الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى

مهدي سعد

2006 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أهدي هذا المقال إلى أغلى وأعز اخت على قلبي ، هذه الاخت التي اكتشفت أنها اختي بعد مرور أكثر من ثمانية عشرة عامًا على ولادتي ، فكانت لي السند المساعد والاخت المثالية التي وقفت إلى جانبي دائمًا .

لا شك أن العلاقة بين الدين والسياسة تعتبر إحدى أهم المواضيع التي تشغل بال الفكرين الديني والسياسي على السواء ، وقد احتدم الخلاف فيها بين فئة داعية إلى الفصل التام بين الدين والسياسة وهم العَلمانيون ، وفئة أخرى تدعو إلى تطبيق الشريعة الدينية في النظام السياسي وتؤكد على ضرورة أن تكون الشريعة هي المصدر الأساسي للحكم والتشريع في الدولة وهم "السلفيون" أو "الأصوليون" .

وكان لتطبيق العلمانية في دول الغرب أثر كبير في تحديث النظام السياسي وترسيخ أسس الدولة الوطنية وإشاعة الحريات الدينية على مختلف أشكالها . إلا أن تطبيق العلمانية في هذه الدول أخذ بعدًا إلحاديًا ، حيث لم يعد للعقائد الدينية التأثير اللازم في المجتمع خصوصًا لجهة تهذيب الأخلاق وفرض قواعد إنسانية للتعامل بين الناس ، فأصبح الهم الأساسي للإنسان هو الربح والمال ولم تعد تؤثر به العقيدة الدينية وحتى أن البعض بات يعتبر الإيمان بالله أسطورة ولى زمانها .

لكن إذا نظرنا إلى واقع الحال في الدول التي تطبق الشريعة الدينية فإن الوضع هناك ليس أفضل حالاً من الدول العلمانية . فالأنظمة التي تعتبر نفسها مُطبِقة للشريعة وإن ساهمت في ترسيخ بعض المبادئ الدينية السامية في المجتمع ، إلا أنها قمعت الحريات الفردية والجماعية باسم الدين واستغلت سلطان الدين من أجل فرض نمط معين من الحياة في البلاد ووقفت في وجه كل محاولة لتغيير وإصلاح النظام السياسي .

إذًا ، لا العلمانية المتطرفة على النمط الغربي هي الحل ، ولا تطبيق الشريعة الدينية على النمط الإسلاموي الشرقي هو الحل أيضًا .

وأقول هذا ليس لأنني اعتقد بوجود نظام سياسي آخر يضع حلولاً جذرية وسحرية لكل مشاكل الإنسان والمجتمع . إلا أنني أرى بتطبيق الديمقراطية المقرونة بالعلمانية باعتبارها فصلاً بين الدين والدولة ، إلى جانب "اعتبار الدين أسًا جوهريًا في قيام المجتمع الأسمى ، والترحيب بعمل رجاله في نشر مبادئ الكمال الإنساني" كما جاء في ميثاق الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني ، أرى بذلك مجموعة من المبادئ الأساسية والعامة لقيام نظام سياسي بإمكانه أن يضع حلولاً للكثير من الإشكاليات في الدولة الحديثة وأهمها إشكالية العلاقة بين الدين والدولة .

فالعلمانية هي الضمانة للحد من العصبية الدينية والطائفية السياسية وكافة أشكال التمييز والتفرقة وعلى رأسها العشائرية والقبلية . وكذلك فإن العلمانية هي التي تجمع المواطنين على الانتماء الوطني والإنساني وتعزز مفهوم المواطنة في المجتمع .

والدين باعتباره عقيدة روحية ورسالة اجتماعية وأخلاقية يشكل ضرورة إنسانية من أجل توجيه وتصويب سلوك الفرد نحو ترسيخ المبادئ الأصيلة في تعامله مع نفسه ومع الأخرين . وكذلك فإنه يُفترَض أن يكون لرجال الدين دورًا محوريًا في إشاعة مبادئ الكمال الإنساني في المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟