الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدجين المواطن جماليا

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 12 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما اشير إلى "تدجين المواطن" في "الأنظمة العميلة"، فإنني أفترض انني اتحدث عن استخدام الأنظمة الحكومية للأجهزة الأمنية في قمع المواطنين ومراقبتهم بهدف السيطرة السلطوية والحفاظ على النظام القائم. يُعتبر هذا موضوعًا حساسًا ومثيرًا للجدل، ومن المهم أن ندرك أن وجهات النظر حوله تختلف بشكل كبيرا يتناول بين طياته تأسيس رؤية جمالية تستجيب للقمع وتشكل قاعدة جماهيرية للاستبداد تجت مسماة عدة منها الأيديولوجية والدينية وتفرعاتها الطائفية
من منظور الأنظمة العميلة أو الدكتاتورية، قد يعتبر استخدام التجسس والمراقبة والقمع للمواطنين منافع ضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار. وفي نظرهم، إن ضمان الانضباط والتحكم الصارم في المجتمع يحمي المواطنين من التهديدات الداخلية والخارجية ويحافظ على استقرار الدولة,رغم ان الدولة بنيت على تدخل خارجي وتوافقات دولية
ومع ذلك، فإن هذا النهج يتعارض مع العديد من المبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان المعترف بها دوليًا. فالحق في الخصوصية والحرية الشخصية وحرية التعبير هي حقوق أساسية يجب أن يتمتع بها المواطنون. وتدجين المواطن يعتبر انتهاكًا لهذه الحقوق ويؤدي إلى قمع الحريات الفردية والتضييق على الحياة الديمقراطية والتنوع الثقافي
نتيجة لذلك، يعتبر النظام العميل عندما يحاول تدجين المواطن سيقوض الثقة بين الحكومة والمواطنين، ويؤدي إلى تفكك المجتمع وعدم استقراره على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقلص الابتكار والإبداع ويمنع التنمية الشخصية والاجتماعية للفرد
يجب أن نعترف بأن هناك حاجة إلى توازن بين الأمن وحقوق الإنسان، وأن الأنظمة العميلة قد تكون لها منافع قصيرة الأجل في بعض الحالات، ولكنها تفتقر إلى المرونة والشفافية والعدالة التي تساهم في بناء مجتمع قوي ومزدهر
انتهاكً هذه الحقوق ويؤدي إلى قمع الحريات الفردية والتضييق على الحياة الديمقراطية والتنوع الثقافي
نتيجة لذلك، يعتبر النظام العميل وتدجينه للمواطن ضارًا بشكل عام..
لكن للأسف تدجين المواطن يؤدي الى استمرارية الحكومات العميلة وضياع مستقبل الوطن
عندما يتم قمع حرية التعبير ومنع الحوار العام، يتم قمع الابتكار والتنوع الفكري والإبداع. وهذا يعني أن المجتمع يفقد الفرصة للتطور والتقدم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون والاقتصاد. إذا لم يسمح للأفراد بحرية التعبير والتفكير المستقل
بالإضافة إلى ذلك، عندما يكون هناك نقص في الشفافية والمساءلة الحكومية، فإن ذلك يفتح الباب أمام الفساد والظلم. يمكن للحكومات العميلة أن تستغل السلطة لصالح أقلية معينة، وتهميش وقمع الأصوات المعارضة والمناوئة. هذا يؤدي إلى فقدان الثقة في الحكومة وتفكك النسيج الاجتماعي، مما يضر بالتنمية المستدامة والاستقرار الطويل الأجل للبلد
على المدى البعيد، إذا استمرت الحكومات العميلة في السلطة دون مساءلة أو تغيير، فإنها يمكن أن تعطل فرص التنمية وتحول دون تحقيق مصالح الشعب وتحقيق تطلعاتهم. قد يؤدي ذلك إلى احتجاجات واضطرابات اجتماعية تهدد استقرار البلد وتعرقل التقدم الاقتصادي والاجتماعي
لذا، فإن تدجين المواطن واستمرار الحكومات العميلة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على مستقبل الوطن. يجب أن يتمتع المواطنون بحقوقهم الأساسية وحرياتهم، ويجب أن تكون هناك مسارات للمشاركة السياسية والمساءلة للحكومة.ان بناء مستقبل مزدهر يتطلب نظام حكم شفاف وعادل، يحترم حقوق الإنسان ويعزز المشاركة المجتمعية والتنمية المستدامة
ان أنظمة القمع تعتمد على مجموعة متنوعة من الوسائل للحفاظ على سلطتها وقمع المعارضة. يمكن أن تشمل هذه الوسائل التلاعب بوسائل الإعلام، والقمع الأمني، والتضييق على حرية التعبير، والاعتقال التعسفي، والترهيب، والإقصاء السياسي، والتحكم في المؤسسات القضائية والتشريعية
عند استخدام هذه الوسائل، قد يكون لها تأثير سلبي على وعي المواطن، حيث يتعرضون للتضليل والتلاعب بالمعلومات، ويخشون من الانتقام والمضايقات في حال التعبير عن آرائهم أو المشاركة في النشاطات السياسية. قد يتم تقويض الحريات الأساسية وتكوين بيئة يسودها الخوف والتردد
التدجين والجمال: هل يستطيع التدجين تغيير النظرة الجمالية للأفراد في ظل السلطة الغاشمة
فيما يتعلق بالسلطة الغاشمة، يمكن أن تؤثر على النظرة الجمالية للأفراد بسبب عوامل مثل الضغط الاجتماعي وتأثير وسائل الإعلام والثقافة المهيمنة. في بعض الأحيان، يتم تحديد معايير الجمال بواسطة السلطات الغاشمة التي تفرض معاييرها الخاصة على المجتمع
نعم، السلطة الغاشمة قد تؤثر على مفهوم الجمال في المجتمع. عادةً ما يتم تحديد المعايير الجمالية في المجتمعات بناءً على العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وفي بعض الأحيان، تستغل السلطة الغاشمة هذه المعايير لتشكيل تصورات الجمال وفقًا لأجندتها الخاصة
يمكن أن تتضمن تأثيرات السلطة الغاشمة على مفهوم الجمال في المجتمع العديد من الجوانب، مثل
توجيهات الموضة والصناعات الجمالية: يمكن للسلطة الغاشمة أن تؤثر في صناعة الموضة والجمال من خلال توجيهاتها وتوجيهات الإعلام والمشاهير. قد يتم تعزيز مفهوم الجمال المعين واستبعاد التنوع والتعدد في التصورات الجمالية
الضغط الاجتماعي والتهميش: قد تستخدم السلطة الغاشمة الضغط الاجتماعي والتهميش لفرض معايير جمالية محددة واستبعاد الأشكال والألوان والمظاهر الجمالية الأخرى
السياسات والتشريعات: قد يتم تطبيق سياسات وتشريعات تعزز مفهومًا محددًا للجمال، مما يؤثر على النظرة العامة والثقافة المجتمعية بشكل عام
توحيد المعايير الجمالية: قد تحاول السلطة الغاشمة توحيد المعايير الجمالية وفرضها على المجتمع. قد تكون هناك مثلاً
طرد التنوع الجمالي: قد تقوم السلطة الغاشمة بإقصاء أشكال وألوان ومظاهر جمالية مختلفة، مما يؤدي إلى تهميشها وعدم اعترافها. على سبيل المثال، قد يتم تجاهل العرق أو الثقافات الأخرى وعدم تمثيلها في وسائل الإعلام وصناعة الموضة
التمييز والتهكم: يمكن للسلطة الغاشمة استخدام التمييز والتهكم لتشويه الصورة الجمالية لبعض الأفراد أو المجموعات. قد يتعرض الأشخاص ذوو الخصائص الجمالية المختلفة للسخرية أو الانتقادات التي تؤثر على تصورهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم
تأثير الموضة والإعلام: يمكن للسلطة الغاشمة توجيه صناعة الموضة ووسائل الإعلام لتعزيز نماذج معينة للجمال وتجاهل التنوع الجمالي. يتم ترويج صور محددة للجمال من خلال الإعلانات والمجلات والمنصات الرقمية، مما يؤثر على النظرة العامة للجمال في المجتمع
هذه الأمثلة توضح كيف يمكن للسلطة الغاشمة أن تؤثر على مفهوم الجمال في المجتمع عن طريق توجيه المعايير والتصورات الجمالية واستبعاد التنوع والتعدد في التصورات. في مفهوم الجمال نتيجة لمقاومة السلطة الغاشمة
يُعتبر انتشار المحتوى الفارغ والقيم المتخلفة خضارياً في وسائل التواصل الاجتماعي من بين الإفرازات الناتجة عن السلطات الغاشمة لتعزيز الهيمنة والتدجين.
ترويج الصور النمطية السلبية: تعمد السلطات الغاشمة إلى ترويج الصور النمطية السلبية والمحتوى الفارغ الذي ينتقد ويستهزئ بالفئات المستضعفة أو المختلفة. يتم استخدام الخصائص الجنسية أو العرقية أو الدينية أو الاجتماعية لإظهار هذه الفئات بشكل سلبي وتعزيز الانفصال والتفرقة
هذه الإفرازات تهدف إلى تثبيت الهيمنة والسيطرة الثقافية من قبل السلطات الغاشمة، وتعزز الانقسام والتفرقة في المجتمع. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هناك مقاومة وتحركات اجتماعية تسعى لمحاربة هذه السلطات وتعزيز قيم المساواة والتنوع والتقدم الاجتماعي.و لتعزيز السلطات الغاشمة لنفوذها السلطوي.واكمال الصورة الجمالية للحكم تلجا الى "انتخابات صورية "هي عملية انتخابية تتم بشكل شكلي أو تظاهري دون أن تكون حقيقية أو ديمقراطية. يتم استخدامها كسلاح لتبرير السلطة القائمة وتعزيز صورتها العامة، بينما تكون هناك قيود وتلاعب في عملية الانتخابات تمنع الحرية الحقيقية للاختيار والمشاركة السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا