الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإنسانية لا دين لها
شروق أحمد
فنانة و كاتبة
(Shorok)
2023 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعيداً عن العواطف و عن العاطفة العربية و الدين اللذان يقودان كل شيء إلى أن تحولنا مجتمعات تنقاد بالعواطف والصراخ والهجوم على أي شيء لا يجلب لنا الهدوء الوهمي الداخلي، نعشق و نهوى المرهم الذي يخمد الألم الذي لا نستطيع مواجهته حتى لو كان سرطان وقد أنتشر في جميع أجزاء الجسم، لا نريد مواجهة الواقع واستئصال هذا الورم هو الحل والخضوع إلى علاج مؤلم مكثف للتخلص من هذا المرض القاتل، هكذا هو المجتمع العربي لا يحب مواجهة الحقيقة الموجعة بل يعشق العيش في هم نسميه ما نشاء في أي لحظه نواجه حدث ما أو صراع ينشب في أي مكان سواء كان صراع عائلي أو صراع سياسي قد يصل الأمر حتى الحروب في ما بيننا. يختلف العرب مع بعضهم البعض حتى مرحلة الدمار الشامل فيما بينهم، ولكن تلتقي معظم الشعوب العربية المختطفة من قبل التيارات الإسلامية الإخوانية في كره كل ما هو مختلف عنا.
هناك نقطة يجب أن نقف عندها وهي أن ما قامت به حماس الإرهابية في السابع من أكتوبر من خطف لنساء عجائز وأطفال رضع واغتصاب نساء كانوا في حفلة موسيقية كل ذنبهم أنهم يهود لا غير، هذه العنصرية وهذا التخوف عند البعض من تسمية الأشياء بمسمياتها هو أحد أدوات تخدير العقول العربية الإسلامية فالإعلام العربي لا يتطرق إلى هذه الحقيقة ابداً خوفاً من جماعة حسن البنا والسيد قطب وجماعة الخميني وغيرها من حركات عنصرية، أدلجت العقول العربية وخدرتها من أن تكون موضوعية. ما حدث في السابع من أكتوبر وكيف تعاطى المجتمع العربي والإعلام العربي على أساس أن القضية إسلامية بحته وليست قضية إنسانية من الجانبين من حيث أن الطفل الإسرائيلي كما الطفل الفلسطيني هما طفلان، بشر مثلي ومثلك لا يجود اختلاف بينهم سواء في العقل المريض المختطف. و هذا الحدث ذكرني بما حدث قبل سنوات قليلة من قتل للشعوب الكردية، و كيف تعامل العالم العربي الإسلامي مع تلك الأحداث، هل صرخت هذه القنوات وهذه الأفواه لما حدث للأكراد العرب أو الأكراد في بعض الدول الإسلامية مثل تركيا وإيران، لم أسمع فم واحد عربي يعبر عن غضبه لسحل و قتل الأكراد بالشكل الهمجي الوحشي كما حدث مع محرقة الأرمن في تركيا، هل قامت القنوات العربية أو المساجد العربية بالصراخ بأعلى صوتها عن حقيقة التطهير العرقي الذي عانى منه الشعب الكردي لسنوات، الحديث عن القضايا العادلة واستنكار القتل ضد انسان بعينه وغض الطرف عن قتل غيره هذا الشيء، هذا الأمر يكشف أننا شعوب لا ترى الإنسان على أنه إنسان إلا اذا كان هذا الإنسان يصلي كصلاتنا أو يتكلم العربية مثلنا أو حتى إذا قتل مسلم مسلم آخر، هذا شأن داخلي ولكن يختلف الأمر اذا كان من ديانة أخرى. هل يهم ما إذا كان جارك يهودي أو مسيحي أو حتى ملحد لتذهب لنجدته بحال سمعت أن منزله يحترق وهناك أرواح بريئة داخل هذا المنزل.
لأعطي مثال على الرؤية الظلامية العربية لكل ما هو مختلف، في المدارس العربية لا يدرس التاريخ الكردي كما الفتوحات الإسلامية ولا يدرس تاريخ الديانات الأخرى كما الإسلام بالرغم من كل خطابات القيادات العربية عن التنوع و التسامح الديني في دولنا و بالرغم من وجود مسيحيون ويهود عرب، لقد قامت قائمة المجتمع العربي عندما تم إضافة مناهج عن المحرقة اليهودية، ولا يوجد في قاموس تاريخنا الحديث ذكراً عن طرد العرب اليهود من الدول العربية و لا الاعتراف بالعبودية في بعض الدول العربية و براثن العبودية في الخليج العربي، لا يحدثونا أو يقولون لنا عن الشعوب الكردية العريقة في العراق و لا نعرف ماهي لغتهم، ولا نتداول موسيقاهم و تراثهم ورقصهم الجميل أو حتى نشركهم في مجتمعاتنا لماذا رغم أنهم عرب وفيهم المسلم والمسيحي، فقط لأنهم مختلفون لا يتكلمون العربية، لم أكن أعلم بوجود الايزيديين وهم جزء من المكون الكردي في العراق رغم وجودهم في هذه الأرض منذ آلاف السنين و لم أكن أعلم عن تاريخهم شيء إلا بعد أن قامت داعش الإرهابية القاتلة الوحشية ببيع و قتل والتنكيل بهم على أنهم كفار و خوارج، حتى الآن لم أر نظام عربي تحدث عن هذه الفظائع ضد الأزيدين إلا عندما قتل عربي مسلم، نحن شعوب لا تحب الآخر متقوقعين فقط داخل صخرتنا و كنتوناتنا و لا نريد أن نتغير أو حتى العودة إلى الوراء ومحاسبة الذات و تقييم أدائنا كأمم مازالت حدود اللغة والدين تمخر فينا ولا نحب ولن نحب الآخر رغم كل الحروب والصراعات الدموية، لن نعترف ابدا أن الإنسانية لا دين لها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال