الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلْأَحْلَام وَ قِوَّاهَا اَلْخَارِقَةَ -اَلْجُزْءَ اَلتَّاسِعَ-

اتريس سعيد

2023 / 12 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


28 _ اَلْحُلْم بَيْنَ اَلْوَعْيِ وَاللَّاوَعْيِ ؟
يُمْكِنَ تَعْرِيفُ اَلْوَعْيِ بِأَنَّهُ حَالَةُ فَهْمِ وَإِدْرَاكِ شَيْءِ مَا، أَنَّهُ حَالَةُ دِرَايَةِ اَلْمَرْءِ بِمُحِيطِهِ وَالِإسْتِجَابَةِ لَهُ، أَوْ وَعْيِ اَلشَّخْصِ وَ إِدْرَاكِهِ اَلْحِسِّيِّ لِشَيْءِ مَا وَحَقِيقَةَ دِرَايَةِ اَلْعَقْلِ بِنَفْسِهِ وَبِالْعَالَمِ، كُلُّ هَذِهِ اَلتَّعْرِيفَاتِ لِلْوَعْي تَبَقَّى مُجَرَّدَ تَعْرِيفَاتٍ قَاصِرَةٍ تُنْسَجُ فِي طَيَّاتِهَا نَوْعًا مَا مِنْ اَلْعَلَاقَةِ اَلسَّطْحِيَّةِ بَيْنَ اَلْإِدْرَاكِ اَلْإِنْسَانِيِّ اَلَّذِي يُعَانِي مِنْ اَلْقُصُورِ وَالتَّشَوُّهِ قَدْ يَصِلُ إِلَى حَدِّ اَلْمُصَادَرَةِ أَوْ اَلِإغْتِيَالِ، اَلْأَمْرِ اَلَّذِي يَفْرِضُ عَنَّا إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ فِي طَبِيعَتِنَا اَلْإِنْسَانِيَّةِ اَلْفِطْرِيَّةِ وَ اَلرُّوحِيَّةَ قَبْلَ اَلتَّسَاؤُلِ عَنْ حَقِيقَةِ اَلْعَالَمِ وَ السَّعْيِ بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ وَعَزْمٍ عَلَى إِدْرَاكٌ أَنَّ حَقِيقَتَنَا اَلرُّوحِيَّةَ اَلْمُغَيَّبَةَ هِيَ لَيْسَتْ مَا نَبْدُو عَلَيْهِ اَلْآنُ مِنْ حَالَةِ اَلضَّعْفِ وَالتَّخَبُّطِ اَلرُّوحِيِّ عَلَى مُسْتَوَى اَلْوَعْيِ، اَلْأَمْر اَلَّذِي يَجْعَلُ اَلْإِنْسَانَ لَا يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي اَلْحَقِيقَةِ.
أَمَّا مَفْهُومُ اَللَّاوَعْيِ فَهُوَ مَفْهُومٌ قَامَ سِيغْمُونْدْ فُرُويْدْ بِسَرِقَتِهِ مِنْ اَلتُّرَاثِ اَلصُّوفِيِّ اَلْيَهُودِيِّ اَلَّذِي هُوَ مَسْرُوقٌ أَسَاسًا مِنْ اَلْمُعْتَقَدَاتِ اَلرُّوحَانِيَّةِ اَلْمِصْرِيَّةِ وَ الْبَابِلِيَّةِ اَلْقَدِيمَةِ، هَذَا اَلتُّرَاثِ اَلْيَهُودِيِّ اَلْكَابَالِي نَفْسَهُ يُقَسِّمُ اَلنَّفْسَ اَلْبَشَرِيَّةَ إِلَى أَقْسَامِ خَمْسَةٍ وَهِيَ نَفْسُ "نَفِيسْ"، رُوحُ "رَاوخ"، نَسَمَةٌ "نَشْامُهُ"، حَيَاةُ "خيَاةٍ"، وَحْدَةٌ "يهيدَا"، هَذِهِ اَلْأَقْسَامِ اَلْكَابَالِيسْتِيَّة فِي حَدِّ ذَاتِهَا أَعْمَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ اَلْمَفَاهِيمِ اَلْفُرُويْدِيَّةِ حَوْلَ اَلْأَنَا، وَهُوَ، وَاَلْأَنَا اَلْأَعْلَى. إِلَى دَرَجَةٍ دَفَعَتْ كَارْلْ جُوسْتَافْ يُونْغْ أنَّ يُصَرِّحُ بِالْحَقِيقَةِ وَ يُوَاجِهُ اَلْمَفَاهِيمِ اَلْفُرُويْدِيَّةِ اَلسَّطْحِيَّةِ مُعْتَرِضًا عَلَيْهَا بِصَرَامَةٍ عِلْمِيَّةٍ مُنْقَطِعَةٍ اَلنَّظِيرِ إِلَى دَرَجَةٍ أَصْبَحَ يُعَانِي مِنْ جَرَّاءِ اَلضَّغْطِ وَاَلتَّهْمِيشُ مِنْ اَلْمُجْتَمَعِ اَلْعِلْمِيِّ وَ قَدْ تَمَّ فَرْضِ اَلرِّقَابَةِ عَلَى اَلْعَدِيدِ مِنْ كِتَابَاتِهِ اَلَّتِي لَمْ تَرَ اَلنُّورَ إِلَّا بَعْد سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ بَعْدَ وَفَاتِهِ ؟
لَكِنَّ مَا يَهُمُّنَا هُنَا هُوَ مَفْهُومُ اَللَّاوَعْيِ اَلَّذِي يُعَبِّرُ فِي إِحْدَى جَوَانِبِهِ عَنْ اَلرُّوحِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ وَيُحَاوِلُ قَدْرُ اَلْإِمْكَانِ حَصْرَ هَذِهِ اَلرُّوحِ فِي اَلْعَالَمِ اَلْمَادِّيِّ وَإعْتِبَارِهَا مُجَرَّدُ إنْعِكَاسَاتٍ مَادِّيَّةٍ لِلرَّغْبَةِ اَلْحَيَوَانِيَّةِ اَلْقَابِعَةَ فِي فِطْرَةِ اَلْبَشَرُ وَالْأَفْكَارِ اَلْعَقَائِدِيَّةِ وَ الِإجْتِمَاعِيَّةِ اَلَّتِي يَتَلَقَّاهَا اَلْإِنْسَانُ دَاخِلَ مُحِيطِهِ اَلِإجْتِمَاعِيِّ.
إِنَّ اَلْوَعْيَ وَاللَّاوَعْيَ وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَإمْتِدَادٍ فَرَضَتْهُ اَلطَّبِيعَةُ اَلشَّاذَّةُ اَلَّتِي تُعَانِي مِنْهَا اَلْمَدَارِكُ اَلْحِسِّيَّةُ اَلْمُشَوَّهَةُ لَدَى اَلْبَشَرِ، فَالْوَعْيُ مُجَرَّدٌ إِدْرَاكٌ وَهْمِيٌّ وَغَيْرُ مَوْجُودٍ لِعَالَمٍ وَهْمِيٍّ غَيْرِ مَوْجُودٍ مِنْ اَلْأَسَاسِ وَ اللَّاوَعْيِ هُوَ أَيْضًا بَرْمَجَةٌ رُوحِيَّةً مُشَوَّهَةً وَعَمِيقَةً لَاإِرَادِيَّةً وَغَيْرَ مَوْجُودَةٍ لِنِظَامِ اَلْأَشْيَاءِ اَلِإفْتِرَاضِيِّ "الْمَاتْرِيكْسْ" Matrix اَلَّذِي نَرَاهُ مِنْ خِلَالِ بَصَرِنَا اَلرُّوحِيِّ فِي أَحْلَامِنَا اَلْهَجِينَةِ، وَكِلَا اَلْمُسْتَوَيَيْنِ مِنْ اَلْإِدْرَاكِ اَلْإِنْسَانِيِّ لَا يَرْتَقِيَانِ إِلَى مُسْتَوَى اَلْوَعْيُ باَلْحَقِيقَةِ اَلرُّوحِيَّةِ اَلْعُلْيَا اَلْكَامِنَةَ فِي ذَوَاتٌ اَلْبَشَرِ
يَتْبَعُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال