الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرفة وعبرة

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 12 / 12
القضية الكردية


رجل من أهل مرو (مدينة في خراسان) ينزل إلى العراق للتجارة، فيستضيفه رجل من أهل العراق خلال مدة تجارته ويكرمه، فيرد عليه بأنه يتمنى أن يراه في مرو ليكافئه على إحسانه..

وذات مرة قَدِمَ العراقي إلى مرو لحاجة، وممّا خفّف عنه مشقة السفر والغربة علمُه أن له (صديقًا حميمًا) فيها، فسأل عنه حتى وصل إليه، فوجده قاعدا بين أصحابه، فأكبّ عليه وعانقه، فلم يُبدِ المروزي أي احتفاء به، فقال العراقي في نفسه: “لعله لم يعرفني من قناعي” فنزع القناع ثم كلّمه، فلم يعرفه أيضا، فقال العراقي: “لعل عمامتي غيرت مظهري” فخلع العمامة ثم سأله، فوجده أشدّ إنكارا له من قبل، فقال في نفسه: “لا شك أن القلنسوة (غطاء يوضع على الرأس) منعته من معرفتي” فخلعها، فقال له المروزي: “لو خرجت من جلدك لم أعرفك”. (منقول)

إن حكايتنا مع جيراننا من الشعوب بخصوص مسألة العيش المشترك وبأن لا نية لدى الكرد وأحزابهم السياسية في “الانفصال” أو الاستقلال وهو الأصح والأدق، يشبه حكاية ذاك الإعرابي في حكاية الجاحظ، طبعاً مع استثناءات قليلة لأشخاص ربما ما زالوا يعتقدون أن من حق الجميع الحياة الحرة الكريمة حيث وللأسف تجد كل التيارات من أقصى اليمين الراديكالي الإسلامي لأقصى اليسار الثوروي المتطرف ومن جماعات القوموية بمختلف تلويناتها الناصرية والبعثية وصولاً لجماعات الاخوان وتفرعاتها وتشبيهاتها من القاعدة وأصحاب الرايات السود وحتى الكثير من مدعي الليبرالية والديمقراطية والدولة المدنية.

نعم كلهم يعني كلهم يتهم الكرد ب”الانفصال والتقسيم”، بالرغم من كل البرامج والمناهج والوثائق والبيانات التي “يخلعها” علينا الأحزاب والقوى الكردية بأنهم لا يعملون ل”الانفصال” ويحلفون بذلك برأس السكرتير مع أن رأسه كتير غالي، لكن عبث يعود الجميع لاسطوانته في ترديد عبارات “الكرد الانفصاليين” أو “العملاء والخونة”، طيب بما أن “لو خرجنا من جلدنا”، بل حتى لو خرجنا من كردستان أو أخرجونا منها راح يعيدوا الاسطوانة على مسامعنا، فلنقلها إذاً وعلناً بأن الحياة معكم مستحيل وبالتالي “طلاقٌ باحسان”، كما تقولون في تراتيلكم وآياتكم وليكن بيننا وبينكم سور الصين العظيم، بل وحتى ودياناً من الجحيم، لكن غاب عن بالنا؛ بأننا “مهاجرين” لهذه الجغرافيا وفي عرف الجميع وربما نكون سقطنا مع أحد الشهب والنجوم عندما أراد رب الأكوان أن يرجم هذه الشعوب بالكرد فسقطنا من السماء على ما نسميه بكردستان ولذلك نقترح على علماء الفضاء أن يصنعوا لنا مركبة تحملنا للفضاء الخارجي فربما نجد الكوكب الذي قذفنا منه ونريح كوكب الأرض من مشاكل الكرد مع جيرانهم العنصريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3