الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماء لا تعرف غير التسامح والحب .. هل تفتح ابوابها للقتلة ؟

مارسيل فيليب

2006 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف يمكن ان تقبل عدالة السماء دخول القتلة ومرضى الشبق الجنسي الى الجنة ، أن كان هناك جنة أصلاً، وفي أية مزبلة سيكون مصير المجرم الذي فجر حافلته أمس بين كادحي الحلة الأبرياء، موهماً أياهم انه يحمل لهم رغيف خبز ليسدوا به جوع اطفالهم المساكين ، هبوا معي جميعاً لنتضامن ايها العراقيين ، ولنجمع التواقيع ضمن حملة واسعة ، نطالب فيها عدالة السماء ( ودائرة البلديات ) ، أن لا تقبل حتى بقايا من خلايا هؤلاء القتلة في أحقر مزابلها . أي وعي هذا الذي يصدق بدخوله جنة كهذه وأخذ حصته فيها من ماخور الحواري مقابل ارتكاب جريمة قتل ابرياء ، ربما صلوا الفجر وتناولوا استكانة شاي مر على عجل وتوكلوا ، وربما نسوا حتى أن يقبلوا اطفالهم ، خرجوا مسرعين بحثاً عن رغيف خبر ولقمة دافئة ، لطفل أو ، لزوجة ، لأم واخت أو أب حنت ظهره سنوات القهر . أريد أن أصدق في قرارة نفسي أن كل من يقومون بهذه الجرائم هم بشر مثلنا ، لكنه غيرمعقول ، والتساؤل الذي يحيرني ... كيف نقطع على هؤلاء وامثالهم حتى لذة الحلم بجنتهم الماجنة ، كيف نقتل في عقلهم الأرعن رغبة مواصلة هذه اللعبة الخطرة ، كيف نحمي ارواح ابرياءنا وكادحينا واطفالنا ودمنا المراق في كل لحظة من هذا الزمن الضائع ، بين دمار ماخلفته الدكتاتورية والحرب ، وما تشبعت به روح الأنسان العراقي من عنف وقلق بكل قساوة الحقيقة ورعبها ، كيف نصل الى النقطة الأبعد في تفكير ووعي من لازال مغرماً بلعبة الموت ، كيف يمكن ان نعالج أسباب هذا الدمار السايكولوجي والروحي الذي انتشر كالوباء في وطن المحبة والسلام ، كيف نعيد تجسيد الحياة بشكل ايجابي متجاوزين كل المخاوف والآلام ، الى رؤى وعي ذاتي يمنح معنى لوجودنا ومواصلة الحياة . سألني اليوم جاري الشاب الأسترالي ( جيل ثاني من أب باكستاني مسلم مولود في أستراليا وأم استرالية مسيحية ) ، له طفل واحد اصغر من حفيدي الأول ، كيف يدربون الأنتحاري على تفجير نفسه ، هل هناك معاهد أو مؤسسات سرية لتدريبهم ، ولماذا لا تقوم الحكومة والأمريكان بتجنيد كل مخابراتهم لتحديد مواقعها وأغلاقها ، اردت أن اتفلسف لأبدأ كما يقال من " راس الشليلة " كي أشرح له وجه نظري الشخصية ، فسألته في اي جامع يذهب للصلاة ، أجاب .. لا ... انا لأ أفهم لغة القرآن ... اذهب مع زوجتي الى الكنيسة ، لافرق كلنا نعبد الله ، .... ((هذا الأنسان أول تعارفي به عند انتقاله بجوار منزلي ، عرفني بنفسه كمسلم ، ويومها قلت ضاحكاً وعلى سبيل المزاح ، أتمنى أن نبقى أصدقاء لأنني شيوعي مسيحي )) ، .... ترى متى يمكن أن يحدث هذ التعديل الوراثي في قناعات هذا العالم والجيل الجديد ، كلنا يعبد اله واحد والأيمان أو اسلوب التعبد وشروطه وضوابطه وقوانينه ، هي علاقة بين الخالق والمخلوق لأن الأنسان وجد ليكون حُرْ في أختياره ، كم كان سيكون العالم أجمل لو تحققت هذه القناعة ، وأعتقد انه حينها فقط سنتمكن أن نغلق والى الأبد كل الدكاكين التي تدعي صناعة مفاتيح الجنان . لنوقد الشموع لكل ضحايانا الأبرياء من ابناء شعبنا العراقي بكل اطيافه ومذاهبه وانتماءاته الفكرية ، ضحايا هذا التوحش الغير أنساني وهذا الأرهاب المقنع زيفاً بأسم الدين . ولنلعن جميعاً كل قوى الظلام والتخلف والجهل ، كل من يوهم الأخرين بالباطل ، وأن بالجريمة وقتل الأبرياء ستفتح لهم ابواب سماء لا تعرف غير الرحمة والتسامح والحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت