الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( ديمقراطية الاسلام / ومعنى الأرض )

أحمد صبحى منصور

2023 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
مرحبا، لنفترض أن رجلا أو امرأة أو شهيدا من الجنس الثالث يأتي ويقول أنا الله، ويجد أتباعا يقولون إنه الله، وهذا الشخص يدعي أنه الله، أو أنصاره يشكلون حزبا سياسيا في بلد ديمقراطي، وأنت تعيش في هذا البلد الديمقراطي، وهذا الشخص أو حزبه يقدم برامج سياسية تتفق في كثير من جوانبها مع القرآن والاجتماعية. العدالة، وبالطبع الكثير من برامجهم ضد القرآن والعدالة الاجتماعية، لكن بشكل عام برامجهم السياسية أقرب إلى القرآن والعدالة الاجتماعية من بقية الأحزاب القائمة. هل يمكنك أنت والقرآنيون الآخرون الذين يتبعونك التصويت لهذا الحزب الوهمي أو الافتراضي تماما أو لهذا الرجل أو المرأة أو الجنس الثالث الذي يقول أنا الله ، وذلك بسبب خططه الاقتصادية الأفضل وهذا الشخص وحزبه. يجب أن يكون الناس مسالمين وألا يفرضوا معتقدات . إذا كانت الإجابة بنعم، فماذا عن الآيات القرآنية التي تقول إن غير المسلمين لا ينبغي أن يكونوا أوصياء على المسلمين؟ . إذا لم يكن الأمر كذلك ، فكيف يصوت المسلمون في العديد من البلدان الديمقراطية للأشخاص المسيحيين أو الأحزاب المسيحية بسبب برامجهم السياسية ، على الرغم من أن العديد من هؤلاء الأشخاص وأعضاء هذه الأحزاب يؤمنون بأن يسوع هو الله؟ لماذا إذا كانوا يؤمنون بأن يسوع هو الله ، فيمكن التصويت لهم ، ولكن إذا كانوا يعتقدون أنهم أو أحدهم هو الله ، فلا يمكن التصويت لهم؟ إذا كان بإمكانك التصويت ، فماذا سيحدث للإيمان بالتوحيد؟ إذا قال أحدهم إنه أو هي مثل فرعون ، فسأقول في سؤالي ، هذا الشخص وحزبه مسالمون ولا يستعبدون أشخاصا مثل بني إسرائيل مثل فرعون. في تاريخ الإسلام وتاريخ الأديان الأخرى، رأينا أشخاصا قتلوا بسبب هذه الجريمة وزعموا أنهم الله، ويقول أنصار هؤلاء الناس إن العديد من هذه الاتهامات هي افتراءات لا أساس لها أو أن المعنى الداخلي لهذه الكلمات هو شيء آخر. ومع ذلك ، فأنا أعتبر قتل الناس حتى لو ادعوا أنهم الله أو حتى سجنهم خطأ تماما .ولم أجد أي عقوبة في القرآن لمن ادعى أنه إلهماذا تقول، هل هناك عقوبة في القرآن لمن يدعي أنه الله؟.
إجابة السؤال الأول
نحن ننشر هذه الأيام مقالات كتاب ( ما هية الدولة الاسلامية ) ، وكان قد سبق تأليفه على فى تسعينيات القرن الماضى . وبعده ننوى نشر كتاب آخر عن ماهية الشريعة الاسلامية ، وايضا سبق تأليفه فى نفس الفترة . يجمعهما أن الدولة الاسلامية هى دولة علمانية حقوقية لخدمة المواطن ، ليس فيها حاكم ، بل تحكم نفسها بما يعرف الآن بالديمقراطية المباشرة، وأولو الأمر فيها هم أصحاب الاختصاص وهم مُساءلون أمام الشعب . ولأنها دولة حقوقية علمانية فهى دولة كل المواطنين بغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية واصولهم العرقية وإختلافاتهم الإقتصادية والاجتماعية ، وهى تكفل للفرد حرية الدين والعدل والأمن وحق فى الرعاية الاجتماعية إذا كان محتاجا . والشريعة الاسلامية المطبقة فيها على أساس الاسلام السلوكى الظاهرى ، أى السلام ، والعقوبات فيها هى لحفظ حقوق البشر ، ولا شأن لها بالعلاقة بالرحمن جل وعلا . أى هى فى حقوق ( العباد ) ، أما حق الله جل وعلا من الايمان به وحده وعبادته وحده فهذا مرجعه اليه جل وعلا يوم الدين .
فى الديمقراطية المنقوصة ( النيابية / التمثيلية )يتم إنتخاب المسئولين لينوبوا عن الشعب وليمثلوا الشعب . لا يهمنا دين من يترشح للحكم ، يهمنا فقط برنامجه فى الحكم ، وانه لخدمة المواطن وصيانة الوطن .
السؤال الثانى :
السلام عليكم .. قرأت لك دكتور احمد مقالة في الحوار المتمدن من كتاب مصر في القرأن الكريم..وتذكر انه جاء وصف مصر بالارض .سؤال هل جاءت الشام بوصفها الارض في قوله تعالى "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا" وسؤال اخر مرتبط بالاية السابقة لماذا جاء الامر لبني اسرائيل ان يسكنوا الارض وهل هناك مكان غير الارض يسكن به البشر ؟
إجابة السؤال الثانى :
قرآنيا : كلمة الأرض تعنى :
1 ـ ( الكوكب الأرضي )، وتكون في الأغلب مرتبطة بالسماوات وقد تشير إلى أعجاز علمي عن خلق السماوات والأرض ، فنظرية الانفجار الكبير ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانت رتقا ففتقناهما : 21/ 30 " وجاءت الإشارة إلى كروية الأرض في قوله تعالى " خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل : 39 / 38 " . وقوله تعالى " والأرض مددناها والقينا فيها رواسي :5 /7 " والرواسي هي الجبال . كما يأتي الحديث عن الأرض منفردة بمعنى الكوكب أيضا في قوله تعالى عن الساعة : " إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها )
2 ـ ـ ( اليابسة )، وهناك آيتان تشيران إلى نظرية زحزحة القارات وهما " أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها : 13/ 41 " " أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها أطرافها : 21 / 44 ."
3 ـ ( الأرض المزروعة ) : " وأية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا : 36/ 33 " ومنه قوله تعالى " إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض : 2/ 71 " اى الحقل.
4 ( المنطقة المعمورة ) كقوله " الذي جعل لكم الأرض فراشا : 2/ 22 " ويقول تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض : 2/ 251 " . والمفهوم أن الفساد الذي يقع من الناس يختص بما يستطيعون الوصول إليه في الكوكب الأرضي ..
ومن علامات الساعة قوله تعالى :" حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ..10 / 24 " والمفهوم أن الأرض المزخرفة هي الجزء المعمور من الأرض .. وأن كان قوله تعالى " وظن أهلها أنهم قادرون عليها " يرجع إلى الكوكب الأرضي بأكمله .
5 ـ ( مكانا محددا ) نفهمه من السياق : ..
ففى قصة يوسف حين كان فى مصر يقول الله تعالى :" وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض " و" قال اجعلني على خزائن الأرض " " فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى : 12 / 21 ، 55، 80 " والأرض هنا تعنى مصر بالتحديد . وفى قصة موسى يقول تعالى ـ مثلا عن مصر " إن فرعون علا فى الأرض " " واستكبر هو وجنوده فى الأرض " 28 / 4 ، 39 ..
وعن فلسطين يقول تعالى :" ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم : 5 / 21 " ..
وتأتى كلمة الأرض ليدل على أماكن محددة فى الجزيرة العربية ، مثل المدينة ، وقوله تعالى " على الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت :9 / 118 . ومثل حنين " ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغنى عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت : 9/ 25 ".. وكان قوم (عاد) فى الجزيرة العربية ويقول تعالى عنهم " فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق : 41/ 15 ".
6 ـ ( أرضا لم تأت بعد ) : ستأتى القيامة فيدمر الله تعالى الأرض والسماوات ويستبدلها بأرض أخرى وسماوات أخرى " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار : 15 / 48 " .
وتحدث القرآن عن الأرض القادمة الباقية فقال عنها " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماء مطويات بيمينه 39 / 67 "..
وعن لقاء الله تعالى فى ذلك اليوم وحيث الحساب يقول تعالى " يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا 4 / 42 "..
ويدخل البشر الجنة أو النار ، خالدين ما دامت السماوات والأرض يقول ربى جل وعلا :" خالدين فيهما ما دامت السماوات والأرض: 11 / 107 ، 108 فهكذا قال تعالى عن أهل الجنة وأهل النار ..
ويقول عن الصالحين أنهم سيرثون الأرض القادمة المليئة بالجنان ، وهذا وعد الله تعالى الذى جاء فى كل الكتب السماوية : ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ، إن فى هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) ( الأنبياء 105 ـ )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم