الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزنوج الافارقة هم اول من عمر قارة أمريكا

محمد مقنع

2023 / 12 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الدكتور مارك هوب (Prof. Mark Hubbe)، استاد الأنثروبولوجيا بجامعة أوهايو واخرون، وجدوا بان سكان قارة امريكا الاصليون كانوا زنوجا، اذ اكتشفوا التفاوت المظهري بين السكان المتأخرين والأوائل للقارة. على الرغم من أنهم يقترحون أن أقدم السكان الذين عبروا مضيق بيرينغ كانوا زنوجا ميلانيزيون، تشير أحدث الدراسات إلى أن هؤلاء السود جاءوا من أفريقيا بدلاً من شرق آسيا لأن الهومو سابينس كانوا قد استقروا بأمريكا الجنوبية قبل 45000 سنة.
من الصعب تخيل أنه كان من الممكن عبور مضيق بيرينغ قبل نحو 45 ألف عام، نظرًا لتأثير العصر الجليدي الأخير الذي غطى أمريكا الشمالية في الفترة من 110,000 إلى 17,000 سنة مضت. لم يكن هناك ممر آمن خالي من الجليد على الجانب الشرقي لسلسلة جبال الروكيز حتى حوالي 13,000 سنة مضت. وعلى الرغم من ذلك، يظهر وجود آثار للأفارقة الزنوج في الأمريكتين قبل عبور "السيبيريون" للمضيق بحلول العام 12,500 قبل الميلاد.
تعود أقدم مواقع للسود الزنوج في أمريكا الى 45,000 سنة قبل الميلاد، فقد اكتشف علماء الآثار مواقع تمتد من كندا إلى تشيلي تتراوح اعمارها بين 20,000 و45,000 سنة (1) كموقع حوض الغراب القديم (Old Crow Basin) (38,000 ق.م.) في كندا؛ كهف اوروكراندي (Orogrande) (36,000 ق.م.) في الولايات المتحدة؛ وبيدرا فورادا (Pedra Furada) (45,000 ق.م.) بالبرازيل. نظرًا لأن أقدم التواريخ لاستيطان القارة الأمريكية حدثت في أمريكا الجنوبية، اقترح المتخصصون أن أقدم المستوطنين لقارة امريكا جاءوا من أفريقيا قبل ذوبان الجليد في مضيق بيرينغ ثم تحركوا شمالاً.
يشير تواجد مواقع تعود للعصر الجليدي في أمريكا الجنوبية إلى أن هؤلاء الأشخاص ربما جاءوا من أفريقيا. وهذا يفسر التشابه بين اللغات الأفريقية وعائلة اللغات الأميرندية (Amerind languages) (4).
في السبعينيات، تم العثور على جمجمة لسيدة في البرازيل تعود إلى عام 12,000 قبل الميلاد. وجد الدكتور والتر نيفيس (Dr. W-alter-Neves)، أستاذ الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة ساو باولو، بعد إعادة بناء جمجمة (Luzia) أنها اما تنحدر من الزنوج الافارقة أو من الزنوج الذين يعمرون جزر المحيط الهادئ. عثر على هياكل عظمية قديمة أخرى تعود للعرق الزنجي في تشيلي بمونتيفيردي (Monteverde) (12,500 سنة)، تيرا دل فويغو (Tierra del Fuego)، كويفا دي فيل (Cueva de Fell)، تريس أرويوس (Tres Arroyos)، وبعض الأماكن الأخرى في باتاغونيا الأرجنتينية (Argentinian Patagonia).
هوب وآخرون يدعون أن هذه الهياكل العظمية تعود للسكان الأصليين الأستراليين أو السكان السود في ميلانيزيا. وهذا أمر غير مرجح تمامًا نظرا لحقيقة أن هذه الهياكل العظمية تم العثور عليها بالقرب من المحيط الأطلسي. تؤكد هذه المواقع إلى احتمال وجود هجرة من أفريقيا إلى المكسيك، مشابهة لهجرة الأولميك قبل 11,000 عامًا (4). ويدعم هذا البقايا العظمية التي عثر عليه في منطقة البحر الكاريبي. بحلول عام 11,500 ظهر سكان زنوج اخرون من أفريقيا في كولومبيا وفنزويلا والبرازيل مثل لويزا. وهذا يقترح أن السكان الزنوج الافارقة هاجروا لقارة أمريكا عبر المحيط الأطلسي.
اكتشف الأثريون قاربًا قديمًا في نيجيريا، يعود تاريخ صنعه إلى أكثر من 10 آلاف سنة. ما يثير الاهتمام حول قارب دوفونا (Dufuna canoe) هو ارتباطه بثقافة نشأت في أفريقيا قرابة 12,000 قبل الميلاد، وهي تقريبًا نفس الفترة التي استقرت فيها الشعوب التي تنحدر منها لويز، وباقي الهياكل الزنجية التي تم اكتشافها قبالة شبه جزيرة اليوكاتان بأمريكا اللاتينية. يعزز اكتشاف قارب دوفونا فكرة أن الأفارقة في هذا الزمن المبكر كانوا يمتلكون التكنولوجيا اللازمة للإبحار نحو أمريكا اللاتينية.

ورد في كتاب لأنثروبولوجي كولومبي صدر في بدايات القرن العشرين، أن الأوروبيين خلال استعمارهم لأمريكا رصدوا العديد من القبائل الزنجية، وان الهنود الحمر افادوا بأن أسلافهم وجدوا شعوبا زنجية قصيرة القامة عندما اجتاحوا القارة.
كارلوس كويرفو ماركيز، الدراسات الأثرية والإثنوغرافية. المجلد الأول
لقد أشرنا بالفعل إلى أنه في تماثيل الأشكال 13 و14، ذات المظهر العتيق والتي تمثل بسمات فريدة، تجسد بدقة ملامح النوع الزنجي؛ وهي حقيقة مميزة ليست فريدة في أمريكا، وتتكرر في أقدم منحوتات المكسيك، مثل الرأس الضخم من الديوريت في هوايبان والفأس العملاقة في فيراكروز، حيث تظهر تشابهات كبيرة خاصة مع إحدى التماثيل المذكورة.
هل تعني هذه الحقائق أن أمريكا كانت في العصور القديمة مأهولة بشعوب من العرق الزنجي؟
تؤكد هذه الفرضية أن المستعمرين وجدوا قبائل صغيرة متفرقة في كل أنحاء العالم الجديد التي اعتبرت من اللحظة الأولى على أنها زنجية.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر الزنوج في العديد من التقاليد الأقدم لبعض الشعوب الأمريكية. تقول بعض القبائل في داريين أنه عندما وصل أسلافهم لأول مرة إلى تلك المنطقة، كانت مأهولة برجال صغار الحجم وسود البشرة الذين انسحبوا فيما بعد إلى الغابات؛ ويعود أصل الباياس والتاباليساس في كوناكوناس إلى رجل وامرأتين، إحداهما هندية والأخرى زنجية، كانوا يعيشون على شواطئ تاتاركونا.
إلى هذا النوع، بلا شك، يجب أن تنتمي الهياكل العظمية القديمة، التي تتمتع ببنية مختلفة تمامًا عن تلك الخاصة بالعرق الأمريكي الأحمر، والتي وُجدت في عدة نقاط على امتداد القارة من بوليفيا إلى المكسيك. في هذا السياق يجب ان نشير للجمجمتان، ذات الفك البارز، الجبهة المنخفضة، والنتوءات العظمية المتطورة، وقوسي الحاجبين القوية، التي تم العثور عليها في جبال سوماباز من قبل البروفيسور المستنير السيد الدكتور خوان دي ديوس كاراسكيا، والتي تشبه إلى حد كبير جمجمة الإنسان القديم من كرو-مانيون.
لذا، من الممكن، كما نكرر، أن تكون أمريكا الشابة في عصور غابرة أيضًا قارة سوداء، وأن يكون الأتوميين في المكسيك والكاراكولس في هايتي والأرغواهوس في كوتارا والأراوس في أورينوكو والبورسيخيس والماتاياس في البرازيل والمانابيس في كيتو والتشوانا في داريين والألبينو في بنما، بقايا العرق الأصلي الزنجي، الذي تشكل منه لاحقًا العرق الأحمر أو الأمريكي.
في هذه الحالة، فإن التماثيل الاثنتان التي تحدثنا عنهما، وكذلك أقرانهما المكسيكية، لن تكون سوى ذكريات حافظ عليها المغتصبون الذين احتلوا القارة.
ربما في يوم من الأيام، عندما تتلاشى الظلال الكثيفة التي تخفي الماضي البعيد للتاريخ القديم لأمريكا الما قبل التاريخ، ستظهر لعلماء الآثار آفاق مشرقة وغير معروفة الآن، تُخفيها اليوم ظلال مظلمة وغامضة بشكل عميق.
Carlos Cuervo Marquez, Estudios Arquelogicos y Etnograficos. Vol. I
En la correspondiente descripción, ya hemos hecho notar que en las estatuas de las figuras 13 y 14, de apariencia antiquísima y representadas con singulares atributos, están fielmente reproducidas las facciones características del tipo negroide hecho significativo que no es único en América y que se repite en las más antiguas esculturas mejicanas, tales como en la gran cabeza diorítica de Huayepan y en el hacha gigantesca de Veracruz, con la cual sobre todo presenta grandes analogías una de las estatuas mencionadas.
¿Acaso estos dos hechos concordantes significan que en remotos tiempos la América estuvo ocupada por gentes de raza negra?
Corrobora esta hipótesis el que los conquistadores encontraron dispersas en toda la extensión del Nuevo Mundo pequeñas tribus que fueron desde el primer momento consideradas como negras.
Además, los negros figuran con frecuencia en las más remotas tradiciones de algunos pueblos americanos. Algunas tribus del Darién dicen que cuando por primera vez llegaron sus antepasados a esa región, estaba ocupada por hombres pequeños y negros que luego se retiraron a los bosques y los payas y tapalisas, de los Cunacunas, hacen remontar su origen a un hombre y a dos mujeres, una india y otra negra, que vivían a orillas del Tatarcuna.
A esta raza, sin duda, deben referirse los antiguos esqueletos de estructura muy distinta de los de la raza roja americana que en varios puntos del continente se han encontrado desde Bolivia hasta Méjico. Dignos de atención a este respecto sonios dos cráneos, de exagerado prognatismo, de frente rebajada, de apófisis desarrolladas y de fuertes arcos superciliares, encontrados en las montañas de Sumapaz por el ilustrado profesor señor doctor Juan de Dios Carrasquilla, los que en un todo recuerdan el cráneo del viejo de Cro- magnon.
Posible es, pues, lo repetimos, que en época antiquísima la joven América fuera también continente negro y que los otomíes de Méjico, los caracoles de Haití, los arguahos de Cutara, los aravos del Orinoco, los porcijís y los matayas del Brasil, los manabís de Quito, los chuanas del Darién y los albinos de Panamá, sean los restos de la raza negroide autóctona, sobre la cual se formó posteriormente la llamada roja o americana.
En este caso, las dos estatuas de que venimos hablando, así como sus semejantes las mejicanas, no serían sino reminiscencias que de los primitivos naturales conservaron los invasores que en seguida se adueñaron del continente.
Quizás algún día, al disiparse las densas sombras que ocultan el remoto pasado de la prehistoria americana, se descubran para la ciencia horizontes brillantes y desconocidos, velados hoy por tinieblas tan profundas como misteriosas.


المراجع
1. Warwick Bray, The Paleoindian debate: https://www.nature.com/articles/332107a0.pdf
2. A Three-Stage Colonization Model for the Peopling of the Americas: https://journals.plos.org/plosone/article/file?id=10.1371/journal.pone.0001596&type=-print-able
3. Estudios arqueológicos y etnográficos, Carlos Cuervo Márquez
4. Olmec (Mande) Loan Words in the Mayan, Mixe-Zoque and Taino Languages by Clyde Winters: https://www.academia.edu/1898541/Olmec_Mande_Loan_Words_in_the_Mayan_Mixe_Zoque_and_Taino_Languages








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة