الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة

يوسف يوسف

2023 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة :
قبل الولوج في موضوع المقال ، لا بد لنا أن نقول ، أنه ليس من أتفاق بين السنة والشيعة في الكثير من الروايات ، ومنها موضوعة الأحاديث / وهو موضوع مقالنا - دون الدخول في تقاطع الخلافات والأختلافات العقدية بين المذهبين .. والكل يدعي أنه الأصح والأصوب ، وهذا ليس بغريب عليهما ، اللذين ينعت أحدهما الأخر ، بتسميات متداولة بينهما ، فالسنة : تنعت الشيعة بالروافض (( نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي من يهود اليمن اسمه ( عبدالله بن سبأ ) ادّعى الإسلام وزعم محبة آل البيت ، وغالى في علي ، وادعى له الوصية بالخلافة ، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية ، وهذا ما تقر به الكتب الشيعية نفسها . قال القمي في كتابه ( المقالات والفرق ) : يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة .. / نقل بأختصار من موقع مداد )) . والشيعة : تنعت السنة بالنواصب (( الناصبي هو من عادى الإمام علي ، أو أحداً من أهل البيت .. وإنكر فضائل أهل البيت ، وكذلك معاداة الشيعة . ذهب فقهاء الشيعة إلى القول بنجاسة النواصب ، وأنّهم في حكم الكفار .. ولا يجوز دفع الصدقة إليهم ، كما لا يجوز تزويجهم .. ويرى بعض الباحثين أنّ ظاهرة النصب نشأت بمقتل عثمان ، واستمرت في عهد الأمويين ، حيث قاموا بسبّ الإمام علي من على المنابر .. ومن أشدّ النواصب هما معاوية بن أبي سفيان والخوارج .. وقد ألّف الشيعة كتبا حول النصب والنواصب ، ومنها " الشهاب الثاقب في بيان معني النواصب " للمحدث البحراني / نقل من موقع ويكي شيعة )) .

الموضوع :
1 . هناك العديد من كتب الصحاح لدى السنة والشيعة ، وسوف أمر على ذكر أشهرها . فبالنسبة للسنة هناك كتب صحاح متعددة ، ولكن الأكثر شيوعا ، هي كتب الصحاح الستة ، فقد جاء في / موقع أسلام ويب ، بصددها التالي ( فإن مصطلح الكتب الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في علم الحديث لكونها هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الفن ، وهذه الكتب هي : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة . فبالنسبة لصحيحي البخاري ومسلم ، فإن ما فيهما قد تلقته الأمة بالقبول ، سوى أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ ، وهي مدونة معروفة ، كما فعل الدار قطني في كتابه " التتبع ". أما السنن الأربعة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، ولذا ، فالحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم ، وقد قام بعض العلماء بذلك ..) . 2 . وللشيعة أربع صحاح ، ومن موقع / ويكي شيعة ، أنقل ما جاء بصددها ( الكتب الأربعة ، أو الأصول الأربعة ، هي الكتب الحديثية الأربعة التي حظيت بمكانة خاصة بعد القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية ، وهي : الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار ، وكتاب من لايحضره الفقيه . أول من استخدم هذا الاصطلاح هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية. يعتقد بعض علماء الشيعة بأنّ جميع روايات الكتب الأربعة معتبرة ، لكن أكثرهم يعملون بالمتواتر منها أو ما كانت أسنادها صحيحة فحسب ).
تبادل الأنتقادات بين المذهبين :
1 . كل جانب / السنة والشيعة ، ينتقد الطرف الأخر ، ويبين أن صحاحهم هو الأصوب ، فالشيعة ، لا تعترف بكل صحاح السنة جملة وتفصيلا ، وقد جاء في موقع / مركز الأبحاث العقائدية ، التالي بشأن أنتقاد الشيعة لصحاح السنة ( إن الشيعة لا تقبل بالبخاري ومسلم والصحاح الست . وعلى كل مسلم حر أن لا يقبل ، من أين لكم أن البخاري ومسلم أو الصحاح كلها صحيحة ، مع ما فيها من اسرائيليات وأحاديث فيها أهانات صريحة لرسول الله وللأنبياء ؟!! والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ، فتبحث الشيعة أولاً في مؤلفه ، ومن ثم في الأحاديث التي يرويها واحداً تلو الآخر ، فإذا كان المؤلف مستقيم العقيدة ثقة صدوق ، تعتمد الشيعة على كتابه ، ومن ثم تنظر في كل حديث يرويه ، فإذا صح سند أي حديث تعمل به .. ) .

2 . كذلك اهل السنة والجماعة ، بينت ذات الشئ ، بالنسبة لصحاح الشيعة الأربعة ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، الكثير من الأنتقادات ، أنقلها بأختصار ( قد توجد في كتب الشيعة بعض الأخبار الصحيحة في فضائل أهل البيت مثلا ، لكن صحتها ثابتة بأسانيد أهل السنة ، لا بأسانيد الشيعة ، ولا بالاعتماد على كتبهم ؛ فهؤلاء الشيعة لم ينفردوا بحديث صحيح واحد لم يروه أهل السنة . قال ابن تيمية : " ومفاريد الرافضة التي تدل على غاية الجهل والضلال كثيرة ، لم نقصد ذكرها هنا . لكن المقصود : أن كل طائفة سوى أهل السنة والحديث المتبعين لآثار النبي لا ينفردون عن سائر الطوائف بحق ، والرافضة أبلغ في ذلك من غيرهم . فلا يعقل أن ينفرد الشيعة الرافضة بحديث صحيح ؛ لأن صحة الحديث لا بد لها من شروط ومن أهمها عدالة رواته وضبطهم لمروياتهم ".. ) .

القراءة :
أولا - كتب صحاح السنة ذاتها ، بها أشكالية ، حيث يقول المفسرون بشأنها الكثير ، فصحيح البخاري ، الكتاب الأساس ذاته مشكوك بصحته ! . خاصة لوجود " الحقبة الزمنية بين الرسول / المتوفى 11 هج والبخاري / المتوفى 256 هج ". كذلك ، أن البخاري " بين أنه من 600 ألف حديث ، فرز ، ما مجموعه 7275 حديثا ، وبتتبع وفرز أبن حجر خلص الى 2761 حديثا ! " . وكذلك وجود أحاديث بها أهانة للرسول ، مثلا حديث " سحر النبي وحديث كلام الذئب والبقرة ومحاولة أنتحار الرسول " أما السنن الأربعة الباقية / سنن النسائي ، وسنن الترمذي ، وسنن أبي داود ، وسنن ابن ماجة : فتشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة ، والحكم على حديث فيها يحتاج إلى تتبع طرقه ، والحكم عليه بما يليق من أهل هذا العلم .
ثانيا - الشيعة بينت في مصادرها ، أن كل الصحاح مشكوك بها / الصحاح الستة والأربعة دون أستثناء ، وهذا أعتراف خطير ( والشيعة لا يوجد عندها كتاب صحيح من أوله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكل كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ) .. وما أراه أنه هناك أشكالية في الصحاح الأربعة للشيعة أيضا ، وذلك لأن هذه الصحاح أعتمدت لاحقا ( أول من استخدم هذا الاصطلاح - الصحاح الأربعة ، هو الشهيد الثاني / زين الدين بن نور الدين العاملي 911-965 هـ من أحفاد العلامة الحلي ، وبعد ذلك شاع استخدامها في المصادر الفقهية ) . وهذا يقودنا الى تساؤل أخر ، ماذا كانت تعتمد الشيعة قبل القرن العاشر الهجري / أي قبل أعتماد صحاحها من قبل الشهيد الثاني ! .

خاتمة :
ختاما ، أود أن أثبت بعض المؤشرات : 1 . وبالتحديد " النقد " الموجه بين السنة والشيعة ، تجاه أحدهما للأخر ، بخصوص صحة كتب الصحاح ، وذلك لأن كتب الصحاح تضم أحاديث ، موزعة بين أحاديث " الصحيح والحسن والضعيف " - أو التصنيف الأخر " الحديث المتواتر / جماعة عن جماعة .. عن الرسول ، وحديث الأحاد - الظني / فرد عن جماعة عن فرد .. عن الرسول " . 2 . قول الكثير من الفقهاء ، ومنهم السيوطي ، بأن معظم الأحاديث هي آحاد (( فقد بين في كتابه " الازهار المتناثرة .. " مقارنة بما ورد من الأحاديث كلها دون المكرر وهي زهاء (11000) ، يتبين لدينا أن نسبة المتواتر من الأحاديث لا تجاوز 1% فقط وأن نسبة الأحاديث الآحاد الظنية حوالي 99% .. )) . 3 . وهناك أشكالية معقدة بخصوص كتب الصحاح الستة والأربعة معا ، وهي الشك في صحتها جميعا : وذلك لأن الأحاديث لم تكتب في زمان قولها / أي حقبة الرسول " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326) " . 4 . وفي حقبة الرسول المتأخرة / حتى ولو فرضنا ذلك جدلا - أن الأحاديث قد كتبت ، بعد تمكن قوة الرسول ، فأن من جاء بعده - أبو بكر وعمر ، حرقوا كل ما كتب ( فقد نقل الذهبيّ : أنّ أبا بكر جمع أحاديث النبيّ في كتاب فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثمّ دعا بنار فأحرقها ! . و الغريب أنّ أبا بكر لم يستند في إتلافه هذا الكتاب إلي نصّ شرعيّ ، و إنّما برّر فعله ذلك بأنّه أتلفه مخافة أن يكون كتب شيئا لم يحفظه جيّدا ! . / نقل من موقع الحوزة الاعلامي ) . 5 . عمر فعل ذات الأمر ( أبو بكر منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق سنة الرسول المكتوبة عنده ، أما عمر فقد جمع سنة الرسول المكتوبة عند الناس و الكتب المحفوظة لديها فأحرقها نقل من موقع مركز الأشعاع الأسلامي ) . 6 . يضاف لذلك الشكوك ، حول الفرق العددي المثير للأنتباه ، بين أحاديث أبو بكر/ 500 حديث - التي من الممكن أن تصح / لمعاصرته الرسول ، وأحاديث الصحاح اللاحقة التي ألفت وهي بالألاف . تأسيسا من كل ذلك ، أعتقد شخصيا أن " معظم كتب الصحاح " كلها مؤلفة من قبل كتابها ، وبتوجيه من سلاطين العصر .. نقطة رأس السطر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب