الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طُفُولَةٌ مُغْتَالَةٌ...

فاطمة شاوتي

2023 / 12 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عنْفُ الطّفولةِ الْمؤنّثةِ لهُ طعْمٌ نسائيٌّ خاصٌّ، لأنَّهُ أقْسَى درجاتِ النّفْيِ والْإسْتغلالِ و الْإغْتيالِ ،
لهُ لوْنُ الْحدَادِ الْجنوبيِّ الْمغْربيِّ، يُسلَّطُ علَى الْجسدِ الْأنْثويِّ قبْلَ أوانِهِ ،
يُحْتفَلُ به بطقوسٍ غرائبيِّةٍ، تحْتَ إشْرافِ الْأسْرةِ،
لكنَّ الْأبَ وحْدَهُ الْمُتحكِّمُ فِي أمورِهَا انْطلاقاً منْ موْقعِهِ السُّلْطَويِّ ، خارجَ الْموْقعِ الْإقْتصادِي ،
لِأنَّ الْمكانَ الْجغْرافيَّ يعانِي الْهشاشةَ و الْإهْمالَ .
وضعٌ خارجَ التّغْطيّةِ التّنْمويْةِ كمشروعٍ، يُعْتبرُ حالياً رهاناً سياسياً، مُتوافَقاً عليْهِ بيْنَ جميعِ الْأطْرافِ الْفاعلةِ ،
فِي الشّأْنِ الْعامِّ؛ و الشّأْنِ النّسائيِّ بشكلٍ خاصٍّ؛ وفِي الشّأْنِ الطّفولِيِّ بمعْنًى أخصَّ.
هوَ عنْفٌ مركّبٌ حينَ تُقدَّمُ الطّفْلاتُ قرباناً لسياحةٍ جنْسيّةٍ مشْروعةٍ ،
و متعةٍ حلالٍ، منْ خلالِ زواجِ الْفاتحةِ فِي تزْويجِ الطّفْلاتِ،
تزْويجِهِنَّ بِ "الْكُونْطْرَا" و فَلْكَلَرَةِ الزّواجِ، كمَا فِي موْسمِ " إِمِلْشِيلْ" ولوْ بعَقْدٍ ..
لكنَّ الْمثيرَ هو:
كيْفَ نُشَرْعنُ لعلاقةٍ جنْسيّةٍ غيْرِ متكافئةٍ بيْنَ طرفيْنِ ، و نسْمحُ لهُمَا بالْعشْرةِ الزّوْجيّةِ، و الطّرفُ الْمتضرِّرُ طفلةٌ ليْسَ أمْرُهَا بيدِهَاأوّلاً ،
ولَا نُسمِّيهِ فساداً...؟
بيْنمَا يطالُ الْقانونُ المغْربيُّ نفْسَ الْعِشْرةِ بيْنَ راشدَيْنِ بدونِ عَقْدٍ، وإنْ كانَ لهمَا الْوعْيُ والْإرادةُ و الْحرّيةُ، بحجّةِ أنَّهُ فسادٌ.
مَا هذِهِ الْمُفارقةُ الْإجْتماعيّةُ و الْقانونيّةُ ... ؟
أليْستْ انْتهاكاً لحقوقِ الطّفْلةِ الّتِي تُزوِّجُهَا الْعائلةُ رغْماً عنْهَا بِالْفاتِحةِ... ؟
لأنَّ القانونَ لَايسْمحُ،رغْمَ أنَّ الْفصْليْنِ (20 /21) منْ قانونِ الْأسْرةِ الْمغْربِيِّ يتحايلُ علَى تزْويجِهِنَّ، والْعُرفُ والْفقْرُ يتوطآنِ،
فتتزوّجُ دونَ إرادتِهَا ، فِي حينِ يُشْهرُ الْقانونُ سيْفَهُ ، فيُفعِّلُ تُهْمةَ الْفسادِ ،إذَا كانتْ عِشْرةَ راشدةً خارجَ مؤسّسةِ الزّواجِ،
ويقفُ الْمجْتمعُ بتُرْسانَتِهِ الْقانونيّةِ ضدَّ حقِّ الْمرْأةِ والرّجلِ، فِي إقامةِ علاقةٍ إنْسانيّةٍ حُرّةٍ خارجَ قيودِ الْقانونِ
و الْقيمِ الْإجْتماعِيِّةِ والْأخْلاقِيِّةِ ،
ووو يغضُّ الطّرْفَ أيْضاً علَى رهْنِ الطّفْلاتِ بِالْكُونْطْرَا، كمَا أُُشيعَ فِي " قلْعةِ السّراغنةِ" ،
بتواطؤِ الْأسْرةِوالْمجْتمعِ كحلٍّ لِأزْمةٍ هيْكليّةٍ، عجزَتِ الْمؤسّساتُ الدّوْليّةُ،
و المشاريعُ الْوطنيّةُ عنْ حلِّهَا...
أليْستْ حقوقُ الطّفْلاتِ منَ الْأوْلويّاتِ...؟
كَفَى منَ الرَّهْنِ و الإتِّجَارِ بِالْجسدِ الطُّفوليِّ الْمؤنّثِ...!
كَفى من تعهيره وتسويقه...!
كَفَى منْ بيْعِهِ وتسْليعِهِ...!
كَفَى منْ تسْيِيحِهِ...!
كَفَى منْ ممارسةِ الْعنْفِ الْمُركّبِ عليْهِ.!
لابدَّ منْ وضْعِ قوانينَ لِحمايتِهِ واسترجاعِ حقِّهِ فِي الْحياةِ.
لِنُناهضِ اغْتيالَ الطّفولةِ !
إنَّهُنَّ نساءُ الْمْستقْبلِ
أنْقدْنَهُنَّ وأنْقِدوهُنّ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة