الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلْأَحْلَام وَ قِوَّاهَا اَلْخَارِقَةَ - اَلْجُزْءَ اَلسَّابِعَ -

اتريس سعيد

2023 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


24 _ كَيْفَ نُشَاهِدُ اَلْحُلْمُ وَأَعْيُنُنَا مُغْمَضَةٌ أَثْنَاءَ اَلنَّوْمِ ؟ هَذَا اَلسُّؤَالِ يَقُودُنَا إِلَى طَرْحِ فَرْضِيَّةٍ مُفَادَهَا أَنَّ اَلرُّؤْيَةَ اَلْبَصَرِيَّةَ لَيْسَتْ سِوَى شَكْلِ مِنْ أَشْكَالِ اَلرُّؤْيَةِ اَلْمُمْكِنَةِ وَأَنَّهَا لَا تَعْتَبِرُ اَلرُّؤْيَةُ اَلْوَحِيدَةُ اَلْقَائِمَةُ بِالْفِعْلِ ؟ كَذَلِكَ بَاقِيَ اَلْحَوَاسِّ اَلْبَشَرِيَّةِ اَلْمَعْرُوفَةِ فَهِيَ لَيْسَتْ اَلْحَوَاسُّ اَلْوَحِيدَةُ اَلَّتِي يَمْتَلِكُهَا اَلْبَشَرُ بَلْ هُنَاكَ حَوَاسْ أُخْرَى تَتَمَتَّعُ بِقُدُرَاتٍ عُلْيَا عَلَى اَلْإِدْرَاكِ اَلتَّجَاوُزِيِّ وَهِيَ حَوَاسْ بَاطِنِيَّةُ esoteric senses خَارِقَةً مِنْ حَيْثُ طَبِيعَتُهَا، أَنَّنَا لَا نَرَى إِلَّا اَلْأَوْهَامَ وَلَا نُدْرِكُ إِلَّا اَلنَّذْرُ اَلْيَسِيرُ مِنْ اَلْأُمُورِ اَلْمُلْتَبِسَةِ وَ الْمُتَنَاثِرَةِ اَلَّتِي تَتَشَكَّلُ حَسَبَ طَبِيعَةٍ إدْرَكْنَا اَلْقَاصِرُ لَهَا وَاَلَّتِي لَا تَحْدُثُ إِلَّا بِالْكَيْفِيَّةِ اَلَّتِي نُرِيدُ لَهَا أَنْ تَحَدَّثَ بِهَا. دَعْكَ مِنْ اَلْوَاقِعِ اَلْمَوْضُوعِيِّ وَصَرَامَةُ اَلْقَوَانِينِ اَلْفِيزْيَائِيَّةِ اَلْغَيْرُ اَلتَّابِثَة وَ بَاقِي هَكَذَا مَفَاهِيمُ اَلَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ فَرْضَ نَفْسِهَا حَتَّى عَلَى سَيْرُورَةِ اَلْوَاقِعِ اَلْمَادِّيِّ اَلْمُتَغَيِّرَةِ، بَلْ إِنَّ نَظْرَتَنَا إِلَى طَبِيعَةِ اَلْمَحْسُوسَاتِ اَلْمُتَغَيِّرَةِ أَكْبَرَ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّنَا نَعِيشُ فِي فَضَاءٍ مِنْ اَلْوَهْمِ. أَنَّ اَلْبَصَرَ اَلرُّوحِيَّ Spiritual sight " اَلْبَصِيرَةَ " Precognition أَقْوَى مِنْ اَلْبَصَرِ اَلْمَادِّيِّ وَلَدَيْهِ مِنْ اَلْإِمْكَانِيَّاتِ وَالْقُدُرَاتِ اَلتَّجَاوُزِيَّةِ اَلْخَارِقَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَجَاوَزَ اَلْوَصْفُ. إنَّ قُدُرَاتِ اَلْبَصَرِ اَلرُّوحِيِّ بِإِمْكَانِهَا تَجَاوَزَ حُدُودَ اَلنَّسِيجِ اَلزَّمَكَانِيِّ كَرُؤْيَةٍ اَلْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ، كَذَلِكَ اَلرُّؤْيَةَ بِفَارِقِ مَسَافَاتٍ مَكَانِيَّةٍ بَعِيدَةٍ، بَلْ إِنَّ اَلْبَصَرَ اَلرُّوحِيَّ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرَى حَتَّى اَلْكَيْنُونَاتِ اَلرُّوحَانِيَّةِ فِي عَوَالِمِهَا اَلْفَائِقَةِ.
25 _ لِمَاذَا تُؤَثِّرُ اَلْأَحْلَامُ اَلرُّوحَانِيَّةُ فِي عَوَاطِفِنَا وَحَالَتِنَا اَلنَّفْسِيَّةِ ؟ تُؤَثِّرَ اَلْأَحْلَامُ اَلرُّوحَانِيَّةُ فِي عَوَاطِفِنَا وَ حَالَتِنَا اَلنَّفْسِيَّةِ لِأَنَّهَا تَكُونُ غَيْرَ مَأْلُوفَةٍ عَادَةٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ لَمْ يَعْتَادُوا عَلَى رُؤْيَةِ هَذَا اَلصِّنْفَ مِنْ اَلْأَحْلَامِ، إنَّ رُؤْيَةَ هَذِهِ اَلْأَحْلَامِ يَحْدُثُ وَقَعَا بَالِغٌ اَلتَّأْثِيرِ عَلَى نَفْسِيَّةِ اَلْإِنْسَانِ قَدْ يَصِلُ إِلَى حَدِّ اَلصَّدْمَةِ وَ الْجُنُونِ لِهَذَا تَبَقَّى اَلنُّفُوسَ اَلْبَشَرِيَّةَ غَيْرَ مُؤَهَّلَةٍ رُوحِيًّا لِلتَّعَامُلِ مَعَ وَاقِعِ اَلْأَحْلَامِ، عَاجِزَةً عَنْ اَلتَّوَاصُلِ مَعَ اَلْأَرْوَاحِ نَاهِيَكَ عَنْ إسْتِخْدَامِهَا ؟ لِأَنَّ اَلِإقْتِرَابَ مِنْ اَلْعَالَمِ اَلْغَيْبِيِّ بِدُونِ أَيِّ تَأْهِيلٍ أَوْ تَكْوِينٍ رُوحِيٍّ مَعْنَاهُ وُقُوعَ اَلضَّرَرِ وَ الْإِصَابَةِ بِعَاهَاتٍ رُوحِيَّةٍ Spiritual disabilities مُخْتَلِفَةٍ لَا يَزَالُ اَلطِّبُّ اَلْحَدِيثُ يَعْجِزُ عَنْ تَشْخِيصِ مُعْظَمُهَا. فِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ تَكُونُ اَلْأَحْلَامُ اَلرُّوحَانِيَّةُ عُنْصُرًا جَوْهَرِيًّا فِي إخْتِبَارِ أَرْقَى أَنْوَاعِ اَلْمَشَاعِرِ اَلرُّوحَانِيَّةِ كَالشُّعُورِ بِإمْتِلَاكِ اَلْقُوَّةِ اَلرُّوحِيَّةِ اَلْخَارِقَةِ وَالْقُدْرَةِ عَلَى اَلْبَطْشِ بِالْجَمِيعِ وَإخْتِبَارِ مَشَاعِرِ اَلسَّكِينَةِ اَلْمُطْلَقَةِ وَالْحُبِّ اَلرُّوحِيِّ اَلَّذِي يَحْدُثُ بَيْنَ اَلْبَشَرِ وَالْأَرْوَاحِ وَهَكَذَا. إِنَّ تَأْثِيرَ اَلْأَحْلَامِ اَلرُّوحَانِيَّةِ فِي عَوَاطِفِنَا وَحَالَتِنَا اَلنَّفْسِيَّةِ تَأْثِير بَالِغٍ جِدًّا إِلَى أَبْعَدَ اَلْحُدُودَ قَدْ يَكُونُ سَلْبِيًّا أَوْ إِيجَابِيًّا وَفْقَ مَا تَقْضِيهُ اَلْحَالَةُ إِلَى دَرَجَةٍ يُمْكِنُهَا أَنْ تُعِيدَ صِيَاغَةُ شَخْصِيَّةِ اَلْحَالِمِ وَفْقَ مَقَايِيسَ وَأَسَّسَ رُوحِيَّةً جَدِيدَةً وَهَذَا هُوَ مَا يَعْنِي اَلتَّطَوُّرُ اَلرُّوحِيُّ
26 _ هَلْ اَلْأَحْلَامُ تَكُونُ مُكْتَمِلَةً حِينَمَا يَأْتِي اَلْإِنْسَانُ إِلَى هَذَا اَلْعَالَمِ أَمْ أَنَّهَا نِتَاجُ مَا يَخْتَبِرُهُ فِي اَلْوَاقِعِ ؟ أَجْلُ اَلْأَحْلَامِ تَكُونُ مُكْتَمِلَةً حِينَمَا يَأْتِي اَلْإِنْسَانُ إِلَى هَذَا اَلْعَالَمِ ؟ إِنَّ كُلَّ مَا سَيَكُونُ فَقَدْ كَانَ، أَمَّا مَا نَخْتَبِرُهُ فِي اَلْوَاقِعِ فَلَا يُعِدُّوا كَوْنُهُ مُجَرَّد مَا كُنَّا عَلَيْهِ فِي عَالَمِ اَلْمَصْدَرِ ؟ كُلُّ مَا يَخْتَبِرُهُ اَلْإِنْسَانُ فِي اَلْوَاقِعِ لَا يُؤَثِّرُ عَلَى اَلْأَحْلَامِ فِي شَيْءٍ لِأَنَّ اَلْوَاقِعَ فِي حَدِّ ذَاتِهِ مُجَرَّدٌ حُلْمٌ هَجِينٌ لَا أَكْثَر، كَمَا أَنَّ اَلْأَحْلَامَ اَلرُّوحِيَّةَ اَلْهَجِينَةَ اَلَّتِي نُشَاهِدُهَا لَيْسَتْ إِلَّا مُجَرَّدُ حَالَةٍ مِنْ اَلتَّشَرُّدِ اَلرُّوحِيِّ تُعَانِيهَا اَلرُّوحُ اَلْإِنْسَانِيَّةُ دَاخِلَ مَتَاهَةِ اَلْأَوْهَامِ اَلْبعديةِ، إِنَّ اَلْوَصْفَ اَلدَّقِيقَ اَلَّذِي يَنْطَبِقُ عَلَى هَذَا اَلْمَشْهَدِ هُوَ أَنْ نَقُولَ إِنَّنَا نُشَاهِدُ حُلْمُ دَاخِلِ حُلْمٍ، حُلْمُ اَلْوَاقِعِ اَلْهَجِينْ كَمَا يُبْدُوا مَاثِلاً أَمَامَ اَلْحَوَاسِّ اَلْمَادِّيَّةِ وَحُلْمٍ رُوحِيٍّ هَجِينٍ نَرَى مِنْ خِلَالِهِ حَقِيقَةُ اَلْوَاقِعِ اَلْهَجِينْ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ تَمَامًا، فَالْأَمْرُ يُبْدُوا أَشْبَهُ بِرُؤْيَةِ شَاشَةِ اَلْكُومبِيُوتَرِ حَيْثُ هُنَاكَ تَطْبِيقَاتٌ عَدِيدَةٌ تُظْهِرُ لَكَ اَلصُّوَرُ وَالْأَشْخَاصُ فِي حَالَةِ حَرَكَةٍ يَتَفَاعَلُونَ مَعَ مَا حَوْلَهُمْ لَكِنَّ فِي اَلْحَقِيقَةِ كُلَّ مَا تُشَاهِدُهُ أَمَامَ شَاشَةِ اَلْكُومبِيُوتَرِ هُوَ مُجَرَّدُ سِلْسِلَةٍ مِنْ اَلْأَرْقَامِ وَاَلْخَوَارِزْمِيَّات اَلْمُعَقَّدَةِ كَذَلِكَ اَلْأَمْرُ حِينَمَا نُكَوِّنُ بِصَدَدِ رُؤْيَةِ حَقِيقَةِ اَلْوَاقِعِ اَلْمَادِّيِّ فِي أَحْلَامِنَا اَلرُّوحِيَّةِ اَلْهَجِينَةِ، إِنَّهَا عَلَاقَةٌ بَيْنَ اَلْوَهْمِ وَ الْوَهْمِ نَفْسِهِ، أَنَّهُ وَهْمٌ وَاحِدٌ فِي اَلْحَقِيقَةِ لَكِنَّهُ مُتَعَدِّدٌ مِنْ حَيْثُ اَلْجَانِبُ اَلشَّكْلِيُّ اَلَّذِي يَتمُّظهَرَ عَلَيْهِ، هَذَا اَلِإخْتِلَافِ فِي تُجْلِي اَلْوَهْمَ هُوَ إخْتِلَافٌ قَائِمٌ عَلَى اَلِإضْطِرَابَاتِ اَلْعَمِيقَةِ اَلَّتِي حَصَلَتْ عَلَى اَلْحَوَاسِّ اَلْبَشَرِيَّةِ وَجَعَلَتْ قُوَاهَا اَلْخَفِيَّةَ وَالْحَيَّةَ مُغَيَّبَةٌ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ. إِنَّ اَلْفُرْصَةَ اَلْوَحِيدَةَ أَمَامَ اَلْإِنْسَانِ لِلِإرْتِقَاءِ بِوَعْيهِ اَلرُّوحِيِّ وَ التَّخَلُّصِ مِنْ اَلتَّقَمُّصَات اَلسَّابِقَةِ وَالتَّحَرُّرِ مِنْ أَوْهَامِ اَلْعَالَمِ اَلْمَادِّيِّ هِيَ اَلْعَمَلُ عَلَى تَحْقِيقِ اَلِإسْتِنَارَةِ اَلرُّوحِيَّةِ عَنْ طَرِيقِ اَلزُّهْدِ وَ التَّحَلِّي بِالْقِيَمِ اَلْكَوْنِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ اَلسَّامِيَّةِ وَ الْعَيْشِ فِي سَلَامٍ وَإنْسِجَامٍ مَعَ اَلْمُحِيطِ اَلْكَوْنِيِّ
يَتْبَعُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات