الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( يومه نحس / الإستسلام للمستبد )

أحمد صبحى منصور

2023 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
كنت رايح اعقد صفقة فركنت سيارتى على رصيف ، وعليه شيخ بيدعى للتبرع لمسجد تحت البناء وسمعته يقول الآية (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) وحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قبرا فى الجنة ). قلت أتبرع حتى تنجح الصفقة . تبرعت بعشرة الاف جنيه ، ولكن خسرت الصفقة . وكان يوم نحس . هل ربنا حيعوضنى فى الآخرة ؟
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ أنت لم تتبرع فى سبيل الله جل وعلا ، بل لبناء مسجد معروف مقدما أنه مسجد ضرار. يكفى ان الداعية لبنائه يستشهد بحديث مضحك كان الأولى بك ـ كمثقف ـ أن تفكر فى معناه . مسجد مساحته مفحص قطاة ، ماذا يعنى ؟ القطاة هو طائر صغير . مفحص قطاة يعنى المسافة التى تفحصها بقدمها يعنى مساحة بضعة سنتيميترات . هل هناك مسجد مساحته هكذا ؟ وهل يسع للصلاة فيه سوى النمل والحشرات الضئيلة ؟ ثم الحديث الكوميدى يقول على العموم ( من بنى لله مسجدا ) بمعنى أى انسان بنى مسجدا بهذا الحجم سيبنى الله جل وعلا له قصرا فى الجنة. يعنى إن نيتنياهو أو السيسى أو هتلر لو بنى هذا المسجد سيبنى له الله جل وعلا قصرا فى الجنة . ثم هذا الحديث الكافر يجترىء على غيب الرحمن جل وعلا ويتكلم عنه بما لم يقله جل وعلا فى القرآن الكريم . اسوأ من هذا إنه ـ ونستغفر الله العظيم ـ يجعل الله جل وعلا مقاولا للبناء . بالتالى فأنت تبرعت ليس فى سبيل الله جل وعلا بل فى سبيل الشيطان . هى مساجد الشيطان المخصصة لنشر البهتان والافتراء على الرحمن جل وعلا .
2 ـ رجل أعمال مثلك يعقد صفقات لا يمكن أن يتعامل إلا من يثق فيه ، ولا يمكن أن يعطى مالا إلا بعد تمحيص ، ومع ذلك فقد سارعت بإعطاء عشرة ألاف جنيه لشيخ لا تعرفه ، ولمسجد مجهول بالنسبة لك . أنت دليل على قابلية الخداع عند الناس ، سهل جدا خداعهم بالدين وبمجرد حديث يزعم قائله أن النبى محمدا قاله . هذا إذا كنت ساذجا مخدوعا . لو كنت عارفا بدور هذا المسجد مؤمنا بحديث الشيخ ( من بنى لله مسجدا ) فأنت فى أسوا حال ، ينطبق عليك قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الأنفال )
1 / 2 : ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) النحل )
ثانيا :
1 ـ الانفاق على نوعين :
1 / 1 : على المحتاجين والأقارب ، كقوله جل وعلا عن الصدقة الفردية : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة )
1 / 2 : فى سبيل الله بالجهاد بالمال ، فى القتال الدفاعى وفى الدعوة للاسلام الحق الذى نزل به القرآن الكريم ، وفى عصرنا الدعوة لتبرئة الاسلام من أوزار وجرائم وإلحاد المحمديين . بدون هذا التبرع يقع الناس فى التهلكة .
1 / 2 / 1 : فى تشريعات القتال الدفاعى قال جل وعلا : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ) بعدها قال جل وعلا : ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة ).
1 / 2 / 2 : وكما إن البخل عن الانفاق يؤدى الى التهلكة فقد جاء تفسيرها فى قوله جل وعلا محذّرا : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد ).
1 / 2 / 3 : وفى الاستعداد للقتال الدفاعى قال جل وعلا عن التبرع له : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) الانفال ). ما تنفقه فى سبيل الله جل وعلا يوفّه لك ، أو يخلفه .
ثالثا :
كيف يخلف الله جل وعلا وثيب من يتصدّق وينفق فى سبيل الله جل وعلا :
1 ـ وعد الله جل وعلا بأن يستجيب الدعاء حتى من الكافرين ، بدليل ان الانسان عند الكارثة من مرض أو غرق يستغيث بالله جل وعلا فينجيه . يكفى قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر )
1 / 2 : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة )
2 ـ ولكن الاستجابة الالهية تأتى بعلمه جل وعلا ، أى بما هو الأفضل لمن يدعو . قد تدعو بشىء لا يكون تحقيقه من مصلحتك . والأهم أن الناس تحصر الرزق فى المال فقط . هناك الأهم وهو الرزق الغيبى مثل النجاة من الحوادث وسلامة الجسد وتوفيق الأبناء والنجاح فى العمل ..الخ . بهذا نفهم قوله جل وعلا : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ ).
السؤال الثانى :
شكرا للدكتور المحترم أحمد صبحي منصور . ما سبب استسلام الشعب لهؤلاء الحكام الغرباء عن البلد ؟ لماذا ثارت الشعوب الأوروبية على سلطة الكنيسة الكاثوليكية و تمردت على تحالف الملوك و الكهنوت المتمثل في رجال الدين الكاتوليك المسيطرين على مقدرات الشعب و خيرات البلد في القرون الوسطى و البداية كانت بالثورة البروتستانتية في ألمانيا ثم بالثورة الفرنسية و النتيجة ما نراه من فصل بين الدين و السياسة في أوروبا و لكن الأمر لم يتغير عند الشعوب السنية و لا الشيعية و لو قيد أنملة حتى أن القرون تكاد تتشابه عندنا و الأحداث مستنسخة في بلداننا . ما مرد ذلك . الأمر يتطلب بحثا جادا للمقارنة بين ما حدث عندهم و ما حدث عندنا . لعله اختلاف المذاهب و الأديان أو اختلاف الشعوب . لعل الدكتور أحمد صبحي منصور يجد متسعا من الوقت ليجيبنا يوما ما عن هذه الأسئلة المحيرة .
إجابة السؤال الثانى :
أجبنا على هذا كثيرا . ونضيف الى ما سبق من إجابات فصلا قادما فى كتابنا عن ( ماهية الدولة الاسلامية )، فى كيفية إقامتها ، وننشر مقالاته الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب