الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من معلم مضرب ألى عمر الشرقاوي

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 12 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


كلنا يعلم أن الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، عبر خرجاته الإعلامية، أبدى تعاطفا مع الحراك التعليمي ببلانا، لكنه مؤخرا، خلال هذه العطلة، انحاز إلى جانب الحكومة وأدار لذلك الحراك ظهر المجن. عندما استمعت إلى شريط فيديو له أخير يروج على اليوتوب، شعرت برغبة في الرد عليه كتابيا. لكن، عندما صادفت شريط فيديو أفرده الأستاذ محمد الجعدي للرد عليه، ارتأيت تفريغه زبذلك أحقق المبتغى والمراد.
رجال ونساء التعليم ليسوا قطيعا من الغنمى تقوده حيث اريد. إنهم عقلاء والحمد لله، وعندهم قيادة رشيدة، ومعركتهم النضالية حكيمة. يمكن لك القيام بقراءة لتاريخ نضالات المغاربة، وسوف تجد منذ الاستقلال أن ليس هناك معركة نضالية، تاريخية، طويلة الأمد، سلمية، مطالبا واضحة مثل معركة رجال ونساء التعليم. فلا داعي لاداعي للاستهزاء والتصغير من معركتنا.
مناسبة هذا الكلام خروج الاستاذ عمر الشرقاوي عبر شريطي فيديو الأخيرين على قناته ليهاجم الأساتذة. وهناك عدة أدلة تبين أن الشرقاوي يتحيز إلى لقجع والحكومة ويقف ضد معركة نساء ورجال التعليم.
أولا، في الفيديو الأخير قال الشرقاوي إننا - معشر الأساتذة - مولعون بتصديق الإشاعة. معنى هذا أننا أغبياء، نصدق الأخبار الكاذبة، وكل شيء يمر نصدقه. ولكن ما لن يقله السيد عمر أن السبب في هذا التعتيم هو لقجع والنقابات، لأن أي لقاء يتم بين النقابات والحكومة من اللازم الخروج منه بمحضر يوثق لما راج في الاجتماع وما جرى الاتفاق عليه وما لم يتم الاتفاقرعليه حتى تغلق الطريق على الشك والإشاعة. لكنه لم يقدر على البوح بمثل هذا الكلام، بل كل ما قاله أن التسريبات التي وصلته وأصبحت في حوزته هو أن السيد لقجع "أعطانا الكلمة" وأن الأموال موجودة بموجب قانون مالية 2024، محاولا بذلك تلميع صورة لقجع.
قال لنا السيد الشرقاوي أن لقجع "عندو الكلمة والنية". هنا أقول له: هل لقجع دولة؟ هل لقجع هو الحكومة؟ هو فقط جزء من الحكومة، وهذه الأخيرة أثبت التاريخ أنها كذابة؛ تقول اليوم كلاما ولا تنفذه في الغد، وهناك أمور كثيرة وعدت بها المغاربة، ضمنهم المعلمون، ولم تتقيد بها. كيف تريد أن أثق في لقجع وسط هذه الفوضى؟ المرجو منك، السيد عمر، احترام ذكاء رجال ونساء التعليم!
ثانيا، قال الشرقاوي إن الدولة استدركت الأمور وعبرت عن حسن النية. آ هيا سي عمر، أعطيك ثلاث إشارات سريعة وبعد ذلك قل لي إن تعاملت هذه الدولة معنا بحسن نية. قال إن النقابات جلست مع اللجنة الرباعية ثم مع اللجنة الثلاثية وأخيرا مع لجنة لقجع وهناك إنجازات في الطريق، إلخ..
لنفرض أن الحكومة تتعامل معنا بحسن نية، لماذا أخرت الوصول إلى حلول، ولو أننا ما زلنا في انتظارها؟ في غياب هذه الأخيرة، ظل أولادنا خارج جدران المدرسة خلال أكثر من شهرين؟ لماذا سرعت وفعلت الاقتطاع. في هذا الشأن، قال رئيس الحكومة إنهم تسرعوا وأمروا بالاقتطاع. ما كاين مشكل. لماذا لم ترجعوا المبالغ المقتطعة لأصحابها بعد مرور 10 أيام؟ لماذا ذهبت الحكومة مباشرة إلى تعويض بعض نساء ورجال التعليم بأوراش جندت فيها أناسا جيء بهم من الشارع ليقوموا بمهام التدريس؟ أين هو حسن النية؟ لماذا تجييش جمعيات آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ ضد المعلمين والمعلمات؟ لا داعي لذكر عشرات الأمثلة الأخرى التي تبين أن الحكومة أو الوزارة لا تتعامل بحسن نية بل بسوء النية، ومن حقنا أن نتعامل معها على هذا الأساس.
ثالثا، قال السيد عمر أن التنسيقيات تسرعت عندما أصدرت بيانات تعلن عن الإضراب خلال الأسبوع المقبل. في نظره، كان عليها أن تنتظر سي لقجع حتى يسالي على خاطرو ويقول لينا داك الشي اللي بغى يقول وديك الساعة ديرو اللي بغيتو. اسمح لنا، التنسيقية عقدت لقاءاتها واتخذت قراراتها، وينبغي عليك احترام هذه الأخيرة. عندما نقول إننا سنقوم في الأسبوع المقبل بأضراب ابتداء من يوم الأربعاء فتلم آلية من آليات الضغط على الجالسين حول مائدة الحوار. المراد من ذلك إسناد ظهر النقابات حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا.
نحن الآن، يا سي عمر، نعيش في القرن الواحد والعشرين، بمعنى أنه ممكن إحراء لقاء عن بعد ونتخذ قرارا بإلغاء الإضراب خلال ساعة واحد ونوزعه على جميع المحموعات، وفي صباخ الغد كل الأساتذة يلتحقون بأقسامهم. أذن، لا داعي لتقوم بقراءة مغرضة وتأويل سلبي لهذا الإضراب الذي هو حق دستوري مشروع من حقنا الإعلان عنه متى شئتا. إذا تحققت المطالب فبها ونعمت، وإذا لم تتحقق يبقى الإضراب عندئذ مستمرا.
رابعا، من بين ما قاله الشرقاوي أن التنسيقيات لا تريد الجلوس إلى طاولة الحوار. فعلا، لقد صدمت بهذه الجملة التي تعني أن الحكومة تدعو راجية التنسيقيات إلى الحوار ولكن الأساتذة يرفضون الامتثال إلى هذه الدعوة.
الله يهديك آ سي عمر! الدولة والحكومة والوزارة الوصية رفضت رفضا قاطعا وباثا أن تجلس مع التنسيقيات، ولو كان لها تأثير على الجمهور، مشروعية ومصداقية، تتحكم في الشارع، تمثل مطالب الشغيلة التعليمية. لو أن الحكومة كانت لديها رغبة حقيقية في إيجاد حل لملف النظام الأساسي وملف الأجور وغير ذلك لنادت في اليوم على التنسيقيات. الحكومة لم بشيء من هذا القبيل. لكن عمر الشرقاوي حاول تحوير الموضوع عندما قال إن التنسيقيات لن تقبل بعرض الحكومة بسبب امتناعها عن إشراكهن في الحوار . وا سي عمر، مطالب التنسيقية واضحة لا غبار عليها بحيث لا نحتاج في شأنها إلى الجلوس مع الحكومة اوالوزارة أو أي شخص كان. يمكن لك الآن العودة إلى أي بيان من بيانات التنسيقيات وسوف تجد أن هناك ملفات فئوية، زيادة عامة في الأجور، سحب النظام الأساسي وإدماج المتقاعدين.
لا داعي للجلوس مع التنسيقيات ولا مع النقابات واا هم يحزنون، يكفي فقط الاستجابة لهذه المطالب حتى يرجع الأساتذة المضربون إلى أقسامهم ويشرعوا في تعويض التلاميذ عن ما فتهم من حصص وتدارك الزمن المدرسي الضائع، ومريضنا ما عندو باس. إذن، المشكل ليس في التنسيقيات، إنما المشكل في الحكومة. أنت بهذا الخطاب تحاول تلميع صورة الحكومة، ترقيع بكارتها، والدفاع عن بعض الوزراء. هذه هي الحقيقة، وليس هناك تأويل آخر.
رابعا، قال عمر الشرقاوي إن هناك تيارا داخل تنسيقيات رجال ونساء التعليم يريد الذهاب بالمعركة إلى الحائط. حشومة عليك تقول مثل هاد الكلام! وأنت تدعي بأنك تتالع الملف منذ شهرين متتاليين، وتفرغت له للهىفي سبيل الله. تركت أعمالك وأشغالك وقلبك على المدرسة العمومية في سبيل إيجاد الحل. صدقناك، ولكن لماذا تفوهت بمثل هذا الكلام؟ لماذا تخونون إخوتكم المغاربة؟ لماذا تسيئون الظن في هذه المعركة الشريفة، العادلة، المناضلة والتاريخية؟ لماذا تطعنون فيها؟ لا أعرف لماذا تقومون بكل ذلك..ما الفائدة من ذلك؟ هؤلاء الأساتذة جزء من الشعب المغربي، وتتلمذوا عليكم في الجامعات. إنهم أبناء وبنات الشعب. يصرفون من جيوبهم من أجل نضالهم ودفاعهم عن المدرسة العمومية. هؤلاء متضررون، يتلقون أجرة ضئيلة. قارن أجرتك مع أجرتهم. يوجد بيننا مئات، بل آلاف الدكاترة لا يقلون قيمة عنكم بل يزيدون. لماذا تقللون الحياء على نساء ورجال التعليم؟ لماذا تنظرون إليهم كحائط قصير؟ لماذا كل من استوى قائما يسارع إلى أن يغسل علينا يده؟ من يجر المعركة نحو الحائط هو سي لقجع، هو سي بنموسى، هو سي السكوري، هو سي أخنوش، هو سي وهبي. هؤلاء وعدونا في الانتخابات بوعود لم يعملوا على الوفاء بها. هؤلاء هم الذين يمططون الحوار في ما يشبه مسلسل "سامحيني". هل هناك حوار يستغرق مدة شهرين والتلاميذ يتسكعون في الأزقة والشوارع؟ اللهم إن هذا لمنكر! هذا ما يجب عليكم قوله.
خامسا، ما لم يعجبني هو أن سي عمر يحاول خلق صراع داخل التنسيقيات. هذا أمر مكشوف للغاية. رب معترض يقول: سي الجعدي، إنك تبالغ في الأمر. هناك ثلاث نقط. الأولى هي نقابات الثانوي التأهيلي كانت موفقة على النقابات الأخرى. لماذا؟ لأن النقابة الأولى عبرت عن استعدادها للعودة إلى العمل إذا تمت تلبية المطالب. وا سي عمر، هذه انتهازية، ملف الثانوي جزء من الملف المطلبي لكافة مساء ورجال التعليم. إذا تمت الاستحابة لملف الثانوي دون باقي الملفات الأخرى، فلن نعود إلى العمل، لأن في ذلك انتهازية وأنانية. فأنا عندما خرج لم أخرج من أجل ملف الثانوي، بل من أجل تحقيق كل المكالب بما فيها سحب النظام الأساسي والزيادة في الأحور والملفات الفئوية. بمعنى أننا أمام مطالب بالجملة ولا يمكن لك تغكيككنا من الداخل وتخلق الصراع بين تنسيقية الثانوي والتنسيقيات الأخرى. في النقطة الثانية، قال عمر الشرقاوي أن التنسيقيات لا تتشاور مع القواعد. كيف قامت بالدعوة إلى الإضراب دون الرجوع إلى القواعد؟ للتنسيقيات قيادة. في العالم بأكمله، هل تكون الحكومة ملزمة بالرجوع على من صوتوا عليها قبل أن تتخذ أي قرار؟ أم أن أعضاءها يجتمعون كمسؤولين ويتخذون قرارا بإجماع؟ هذا لا يليق بأستاذ جامعي ألا يكون ملما به. القياة لها سلطة وتفويض شعبي يؤهلها لاتخاذ القرار. لماذا تحاول خلق صراع بين قيادات التنسيقيات والنقابات وبين القواعد؟ وفي النقطة الثالثة، حاولت خلق صراع بين المطالب الفئوية والمطالب غير الفئوية. قلت: إذا تم الاكتفاء يتلبية المطالب الفئوية قد يحتح أصحاب المطالب غير الفئوية، وإذا تمت الاستجابة لمطلب الزيادة في الأجور قد يعترض اصحاب المطالب الفئوية، إلخ..ليس هناك صراع أو تضاد. الملفات الفئوية لا علاقة لها بالزيادة في الأجور، هذه الأخيرة مرتبطة بالزيادة في الأسعار التي عرفها المغرب بأكمله. منذ عشرين سنة، لم تشهد أجرة الأستاذ(ة) أي زيادة، أما الملفات الفئوية فهي إشكالات تاريخية لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلولا نهائية ينبغي للحكومة أن تجد لها اليوم حلولا أو تضيف إليها مآسي جديدة.
كذلك هناك كلام خطير هدد فيه الأساتذة المؤسسين لهذه التنسيقيات والذين يعلنون عن الإضراب بقصد تمرير سنة بيضاء أو مفتوحة تهديدا صريحا بأنهم سيتعرضون للأذى، وبأن الدولة ستعاملهم بطريقة أخرى، ولن تبقى طريقة الحوار. هذا التهديد المبطن لا يخيف نساء ورجال التعليم. هذا أمر جاري به العمل، ليست هذه المرة الأولى خلال هذا الحراك التعليمي التي ستلجأ فيها الدولة إلى استخدام العنف ضد رجال التعليم، بل استخدمته في العيون وخنبفرة وفي مواقع أخرى كثيرة. نحن نؤمن بأن عن النضال تترتب ضرائب، مثل الضريبة المالية التي اقتطعوها، والضريبة الجسدية المتمثلة في الضرب والجرح. هذا أمر أصبح عاديا ومعمولا به عندنا. أربع سنوات والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد يتلقون الضربات تلو الضربات في الشوارع، زد عليهم المعطلين وهلم جرا.
لا داعي لتهديدنا، نحن لا نخاف أيمانا منا بأن للنضال ضريبته. ما هو ضمني في خطاب الشرقاوي هو أنه علينا أن نقبل مهما صغر حجم المبلغ المقترح ونبوس أيدي بنموسى ولقجع ونعود إلى أقسامنا وكفى المؤمنين شر القتال. هذا عبث! هذا احتقار واستخفاف بعقول نساء ورجال التعليم. اسمح لي بأن أقول لك: هذا لعب مكشوف. هاد التهديد زده فيك! وقله لنفسك! أنتم استفدتم بزيادة 3000 درهم، عاجبكم الحال، وساعات عملكم أقل، ووضعيات اشتغالكم أفضل، ثم تأتي لتهددنا. هذا كلام فارغ.
خلاصة الكلام، الدور الذي يقوم به سي عمر الشرقاوي هو ترويض الرأي العام لقبول الفتات، محاولا أن يخفف الصدمة على نساء ورجال التعليم. يحاول تهييئهم لقبول أي عرض. ولا تظنوا أن تفرغ سي عمر خلال شهرين لهذا الحدث تفرغ لوجه الله وفي سبيل الله من رجل يشتغل مع برنامج "الفار"، من رجل دعم أخنوش في الحملة الانتخابية. بإمكانكم العودة إلى أشرطة فيديوهاته التي نشرها آنذاك. أنه، مع الأسف، واحد من المجموعة التي ساندت أخنوش الذي يخلي الآن دار بونا في الشارع ماديا ورمزيا. اليوم، يقوم الشرقاوي بدور الإطفائي، اليوم تسقط هيبته وتنفضح سوءته ويظهر للعيان على حقيقته. أما أنا فموقفي من هذا الرجل قديم جدا. كل من يحارب القضية الفلسطينية وينحاز إلى الصهيونية ويشتغل في قنوات تطبل للصهاينة لا أحفل به ولا أنتظر منه خيرا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع