الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطورات الدولية ومستقبل البشرية!

ناصر عجمايا

2023 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ليس خافياً على كل قاريء ومتابع ومهتم بالشأن الدولي، وأوضاع العالم من الوجهة الأنسانية من جميع مناحي الحياة، الأجتماعية والسياسية والأقتصادية، التي ينتابها التعقيد المستمر دون حلول آنية، سببه الجشع والطمع الأنساني في ظل الوحشية الرأسمالية التي فاقت كل حدود الدنيا، على حساب العامل المنتج صناعياً وزراعياً والفقر المتواصل والمتزايد في عموم بقاع العالم.
ناهيك عن التدخلات الدولية وخاصة الغرب الرأسمالي في شؤون الدول الأخرى، منها دول العالم الثالث العاملة والمتطلعة نحو الأستقلال التام من هيمنة الدول الأخرى، بما فيها هيمنة الدول الرأسمالية الناهبة لخيرات الدول النامية والفقيرة، منها العراق وفلسطين وليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا وأيران وأفغانستان ونيجريا والسودان والصومال والحبشة وجنوب أفريقيا وووالخ، كما ودول أمريكا اللاتينية تشيلي والأرجنتين والبرازيل وغواتيمالا وبوليفيا ووالخ.
العالم اليوم يعي النظرية الفيزياوية العلمية، "لكل فعل رد فعل، مساوي له في المقدار، وعاكس له في الأتجاه" هذه النظرية العلمية لها مردوداتها الأساسية في معالجة ما يمكن معالجته على أرض الواقع. سببه عدم معالجة الأمور الحياتية من جميع مناحي الحياة الأنسانية، وهنا لابد من كلمة واقعية موضوعية، تفعل فعلها المؤثر بردود أفعال مماثلة، لواقع مؤلم دامي مستمر مدمر للبشر والحجر معا، خارج حدود المعالجة بأقل فعل عملي واقعي مؤثر، يعي كل ذي حق حقه بالتمام والكمال.
وعليه شعوب العالم المغبونة والمغيبة للحقوق، في ظل تنفيذ الواجبات فقط، لا يمكنها السكوت عن حقوقها الآنية والمستقبلية، حفاظاً لحقوق أجيالها اللاحقة ومستقبلهم المنشود، تلك أمانة في أعناق الجيل الحالي، فلابد لتلك الشعوب المهظومة الحقوق والمغبونة، أن تفعل فعلها المؤثر بالضد من الأتجاه الآخر، المستغل لحقوق غالبية الشعب في العالم أجمع.
الفلسطينيون نموذجاً:
الكل يعلم بمعاناة الشعب الفلسطيني طيلة أكثر من 75 عاماً ولحد اللحظة، مشردين في دول العالم أجمع، يعانون الأمرين في مخيمات الأردن ولبنان ومصر، ومعاناتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى لفعل مضاد بهجوم منفذ في 7 تشرين الأول داخل العمق الاسرائيلي من دون حسابات واقعية وعملية مدروسة، ولربما مفتعلة ومنسقة بين الفاعل والمفعول به، فالحقيقة غائبة اليوم ولربما غد ولكن لابد أن تنطشف في القريب العاجل، أنه درساً صارخاً وصادماً فاجأ العالم أجمع، من دون أن تفاجأ أسرائيل بالحادث المنفذ من قبل حركة حماس الأسلامية المتطرفة، والتي دفعت أسرائيل الدم الغالي مع رهائن أسرائليين لصالح حركة حماس، وهذا الفعل المنفذ كان متوقعاً لرد فعل غير محسوب أصلاً، نراه يقيناً بأنه منصب لصالح أسرائل، بدمار الشعب الفلسطيني نتيجة همجية ووحشية حماس.
وهنا لابد من أيجاد لسلام عادل وحقيقي في المنطقة برمتها بعد أقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة أسرائيل، بغية ضمان حقوق الشعبين الفلسطيني والأسرائيلي معاً، للعيش بأمن وأمان وسلام دائم، مع وقف تمدد مستمر لأسرائيل في بناء مستوطنات جديدة دون وجه حق، كونه قائم على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل أسرائيل.
فكل هذا وذاك والغرب الرأسمالي يقف الى جانب قوى الأحتلال الأسرائيلي الغاشم، وهذا بحد ذاته مناقض لأبسط قيم وحضارة الغرب نفسه، أستناداً الى المبداً المقر للامبدأ له. فأسرائيل لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني بأقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بل هي مغمورة في توجهاتها الأقصائية للآخرين بفعل وسيطرة اليمين الأسرائيلي المتطرف، الذي وصلت أفعاله وممارساته حد الأرهاب الفكري والنفسي والجسدي والمالي الاقتصادي بجشع لا مثيل له، وحكومات الغرب اللعينة تقف الى جانبها، بموجب مبدأ (حق أسرائيل في الدفاع عن نفسها)، و(أنصر أخاك ظالماً وبأي ثمن). فالغرب منحاز تماماً الى جانب أسرائيل دون وجه حق، ولا يقر بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المستباحة من قبل حكومة اسرائيل اليمينية، مناقضة بذلك الشرع العام ومواثيقه القانونية والدولية ومجلس الأمن، بما فيها منظمات حقوق الأنسان وقيمها الخلاقة، بعيداً عن أبسط القيم الأخلاقية التي تتبناها تلك المنظات الدولية.
بات واضحاً للجميع بأن أسرائيل تمادت كثيراً في أحتلال أراضي الشعب الفلسطيني، وصادرت كل حقوقه الأنسانية بعد عام 1967، و1973 بأحتلالها لهضبة الجولان السورية ولازالت محتفظة بها، كل هذا وذاك مناقض للفكر الديمقراطي الغربي تماماً، حيث مورست في دول الغرب الديماغوجية في أشدها الفاعل، من خلال حرمان الشعب الفلسطيني لأبسط حقوقه الأنسانية، مطلوب العيش بأمن وأمان وسلام على أراضيه التاريخية.
الشعب الفلسطيني قاوم الأحتلال الغاشم بالحجارة قبل الطلقة، وبالكلمة قبل المدفع، وبالفكر النير قبل سلاح الطيران، لكن حكومة اليمين السرائيلي لم تعي نضال الحجارة، ولا الكلمة الصادقة ولا الفكر النير، ولم تفهم لغة الحوار والتفاهم مع الآخرين، بل أستمرت في أنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، ودمار البيوت في غزة والضفة بما فيه أستخدام الجرافات والأسلحة المتنوعة، بكل فاعليتها المؤثرة دون وازع ضمير أنساني.
الحلول الموضوعية والأساسية التي لابد منها، هو في الحوار والحوار ومن ثم الحوار، بين الأطراف المتصارعة فيما بينها، فالحروب لا تأتي بأية نتائج أيجابية لطرفي الصراع، لآن نتائجها وخيمة على الطرفين المتصارعين لثمانية عقود، بلا غالب ولا مغلوب بل الجميع خسرانين من جميع نواحي الحياة وخاصة فقدان البشر من الجانبين، حتى وأن طرف ما حسب الربح فهو خاسر لا محالة. فلابد من أقامة دولة وطنية مستقلة فلسطينية مسالمة سلمية، الى جانب دولة أسرائيل يتعايشان معاً، بأمن وأمان وسلام وأستقرار دائم، خارج الصراعات الداخلية والأقليمية والدولية.
حركات التحرر العالمية:
رغم تراجع لقسم من حركات التحرر العالمية، نتيجة الأخفاق الدولي الحاصل بعد 1990 من القرن الماضي، بعد أنهاء دور وجبروت المعسكر الأشتراكي، وبروز الولايات المتحدة والمعسكر الغربي كقوة فريدة ووحيدة في العالم، بعد أنتهاء دور القوة الفاعلة الأخرى (الأتحاد السوفياتي السابق)، لم تتمكن تلك القوة الوحيدة في العالم من أدارة دفة العالم بما هو مطلوب، وفق السياقات القانونية الدولية المبنية على حقوق الأنسان في العالم، بل أنتهكت حقوق الناس وأستغلته أبشع أستغلال، حتى باتت شعوب العالم تتطلع نحو غد أفضل على مستوى الدولة المنفردة أحياناً، ومجموعة دول، كما حدث في تشيلي وغواتيمالا والبرازيل وأرجنتين وكوريا الشمالية، ومن ثم نهضت الثورة العلمية العملية في الصين الشعبية وروسيا فيما بعد..
كما خسرت أمريكا في فيتنام وأفغانستان وتتمادى الفعل المعاكس في أيران، حتى فقدت مواقع كثيرة في دول العالم الثالث، منها مصر والسعودية وأيران لاحقاً بالرغم أن الأخيرة من صناعتها كما كان النظام الصدامي في العراق، ناهيك عن دور القوى الفلسطينية في أركاع أسرائيل وجبروتها لعقود من الزمن الدامي بين الطرفين المتصارعين دون جدوى.
فمشاريع الغرب الدامي بات لا يجدي نفعاً بل هزيمة، كون الشعوب تتطلع وتتواصل وتعتزم على قدراتها الذاتية، في أركاع الآخرين المحتلين والمستغلين لتلك الشعوب المغلوبة على أمرها، حتى باتت تنهض من جديد نحو غد أفضل مشرق. نتيجة التضامن الدولي والشعبي في العالم، نخص بالذكر الدول التقدمية اليسارية المتعددة، كما والأحزاب والحركات الشعبية اليسارية المتضامنة مع الشعوب المهضومة الحقوق، أنه المشروع المؤثر والضامن لنهضة عملية علمية واقعية، من خلال التضامن القوي والمتين بوجه العدو الفاشي الأرعن.
أننا نؤمن وبيقين ثابت لا غبار عليه، المستقبل المنشود هو حق الشعوب في العالم لتقريرمستقبلها ومسيرتها الظافرة مهما طال أم قصر، من خلال النفس الطويل والأصرارالتام والمتين للغاية.
ان التطورات الجارية، وطبيعة مشروع الحكومة اليمينية في إسرائيل، في محاولة تحويل سكان غزة الى مشردين، وضم قطاع غزة وفيما بعد الضفة الغربية للكيان الصهيوني.
يتطلب وقفة جادة من شعوب البلدان العربية وبلدان العالم الأخرى، في تضامن استثنائي من قوى اليسار والتحرر والإنسانية في العالم اجمع، رغم صلافة الحاكمين في الغرب، بضجيج مؤسساتها الإعلامية بإضفاء القدسية على وجود إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، لكن هناك صورة أخرى جسدتها مواقف العديد من البلدان في الصين وامريكا اللاتينية وبلدان أخرى، الى جانب التضامن الذي عبرت عنه العديد من الأحزاب اليسارية والتقدمية والحركات الاجتماعية، مع النضال الفلسطيني المؤثر بالتعاون والتآزر مع أخوانهم في العالم، أصحاب الضمائر الأنسانية الحية.

منصور عجمايا
ت2-2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث