الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثنيّة الأفكار الجائرة ضد المرأة.......

فاتن ناظر

2023 / 12 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يوجد العديد من الأفكار العبودية التي أصبحت تُشكّل إيماناً زائفاً ووعياً مشوشاً وإدراكاً مشوباً بسوء الفهم  ، وذلك نتيجة تديّن لمعتقدات دوجماطيقية جامدة ومتشدّدة .

فهناك إختلاف وتغاير بين الدين والتدين ، بين العقيدة والمعتقد ، بين العبادة وأدائها كعادة ، بين حفظ القرآن والتخلّق بآدابه . فقد كان محمد رسول الإسلام خُلقه القرآن ؛ أي قرآناً يمشي على الأرض، وليس كلاماً فقط محفوظاً في الصدور بلا تطبيق أو ممارسة،  فقد جاء الإسلام ليعلّمنا أن الدين ما هو إلا ! ...... معاملة .

لذا فعلينا أن نراجع معتقداتنا وموروثاتنا وإعادة تنقيتها من أي شائبة أصابتها نتيجة إرث عقائدي بلا تفحّص أو جمود فكري أو إدراك انتقائي مُسخّر لخدمة المنافع والمكاسب الشخصية .
من بين تلك المعتقدات الجائرة الراسخة في الأذهان :

- تقسيم الإرث بين الذكر والأنثى :
لقد راعى القرآن الكريم أثناء تقسيم الإرث اشتراطات بعينها تتمثل في  العدالة والمساواة وكفالة الحقوق للورثة بعد موت المورِث ، سواء كان ذي عصبية من الذكور ، أو مبتور الولد ، أو كان أبويه على قيد الحياة ، لذا كانت  الآيات القرآنية الخاصة بالمواريث تُشكّل ضرورة حتمية لم تكن مفروضة من قبل الإسلام ، والذي أدى غيابها إلى ضياع العديد من الحقوق من أهمها حقوق القُصّر وخاصة المرأة .

ولكن يجدر القول أن تقسيم الإرث بعد موت المُورِث ينتفي ويصبح غير ذات جدوى إذا كان صاحب الإرث قبل وفاته قد مارس حقه فيما يملكه وقام بتوزيع عطيته وهَبَته بين أولاده بالتساوي بينهم ، كل مساوي للآخر سواء للذكور أو الإناث . وذلك يكون مصداقاً لحديث رسول الإسلام : " سووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مفضلاً أحداً لفضّلت النساء " .

- جمود الفكر التعددي للزوجات :
لقد جاء في القرآن الكريم في الآية الثالثة من سورة النساء الإرشاة إلى التعدد لمثنى وثُلاث ورُباع ، ولكن تغافل العديد - سواء عن عدم وعي أو قصد نفعي - إلى أن تعدد الزوجات جاء ذكره في القرآن نتاجاً للخوف من عدم إقامة القسط والعدل في أموال اليتامى من النساء ممن ينوط بهم الحفاظ عليهن وعلى أموالهن ، لذا حرص القرآن على حفظ حقوقهن من الضياع وعدم إتخاذ القائمين عليهن من إدعاء الحفاظ جسراً ومعبراً بل ومبرراً للزواج بهن .
إلا أن هؤلاء تناسوا أو تغافلوا عن ذكر آيات قرآنيةأخرى تدحض زيف مزاعمهم تلك . لقد جاء في القرآن الكريم في نفس سورة النساء وفي نفس الآية قول الله : 《فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة》، ثم جاء في نفس السورة في الأية ١٢٩ قول الله :《ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم 》.
إن حرف النفي "لن" في قواعد اللغة العربية عندما يأتي في الجملة الفعلية فإنه يفيد نفي الفعل وعدم إمكانية حدوثه واستطاعة فعله ، لذا يكون التعدّد في الإسلام أمراً يستحيل إقامة العدل فيه ولا سيما مع توفّر الحرص والحذر .
لقد جاء ذلك مصداقاً وتوافقاً لموقف محمد رسول الإسلام الرافض لزواج علي بن أبي طالب زوج ابنته فاطمة الزهراء من امرأة ثانية والجمع بينهن ، وقد كانت تلك الزوجة هي ابنة أبو جهل،  وقال بشأن ذلك : " إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها " .

- التمييز بين طاعة الزوجة والزوج لبعضهما البعض :
لقد حرص المشايخ المسلمون على تقديم النصح الواعظ والإرشاد القويم للزوجة لحثها - هي فقط - على طاعة زوجها من أجل إقامة حياة زوجية سعيدة قوامها المودة والرحمة والإستقرار ، وبذلك يكونوا قد حمّلوا مسئولية إنجاح تلك الزيجة وألقوها وأكحلوها على عاتق المرأة وحدها منفردة دون الزوج في تحمّل أية أعباء .
إلا أن هؤلاء المشايخ أنكروا على نبيّهم حرصه على أهل بيته ونشره لأواصر المحبة والحنوّ والعطف بين زوجاته، فقد كان يقول : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " . وقد كانت السيدة عائشة زوجته تقول عن خدمته في بيته : " كان في مهنة أهله " .
لم يكتفِ الرسول بذلك فقط ، بل كان يحث المسلمين على التزود بالعلم والفقه من السيدة عائشة ، وذلك لقوله : " خذوا نصف دينكم عن هذه الحُميراء " ، والحُميراء نسبة للسيدة عائشة لشدة بياضها المخلوط بالحُمرة .
هذا ولا سيما عن الأخذ بمشورتها في العديد من الأمور الدنيوية والدينية لما يشهد لها من وعي وإدراك يجعلها أهلاً لرجاحة الرأي وسدادة الفكر .
ويجدر القول أن رسول الإسلام قد حثّ المسلمون أيضأ أن يحذوا حذوه في معاملة زوجاتهم ، وقد كان ذلك من توجيه وصيّته في حجة الوداع أن يستوصوا بالنساء خيراً . وأيضاً كان قوله عند نزاع الموت أن يرفق المسلمون بالقوارير ( أي النساء نظراً لرقّة عاطفتهم وضعف وغلبة أفئدتهم ) ، وذلك حيث أنهن عوان لدى الرجال .
إن الطامة الكبرى لدى أي مجتمع  عندما يختلط فيه الجهل بالهوى، حينها يتم توظيف وتسخير فهمنا المغلوط بما يتحقق معه مكاسب نفعية و فوائد  شخصية ، وينتج عنها إهدار وضياع لإستحقاقات حقوق الآخرين ، الأمر الذي من شأنه لا يستقيم المجتمع فيه على أسس صحيحة قويمة أساسها العدل والمساواة والتعاون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة