الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوبيانكا كالمحطة الاخيرة

كمال سيد قادر

2006 / 11 / 21
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


صدر نهاية عام 2005 كتابان لهما اهمية خاصة عن تاريخ الاحزاب الشيوعية و علاقاتها بالاتحاد السوفيتى السابق و اجهزته الامنية، الاول هو ما يعرف "بارشيف ميتروخين" صدر فى جزئين، الجزء الاول يتناول نشاطات الاجهزة الامنية السوفيتية فى اوربا و امريكا و دور الاحزاب الشيوعية فيها، و الجزء الثانى يتعلق بهذه النشاطات فى دول العالم الثالث و علاقات الاحزاب الشيوعية فى هذه الدول بالاجهزة الامنية السوفيتية، و الكتاب الثانى "سفر و محطات: الحزب الشيوعى العراقى، رؤية من الداخل" للعضو القيادى السابق للحزب الشيوعى العراقى الاستاذ شوكت خزندار.

الكتابان هما متكاملان لبعضهما البعض بالرغم من عدم معرفة الاستاذ شوكت خزندار بوجود الكتاب الاول حين نشر كتابه "سفر و محطات".
الاستاذ شوكت خزندار كان قد تطرق فى كتابه بجرأة الى موضوع مهم و حساس جدا و هو علاقة الحزب الشيوعى العراقى بالاجهزة الامنية السوفيتية و خاصة فيما يتعلق بتبعية السكرتير العام السابق لهذا الحزب السيد عزيز محمد بالكى جى بى.

كان الكاتب قد تعرض الى انتقادات عديدة من قبل بعض الناقدين و المعلقين لكتابه بسبب تطرقه الى هذا الموضوع الحساس دون تقديم ادلة ثبوتية تبرهن مزاعمه ضد السيد عزيز محمد.

يبدوا لى بان الاستاذ شوكت خزندار تعرض الى ظلم و اجحاف من قبل الذين انتقدوه فى هذا الموضوع دون متابعة أخر التطورات فى حقل دراسة علاقة الاحزاب الشيوعية الموالية لموسكو سابقا مع جهاز الكى جى بى، و الا لتحولت انتقاداتهم الى تأيد و اعجاب بالحاسة القوية و الذكاء الفائق للكاتب الذى قدم كل التضحيات الممكنة من اجل عقيدة يؤمن بها و لكنه بقى طول سنوات نظاله مراقبا واعيا يقوم بتحليل الاحداث و تصرفات قيادات الحزب بصورة منطقية. فهو مثلا اعتمد على حاسته القوية و قدرته التحليلية المتفوقة للربط بين بعض الاحداث والتصرفات الغريبة للسكرتير العام لحزبه أنذاك مع جهاز الكى جى بى. فهو لم يترك حدث ما للصدفة.

فالكاتب لا يحتاج الى دفاع من احد اذ ان من حسن حظه نشر الجزء الثانى من "ارسيف ميتروخين" فى نفس فترة نشر كتابه و هو يحتوى على الادلة الثبوتية التى طلب منه منتقديه فيما يتعلق بعلاقة السيد عزيز محمد بجهاز الكى جى بى. حسب الوثائق المنشورة فى "ارشيف ميتروخين" فقط كان السيد عزيز محمد عميلا للجهاز الكى جى بى و اسمه السرى كان "جلافنى" اى القائد او الرئيس بالعربية. و لم يكن السيد عزيز محمد وحيدا من بين المسؤولين الشيوعين الكبار تم نزع الستار عن علاقاتاهم بجهاز الكى جى بى، فكان معه المرحوم زكى خيرى و خالد بكداش و نورى كيانورى و احسان طبرى اضافة الى القائد الكردى العروف ملا مصطفى البارزانى الذى كان يشارك السيد عزيز محمد فى اسمه السرى و لكن بصيغته العربية " الرئيس"، دون التطرق الى ظروف و دوافع تجنيدهم.

و هنا يأتى دور كتاب "سفر و محطات" ليلقى الضوء على الحالة النفسية للسيد عزيز محمد و نزعاته، اذ ان لابد و ان يكون لكل عميل نقطة ضعف ما تستغلها الاجهزة المخابراتية للتجنيد المستهدف.
ما يمكن ان نستنجه من كتاب "سفر و محطات" ان الدافع الرئيسى وراء وقوع السيد عزيز محمد فى فخ الكى جى بى هو ولعه بالنساء والمناصب القيادية. بخصوص النساء فان المسؤول الحزب الذى يختفى فى احضان رفيقة حزبية فى اشد الايام قسوة من العمل الحزبى السرى غير مباليا بمصير و حياة رفاقه، لا بد ان يصبح فريسة سهلة لكل الجهزة المخابراتية، لهذا كان من المؤكد لحسناوات موسكو الدور الرئيسى فى تجنيد السيد عزيز محمد من قبل الى جى بى.

ولع السيد عزيز محمد بالسلطة وا لمناصب القيادية يمكن استنتاجه من الاسم السرى الذى اختاره عند تجنيده من قبل الكى جى بى، اى "جلافنى" القائد، الرئيس، بهذا قال لهم ماذا ينتظر هو من الكى جى بى. و هو بالتاكيد حصل على ما يريده عندما انتخب سكرتيرا عام للحزب الشيوعى العراقى عام 1964 فى براغ فى ظروف غامضة، و لكنها ليست غامضة لنا الآن لان الغموض ازالها "ارشيف ميتروخين".
صانع الرجال داخل الحزب الشيوعى العراقى كان الكى جى بى.

و لو كان السيد عزيز محمد وصل الى القيادة بدعم من الكى جى بى و بقى فيها لمدة ثلاثين عام، و لكن قابليته على استعمال اساليب المكر و الخداع و وضع المطبات لرفاقه كان عاملا مساعدا للوصول الى اهدافه و من المعلوم بان الماكر لا يحتاج بالضرورة الى ثقافة، و لم تكن الثقافة يوما ما الصفاة المميزة له، اذ كانت القراءة تسبب له الما فى الراس بعد ربع ساعة كما كان يصرح به شخصيا.

صحيح بان العمل الحزبى السرى ملئ بالمخاطر كان للحزب الشيوعى العراقى نصيب وفير منه، و لكنه كما يبدوا كان الكى جى بى عونا للسيد عزيز محمد فى الاوقات العسيرة حيث كان يختفى بقدرة قادر قبل ظهور احداث غير منتظرة، تارة تحت ذريعة العلاج فى موسكو و تارة بحجة الحضور فى مؤتمر كذا و كذا.

اترى ماذا تكون حجته الآن لتبرير ماضيه و هل يتناول هو قلمه لكتابة مذكراته؟ ربما لاء لانه يعرف بان دوره قد انتهى، فان الحياة بالنسبة له كانت اخذا و عطاءا، فهو اخذ من النساء و المناصب ما اخذ و اعطى من ارواح رفاقه ما تيسر له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس