الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 29.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 12 / 11
المجتمع المدني


مختلفات خاصة منها وعامة 29..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


كيف ترفض"بوليساريو" الحكم الذاتي، وهي قد لا تناله في حياتها أبدا؟ لأن الحكم الذاتي ليس منحة، بل هو استحقاق للساكنة المقيمين بالصحراء المغربية، لربع قرن من الزمن؛ سياسيا وتشريعيا وانتخابيا. لقد شيدوا البلاد؛ عمرانا واقتصادا وتنمية شاملة مستدامة. فماذا تبقى للمرتزقة من مكان، في الصحراء المغربية العامرة.

ألا يستحيون أولائك الذين يتحدثون عن السحر؛ تنفيذا وتبطيلا على حد سواء، إنه الحديث في المحرمات وما حرم الله. زد على ذلك، مضيعة للوقت والجهد في ما يضر ولا ينفع. اتقوا الله في أنفسكم وفي الناس، وفي الفتنة المراد خلقها بين البشر؟ فكيف يُعرَف مثلا من سحرك، من خلال كوب ماء؟ أليس هذا هراء لا أساس له من الصحة،

لقد فقدت جبهة "بوليساريو" كل شيء؛ المضي والحاضر والمستقبل. تمسكت بالباطل والوهم، وستجني السراب والضباب في النهاية. فلا هي بقيت محافظة على أصولها، ولا هي حققت ما كانت تصبو إليه. حتى الحكم الذاتي الذي ترفضه اليوم، سوف لا تستمتع به مستقبلا أبدا. ستتحول حتما في آخر المطاف، إلى مرتزقة إرهابية.

التعليم في المغرب منذ وجوده، لم يخلو من نواقص. لكن في الحقيقة، لم يعرف إصلاحا شاملا متكاملا في يوم من الأيام. بل لم يعرف وزارة ثابتة، عبر حكومات متعاقبة. كان يخضع لعملية الترقيع باستمرار، دون اتخاذ قرار سياسي حازم في شأنه. أما اختيار رجال التعليم وتكوينهم، لم ينل أي اهتمام يذكر على الإطلاق، منذ الاستقلال إلى اليوم.

إن رجال التعليم الناجحون في عملهم، واكتسبوا خبرة كبيرة في مجال التربية والتعليم، معروفين على رؤوس الأصابع في المغرب. إنهم عصاميون، كونوا أنفسهم بأنفسهم، إلى جانب الطبيعة الإنسانية الطيبة، التي يمتازون بها بين الناس، وحبهم للتدريس وتعليم الآخر، واستمرارهم في البحث، عن ما ينير طريقهم، إلى مزيد من العلم والمعرفة.

كان في الأصل، يلج وظيفة التربية والتعليم، أشخاصٌ لهم ميول واهتمام ورغبة واختيار، يحبون أن يكونوا رجال التعليم دون غيرهم، رغم أنها مهنة صعبة وشاقة من جهة، وغير مربحة وفقيرة من جهة أخرى. لكن غنية برسالتها النبيلة الشريفة، التي تسعى إلى تربية وتعليم الأجيال الصاعدة. قال محمد (ص): "إنما بعثت معلما".

عندما بدأت مهنة التعليم في القطاع العام تتراجع، وبدأ التعليم الخصوصي يقتحمها، بكل قوة واندفاع وجسارة، من ذوي المال والأعمال والسلطة والنفوذ، بدأ يدخلها كل من هب ودب، من الباحثين عن وظيفة كيف ما كانت، تقيهم من شر البطالة والحاجة، دون التفكير في قيمتها الشريفة النبيلة، وأثرها الإيجابي على الجيل والأمة والوطن.

إن أغلب مستويات تلامذتنا ضعيف، إن لم نقل هزيل بالمرة. فإلى أي جهة نحمل مسئولية هذا الوضع الكارثي؟ هل إلى الأسرة؟ أم ترى إلى المنظومة التعليمية برمتها؟ أم إلى التلاميذ أنفسهم؟ لنضع أصبع الاتهام بكل تجرد وشجاعة، على الجهة المسئولة بالدرجة الأولى. فضعف التلاميذ حقا، من ضعف الأساتذة أساسا، بالتخلي عن واجبهم المقدس.


المجتمع مع رجال التعليم في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة. لكن أن يكونوا يستحقونها بالفعل، دون مزايدات من هنا وهناك. لا نريد أن تتحول قضيتهم إلى وسيلة لتبخيس عملهم وتشويه رسالتهم النبيلة. نريد حقوق مشروعة من دون المساس بحق التلميذ، في التعليم والتكوين، وفي اكتساب المعارف الجادة الضرورية.

الكل يدافع عن حقوق رجال التعليم من نقابات وهيئات وجمعيات مدنية ذات الصلة. لكن لم نجد من يدافع على التلميذ وحقوقه، وعن المدرسة والنظم التربية التعليمية الجادة. فالتربية والتعليم كل لا يتجزأ، غايته التلميذ والطالب، ووسيلته طلب العلم والمعرفة، وأدواته الأساسية رجال التعليم، ومقاصده بناء مجتمع راقي متفوق.

مدارس ومراكز تكوين رجال التعليم في البلاد، في تراجع مهول، يهدد مستقبل التعليم وناشئة المجتمع برمتها. لم يعد هناك اهتمام يذكر، لقيمة رجال التعليم؛ ميولا واختيارا وتكوينا. لقد أصبح رجل التعليم مجرد وسيلة، لسد فراغ ما في غالب الأحيان. والتلميذ هو الآخر، تحول إلى عجين نصنع به ما نريد، دون الاهتمام بمواهبه الخاصة.

عند اختيار رجال التعليم وتكوينهم، لم تكن هناك صرامة لازمة. فالأساتذة المكونين والمؤطرين، يخبروننا أن أغلبهم جد ضعيف ونسبة كبيرة منهم لا تليق لمهنة التعليم. زد على ذلك ما تروجه هيئة التفتيش في زيارتهم للأقسام، وفي اجتياز امتحانات الكفاءة التربوية من أجل الترسيم، حيث يؤكدون على ضعف المستوى وغياب الاهتمام بالتدريس.

كانت قديما منافسة كبيرة بين رجال التعليم، حول من سيبدع طرق ووسائل تحقق أهدافه التربوية التعليمية. كما كانت هناك أيضا منافسة في تطوير المستوى العلمي والمعرفي. واليوم أصبحت المنافسة على الانخراط في التعليم الخصوصي وجلب زبناء للدروس التقوية والإضافية خارج المدرسة. وكذا المنافسة على الغش وأساليبه.

بدأت مهنة التعليم من دون تكوين؛ من قسم الدراسة، الرابعة ثانوي سابقا، إلى قسم التدريس، القسم الثالث ابتدائي 1965، كمعلم مؤقت مزدوج، بمجموعة مدارس، بناحية الخميسات. تكونت لساعات مع أحد المعلمين السابقين. ومن بعد، كان تكوينا ذاتيا وجامعيا عصاميا، إلى أن ولجت الإعدادي فالثانوي، فمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي.

كان أحب الناس إلي، تلامذتي وطلابي. وكانت السبورة ميداني؛ أجول في فضائها، وأغوص في أعماقها. إنها كانت متعة لا توصف، خصوصا عندما ترى في أعين التلاميذ، بريق الانتباه والاهتمام والمتعة اللامتناهية. فعندما أكون أمامهم وأمام السبورة السوداء، أجد نفسي أطير بلا حدود، في سماء عالم الأفكار والمعارف الخالدة.

لم تكن مدارس التكوين ومراكزها كافية، لتكوين رجال التعليم وتدريبهم، منذ الاستقلال إلى اليوم. لذا كان اللجوء إلى التوظيف المباشر، لسد الفراغ بعد الحصول على شهادة تعليمية محددة. هكذا تم السماح: "لتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى" كم يقال. ففي غالب الأحيان، يتم الاعتماد على التكوين السريع، لا يتعدى أسابيع أو بعض الشهور.

إن ما يسعد الشيطان الرجيم، ويفتح له باب الوسوسة، هو ضعاف النفوس، وهيمنة النفس الأمارة بالسوء، وغياب كلي أو مؤقت للنفس اللوامة. مما يفتح الباب على مسرعيه، لممارسة السحر والشعوذة بأشكالهما المختلفة، طمعا في تحقيق مكاسب واهية، لا تمت للعقل والواقع بصلة، لا من بعيد ولا من فريب.

من الدين أن نُسَلم بحقيقة الرقية الشرعية، في إطار العقيدة الإسلامية، باعتبار أن الرسول النبي (ص) قد مارسها. لكن في الأصل، يمارسها الفرد على نفسه أو على أهله وذويه، وحتى على غيره، من باب الإحسان والمساعدة عند الحاجة، لكن بدون مقابل. واليوم يمتهنها من هب ودب لربح المال، من دون معرفة وأخلاق، ومن دون هيكلة وتقنين.

فكل من هو مسلم، يصلي بآيات قرآنية قصيرة بسيطة، يستطيع أن يرقي بها نفسه وأهله وذويه، دون اللجوء إلى الراقي المتخصص، أو المتطفل في غالب الأحيان، الذي يطلب مقابلا، قد يتجاوز كثيرا ما يطلبه الطبيب. فالرقية هي في حد ذاتها، دعاء وطلب الشفاء من الله، باستعمال آيات من القرآن الكريم، بكل نية وصدق، وبكل خضوع وتضرع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م


.. اشتباكات واعتداءات واعتقالات.. ليلة صعبة في اعتصام جامعة كال




.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن