الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرابين على مذبح الأوهام

محمد حبش كنو

2023 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل شعرت يوما وأنت تنام أنك على وشك السقوط فتنتفض فزعا ..؟؟؟

هذا الشعور شعر به غالبية البشر ولو لمرات قليلة في حياتهم وهو يرجع إلى العصور القديمة للبشر حين كانوا ينامون في أماكن عالية خوفا من المفترسات وكانوا حذرين خوف السقوط وما زال ذلك مزروعا في أدمغتنا حتى اليوم .

البشر الأوائل بعد أن تطوروا وفقدوا الكثير من صفات الحيوانات كالمخالب والفرو والتسلق المرن على الأشجار والمرتفعات بدأوا يخافون من كل شيء حولهم ثم احتموا بالكهوف واكتشفوا النار واستعملوا الأحجار والعصي لحماية أنفسهم .

لكن أهم وسيلة حماية عرفها الإنسان هي إعطاء جزء من طعامه للغير اتقاء لشره وربما هذا كان سببا في تدجين الكلاب حيث تقربت من الإنسان بسبب إطعامها وعاشت حول كهفه وحذرته وحمته من المخاطر .

كان الإنسان يرمي بقايا طعامه للضباع والوحوش وحتى يتقاسم طعامه مع بشر أقوى منه ممن كانوا يفرضون سيطرتهم وكانت بداية لظهور فكرة الزعيم الذي يقود مجموعة ما .

مع تطور الدماغ وتطور الخوف بدأ البشر بتقديم طعامهم لأشياء وهمية لا وجود لها بل صنعتها مخيلتهم فقط وذلك في طريق بحثهم عن أصل الوجود وهكذا بدأ بتقديم طعامه للأنهار والجبال والشمس والأحجار ظنا أنها إله وظهرت طبقة الكهنة ورجال الدين الذين أحبوا هذه اللعبة ورسخوها أكثر فهم يحصلون على الطعام مجانا ويتحكمون بالناس عن طريق رعاية الأحجار والأوهام .

كان هذا بداية ظهور فكرة القرابين والتي تطورت في الحضارات السالفة فأصبحت لها طقوس ومراسم ففي مصر القديمة كانت هناك أعياد للقرابين يذبحون فيها الأبقار والجواميس ويقدمونها للآلهة لكن الفكرة المرعبة فيما بعد أن الأمر تطور بتقديم قرابين من البشر للآلهة ولم تخل حضارة في العالم من ذلك حتى الحضارات البعيدة كالأزتك في المكسيك .

في كل الحضارات القديمة كان يتم تقديم القرابين البشرية .. في الصين والهند وبلاد الرافدين كل حسب معتقده والقربان يقدم للنيل مثلا أو للصنم أو لإحدى آلهات الشر حتى يكف شره عن البشر وكانت الديانة الإبراهيمية أول ديانة بدلت ذبح البشر بذبح الكباش لكن الأديان التي تمخضت عنها أتت بفكرة أخرى هي قتل النفس في سبيل الله .

لم يتخلص البشر من فكرة تقديم القرابين لكن فقط تطورت وتغيرت المفاهيم فقد حارب اليهود من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله وحارب الصليبيون من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله وحارب المسلمون من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله .

آلمني جدا مشهد رأيته قبل أيام لأب مات ابنه في غزة وهو يقول ليس خسارة في الله ..؟؟؟!!!!

أي كلام هذا وأي إله هذا الذي يرضى بقتل طفل من أجله وما حاجة الله إلى دم هذا الطفل سوى أنها أفكار مزروعة في الأدمغة منذ العصر الحجري بأنك يجب أن تقدم قرابين من الأطفال إلى الله .

لا يمكن للعلم الذي تطور وكشف الكثير من أسرار الكون والمجرات والنجوم والأفلاك أن نستبدله بعوالق من عصور بائدة .. لا يمكن أن نتمنى لطفل إلا أن يلعب ويدرس ويضحك ولا يمكن أن نفكر أن نقدمه قربانا لإله نظنه مصاص دماء .

تحتاج البشرية اليوم إلى الكثير لتغيير المفاهيم العالقة ومن أهمها أن لا نقدم أحدا قربانا على مذبح الأوهام .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0VzZf18j21MJ9GaB8ZuDFQw8meZsymuuonBzG7XrHNXvWq4BNVJBp6GqkdqG3vgnl&id=100003739388584








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah