الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور ومساهمة التعاونيات فى ظل الحرب وما بعدها فى تحقيق الامن الغذائى والسلام

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

2023 / 12 / 5
المجتمع المدني


إعداد: مستشار/ محمد الفاتح عبد الوهاب العُتيبي.
خبير تعاوني وإستشاري التدريب التعاوني، ومدرب معتمد ومُستشار البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP بالسودان، ومدير أكسفورد للإستشارات والتدريب (أكسفورد - بريطانيا)، ومدرب معتمد وعضو كلية التعاون البريطانية (Co-operative College)بمدينة مانشستر (Manchester) وصاحب الإمتياز والترخيص من الكلية للمجموعة التدريبية (The 5th Principle Toolkit)، ومُستشار وزير الصناعة والتجارة الأسبق لشؤن التعاون والتعاونيات 2020-2021، عضو مؤسسة وسط إنجلترا التعاونية (Central England Co-operative)عضو بالمجموعة البريطانية (Cooperative News)، ومستشار متعاون مع مكتب تنمية التعاون المغرب، ومدرب معتمد تدريب مدربين (TOT) بِمنظمة (RedR)بلندن ببريطانيا، وباحث ومدرب بِمنظمة (FORWORD) بلندن ببريطانيا، ومُدرب معتمد بعدد من مراكز التدريب العالمية والسُودانية، والمنظمات العالمية كمُنظمة العمل الدولية (ILO)، واليونسيف (UNICEF)، ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO)والإيفاد "منظمة التنمية الزراعية العالمية(IFAD)"حاصل علي بكلاريوس العلوم التعاونية الزراعية، المعهد العالي للتعاون الزراعي مصر، وثلاث شهادات عليا.
 المحتويات:
 ملخص الورقة.
 أهمية الورقة.
 أهداف الورقة.
 مقدمة.
 الحوكمة التعاونية الفعالة والاستدامة.
 التعاونيات نموذج الاعمال الاكثر مؤامة.
 الدور الذي تقوم به التعاونيات في الجانب الانساني و التنموي وفي بناء السلام.
 الدور الذي يمكن أن تلعبه التعاونيات الآن في ظل الحرب في السودان.
 التوصيات.
 اثر التوصيات.
 المراجع.
 ملخص الورقة :
تتطرق الي دور القطاع التعاوني في السودان في ظل الحرب ومابعدها كاحد الحلول التي يمكن الاعتماد عليها والتي تتوائم وطبيعة المجتمع السوداني، تناقش الورقة دور التعاونيات كجزء من الحلول للأوضاع الانسانية الكارثية في ظل الحرب القائمة الآن وتأثر عدد من القطاعات بها والاثار المترتبة عليها في جوانب عدة، تأكد علي ان الحوكمة التعاونية تؤدي الي إستدامة ايجاد حلول وفق استعراضها لنماذج اعمال استطاعت التعاونيات في ظروف مشابهة ان تحدث فارقاً، تستعرض الورقة دور التعاونيات في الجوانب الانسانية والتنموية وفي بناء السلام وتعزيز المساواة وإشاعة الديمقراطية وكيف يمكن ان تكون مساهمة عبر طرح بعض الأمثلة في ايجاد حلول لمعاناة السودانيين في ظل الحرب، وتختتم الورقة بتوصيات مقدمة لمؤتمر القضايا الإنسانية في السودان وتبين آثار تبني هذه التوصيات وانعكاساتها.
 أهمية الورقة:
تأكد الورقة على ضرورة إِهتمام صناع القرار المحليين والدوليين بالتعاونيات في ظل الصراع المسلح القائم في السودان بوصفها قطاع إجتماعي إقتصادي مستقل ثالث يتكون من أصحاب المصلحة المحليين (أصحاب الحق)، وبالإستفادة من العلاقة التاريخية الواقعية والقوية بين مفاهيم وممارسات العمل التعاوني والإِهتمام بالمُشاركة الجماعية خاصة للشباب والمرأة، والحِرفيين والمزارعين والأشخاص ذوي الإعاقة والنازحين والمهجرين حتي يتمكنوا من تحقيق السلام وأهداف التنمية المُستدامة والأمن الغذائي، ذلك بتفعيل التعاون ضِمن نظام إِيكولجي مع القطاع الخاص والعام، والاستفادة منها في العمل الإنساني عموماً، والتأكيد علي ماجاءات به ديباجة دستور منظمة العمل الدولية " لا يمكن إقامة السلام العالمي والدائم إلا اذا كان قائما علي العدالة الإجتماعية"، إن كل ذلك قد يمكن من إنقاذ العديد من الأشخاص من الواقع الاقتصادي المأساوي والتمييز النوعي والاستقطاب الحاد الذي نتج من الحرب والعزلة لكثير من المناطق منذ إندلاع الحرب فى 15 أبريل في السودان، في ظل عدم وجود سياسات رسمية لمواجهة كل ذلك، في ظل نسب بطالة متزايدة، بالإضافة لارتفاع نسب الفقر لنزوح وتهجير عدد كبير من المواطنين وفقدانهم لمصادر دخلهم، وانعدام فرص العمل أمام الجميع خاصةً الشباب والنساء علي السواء نتيجة توقف المصانع والشركات والمحال والمخازن والمناطق الحرة والاسواق المتركزة في الخرطوم العاصمة، والتي تحتدم فيها المواجهات المسلحة والتي طالها القصف والتخريب والسرقة، ويفاقم هذه الأوضاع إنعدام الرعاية الصحية وحاجة 7 ملايين طفل للرعاية الصحية،و8ملايين طفل لمساعدات إنسانية، فبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن الحرب شردت أكثر من 5.2 ملايين شخص 4.1 مليون منهم داخل السودان، و1.1 مليون نزحوا إلى البلدان المجاورة، و خلال 5 أشهر تركت أكثر من 24 مليون شخص علي حافة المجاعة، هذا يعنى أن نصف سكان البلاد، في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وليواجه 20.3 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 3.4 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات سوء التغذية الحاد وأمراض كالحصبة والحصبة الألمانية والإسهال المائي الحاد، مع الاشتباه في حالات الإصابة بالكوليرا والملاريا وحمى الضنك، واقع الحرب ألقي بثقله علي الرعاية الصحية، والوضع الانساني والتحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، فحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن "السودان وجنوب السودان هما أخطر دول العالم بالنسبة لعمال الإغاثة اليوم"، كما ان هنالك ضعف في التمويل فخطط الاستجابة الإنسانية تواجه نقصا مريعا في التمويل، فقد تم تمويل خطة الاستجابة للسودان بنسبة 32 في المائة فقط،حيث حصلت على 813 مليون دولار من أصل 2.6 مليار دولار كانت مطلوبة، وكما قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية " أن العام المقبل "سيكون أسوأ"، بعد أن حذر اثنان من كبار المانحين للجهود الإنسانية، وهما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أنهما يتوقعان تخفيضات في ميزانيتيهما"، كل ذلك يجعل من التعاونيات اداة مساعدة لجعل المجتمعات قادرة علي البقاء علي قيد الحياة من خلال طريقة عملها المجربة عالميا في ظروف مثل هذه وغيرها من هذه الظروف، لكن بالرغم من النجاحات العالمية التعاونية المُتنوعة، والمُتتالية والمُتزايدة إقتصاديا وإجتماعياً، إلا أن التعاونيات السودانية مازالت بعيدة عن هذا الواقع نتيجة لكثير من التحديات المُتعلقة بِالقصور في المفاهيم التعاونية الصحيحة و حصرها في القطاع الإِعاشى وبصورة مشوهة، كما أن الضعف في دور الدولة وتخلف السياسات الإقتصادية الكلية لِلحُكومات المتعاقبة كبلت التعاونيات وأضعفت دورها في السلام و التنمية المستدامة والأمن الغذائي، وبِمعالجة هذا القصور والضعف والتخلف تستطيع القيام بدورها الفعال لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة،فبتبنيها القم والمبادئ التعاونية العالمية السبعة، و المُثلِ الديموقراطيّةِ وتأكيد السِّلميّةِ والتقدميّةِ والعمل الجماعي المنظم، تظل هي أحدي الحلول الناجعة الآن.
 أهداف الورقة:
- التعرف على النظام التعاوني والفكرة التعاونية وطبيعة إنشاء التعاونيات السودانية وتكوينها، وأهدافها ومبادئها ودورها كمنظمات أعمال (Business Model) إجتماعية لها القدرة والكفاءة والقدرة علي التكيف وعلي الدعم الفاعل لِلشراكة المُجتمعية وخدمة الُمجتمع ودعم حقوق الإنسان وتحقيق السلام و التنمية المُستدامة، وكيفية موائمته مع واقع الكارثة الانسانية في السودان .
- تبني طُرق وأساليب عِلمية (الحوكمة التعاونية) تُمكن التعاونيات كمُنظمات أعمال القيام بدور فعال ومؤثر لدعم الشراكة المُجتمعية وخِدمة المُجتمع ودعم الجهود البيئية وحقوق الإنسان وتحقيق التنمية المُستدامة عبر الخُطة العاجلة والآجلة والإستراتيجية التعاونية الوطنية لِتفعيل دور التعاونيات في التنمية المُستدامة أثناء وبعد الحرب.
- دور اكبر لقيادات المجتمع السودانى ولصُناع القرار والمانحين في توفير كل المقومات والامكانات المادية واللوجستية ، ووسائل الحركة والوظائف الجديدة للتعاونيات و للإدارة العامة للتعاونيات والمركز الخاص بالتدريب التعاوني ووجود إطار مفاهيمي وإستراتيجية واضحة وفاعلة للمنظومة المعرفية التعاونية (التوعية التثقيف التدريب وبناء القدرات)، وتأطير وجود القطاع التعاوني كقِطاع ثالث في الإقتصاد الوطني مع القطاع الحُكومي والقِطاع الخاص بالإضافة إلي القطاع المُختلط، وتفعيله كاداة فاعلة في ظل الحرب والإقتتال الدائر الآن .
 مقدمة:
هذه الورقة محاولة لوضع تصور علمي ومعرفي لدور التعاونيات ومساهمتها في السلام والتنمية المُستدامة والعمل الانساني ودعم أهدافها في السودان عبر نهج قائم على التنمية وحقوق الإنسان، وعقب صراع مسلح يدور رحاه الآن بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لتساعد الشركاء محلياَ وعالمياَ، ومع أصحاب المصلحة الحقيقين من المواطنين (أصحاب الحق)، ولتعزيز الشراكات والتي تشمل المجتمع والقطاع الخاص والعام من أجل دعم بيئة مستقلة مستدامة ومواتية لتحقيق أهدافها والاستفادة من التعاونيات في ظل الحرب وبعدهامما يستوجب عملاً منهجياً حتي تساهم بفاعلية في نجاح هذه الخطط وتثبيت وتطبيق مبدأ “ المجتمع يقود الدولة " التنمية من أسفل الي أعلي" خاصة في ظل التحديات الهائلة التي تواجه السودان الآن، وبِصورة أخص فيما يتعلق بتحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية والسلام الإيجابي، كونها وبمختلف أنواعها: تعاونيات العمال (A worker co-op)، تعاونيات أصحاب المصلحة المتعددين (A multi-stakeholder co-op)،تعاونيات الإنتاج أو التسويق (A producer´-or-marketing co-op)، التعاونيات المالية (A financial co-op)، التعاونيات الإجتماعية (A social co-op)، تعاونيات الخدمات المشتركة (A shared services co-op)،التعاونيات الإستهلاكية (A consumer co-op) ، "إن التعاونيات أساس لا بد منه لتهيئة بيئة اجتماعية جديدة، والمساعدة في تنظيم الإنتاج وبدون مساهمة التعاونيات سيصبح من الصعوبة بمكان بلوغ هدف الأمن الغذائي على أساس مستدام" كما قال بذلك أدلبرتو مارتينز، أحد زعماء حركة العمال البرازيليين المُعدمين "MST"، والعضو العامل في إطار تعاونية زراعية صغيرة بجنوب البرازيل.
التعاونيات: هنالك سؤال بسيط يجب مناقشته : لماذا يتعاون الناس؟أو لماذا تتم عمليات الإنتاج بشكل تعاوني؟ بالضرورة بسبب القُدرات المحدودة للأفراد والقدرة على مواجهة التحديات المتشعبة بصورة فردية، فنحن نتعاون لأننا لم نتمكن من إِنجاز المهمة بشكل فردي، أو لم نتمكن من إِنجاز المهمة بالسرعة والكفاءة المطلوبة... إلخ، إذا ما أردنا القيام بها بشكل فردي، ولذلك التعاون في العمل سواء كان طوعيًا أو غير ذلك هو إشتراك بين مجموعة من الأشخاص في عمل محدديحقق هدف مشترك لايمكن تحقيقها بالوسائل الفردية، بالتركيز علي مصلحة العضوية المتعاونة والمتفق عليها فيما بينهُم. لذلك يمكن تحقيق التقدم بشكل أفضل من خلال العمل الموحد لذلك التقدم المُتميز في العُلوم والتِكنولوجيا والزراعة والصناعة والنقل والإتصالات لم يكن مُمكناً لولا التعاون، إن كل التقدم الذي أحرزته البشرية في مختلف المجالات يرجع إلى روح التعاون بين الناس فالتعاون حاجة مُلحة لعالم اليوم، إنه ليس مطلوبًا فقط بين الأفراد والجماعات ولكن أيضًا بين الأُمم، لِيُقدم حُلولاً للعديد من المشاكل والنزاعات الدولية. لقد إنخرطت المُجتمعات البشرية في مآثر رائعة من التعاون المنظم لعدة آلاف من السنين، تضمن نحت المدرجات من الجبال، وزراعة المحاصيل وحصادها، وبناء مخازن الحبوب، وإدارة الدول والمدن، وسادت مستويات غير عادية من التعاون بين أفراد المجتمع، فقد نسق الصيادون أيضًا أعمالهم في المساعي التعاونية مثل الصيد الجماعي والبحث عن الطعام ، وكذلك من خلال مشاركة الطعام والعمل ورعاية الأطفال، وعندما تنشأ العداءات أو النزاعات مع المجتمعات الأخرى، عليه نجد أنفسنا أمام سؤال ملح كيف أصبح البشر أكثر الأنواع تعاونًا على وجه الأرض؟ وكيف يُمكن أن يساعد فهم تاريخنا التطوري في تفسير الإِنجازات الثقافية والتعاونية الإِنسانية، سواء كانت تكنولوجية أو فنية أو لُغوية أو أخلاقية؟ إن القصور في فهم طبيعة التعاونيات وعملها في المُجتمع السوداني من غالبية المسئولين ومتخذى القرار والمختصين، وحتي المختصين في الاقتصاد وقضايا التنمية والعلوم الاجتماعية والجمهور بصفة عامة، أدي الي ضعف التعاونيات ونُموها البطئ بسبب الخلط بين المفهوم الخيري والمفهوم التعاوني الصحيح والفكرة التعاونية من منطلقاتها العالمية والإنسانية، إن الجمعيات التعاونية تُعد أهم الركائز والوسائل الفاعلة لتحقيق تطلعات المُجتمع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لأنها تتيح وتفتح المجال للمشاركة الشعبية الإختيارية الحرة من مختلف شرائح المجتمع خاصة النساء والشباب والحِرفيين والأشخاص ذوي الإعاقة، وأصحاب الدخول المنخفضة والمحدودة، وتفتح مجالات متنوعة للإستثمار، ان ثقافة العمل التعاوني التي يرعاها الحلف التعاوني الدولي( ICA )مُتطابقة في قيمها ومبادئها مع مبادئ وقيم حقوق الإنسان العالمية، وأن القطاع التعاوني في كثير من الدول، يعد ثالث قطاع مع القطاعين الحكومي والخاص بالإضافة لِلقطاع المختلط. فالتعاونيات (كمنظمات أعمال حديثة) تستهدي بما توصلت اليه الحركة التعاونية العالمية من العلم والمعرفة المتطورة والتجارب التعاونية العالمية الناجحة الممتدة لما يقارب 200 عاماً، فالجمعية التعاونية بِناء إقتصادي، إجتماعي تتألف من مجموعة أشخاص في إطار قيم ومبادئ التعاون، لديهم القُدرة علي التطوع والتبرع بوقتهم لِلعمل فيها بسبب التركيز المجتمعي للتعاونيات والقيمة الكامنة المتشكلة في القيم التعاونية الآتية : الديمُقراطية (Democracy). المُساعدة الذاتية والاعتماد على النفس (Self-help)، المسؤوليةالذاتية (Self-responsibility)، العدالة (Equity)، المساواة (Equality)، التضامن (Solidarity)، إن الأشخاص المؤسسين للتعاونية لديهم الدوافع والرغبة لتحقيق هدفهم المشترك فبجانب الدوافع الربحية هنالك دافع إجتماعي مما يجعل التعاونيات مختلفة لبناء إقتصاد أكثر شُمولاً (Build a more inclusive economy)، بهدف خدمة مصالحهم الإقتصادية والإجتماعية، عن طريق مشروع يُديرونه بالتعاون فيما بينهم برأس المال الفعلي الفعال، ويتحملون نتائج هذا العمل سواء كان ربحاً أو خُسارة، فالتعاون يعبر عن التضامن الإجتماعي والتعاون والشراكة الاقتصادية بين الأفراد وبمحض إرادتهم وبالإعتماد علي النفس والجهود الذاتية المشتركة، لتحقيق هدف مشترك، إن التعاونية "تجمع أشخاص" وليس "تجمع أموال" كما في الشركات، ووفقاً للشعار التعاوني الاصيل (الفرد للمجموعة والمجموعة للفرد) وأيضًا "لكل عضو صوت واحد مهما كان عدد الأسهم"، إن التعاونيات تتسم بِالديمُقراطية، وبأنها مستقلة محليًا مُتكاملة عالميًا بتنظيم جماعي مُستقل يعتمد فيه المواطنون علي أنفسهم، في إطار مسؤوليتهم الذاتية لتحقيق غايات وأهداف إقتصادية وإجتماعية وبيئية، بالإستناد الي نظام تعاوني عالمي فعال، لذلك حثت الأُمم المُتحدة الحُكومات في ديسمبر2001 على تشجيع وتسهيل إنشاء وتطوير التعاونيات وإتخاذ التدابير الحكومية الرامية لتمكين الأشخاص للمساهمة على أساس طوعي لإنشاء وتطوير التعاونيات، وتوصية مُنظمة العمل الدولية تشجع التعاونيات لتحقيق أهدافها والمُساهمة في مُعالجة الأزمات لجمعها بشكل فعّال بين الكفاءة الإقتصادية والمسؤولية الإجتماعية والبيئية، ولإستقلالها محليًا وتكاملها عالمياً.
 الحوكمة التعاونية الفعالة والاستدامة:
الحوكمة التعاونية الفعالة ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة والتي ينبني عليها كل الأداء المثالي الفعال لِلتعاونيات بمختلف أنواعها، وبالتالي نجاح مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، فالتعاونيات تسعي للتأكد من أن تقديم الخدمات المستحقة في كل المستويات يتم بكفاءة وشفافية بوصولها إلى الأعضاء (أصحاب الحق) من دون أي هدر أو فساد، لذلك يقوم الحلف التعاوني الدولي بالتأكد من أن إستثمار ما تم الإتفاق عليه في الشراكات التعاونية وفقا لِلمبدأ التعاوني "التعاون بين التعاونيات" وأنه تم على أساس الحوكمة التعاونية الفعالة، إن الحوكمة التعاونية الفعالة تجمع بين التعاون والتمكين، ومن ممارسة الأعضاء أصحاب الحق لِحقوقهم بالحرية الكافية، ومن هنا جاء موضوع الإحتفال باليوم الدولي التعاونيات لعام 2014 تحت شعار "المشروعات التعاونية تحقق التنمية المستدامة للجميع" (Co-operative enterprises achieve sustainable development for All) وفي نفس الإتجاه إنعقد المؤتمر الدولي لِلحلف التعاوني بكيجالي رواندا 14-17 أكتوبر 2019 تحت شعار" التعاونيات من أجل التنمية" بِالتركيز علي الحوكمة التعاونية الفعالة، ويتجلي الإهتمام العالمي بالحوكمة التعاونية الفعالة ما أظهرته دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل الدولية بعنوان "المرونة في أوقات التراجع الإقتصادي: "قوة التعاونية المالية" بأن أداء التعاونيات المالية عبر الحوكمة التعاونية الفعالة تتفوّق على أداء المصارف التقليدية للمستثمرين قبل الأزمة المالية العالمية لعام 2007-2008 وأثناءها وبعدها، بالإضافة لإستقرار التعاونيات في المدى البعيد، والمحافظة على تدفق القروض الصغيرة والمتوسطة، إن التعاونيات المصدر الرئيسي لخلق فرص العمل في العديد من دول العالم وتتأكد أهمية الحوكمة التعاونية من وثائق الحلف التعاوني الدولي ومنظمة العمل الدولية الداعية لتأسيس التعاونيات لِمُسايرة المُتغيرات العالمية السريعة المُتلاحقة ودورها في مواجهة التحديات الإِجتماعية والإقتصادية وذلك بإتباع الحوكمة التعاونية الفعالة، وتؤكد مُنظمة العمل الدولية أن التعاونيات تستطيع إستيعاب المُتطلبات الخاصة بالأفراد في كل المجالات وتوفيرها بصورة أفضل عبر المشروعات التعاونية، بدلا عن المشروعات الفردية والجهود الفردية، ومن ثم التغيير الي الأفضل.
 التعاونيات نموذج الاعمال الاكثر مؤامة :
هناك إجماع واسع النطاق إذن بين العديد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الأمم المتحد (UN) ، ومنظمة العمل الدولي (ILO) ، والتحالف التعاوني الدول (ICA) ، بأن التعاونية هي نوع المنظمة الأكثر ملاءمة لمعالجة جميع أبعاد الحد من الفقر والإستبعاد، و الطريقة التي تساعد بها التعاونيات في الحد من الفقر مهمة فهي تحديد الفرص الإقتصادية لأعضائها، عبر تمكين المحرومين من الدفاع عن مصالحهم، وتوفير الأمن لـلفقراء من خلال السماح لهم للوصول للخدمات أو التمويل، وعلى سبيل المثال :
تعاونيات الادخار والائتمان (SACCOs) : تسهل وصول أعضائها إلى رأس المال المالي، وتمنحهم حق تصميم نظام الاقراض والادخار الذي يتناسب والاعضاء.
التعاونيات الزراعية : تساعد المزارعين على الوصول إلى المدخلات اللازمة لزراعة المحاصيل وتربية الماشية، ونقل وتسويق منتجاتهم (التعاونيات الزراعية معترف بها جيدًا لجهودها في الحد من الفقرفي تنزانيا في تحسين التسويق التعاوني لِلمنتجات الزراعية مثل الحليب والبن ممايعني أن أعضاء التعاونية يمكنهم تحمل رسوم تعليم أطفالهم، وفي مصر يُدر أربعة ملايين مزارع الدخل من بيع المنتجات الزراعية من خلال تعاونيات التسويق الزراعي، وفي إثيوبيا يقدر أن ( 900,000 ) شخص في القطاع الزراعي معظم دخلهم من خلال التعاونيات)، تتنوع الإمدادات الغذائية المنزلية من قبل التعاونيات وقيامها بتحسين التغذية وكذلك الدخل، فعلي سبيل المثل نجد أعضاء (COOVALAIF: Cooperative des Eleveurs de Vaches Laitiers de Foumbat" (Foumbat Dairy Farmer s Cooperative Society)) في غرب الكاميرون زاد إستهلاك الأسر من الحليب الطازج، وزودة الجمعية التعاونية بمئات اللترات من الحليب كل يوم لِلتسويق، وإستُخدام روث البقر لزيادة محاصيل الذرة، والفاصوليا، والبطاطس، وارتفع دخل الأسرة السنوي من( 430) دولارًا أمريكيًا في عام 2008 إلى( 3,000 )دولار أمريكي في عام 2012، ومع إستخدام دخل إضافي لدفع الرسوم المدرسية للأطفال، وحالات الطوارئ الأسرية، والتنويع في تربية الدواجن والماعز زاد الغذاء من 14 إلى 76 % عن نفس الفترة.
التعاونيات الإستهلاكية: تجعل من الممكن لأعضائها والمجتمع ككل الحُصول على لوازم منزلية جيدة النوعية مثل الطعام والملابس والمُنتجات الأخرى بأسعار معقولة، وتساعد مثل هذه الخدمات في إنتشال الأعضاء من براثن الفقر.
تعاونيات الطاقة: تساهم تعاونيات الطاقة في تحقيق أهداف الطاقة المُستدامة المُتمثلة في الوصول إلى الطاقة وكفاءة الطاقة وتقليل الإنبعاثات، أيضاَ تساعد التعاونيات في تسهيل الوصول إلى الطاقة المُستدامة حيث تلعب دورًا مهمًا في توليد الكهرباء وتوزيعها على المُستهلكين، كما أنهاتقود الطريق لإعتماد الطاقات الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أجزاء كثيرة من العالم، وأشهرها تعاونيات كهربة الريف التي وفرت الكهرباء لِسُكان الريف في العديد من البلدان النامية والمُتقدمة ففي الولايات المتحدة تشتري هذه المرافق المملوكة لِلمستهلكين الطاقة الكهربائية بأسعار الجملة وتوصيلها مباشرة إلى المستهلك، وهناك 864 تعاونية توزيع تقدم 10 في % من إجمالي كيلوواط / ساعة من الكهرباء في أمريكا وتخدم 12 % من مُستهلكي الكهرباء، أي 42 مليون شخص - بشكل رئيسي في المناطق الريفية حيث العائد لم يكن محل رغبة من المستثمرين رغم أنه إستثمار باهظ في البنية التحتية ومرتفع، ولهذا السبب تمتلك التعاونيات وتحافظ على 42 % من خطوط توزيع الكهرباء في امريكا، وتغطي 75 % من أراضي أمريكا، كما تم تشكيل ستة وستين تعاونية لِلتوليد والنقل لتجميع القوة الشرائية لِلكهرباء بالجملة في بنغلاديش بِمُساعدة الحركة الأمريكية للتعاونيات الكهرباء، ولقد قام مجلس كهربة الريف بإنشاء أكثر من 70 جمعية تعاونية ريفية لِلكهرباء، وأنشأ أكثر من 219 ألف كيلومتر من خطوط التوزيع التي تربط( 47,650 )قرية و 30 مليونا شخص على الشبكة، بما في ذلك( 170,000) محطة ضخ للري في الريف.
 الدور الذي تقوم به التعاونيات في الجانب الانساني و التنموي وفي بناء السلام :
التعاونيات مستمرة في خدمة عضويتها والمجتمع والنازحين (CO-OPs continuing to serve members and communities - & is providing food kits for displaced people):
عمليا :
"نحن جميعًا هنا معًا على مستويات مختلفة - من سكان منزل محدد، وشارع، وقرية، ومدينة، وعلى مستوى البلاد"، كتبت جمعية تعاونية أوكرانية في 7 مارس 2023، من المؤكد أن نظام التعاون الاستهلاكي في أوكرانيا اثناء الحرب يشعر بالثقة في هذا الاتحاد لأنه ربما يكون هذا أحد المجالات القليلة التي يكون فيها مبدأ الوحدة والمساعدة المتبادلة أساس فلسفة وجودها لقد كان الأمر كذلك دائمًا، وهو كذلك اليوم. وأضافت أن منتجيها ومورديها يواصلون العمل بشكل جيد ولم يحدث حتى الآن أي انقطاع في المنتجات، وفي منطقة ترانسكارباثيا تعمل الهياكل التعاونية بشكل وثيق مع السلطات المحلية والمتطوعين والكنائس لتنظيم استضافة الأشخاص، وتقول تعاونية أوكرانية إن ثلاثة مخابز تعاونية تابعة لاتحاد المستهلكين في المنطقة تعمل بكامل طاقتها، وبالمثل في ترنوبل، يوفر الاتحاد التعاوني الاستهلاكي الإقليمي السلع للمؤسسات التجارية بينما يقوم بتسليم السلع الأساسية بالتعاون الوثيق مع الحكومة المحلية و لا يسمحون بأي انقطاع في بيع البضائع، ويفرضون رقابة صارمة على سياسات الأسعار وتنفيذ المعاملات من قبل المنتجين وموردي السلع.، وقد زاد عدد المشترين في المنطقة بشكل كبير، وخاصة في القرى، ولقد كتبت Co-op أوكرانيا: "تعد المنطقة أيضًا موطنًا لواحدة من الكليات التعاونية العديدة في البلاد - كلية ترنوبل التجارية والاقتصادية التعاونية، التي تدير نزلًا يتم فيه إيواء العشرات من العائلات النازح، و يتطوع المعلمون والطلاب في كلية لفيف المهنية التعاونية للاقتصاد والقانون بينما يستضيف الآباء النازحين الأوكرانيين من مناطق أخري".
توفير تمويل ميسور التكلفة (Providing affordable finance ):
تُقدم التعاونيات المالية مثل الإتحادات الإئتمانية تمويلًا مُستدامًا للأشخاص المحليين المُستبعدين أو الذين لا يمكنهم الوصول للنظام المصرفي التقليدي، ولأنها تدار من قبل الناس ومن أجلهم على Tهم يقرضون بحذر، لذلك تقدم الإتحادات الإئتمانية نهجًا آمنًا لِلمُدخرات.
عملياً:
في الهند ، أنشأت رابطة النساء العاملات لِحسابهن بنكًا تعاونيًا يمتلكه ويديره مُستخدميه، لتوفير تمويل ميسور لِلعاملات اللائي لا يستطعن الحصول على الإِئتمان.
بناء الخبرات المحلية والأرباح (Building local expertise and profits):
نظرًا لأن التعاونيات تدار من قبل السكان المحليين ومن أجلهم، فإنهم يطورون الخبرات التجارية وينقلونها لبعضهم البعض وِلُمجتمعهم، وتظل الأرباح المحققة محلية، ويتم إستثمارها في التعاونية أو المنطقة المحلية أو توزيعها على المالكين المحليين.
عملياً:
التعاونيات أداة فعالة، فقد نمت(Saguapac) في بوليفيا لتصبح أكبر تعاونية مياه حضرية في العالم تخدم 1.2 مليون شخص، وأصبح النمو ممكنًا لأن الأرباح أعيد إستثمارها في الأعمال التجارية و في الخبرة التي تم توظيفهما محليًا.
التعاون الدولي (International cooperation):
كحركة دولية تأسست على مبدأ المساعدة الذاتية، هناك درجة عالية من التعاون بين التعاونيات، تمكن الشبكات التعاونية القوية الممارسين في أجزاء مختلفة من العالم من مشاركة التعلم وأفضل الممارسات مع بعضهم البعض.
عمليا:
تدعم الكلية التعاونية الأوغندية، التي توفر التدريب في إدارة التعاونيات والحوكمة، تطوير التعاونيات في جميع أنحاء جنوب السودان.
خلق وظائف لائقة (Creating decent jobs):
حول العالم يعمل أكثر من 100 مليون شخص في التعاونيات ويؤمن 3 مليارات شخص سبل عيشهم من خلالها، باعتبارها أعمالًا تتمحور حول الناس فهي تهدف إلى توفير عمل لائق مع أمن وظيفي وظروف عمل جيدة سواء كان ذلك للمزارعين أو العمال أو العاملين في المكاتب.
عملياً:
يتم توظيف ما يقرب من( 250,000 ) كيني بشكل مباشر من قبل التعاونيات، و 63٪ من السكان يستمدون سبل عيشهم منها بشكل مباشر أو غير مباشر في كينيا.
تمكين المرأة (Empowering women):
كمُنظمات منفتحة وديمقراطية، تعمل التعاونيات على تعزيز المساواة بين الجنسين (Ggender equality)، والعديد من النساء يشغلن مناصب عُليا في التعاونيات، وقد تم إنشاء عدد كبير من التعاونيات من قبل النساء لتمكينهن من الحصول على دخل بينما في بلدان مثل كينيا، هناك حاجة إلى المساواة بين الجنسين في حصص مجالس إدارة التعاونيات.
عملياً:
في أوغندا، يلتزم إتحادتعاوني القهوة(Bukonzo)، بتمكين المرأة 85٪ من أعضائه من النساء، ويتم تنظيم دورات متخصصة لتطوير مهارات وقدرات العضوات في مجال الأعمال.
دور ومساهمة التعاونيات السودانية الآن في ظل الحرب وبعدها في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة:
لتحقيق دور ومساهمة التعاونيات يجب إتباع المرجعية التعاونية العالمية الحلف التعاونى الدولى (International Cooperative Alliance) والمرجعية التعاونية السودانية التشريع التعاونى (القانون-القواعد-اللائحة الداخلية) ومرجعية وثيقة التنمية المستدامة العالمية.، إن دور ومساهمة التعاونيات على المستوى المحلى ينعكس على المزارع المنتج وأسرته وكل المجتمع الريفى، وعلى المستوى الوطنى تتحق المساهمة الفاعلة للتعاونيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ايضاَ التعاونيات وسيلة لتمكين المرأة إقتصاديا وإجتماعيا لتحقيق الأمن الغذائي وأهداف التنمية المستدامة عبر:
1- تجميع المدخرات في تعاونيات الادخار والتسليف والإقراض (SACCOS).
2- تجميع رؤوس الأموال الضعيفة عبر التعاونية وأستغلالها جماعيا عبر الإدارة التعاونية الحديثة والحوكمة الفاعلة.
3- تجميع الأفكار البناءة عبر الديمقراطية التعاونية وتفعيلها في الواقع بالممارسة عبر المستويات الإدارية المختلفة.
4- التطور والمواكبة عبر المبدأ الخامس: التعليم والتدريب والمعلومات وبناء القدرات (المنظومة المعرفية التعاونية) .
5- الشراكات الوطنية والعالمية عبر المبدأ التعاونى السادس: التعاون بين التعاونيات وهذا يمكن التعاونيات من تنمية سلاسل القيمة.
6- كفاءة إستخدام الموارد عبر التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج والإنتاجية، وتنوع المشروعات الإنتاجية والتصنيع الزراعى والغذائى.
7- تحسين وتطوير وتنوع الخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والبيئية وبناء السلام الايجابى الفعال.

8- التعاونيات لها القدرة الفاعلة لتحقيق الأمن الغذائي لأنها توفر للجميع، وفي كل الأوقات، الإمكانات المادية والاجتماعية والاقتصادية للحصول على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية وبالتالي التمتع بحياة موفورة النشاط والصحة "الوفرة، الجودة،الاستدامة.
9- التعاونيات يمكن أن تساهم أستعادة مكانة الزراعة الغائبة وتعيد غربة "المزارع" في السياسات الاقتصادية الكلية ، ومعالجة ارتفاع تكلفة الإنتاج وانخفاض عوائد المحصول، وتتيح فرص التوسع في الرقعة الزراعية وتوقف نسبة التصحر وإهمال القطاع الغابى، والثروة الحيوانية، ومعالجة سوء إدارة مصادر المياه، والتمكين من إستخدام التقنيات الحديثة. هذه المساهمة للتعاونيات تنصف المزارعين، وتدفعهم لزيادة الإنتاج والإنتاجية وتوفير المحاصيل الاستراتيجية التي تكفي السكان، بدلا من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية من الدول الأجنبية ممَّا يجعلها تابعة لهذه الدول وشروطها.
في القطاع الزراعي والحيواني : إن التكامل الرأسي ، وتغيير برامج الإنتاج والخدمات، وانخفاض حصة المنتجين الصغار في قيمة دولار الغذاء فالمنتجين بالكاد لا يتحصلون إلا علي 20-37% من قيمة منتجهم كالصمغ العربي، وأحيانا من 10-15 % من سعر الصادر فوب، وهي رسالة واضحة: إما أن يكون المنتجين والمستهلكين عميان و ضحايا لهذه الاتجاهات أو سيتعين عليهم أن يبدأوا في التحرك خارج بوابة منطقة الإنتاج والإستهلاك الأعمي للحصول على حضور أكبر في سلسلة التوريد بأكملها عبر تعاونهم فيما بينهم وفق المبدأ التعاوني السادس للحلف (ICA)،أوأن يصبحوا منتجين للمنتج الخام، والموجه إلى سلاسل متكاملة رأسياً لتعيدها لهم مرة أخري ليصبحو مجرد مستهلكين، وفي الجانب الآخر بمقدورهم أن يدمجوا عكسيًا صعودًا من مناطق الإنتاج من خلال التعاونيات و التي تتكامل فيما بينها رأسيا، ويمكن حينها للشركات أن تستفيدمن التعاونيات كما هي تفعل مع نظيراتها، كما يمكنهم عبر التعاونيات الخاصة بالإدخاروالائتمان تمويل نشاطتهم، إن الاستخدام المتسق للتكامل الرأسي (Consistent use of vertical integration)هو الخلطة السرية (secret sauce) عندما يتعلق الأمر بالنجاح في عالم الاعمال التعاونية، لنأخذ على سبيل المثال المزارع الذي يكون عضوًا في الجمعية التعاونية المحلية والمستودع وجمعية التسويق ومطحنة زيت بذرة القطن. وهذا يضيف ما يصل إلى أربع نماذج أعمال تعاونية مختلفة يمكنها إعادة أرباحها إلى المزارع في شكل أرباح وتقاعد للأسهم، فالمزارع الذي يظل متكاملا رأسيا لسنوات سوف يجني الفوائد في عملياته، ولكن المنتج الذي لا يندمج رأسيا في جميع أنحاء سلسلة التوريد لديه فرصة واحدة أو اثنتين فقط للحصول على قيمة مضافة. السؤال بسيط: لماذا لا نختار التكامل الرأسي؟وهنالك عدة مشاريع أولية علي سبيل الذكر يمكن الإشارة لها:
- مشروع MERCY CORPS في (جنوب كردفان، القضارف، وسط دارفور، جنوب دارفور، النيل الأزرق، كسلا، البحر الأحمر)، وتمت مؤامته بعد الحرب ويعرف بــــ(SASAS) بدأ المشروع في عام 2023، وعلى الرغم من الصراع الذي اندلع في أبريل 2023، قامت Mercy Corps بتأسيس وتدريب 20 تعاونية للمزارعين والرعاة أو منظمات المنتجين، وتدريب 200 مزارع على الممارسات الذكية مناخيا، وتوزيع البذور المدعومة على 11000 مزارع وأكياس التخزين على 2000 مزارع، وتقديم الدعم لـ 10 مجموعات من الرعاة وتدريب 50 من مربي الماشية علي إنتاج الأعلاف، والتعاون مع مؤسسات التمويل الأصغر(والتي يمكن بتوصيات إحلال جمعيات الإئتمان والإدخار مكانها وفق ترتيبات محددة) لتعزيز سلسلة قيمة الثروة الحيوانية، وتقديم خدمات تطوير الأعمال إلى 50 من رعاة الماشية والعمل علي اقامة 12 فعالية للتواصل بين الشركاء، و إطلاق منصة لربط السوق رقمياً، وإجراء تحليل لسوق العمل، وإدخال خط ساخن للمزارعين.
- ايضاً هنالك فرص للاستفادة من تعاونيات النيل الابيض التي تمتلك مساحات لزراعة الأرز عبر تشجيع عضوية المزارعين فيها علي الزراعة وعلي المفاهيم الصحيحة للتعاونيات والذي اثبت نجاحه عبر تشغيل المشروع وعمل (assessment) والمصنع الموجود بالمنطقة والخاص بفرز وتعبئة الارز بسمتي صنف العنبر والذي يزرع في الهند وباكستان والسودان إضافة لعينات أخري، ويعمل بطاقة انتاجية يومية 50 طن والذي تعود جهود إنشاءه وتطويره لهيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA) يمكن عبر تشغيل المشروع تخفيض تكلفة استيراد القمح في مقابل احلال الارز.
- ايضا هنالك فرص للإستغلال الامثل في بحيرة النوبة عبر إنشاء مزارع سمكية وتطوير الصيد هنالك والاستفادة من التنظيم التعاوني الموجود بوادي حلفا، والاستفادة من مفرخ البركة للأسماك وتطويره.السودان لديه نحو 5 مشاريع زراعية مروية كبرى يعتمد عليها في تكوين المخزون الاستراتيجي من الحبوب الغذائية مثل الذرة والسمسم وتأمين جزء من احتياجات البلاد من القمح، وهي الجزيرة ووسط السودان، والسوكي، ووادي حلفا، والرهد، ودلتا طوكر شرقي البلاد، ويعتمد المزارعين في هذه المشاريع على التمويل المصرفي من البنك الزراعي المملوك للدولة في كل مراحل العملية الزراعية من بذور ومبيدات واسمدة واليات زراعية وصولاً الى جوالات تعبئة المحصولات المنتجة، والذي يغلق أبوابه بسبب الحرب الدائرة الآن، أما الوضع بالنسبة لمزارعي القطاع المطري في إقليمي كردفان ودارفور غربي السودان، أحسن حالا من واقع القطاع المروي، إذ يعتمد غالبيتهم على أموالهم الخاصة في عمليات الزراعة والتي تتم بشكل يدوي تقليدي، لكن مساهمة هذا القطاع في الإنتاج الكلي ضئيلة حيث تتم الزراعة في مساحات محدودة لسد الاحتياجات الذاتية، كما يعاني القطاع الزراعي عموما من اسعار بيع متدنية وتكاليف إنتاج عالية ، عليه يمكن أن تمكن المشاريع التعاونية من إمكانية الوصول للمزارعين وتجميع الحيازات الصغيرة التي يملكونها معاً ليصبحوا قادرين في ظل الحرب وزيادة الطلب علي الغذاء علي الصمود معاً فالزراعة بشكل فردي صعبة للغاية حالياً، عليه ومن خلال التعاونيات يصبح هنالك إمكانية الوصول للتمويل والتسويق والارشاد الزراعي والحيواني وشبكات الخبراء الذين يقومون بعمليات التطوير المختلفة وقيام الشراكات العادلة، وإتاحة وإستخدام وفورات الانتاج من خلال العمل علي نطاق اوسع لخفض التكاليف من الوقود والاعلاف والاسمدة والبذور وآليات الزراعة والحصاد إضافة لتوفير فرص العمل لمكافحة مستويات البطالة المتفاقمة، يقول شون باترسون، كبير المستشارين الفنيين في منظمة العمل الدولية " ILO PROSPECTS Sudan": "إن الدعم الذي تقدمه منظمة العمل الدولية يمكّن مزارعي قطع الأراضي الصغيرة في السودان من تحسين الإنتاجية الزراعية من خلال التوجيه المخصص بشأن الممارسات الزراعية الجيدة وتوفير مدخلات عالية الجودة، مثل البذور المحسنة والأسمدة ومبيدات الفطريات والمبيدات الحشرية المحكمية. أكياس. ومع ذلك، فإن زيادة الإنتاجية ليست كافية لتوفير القدرة على المساومة للمزارعين الأفراد في السوق. ولذلك شعرنا بالحاجة إلى الاستثمار في تطوير التعاونيات الزراعية التي يمكن أن تمكنهم كمجموعة من تحقيق أهدافهم الاجتماعية والمالية".
في قطاع التعدين: يمكن أن تكون تعاونيات التعدين في قطاع التعدين الأهلي ذات فاعلية عالية عبر تنظيم المعدنيين في جمعيات تعاونية مع حصر وتقنين تعاونيات المعدنيين الموجودة سلفاً وايجاد صيغة شراكة بينهم والقطاع الخاص، والعمل علي تنظيم جمعيات إئتمان وادخار في مناطق التعدين يشكلها اصحاب المصلحة من أجل عملية الاقراض للإنتاج وحفظ الاموال وإدخار الذهب المنتج وشراؤه، فالفاقد جراء عدم تنظيم القطاع واللجوء الي التهريب عالي، فيما إذا علمنا أن التعدين الاهلي غير المنظم يشمل 15 ولاية بالسودان من مجمل18 ولاية ويوزع هذا الانتشار على 44محلية، مما يؤكد أن كل ولايات البلاد تشهدا أنشطة للتعدين الأهلي، ما عدا سنار والجزيرة والخرطوم،مما جعل نسبة انتاج الذهب من التعدين الاهلى حوالى 82% من الانتاج الكلي للذهب وقفز انتاج القطاع التقليدي من الذهب من 30 طن في العام 2011 م الى 67 طنا في العام م 2015 و74 طنافي العام 2016م وبلغ عدد مواقع التعدين الاهلى فى نفس العام حوالى 221 موقع، وفي 2022 بلغت مساهمة صادرات الذهب في القطاع المنظم منه (49% من اجمالي الصادرات في البلاد بعائد 2 مليار دولار)، ويعمل بالقطاع أكثرمن 2.8 مليون شخص بصورة مباشرة ومايقارب 5 مليون شخص بصورة غير مباشرة،
في قطاع الصناعات الصغيرة : القطاع الصناعي عموما لديه خاصية القدرة على التسارع الإنتاجي أكثر من القطاعات ذات القيمة المضافة الأخرى (مثل الزراعية والخدمات)، لدى القطاع الصناعي سعة أكبر لاستيعاب العمالة الماهرة في مستويات عدة (والتي بدورها ترفع من القوة الشرائية في المجتمعات بوتيرة كبيرة تؤثر بدورها على كل القطاعات الاقتصادية الأخرى).
القطاع الصناعي أكبر نافذة (أو جسر) للتطور والتوطين التكنولوجي، والذي ينعكس بدوره على شتى أوجه الحياة المعاصرة من التعليم إلى الصحة إلى الاستهلاك والتواصل والتنقل.... إلخ، وبالنسبة للمجتمعات ذات الثروات الزراعية والطبيعية فإن القطاع الصناعي يكون الناقل النوعي لسلاسل القيمة المحلية بخلق روابط قوية بين الحاصلات الزراعية والموارد الطبيعية كمدخلات إنتاج (أو روابط خلفية(backward linkages ((، وبين العمليات المحلية لزيادة القيمة المضافة، سواء من أجل الاستعمال المحلي في صناعات أخرى (أو روابط أمامية forward linkages) أو للاستهلاك المحلي في شكل سلع، أو للتصدير في شكل سلع أيضا أو مدخلات إنتاج غير خام لصناعات أخرى خارجية.
يعتبر التوظيف الذاتي في الصناعات الصغيرة مدخلا وترياقا متميزا لتحقيق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (خاصة الهدفين 8 و9)، لأنه يساهم في زيادة وتطوير التنمية الصناعية كما يساهم في زيادة في تطوير فرص العمل الماهر ومستوى الدخل المناسب لأصحاب المعارف التقنية (STEM)، ومن مسارات التوظيف الذاتي المناسبة للصناعة: 1- التعاونيات الصناعية. 2- مشاريع الريادة الاجتماعية.
فأكبر التعاونيات الصناعية في العالم بدأت كورشة صغيرة (موندراقون، اسبانيا) أو كمجموع تعاونيات صغيرة ناجحة اتحدت لتشكل تعاونية كبرى (فونتيرا، نيوزيلندا). عليه يجب الاهتمام بتحسين التعليم التقني المتخصص وابتدار مشاريع في هذا الصدد يقود برنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية جهود حثيثة في هذا الاطار يجب دعمها وتفعيلها بصورة اكبر.
تمكين المرأة من خلال التعاونيات: تساهم التعاونيات عموماً في تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال توسيع فرص المرأة في المشاركة في الإقتصادات والمًجتمعات المحلية في أجزاء كثيرة من العالم، في التعاونيات الإستهلاكية، معظم الأعضاء من النساء ، وكمثال في اليابان تشكل النساء 95 % من العضوية وقد حصلن على مكان في هيكل إدارة التعاونيات كما تظهر النساء حُضوراً قوياً في التعاونيات العمالية في الإِتحاد الإسباني لتعاونيات العمال (COCETA) 59% من الأعضاء من النساء، و 39 % من المناصب الإداريةمقارنة بنسبة 6 % في المؤسسات المملوكة لغير العاملين، في إيطاليا 95 % من أعضاء تعاونيات العمال في صناعة الأزياء هم من النساء، وفي شرق أفريقيا تتزايد مشاركة المرأة في التعاونيات وفي قطاع التعاونيات المالية، وتشير البيانات الواردة من تنزانيا إلى أن عضوية المرأة قد تضاعفت أكثر من أربع مرات منذ عام 2005، وبذلك وصل نصيب المرأة إلى 43 %، في أوغندا مشاركة النساء تتزايد في التعاونيات الزراعية بوتيرة أسرع من مُشاركة الرجال، وفي البحث عن استراتيجيات لتعزيز مشاركة المرأة في مجالات صنع القرار في القطاع التعاوني، تم تحديد العنف بين الجنسين (gender violence) باعتباره حاجزا غير مرئي(invisible barrier) أمام زيادة مشاركة المرأة في الأرجنتين. في عام 2019، اتخذ اتحاد التعاونيات الأرجنتيني (كوبرار) قرارًا بتنفيذ بروتوكول لمنع العنف ضد المرأة(Protocol of Prevention of Gender Violence)، والذي يمكن لكل كيان (entity) بعد ذلك أن يتخذه كمثال ويكيفه ليناسب خصائصه، في نيجيريا، تشكل النساء 60% من عضوية التعاونيات، وتتولى النساء 45% من قيادة التعاونيات، عززت الحكومة والحركة التعاونية إطارًا استراتيجيًا ودعمًا للسياسات الوطنية(Strategic Framework and national policy) وسجلتا أيضًا تحالف النساء التعاونيات النيجيرية (NICOWA) للدعوة إلى مشاركة المرأة في إدارة جميع المنظمات التعاونية وتنمية التعاونيات النسائية، في السودان وعلي سبيل المثال لا الحصر أهتمت وكالة المعونة الامريكية (USAID ) بتطوير مشاريع لتمكين التعاونيات النسوية بشراكة مع مشروع شارك وبرنامج الامم المتحدة الإنمائي (UNDP) بدأ مع تعاونية بائعة الاطعمة والشاي والعمل بالتثقيف علي فهم النموذج التعاوني وعلي مساعدتهم الي تكوين (SACOs) جمعيات إئتمان وادخار علي غرار مايعرف لديهم بصناديق الإدخار "الصرفة"، وعليه يمكن تطوير هذه المشاريع بصورة أكبر في الوقت الحالي.
في القطاع المالي :يمكن أن تكون التعاونيات أحد الحلول للإستفادة من (الدعم المباشر-UBI)، والذي توزعه الدولة/ المنظمات والإستفادة منها في تعظيم رأس مال التعاونيات، وايصاله للعضوية التعاونية عبر تعاونيات الإئتمان والادخار(SACOs) بتقنية الموبايل (USSD) وبذلك يمكن أن تكون تعاونيات الإئتمان والادخار أحدي أدوات الشمول المالي القادرة للوصول في ظل وجود (35 مشترك، و 6116 برج، بتغطية تصل الي 48%)، إضافة لكونها يمكن أن تصل لتلك المناطق التي لا يوجد بها خدمات مالية، وشبكات الانترنت ضعيفة او لا توجد شبكات إنترنت تماماً، لعدم حوجتها له، خصوصاًإذا علمنا أن حالة البنوك في السودان قبل الحرب ليس لديها القدرة للوصول، هي كالتالي :
• عدد الحسابات المصرفية 17٪ فقط من إجمالي السكان (إحصائية أكتوبر 2019).
• عدد الحسابات المصرفية = 7،023،303 مع العلم أن عدد السكان = 42،435،252.
• 38مصرفاً هو عدد البنوك العاملة وفقاً لبنك السودان المركزي.
• بلغ عدد فروع البنوك 833 فرعًا في كل السودان بحسب بنك السودان المركزي حتى فبراير 2020.
• بنوك تستحوذ على 40٪ من جميع الفروع على النحو التالي:
1- بنك الخرطوم 120 فرعا.
2- البنك الزراعي 105 فرع.
3- بنك التوفير 54 فرعا.
4- البنك الإسلامي السوداني 54 فرعاً.
• 57%من جميع الفروع موجودة في ثلاث ولايات من أصل 18 ولاية:
1- ولاية الخرطوم 363 فرعا.
2- ولاية الجزيرة 72 فرعاً.
3- الولاية الشمالية 47 فرعا.
• عدد شركات تحويل الأموال الخارجية 12 شركة، لها 17 فرعاً.
• عدد شركات تحويل الأموال داخلياً 8 شركات لها 80 فرعاً.
• عدد شركات الصرافة 20 شركة لا تقدم خدمات بنكية وعدد فروعها 113.
• 50% فقط من أصحاب الحسابات المصرفية لديهم بطاقة صراف آلي حتى عام 2017 .
• إجمالي أجهزة نقاط البيع 9465 حتى 2018.
في القطاع الصحي :النظام الصحي في السودان قبل الحرب هش أصلاً فبحسب نشرة لليونسيف : " بإمكان 70 في المئة من السكان فقط الوصول إلى المرافق الصحية في غضون 30 دقيقة من منازلهم ولدى 80 في المئة من السكان إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية في غضون ساعة سَفَر، وعندما يصلون إلى المرفق الصحي، لا يجدون الرعاية بالجودة الكافية، ولم يتلقَّ الرعاية الصحية على يد عامل ذي مهارة في المجال الصحي ممن زاروا مرفقًا صحيًا إلا النصف فقط. وبالتالي، فإن تغطية الخدمات الصحية للأمهات والأطفال هي إحدى أدنى مستويات التغطية في المنطقة. على سبيل المثال، أُحضِر فقط ربع الأطفال المرضى الذين يعانون من الإسهال إلى مركز صحي للعلاج. وتم تزويد 27 % فقط من بين هؤلاء الأطفال بعلاج الإسهال (محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم)"، الآن وبسبب الحرب تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3.1 مليون شخص معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا حتى نهاية ديسمبر 2023، وأن ما يصل إلى 80% من المرافق الطبية توقفت عن العمل في بؤر النزاع الساخنة، وفي المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر من الأعمال العدائية تكتظ المرافق الصحية بالمرضى، ولم يتلقّ مقدمو الرعاية الصحية رواتبهم منذ سبعة أشهر، وهناك 2.6 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، منهن حوالى 262 ألف امرأة حامل يلد منهن 90 ألف امرأة في الأشهر الثلاث المقبلة، وهن بحاجة للحصول على خدمات الصحة الإنجابية الحيوية.
تضمن التعاونيات حياة صحية من خلال إنشاء البنية التحتية لتقديم خدمات الرعاية الصحية، وتمويل الرعاية الصحية وتقديم خدمات الرعاية الصحية المنزلية للأشخاص المصابين بالامراض المزمنة من بين خدمات أخري تقدمها لعضويتها، أو أن تكون تعاونيات رعاية صحية بما في ذلك تعاونيات العمال التي تقدم الخدمات الصحية، وتعاونيات المرضى أو المجتمع والتعاونيات الهجينة متعددة أصحاب المصلحة يمكنهم تقديم أي شيء من الرعاية المنزلية إلى الرعاية الشاملة في المستشفى، ويقدر التحالف التعاوني الصحي الدولي(The International Health Cooperative Alliance) أن هناك أكثر من 100 مليون أسرة في جميع أنحاء العالم تخدمها التعاونيات الصحية، و في جميع أنحاء كندا هنالك أكثر من 100 مركز رعاية صحية تعاوني تقدم الرعاية المنزلية بشكل رئيسي لأكثر من من مليون شخص موزعين على مقاطعاتها الثماني، ونجد (SaludCoop) في كولومبيا هي جمعية تعاونية للرعاية الصحية، وثاني أكبر صاحب عمل وطني تخدم 25% من السكان، وفي اليابان أكثر من 125 تعاونية طبية تخدم ما يقرب من 3 ملايين من المرضى، يمكن في وضع عدم السيطرة الذي يعيش فيها السودان الآن بسبب الحرب تجريب التعاونيات في هذا القطاع ودعم قيام تعاونيات رعاية صحية تدار من قبل أصحاب المصلحة، خاصةً وأنه يتبنى عادات الرعاية الوقائية – وهي العادات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من المرض من خلال ان يكون لديهم محطات لغسل الأيدي في منازلهم ونوم النساء تحت الناموسيات...الخ في ظل شح التمويل وعدم قدرة الدولة حالياً علي السيطرة ، وبسبب الحصول على الرعاية يصاب أعضاء التعاونية بالمرض بشكل أقل، وعندما يمرضون، فمن المرجح أن يحصلوا على العلاج، ويطلبون العلاج في وقت أبكر من الأشخاص الذين ليسوا في التعاونيات، أيضاً تحصل النساء في التعاونيات على رعاية ما قبل الولادة وبعدها والولادة، كما أن المخاطر المالية أقل حيتمتع أعضاء التعاونية بالحماية من تكاليف الرعاية الصحية الباهظة، ونتيجة لذلك، فإنهم أقل عرضة لبيع الأصول أو اقتراض الأموال لدفع تكاليف الرعاية، ولأنهم لا يخشون تكلفة الرعاية، فمن المرجح أيضًا أن يطلبوا الرعاية عندما يمرضون، هنالك أيضاً فوائد للأطباء يسترد الأطباء أموالًا من أعضاء التعاونيات أكثر بكثير من العملاء الذين يدفعون من جيوبهم. يتم تحديد استرداد التكلفة للأطباء عن طريق طرح تكلفة العلاج من المبلغ الذي يدفعه المرضى مقابل العلاج، وبغض النظر عن الشكل المستخدم، فإن جميع تعاونيات الرعاية الصحية عادةً ما تكون مشتركة الهدف الجمع بين المهنيين الصحيين والمستخدمين من أجل التوفيق بين الاختلالات بين العرض والطلب في مجال الرعاية الصحية وتهدف بشكل عام إلى إشراك جميع أصحاب المصلحة المشاركة في الرعاية الصحية، لإدارة التكاليف والمخاطر بشكل مشترك وتحقيق أقصى قدر من النجاح الجودة في تقديم الرعاية.
في معالجة الفقر وتحقيق الأمن الغذائي (Tackling poverty and creating food security):تمكّن التعاونيات أصحاب الحيازات الصغيرة من تسويق المنتجات معًا والحصول على صوت أقوى في سلسلة التوريد العالمية، تقدر منظمة العمل الدولية أن ما يقرب من 50 ٪ من المنتجات الزراعية الريفية في العالم يتم تسويقها من خلال التعاونيات، ويتم إنتاج أكثر من 75٪ من منتجات التجارة العادلة (Fairtrade products) بواسطة التعاونيات،مما يساعد(887,000)من أصحاب الحيازات الصغيرة (smallholders)، وفقًا لأرقام منظمة التجارة العادلة الدولية(Fairtrade Labelling Organizations International)، مما حدا ببرنامج الامم المتحدة ومن قبل بدء الحرب وعبر مختبر تسريع المشاريع (مشروع شارك للتنمية المستدامة)، ووفقاً لمذكرة تفاهم وحكومة السودان ومع المجتمعات المحلية بمساندة بأطلاق برنامج (SUDAN FOOD SYSTEM UNIT SFSU) والذي يشمل كل ولايات السودان استجابة للتحديات الصعبةالتي القت بها الحرب كمبادرة لامركزية جغرافيا، تضم وحدات مخصصة في كل ولاية سودانية، مكملة بوحدات متخصصة للدعم في المجالات الحيوية مثل المعلومات والتمويل والطاقة والتكنولوجيا، السلامة وسلسلة التوريد والبحث والتطوير والإعلامي وذلك لتمكين المواطن السوداني من السيطرة على إنتاج الغذاء وتوزيعه وإستهلاكه، وتحقيق الاستدام، سوف تستفيد FSU من التكنولوجيا، والابتكار عبر التعاونيات، وبالاستفادة من تجربة الشركة السودانية للسلع الاستهلاكية المحدودة الممونة لعمل التعاونيات في القطاع الاستهلاكي .
توفيرالطاقة النظيفة والوصول للطاقة من خلال التعاونيات (Providing clean energy & energy access through cooperatives):
يشار إلى أن إجمالي السعة التصميمية لمحطات توليد الكهرباء داخل شبكة الكهرباء في السودان قبل الحرب يبلغ نحو 3 آلاف ميغاواط، إلّا أن إجمالي إنتاجها لا يتجاوز 2.510 ألف ميغاواط، في حين يتجاوز الطلب حينها 3.1 ألف ميغاواط، مما يعني وجود عجز يتجاوز ألف ميغاواط، وبالضرورة انه تضاعف نتيجة لقيام الحرب، ولابد من العلم أن مجهودات العاملين بالصيانة، يوجد بهاعجز كبير، إذ إن النمو في الطلب يزيد بمتوسط 10% سنويًا، في ظل تدنّي القدرة المتاحة لمحطات الكهرباء بسبب انتهاء العمر الافتراضي لبعض الوحدات، مثل (1و2 بمحطة بحري الحرارية) وضرورة توفر الوقود (للوحدات 3، 5، 6 في بحري الحرارية) وتنفيذ الصيانة التصحيحية وتوفر النقد الأجنبي وقطع الغيار (للوحدة 4 بحري الحرارية) والوحدتين (4 و6) في بحري الغازية والوحدة (2) في قرى4 وكلها داخل مناطق الإشتباك داخل الخرطوم والوحدة(2) في أم دباكر ، أما محطات التوليد خارج الشبكة القومية، والتي تشمل الفاشر، كادوقلي، الجنينة النهود، نيالا، الضعين وزالنجي، والتي تعمل بوقود الديزل فمن إجمالي الاستيراد تقدر فيرنس الكهرباء الشهري بحوالي (60 مليون دولار-80 طن متري) حيث يستورد السودان 70% من احتياجاتها من الوقود والتي تتحكم اوعية التخزين في مصفاة الجيلي والتي تنتج 305 من الاحتياج المحلي والشجرة واللتان تقعان ايضاً في مناطق الاشتباك أضف لذلك تصنيف السودان لدولة ذات مخاطر عالية اوقف التسهيلات الإئتمانية لمستوردي الوقود ورفع تكلفة التمويل البديل لـ15% وتكلفة التأمين من 4-5% وفترة تأخر تفريغ البواخر لـ75 يوم تكلفة اليوم الواحد 1.5دولار للطن، و توجد محطة بسعة 5 ميغاواط تعمل بالطاقة الشمسية بالفاشر، ومحطة أخرى تحت الإنشاء بالضعين بسعة 5 ميغاواط، عليه إن تعاونيات الطاقة هي الخيار الامثل والي تكون مملوكة بالكامل ويديرها أعضاؤهاوجميعهم يتخذون القرار بشأن مسائل الحوكمة وكيفية تقديم التعاونية لخدماتها، ومع تطور التعاونية يستفيد العملاء بشكل مباشرحيث تعمل كمؤسسة غير ربحية يتم إعادة استثمار جميع الأموال أو الأرباح الزائدة في الخدمات أو توزيعها بالتساوي كفائض، وتركز بشكل خاص على جلب موارد الطاقة المتجددة إلى المجتمعات الصغيرة والمناطق الريفية نسبة لان شبكات التوزيع لاتصل لهذه المناطق لإنخفاض الكثافة السكانية وبُعدِها عن المدن الرئيسية، وتختلف انواع الطاقة المستخدمة لكن اهمها والتي يمكن تطبيقها في السودان طاقة الرياح (wind power) في الولايات ذات السهول المفتوحة، و الطاقة الشمسية والمائية (Solar and hydro energy ) فالالواح الشمسية تكون ناجحة علي حسب في المناطق ذات معدل الإشعاع الشمسي السنوي العالي كالمناطق الجافة (مثل: والسهول والمناطق الساحلية) مما يتيح إنشاء المزارع الشمسية دون الحاجة إلى استخدام تكنولوجيات متطورة لتركيز وتجميع الأشعة الشمسية، وهنا نذكرأن معدلات سقوط الأشعة الشمسية في دول أفريقيا تتقارب بنسبة كبيرة تصل إلى حوالي 85٪ لتستقبل حوالي 2000 كيلو وات ساعة/ متر مربع في العام الواحد، و تستخدم التعاونيات ايضا الايثانول والميثان والكتلة الحيوية( Ethanol, methane & biomass) من مدافن النفايات مما يساعد علي التخلص منها ومن مزارع الماشية حيث النفايات الحيوية وانتاج البايو غازمما يفيد المزارعين من خلال تزويدهم بأسواق جديدة واقتصاد محسن " improved economy".
 التوصيات:
1- تكوين آلية تنسيقية تكون أولي مهامها وضع نموذج مفاهيمي و إستراتيجية وطنية طارئة وخطة عمل عادلة للقطاع التعاوني في السودان بوصف التعاونيات أداة عدالة إجتماعية تساهم في تحويل الدعم الإنساني لدعم تنموي مستدام وتهدف لخدمة المجتمعات المحلية وبناء السلام الايجابي وتوفير الامن الغذائي والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية وانسياب المساعدات الانسانية وإمكانية الوصول للموارد، وذلك مع اصحاب المصلحة والشركاء من القطاع الخاص والعام والمنظمات والهيئات المحلية والدولية.
2- أن تقوم الحكومة وفي مناطق سيطرتها وباسرع ما يمكن بتوجيه وزارة التجارة والتموين بمساعدة الجهات المحلية والدولية التي لديها الرغبة لتقديم المقومات والامكانات المادية واللوجستية ووسائل الحركة و تمويل الوظائف الجديدة للإدارة العامة للتعاونيات والمركز الوطني للتنمية والتدريب التعاوني حتي يتم تنفيذ خطة العمل العاجلة وتجهيز الاستراتيجية التعاونية الوطنية الطارئة في ظل الحرب، وأن تعمل علي التوجيه بتطبيق إحدي مقررات عام2002، وذلك بتبنى مؤتمر العمل الدولي الثالث لمنظمةالعمل الدولية توصية تعزيز التعاونيات(التوصيةرقم193)، وهي مبدأ توجيهي دولي للسياسة العامة، والذي يوفرإطارًا حديثًا للتعاونيات. منذاعتمادها،واستخدام ما يقرب من100بلد التوصية لتنقيح وتطوير سياساتها وقوانينها التعاونية.
3- أن تقوم أطراف الصراع وفي مناطق سيطرتها بحرية عمل طواقم عضوية وادارة الجمعيات التعاونية وموظفي التعاون المختصين، وتوفير الحماية لأماكن عملها والممرات الآمنة للعاملين فيها ولعضويتها.
4- تفعيل مذكرة التفاهم بين وزارة التجارة والتموين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2021م والذي يقوده مختبر تسريع المشاريع ببرنامج الأمم المتحدة السودان (Accelerator Lab) لتطوير خطة شاملة لعمل التعاونيات في ظل الحرب و مع المرفق التعاوني الافريقي التابع لمنظمة العمل الدولية، والعمل علي تطوير اقامة صناديق بدعم دولي علي غرار مشروع (SYNDICOOP) الذي شمل كينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وجنوب افريقيا، والاستفادة من إمكانيات القطاعات الداعمة والمساندة للقطاع التعاوني.
5- التأكيد علي وجود القطاع التعاوني كقطاع ثالث في الاقتصاد الوطني مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص بالاضافة الي القطاع المختلط في وثائق معالجة آثار الكارثة الانسانية في السودان مما يتطلب دعما فنياً ومادياً محلياً ودولياً.
6- ضرورة دعم برامج التوعية والتثقيف والتدريب وبناء القدرات (المنظومة المعرفية التعاونية) وضروة البدء في ادخال الفكر التعاوني والتعاونيات في المناهج التعليمية في الجامعات والمراحل التعليمية المختلفة.
7- يجب إستكمال إعادة النظر فى سجل التعاونيات من قبل الإدارة العامة للتعاون وفق موجهات الحلف التعاونى العالمى (ICA) ومنظمة العمل الدولية، مع وضع تصور علمى معرفى لتكوين وعاء مالي ذاتى للتعاونيات من أجل شبكة مالية تعاونية قادرة علي الوصول للجميع عضويتها وتفعيل خدمة (Mobile money ) عبر الحسابات المعبئة بالرصيد (store value account ) للاستفادة المثلي من شبكات الاتصالات لتفعيل هذه الجمعيات المالية وتحقيق الشمول المالي.
8- إالغاء قانون تنظيمات أصحاب مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى لسنة 2011 .
 تأثير التوصيات:
إحداث تغيير في النظرة للتعاونيات بعيداً عن التفكير التقليدي بإعتبارها شكلاَ من أشكال الاعمال التجارية والاجتماعية اللائقة والقابلة للإستمرار، والتي تعمل علي تنظيم المجتمعات المحلية والاقتصاد غير الرسمي وفقاَ لاحتياجاتهم وقدرتهم علي التكيف والمضي قدما نحو تحقيق العدالة الإجتماعية والتنمية المستدامة ونقلها من مجتمعات تتلقي الدعم الي مجتمعات تنموية منتجة، تقدم الحماية الاجتماعية وخدمات الرعاية الصحية والتعليمية ومياه الشرب...الخ، حتي تساهم في التخفيف من الفقر والتفاوت والتوزيع العادل ليكون النمو تشاركياً للجميع ولكل قطاعات الاقتصاد.
 المراجع:
- مراجع عربية:
1. العتيبي، محمد الفاتح، الدروس المستفادة من تجربة السودان حول دور التعاونيات والتحديات التي تواجه الصراع في سوريا، ورقة عمل مقدمة الي الإجتماع التشاوري حول إعادة التفكير في المشاريع التعاونية في الزراعة بعد انتهاء الصراع في سوريا بيروت مقر الإسكوا 18-20 يونيو 2019
2. العتيبي ، محمد الفاتح عبد الوهاب وقصي همرور، التعاونيات استعراض واستبانة آفاق، أغسطس 2019
3. بريمة ادم نورين، المركز القومي للتنمية والتدريب التعاوني، التعاونيات وسيايات التموين للسلع الاستراتيجية، الخرطوم فبراير 2020
4. راتب، حسن كامل ، التعاونيات العصرية، القاهرة 2018
5. منشورات منظمة العمل الدولية ، "التعاونيات" مقتطف من البيان حول الهوية التعاونية، الذي اعتمدته الجمعية العامة للاتحاد الدولي للتعاونيات، 1995 منظمة العمل لدولية ، مكتب العمل الدولي ، الطبعة الأولى www.ilo.com
6. ورشة التواصل الفعال بين التعاونيات، منظمة Rhizome التعاونية، لندن 17 يوليو 2016
7. ورشة الخبراء والقيادات التعاونية البريطانية، التعليم التعاوني في التعليم العالي، كلية التعاون البريطانية، مانشستر 27/02/2017
8. وقائع المؤتمر التعاوني الدولي للحلف التعاوني الدولي "التعاونيات والتنمية المستدامة" كيجالي، رواندا 14-17 أكتوبر 2019
9. قرار الجمعية العامة للحلف التعاوني الدولي حول التعاون من أجل التنمية، تأييد استنتاجات المؤتمر العالمي للحلف التعاوني الدولي "الجمعيات التعاونية من أجل التنمية" ، كيجالي، 14-17 أكتوبر 2019.
10. ورقة اللجنة الاقتصادية للحرية والتغير بالتعاون مع التجمع الاتحادي 2023- القاهرة.
- المراجع الانجليزية:
1. Dave, Sitaram Effective Co-operative Governance the Key to Co-op Success, Canadian Co-operative Association September 2009
2. Chackochan J Njavallil & Jo.y Joseph, The Cooperatives in India – A Journey over More than 100 Years, Marian College Kuttikkanam https://www.academia.edu/30466356/The_Cooperative_Movement_in_India_Over_the_years_1_.docx
3. G.N.Saxena, (2012) Cooperative leadership and governance - An Indian perspective, IFFCO
4. Harvey, Rebecca A guide to governance: How do we steer the co-operative ship? 11 May 2017 https://www.thenews.coop/118280/sector/regional-organisations/guide-governance-steer-co-operative-ship/
5. IYAKARE Vedastembly Effective Governance of Cooperatives for Cooperative Managers, Board members & General Asse, Rwanda Institute of Cooperatives, Entrepreneurship & Microfinance (RICEM) Kigali, August 2016
6. Lagarde, Christine Good Governance and SDG http://www.aleqt.com/2018/10/02/article_1463886.html
7. Guidance Notes to the Co-operative Principles, Copyright © International Co-operative Alliance 2015.
8. Enlightened Cooperatives inculcate Social Cohesion and Harmony -Dr Daman Prakash --dir-ector, Rural Development and Management Centre, and Senior Consultant, IFFCO Foundation, New Delhi -Paper prepared for inclusion in the publication of the National Cooperative -union- of India to be issued in connection with the Centenary Celebrations of the Indian Cooperative Movement [1904-2004].
9. Cooperative Accounting System -3Rs-(Records, Reports, and Ratios) -(Extracted from Ojijo’s Successful Saccos - Managers Guide to Acquire, Retain and Grow Membership, Savings and Assets).
10. The Cooperative Movement in Sudan-U of K, Institute of African & Asian study-MO. Ahmed Dawood-1984
- المواقع الالكترونية :
1- https://www.swissinfo.ch/ara/culture
2- https://www.fao.org/news/story/ar/item/120803/icode/
3- https://news.un.org/ar/story/2023/09/1124292
4- https://news.un.org/ar/story/2023/09/1124292
5- https://www.thenews.coop/160992/sector/retail/ukrainian-war-consumer-co-ops-report-from-the-frontline/
6- https://attaqa.net/2022/04/07/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%84/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح