى ، ولاسيّما اليهود والنصارى .هذا الجدل الذي قوى بين النبي وخصومه ، ثمَّ هدأ بعد أ، تمّ إنتصار النبي على اليهود والوثنيين في بلاد العرب ، وأنقطع أ, كاد ينقطع أيّام الخلفاء الراشدين ، لأنّ الكلمة في أيّام هؤلاء الخلفاء لم تكن للحجّة واللسان (أي لم تكن بالحوار بالعقل والمنطق) ، وإنّما كانت لهذا السيف الذي أزال سلطان الفرس واقتطع من دولة الروم الشام وفلسطين ومصر وقسما من أفريقيا الشمالية :"انتهى الأقتباس"
اعتراف طه حسين هذا أدى الى تكفيره من قبل الأزهر وخاصة في كتابه الشعر الجاهلي الذي يؤكد انه لم يكن شعرا جاهليا، بل هو شعر ما بعد الأسلام. وهو أيضا انتقد التفاسير والتاويلات في القران من قبل علماء المسلمين على النحو الذي يريدونه ويقصدون اليه الحكام (الخلفاء بعد محمد)
وللأسف لازال الى يومنا هذا منطق القوّة والترهيب هو السائد في الدول العربية والأسلامية وتاويل القرآن كما يخدم مصالح رجال الدين والسلطة هو السائد واي إنسان يخرج خارج السرب فهو كافر ويجب قتله."انتهى الأقتباس"
في كتابه "شخصية الفرد العراقي ص54" يشير المؤرخ العراقي علي الوردي فيقول:"انّ أهم اسباب الأزدواجية في الشخصية العراقية هو التناقض والصراع بين قيم البداوة والحضارة, حيث اصبح ظاهرة واضحة في شخصية ألأنسان العراقي خصوصا و"العربي عموما".... .حيث أهتم العرب منذ القديم بالكلام دون العمل ولم يواكبوا التطورات والمسائل العلمية والحضارية وتمسّكوا بالشعر والأدب والدين لأيجاد المبررات لأستمرار حياة الفقر والبؤس التي يعيشونها بهروبهم الى دنيا الأحلام ...فامّا أن تكون هذه الشخصية ذات طابع عنفي ويرافقها ألأنفعال , الغضب, التكبُّر, المفاخرة الكاذبة, الصلف, التحجُّر العقلي , التلذّذ بتعذيب الآخرين والأسراف في الطموح...أو تكون شخصية ضعيفة خاضعة يرافقها الكبت , الكذب, التصنُّع الكاذب, النفاق , الحقد, اللوم وفقدان الثقة بالآخرين ,والوشاية والأنتقام والأعتماد على الغير والأسراف في الخيال , وكذلك يتصفون بالنقد والتجريح ويتلوّنون حسب المصالح ,ويتنازلون عن اي شيئ في سبيل الوصول الى أهدافهم الشخصية حتى على حساب ديانتهم وكرامتهم الشخصية . يطرحون "أفكارا" متحرّرة ولكن في الواقع لا يؤمنون بها, وهذا ما نراه في تعاملهم اليومي خاصة مع المرأة والتعصب السلبي في التعامل معها في الحياة العامة"انتهى الأقباس".
يقول الكاتب فهد عامر الأسدي
العرب لا يجمع شتاتهم غير طاغية ظالم،أو ملك حازم . ويستشهد بما قاله أبن خلدون في مقدمة كتابه:
جاء في الفصل السابع والعشرين قول ابن خلدون: ".. العرب لا يحصل لهم الحكم والملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين.. والسبب أنهم أصعب الأمم انقياداً بسبب الغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة وقلما تجتمع أهواؤهم. فإذا كان الحكم بالدين أو الولاية ذهب عنهم خلق الكبر والمنافسة فسهل انقيادهم واجتماعهم... كما جاء في الفصل الثامن والعشرين قوله: ".. العرب أبعد الأمم عن السياسة وذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم.. يصعب انقياد بعضهم لبعض لإيلافهم ذلك ورئيسهم محتاج إليهم للعصبية والمدافعة، فكان مضطراً إلى إحسانهم وترك مراغمتهم لئلا يختل عليه شأن عصبيته، فيكون فيها هلاكه وهلاكهم. وسياسة الملك والسلطان تقتضي أن يكون السائس لهم بالقهر وإلا لم تستقم سياسته..".
وأخيرا يقول الكاتب : وأنا مثلكم أيها السادة؛ كنت أتمنى لو كان ابن خلدون مخطئاً في كلامه هذا.. غير أن ما قاله قبل ستمئة عام مازال ينطبق علينا هذه الأيام، زمن الدواعش والحوثيين وتداعيات الربيع العربي.. كنت أتمنى مخالفته وتفنيد ادعاءاته لولا عودتنا الدائمة للتقاتل والتناحر كلما زالت سلطة الحاكم، وخفت سلطة الدولة وتحول الدين إلى فرق ومذاهب ومليشيات مسلحة.(1)
يقول "أحمد عصيد" وهو كاتب وشاعر مغربي وباحث في الأمازيغية وناشط حقوقي:
"في عهد العباسيين خاصة في عصر المأمون كانت هناك حركة عقلانية سميّت بالمعتزلة. المعتزلة كانوا دعاة العقل ويفضلونه على النقل. كانت فلسفتهم تتركز على ان الأنسان حر مخيّر مسؤول له إرادة وحرية وليس مسيّر. عندما يكون العقل مسير فهو سيرتكب جرائم ويقول أنا مسير ولست مخير.
الجبرية لا أراد للأنسان لكونه يؤمن بالقضاء والقدر أي ما مكتوب على الجبين تراه العين
هكذا وعبر التاريخ الأسلامي سيطر فكر القدرية على المسلمين وأصبحوا كالقطعان مسيرين وليسوا مخيرين.(2)
نعم عندما جاء المتوكل قضى على المعتزلة بفتاوى الشيوخ ليمنعوا الفلسفة العقلية. كذلك في الأندلس شيوخ أفتوا ضد ابن رشد وإبن مأمون اليهودي واضطهدوا النصارى واليهود.
هكذا بدأ الأنحطاط في الشرق (العباسيين) وفي الغرب (الأندلس). فعندما يتزمّت الفكر الواحد ويقول بامتلاكه الحقيقة فهذا يؤدي الى سقوط الحضارات، لأنّ الحضارات تتكامل
يقول ابن رشد:
"التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل. فإن أردتَّ التحكّمُ في جاهل، عليك ان تُغلِّف كُلِّ باطل بغلاف ديني".
المفكرة الراحلة نوال السعداوي التي دافعت عن حقوق المرأة وكانت في كل كتاباتها تدافع عن الحرية والعدالة والحق تقول:
أنا دائما أقول أنّ الأبداع هو القدرة على رؤية التناقضات، وعندما المسلم يدرس العقيدة الأسلامية سيرى فيها كم هائل من التناقضات:
التناقضات في الآيات القرآنية
التناقضات في التفاسير القرآنية لعلماء المسلمين
التناقضات في التاريخ الذي كتبه الخلفاء (بعد محمد) والضحايا عبر التاريخ
التناقضات في حياة المسلمين بسلوكهم واقوالهم وافعالهم .
وتضيف فتقول :
الأبداع هو القدرة على رؤية التناقضات التي لا أحد يراها من المسلمين (انتهى الأقتباس).

أمّا المفكر الدكتور عبد الكريم بكار في برنامج اضاءات على القناة العربية بتايخ 6-3-2006 يقول:
"المشكلة عندنا نحن المسلمين ان كل شيء معصوم ولا يقبل واحدنا الراي الآخر. الديمقراطية تتقاطع مع الأسلام.. الدولة هي وليدة عيوبنا والمجتمع وليد فضائلنا.. الدولة اليوم تتدخل في كل شيء، كل خمسة مواطن هناك شرطي.. الخطاب الأسلامي يفتقر الى التحليل وعلى ادواة للرؤية وفهم الطبائع ويحتاج الخطاب الأسلامي للمتلقي. الخطاب ألأسلامي يفتقر الى العمق والتحليل وشروط قبول المتلقي. الخطاب الأسلامي تحوّل الى اليأس والحزن. اليوم مجالسنا فقط تتحدث عن السلبيات. الرؤية النقدية للمجتمع تنقل العالم الى التقدم" (انتهى الأقتباس)
هذا هو للأسف الفكر السلبي السائد في الدول العربية والأسلامية وقبل أيام وبعد تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل تمّ الأفراج عن اثنان من الأخوة الفلسطينيين من قبل إسرائيل. وأول عمل لهم قاموا بقتل مدنيين إسرائيل في الضفة الغربية. هذا هو ما يؤمن به المسلمون عندما يقولون للآخرين :"أنتم تحبون الحياة ونحنُ نحبّ الموت" وهو حديث منسوب الى الرسول .
يقول محمد اركون الفيلسوف والمفكر الجزائري عن المنهاج التفكيكي للعقل الإسلامي:
"هناك مذاهب المعتزلة والفلاسفة الذين اهتموا بالعقل والميل التسائلي، والمعتزلة لايخرجون بالسياج اللاهوتي اما الفلاسفة يخرجون من السياج اللاهوتي وهذا كله يجب أن يدرّس ونقرأ النص القراني والخطاب القراني ونقارنها مع جميع الفلسفات. ونحتاج الى قراءة تاريخية حتى يبرز خصائص العقل. نحتاج الى المنهاج التفكيكي للعقل الأسلامي، وهذا استعمل في المدارس الأوربية ولم يكن موجودا في التراث الأسلامي.
وعن سؤال مقدم البرنامج لماذا تفكيك العقل الأسلامي بالذات؟ أجاب المفكر والفيلسوف الدكتور محمد اركون:
هذا متعلّق بالمناهج الأسلامية السنة والمتصوفة لان المورخ لايميل الى فرقة واحدة (الفرقة الناجية وكل الفرق الأخرى تزول) هذا موقف ارثودوكسي، أي الموقف الذي يعتني بمذهب واحد ويعزل المذاهب الأخرى. الفكر هو كله فكر ويجب بالبحث العلمي أن تبرز كل الأفكار والثقافات. العقل الأسلامي، اقصد بذلك أنواع العقلنة التي يختص بها كل مذهب. فمثلا عقل المعتزلة يختلف عن الحنابلة والشيعة يختلف عن الشيعة الأسماعيلية" (انتهى الأقتباس)(3)
وفي كتابه "نافذة على الأسلام " يتساءل اركون: لماذا لايغطي احدٌ لتلك الدراسات العلمية النقدية (للوحي)، ولماذا تظل بلا صدى في الجمهوريين؟ هذه الظاهرة المدهشة للتواطؤ ألأيدولوجدي حول الأسلام .... واقول سلفا هنا: "إنّ الوحي لم يُدرس في أيّ مكان، حتى أيامنا هذه، في تجليّاته الثلاثة اللغوية ألأوليّة – في العبرية والآرامية(السريانية) والعربية – وفي الشروط التاريخية والأنتربولوجية (ألأنسانية) لهذه الظهورات الثلاث . وها هنا تقصير من التاريخ المقارن للديانات والعلوم الأجتماعية وعلوم الأنسان ...قد يبدو غلوّا قولنا إنَّ"الوحي" لم يُدرس، في أي مكان في تجليّاته التاريخية الثلاث....إن مهمة مؤرخي الديانات والثقافات والفلسفات هي إظهار كيف ان مجموعات عرقية – ثقافية متنوعة الحجم والدينامية قد استقت من مخزون مشترك مخزون من الأشارات والرموز ، لتنتج منظومات من العقائد ومن اللاعقائد ...ففي حقل المعقولية الجديد هذا ينبغي ان يعاد فحص ظاهرة (الوحي) خارج التعريفات العقائدية التي ما تزال تصون القوّة المحركة ذات الجوهر الأيدولوجي لما يُدعى "الديانات المنزّلة "... المجال المسكوني لاهوتيا وقانونيا مقسوم الى "دار الأسلام" . حيث تطبق الشريعة الإلهية المنزلة في القران، والتي بيّنها وطبّقها النبي (ص) والخلفاء الراشدون في المدينة. من عام 622 الى عام 661 (وسلالة الأئمة عند الشيعة). والى "دار الحرب" حيث يهدّد "الكفار" دائما، كما كانت الحال في مكة والمدينة في زمن الرسول، بأن يُحلّوا القوانين " الوثنية " محل الشريعة الحقة. ومن هنا ينتج وضع (الذميين) اليهود والنصارى، المعترف بهم على انهم اهل الكتاب، لكنهم من الناحية اللاهوتية، خارج "الفرقة الناجية".(انتهى الأقتباس).(4)
اما الكاتب عدنان حسين يقول:
التعصب يُعمي.. ونحن -العرب والمسلمين- أمة عمياء، لأننا متعصبون للغاية قوميا ودينيا (وحتى مذهبيا). نرى أنفسنا أخيَر ألأمم (أي اكثر الأمم أخلاقيا) وأعلاها درجة واسماها مقاما وأرفعها شرفا.. والفرقة الناجية والجماعة الموعودة بالمستقبل وبالجنة.. نستكين الى هذا الشعور، ونركن الى هذه العصبية، ولا نريد أن نرى الواقع من حولنا، والواقع شيء آخر تماما.. فها نحن نجرجر أقدامنا وأذيالنا في آخر الركب الحضاري المعاصر، مع أننا من أغنى الأمم .... بعضنا يعتقد أن العالم يكرهنا.. هذا خطأ كبير، فنحن لا نظهر للعالم أننا نحب غيرنا، كما هو يحب بعضه بعضا.. نتسابق على ان نقدم اليه صورة عنا مشحونة بإمارات الغضب، وعلامات الكراهية، ونتنافس في تبرير اعمال الإرهاب،ولا نقدم في مناسبات المحنة والكارثة لمسة حنان تقول إننا إنسانيون مثل الآخرين.
المشكلة فينا، فنحن لا نعرف الحب.. إلا حب أنفسنا المبالغ فيه إلى أبعد الحدود، وأكثرها التباسا مرضيا. (انتهى الأقتباس)(5)
الشاعر عبد العزيز خوجة في برنامج روافد على القناة العربية بتاريخ 4-11-2006 يقول:
" أنا أقول ان في عقلية العربي التصحُّر والصحاروي أي هو يصحّر البلدان التي يدخلها بكل ما لهذه الكلمة من معنى، الله خلقنا احرار وإذا لم تعط الفرصة للأنسان لكي يكون حرا فلابد ان يحاول الخروج عن الشمولية (الفكر الواحد) لان في طبيعة الأنسان هناك التنوع واختلاف الآراء
النظام الشيوعي الشمولي بعد سقوطه رأينا الأنسان المسيحي رجع الى دينه وهكذا المسلم واليهودي. (وهذا يُذكرنا بحروب الردة حيث ظل السيف مسلط على رقاب الناس منذ 1400 سنة). (انتهى الأقتباس)
أمّا الشاعر قاسم حداد يقول على القناة العربية 19-1-2007
نحن في عصر هو اجترار للماضي. هذا الخراب الفكري أصبح يصادر الأسئلة الشخصية للمثقف للمبدع وحتى الأنسان العادي. حتى الأسئلة العادية غير مقبولة، لأنها تعارض المسلمات.. في الفكر العربي هناك قضايا جاهزة معلبة عليك ان تسوقها وتروجها وليس عليك ان تبدع في الفكر
في الستينات وبداية السبعينات (الزمن الجميل) كانت فرص من الفرص الضائعة. كانت زهرة امل وعن طموح صادق وملموس كحلم وبصدق عميق وحقيقي ولذلك تتضاعف الحسرى الآن عندما ترى وتعيش ما يحدث وترى كل احلامنا ذهبت هدرا ونحن مرشحين لهزيمة للمشاريع الحضرية.. نحن غير مسموح لنا ان نستفاد من دروس الماضي الحكام لايريدون الأستفادة من الدروس، لأن حياتهم يستمدونها من التضحيات للشعوب وممآسيهم .. "(انتهى الأقتباس).
الأستاذ حمزة المزيني في برنامج اضاءات 15-5-2006 يقول:
" التعليم مختطف من جهات عديدة بمعنى فرض ايدولوجية على مناهج الدين الحديث والتوحيد والفقه . تغيّر التعليم منذ 1970 الى الصبغة الدينية والفكر الأقصائي المعادي للآخر تم تكريسه ضد الفكر السائد في السبعينات. المناهج تكفّر الآخر انهم قلبوا المناهج لتوجيه الشباب لغاية سياسية ايدولوجية.. المشكلة تكمن في الدعوة على حساب التعليم. طالب يثبت فكره الموت ويزيح من فكره الجماليات. اليس هذا لهدف مستقبلي لفكر الجهاد والموت. (انتهى الأقتباس)

يقول الفنان المعماري العراقي "رفعة الجادرجي"، المعماري، المخضرم، والمتميز، مؤلف ومنظّر وأكاديمي معروف عالميا والحاصل على جائزة تميّز مدى الحياة:
"أنا أرتاح لهذه الجائزة للحرفة التي لم تأخذ مكانها، في الوطن العربي. نحن حضارتنا بالأساس هي حضارة بدوية تهتم بالشعر والشعراء ولهذا نرى تماثيل وشوارع باسم الزهاوي والرصافي.. الخ، ولكن ليس لنا تمثال معماري لكن هناك تقدير للشعراء.. ويضيف فيقول: الحضارة تبنى في الحقيقة على الحرفة ولا تبنى على الكلام(الشعر). (انتهى الأقتباس)
نعم اليوم لايوجد مكان للمعماريين أمثال رفعة المعماري ولا مكان للمعمارية زهى الحديدي وهي من أشهر معماريي العالم. كذلك لامكان للمبدعين والعلماء والفانين والفلاسفة والأطباء والمخترعين والأساتذة والمهندسين في الدول العربية والأسلامية. هناك اهتمام فقط برجال الدين والأحزاب الأسلامية والبكاء واللطم على شخصيات ماتت قبل سنة 1400. (انتهى الأقتباس).
المصادر والمراجع
1 –
راجع مقالة بعنوان
ماذا قال ابن خلدون عمّن يحكم العرب؟
فهد عامر الأحمدي
https://www.alriyadh.com/1107685#:~:text2-
2
- راجع الموقع التالي
الأسلام ليس فيه عقل (اقرأ ما ورد في الفيديو)
https://photos.onedrive.com/share/E5548F57F1C15C08!156?cid=E5548F57F1C15C08&resId=E5548F57F1C15C08!156&authkey=!AD4tLMaeQeHsH4Y&ithint=video&e=ybLAO9
3-
راجع
برماج إضاءات -اعترافات محمد اركون قناة العربية 12-1 2000
4-

الفيلسوف محمد اركون في كتابه "نافذة على الأسلام

5-
مجلة ايلاف الألكترونية
الكاتب عدنان حسين
https://elaph.com/Web/NewsPapers/2010/1/526986.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-