الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 30.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 12 / 15
المجتمع المدني


مختلفات خاصة منها وعامة 30..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



مهنة التعليم، كان يمارسها كل من له قسط من المعرفة؛ كحفظة القرآن الذين كانوا يتكلفون بتعليم الصبيان وحفظ القرآن في الكتاتيب أي "الجامع". ثم أن كل من له شهادة تعليمية؛ ابتدائية ثانوية باكالوريا شهادة جامعية، خريج معهد ديني معين.. كان باستطاعته ممارسة مهنة التعليم. لم يكن هناك تكوين خاص، إلا بعد الاستقلال، وبشكل محدود جدا.

كان التعليم يمارسه المتمكنون من علوم الدين بالأساس. يعتمد على حفظ القرآن والحديث والمتون، عن طريق التلقين والحفظ عن ظهر قلب. هكذا تكون فقهاؤنا وعلماؤنا، وامتهنوا نفس المهنة فيما بعد. لم يكن هناك تكوين خاص معين، لتخصص من التخصصات. يقولون مثلا، فلان أخذ عن الشيخ الفلاني، بمعنى أنه نقل إليه كل ما يعرفه من معارف.

التعليم في العالم اليوم، عرف تطورا ملحوظا، في جميع مجالات الكون والحياة. والإنسان أصبح يتعلم من المهد إلى اللحد؛ فلا عمر للتعلم اليوم. والعقل الإنساني قابل لاستيعاب كل معارف عصره، إذا ما تهيأت له الأسباب والشروط والظروف لذلك. بل هناك تيكنولوجيا، تسهل الحصول على أصعب المعارف وأعقدها. فالمستحيل لم يعد موجودا.

ما دام الشافي والرحيم هو الله، لا نحتاج إلى رقاة محترفين، يحتالون على الناس المحتاجين، بنصبهم وجشعهم المفضوحين. فكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بهذا العمل المشين؟ وهم يستغلون جهل وضعف وحاجة أناس مغلوبين على أمرهم؟ فكيف يحق للراقي أن يجعل وساطته بين الله وعباده، مهنة من أجل الاغتناء والشافي هو الله لا غيره؟

ما يُساهم في تخَلف المجتمعَ، استعمال الرقية الشرعية، لتضبيع الناس وسلب أموالهم، وهم في حالة ضعف وقلة الحيلة. فممارسة الشعوذة والسحر والرقية، لا تخضع لتنظيم ومراقبة، إنها غير مهيكلة، لا مهنيا ولا دينا ولا قانونا. فمن يحمي الناس من هؤلاء؟ فأين دور الدولة والمجالس العلمية والقانون، للحد من هيمنتهم المتزايدة؟

لقد أصبح التعاطي للرقية الشرعية اليوم، مهنة لمن لا مهنة له، بل طريق للغنى الفاحش، من غير رقيب أو حسيب، على حساب الفقراء وضعاف النفوس. إن كل ما يساهم في تضبيع الناس، مسموح به ومرغوب فيه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالدين. مثال ذلك التعاطي الفج للرقية الشرعية، وانتشارها في كل مكن، بالمدن والقرى.

في هذه السنين الأخيرة، تم ترويج ملفت، للتعاطي للرقية الشرعية على "الويب" وغيره، أمام غياب ونقص في العلاج الحق، وتخلف وعي الناس. فأين دور المجالس العلمية، في مدننا وقرانا، من دور ودكاكين الشعوذة والسحر والرقية؟ إنها تستغل ضعف الناس وسذاجتهم، وتعمل خارج القانون والضوابط الدينية والأخلاقية.

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم، بالبحث العلمي والصناعة والتكنولوجيا، فإن العالم العربي الإسلامي، منشغل بخلق الخرافات وممارسة الشعوذة والسحر والرقية الشرعية وترويجها. إن تراجع وعي الناس في مجتمعنا، تعود إلى نسبة المتعاطين لهذه الممارسات. فأغلب الناس من العامة والخاصة، يلجئون إلى خدمات هؤلاء.

بعض الناس، المحسوبين على رجال الدين، يروجون لآيات قرآنية كريمة، بدعوى كونها صالحة لجلب الرزق والنجاح، تشجيعا على الكسل والاتكالية. فهؤلاء هم الذين يمارسون السحر والشعوذة والرقية الشرعية، مستغلين تخلف وعي الناس، ويحاربون كل تقدم علمي، يسعى إلى تحرير الناس من الجهل والتخلف.

ما يساهم في تخلف المجتمعات العربية الإسلامية، هو استعمال الشعوذة والسحر والرقية الشرعية، لسلب أموال الناس و"تضبيعهم"، وهم في حالة ضعف وقلة الحيلة. فأين دور المجالس العلمية؟ لقد أصبح التعاطي للرقية الشرعية اليوم، مهنة لمن لا مهنة له، بل طريق للغنى الفاحش، من غير رقيب أو حسيب، على حساب ضعاف النفوس.

التربية والتعليم ليس مجرد مهنة، كما يعتقد الكثيرون، بل هي أكثر من ذلك بكثير. فالمهنة هي آخر مراحل التربية والتعليم، المجسدة في تنفيذ المناهج والبرامج والمقررات على أرض الواقع، بعد تصورها وتدبرها بكيفية شمولية، تحت إمرة إرادة سياسية واضحة دقيقة، يراعى فيه مستقبل أبناء الوطن والأمة، والمساهمة في بناء وتقدم البلاد.

إن الدول التي تحترم نفسها، تعمل على بناء الإنسان فيها، أولا وقبل كل شيء. والبناء الحقيقي للإنسان، يخرج من رحم التربية والتعليم أساسا. فمقياس الدول أو الأمم الناجحة في العالم، هي تلك التي تعطي الأولوية للتربية والتعليم، ويكرم فيها رجل التعليم والطبيب والعالم، لأنهم أساس التكوين العقلي، والصحة البدنية والنفسية، وتقدم الأوطان والأمم.

كيف نخشى مِن ما يقوله جمهور الفقهاء وشيوخ الإسلام، ولا نخشى مِن ما يقوله الله في كتابه العزيز، الذي سيحاسبنا يوم القيامة؟ إننا نخشاهم، لأنهم يخدمون ذوي السلطة والمال، ويجعلون منا خدما وعبيدا لهم ولهؤلاء، مستغلين في ذلك، ما قاله الله وما قاله الرسول، حسب قراءاتهم. فالدين لله والحق للجميع بدون استثناء.

بعض المسلمين المتدينين، يحاسبون أنفسهم في كل شاذة وفادة، فيما يتعلق بالعبادات؛ كالصلاة والصوم والحج وغيرها. لكن لا يحاسبون أنفسهم في أمور المعاملة مع الناس، بل يتمادون ويتعمدون ذلك عنوة في غالب الأحيان. رغم أنه يعلم علم اليقين، أن الدين معاملة، وأن الله يحاسبنا على أفعالنا وأعمالنا الصالحة، لا على أقوالنا ونوايانا المبيتة.

لقد ثبت تاريخيا، بأن الفقهاء المسلمين، قتلوا واضطهدوا ثلة من الفلاسفة في العالم العربي الإسلامي، باعتبارهم كفار وخارجين عن الملة والدين. في حين لم يثبت عبر التاريخ، أن قتل أو اضطهد أحد الفلاسفة، رجلا من رجال الدين، كيف ما كانت عقيدته. فالفلسفة عاصرت كل ديانات العالم، ولم تعاديها أبدا، لكن رجال الدين، أصروا على معاداة الفلاسفة.

إن الله أرحم وأكرم وأعدل لعباده، من الفقهاء والحكام في الوطن العربي الإسلامي. لقد كادوا جميعا، أن يجسدوا الله في الأرض. لكن ليس برحمته الواسعة التي شملت كل شيء، بل بظلم هؤلاء وجبروتهم بلا حدود. إذ يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، بين الخالق والمخلوق، من دون رعاية حقوق الله وحدوده؛ في الحرية والإحسان، وفي العدل والرحمة.

التربية والتعليم ليس مجرد مهنة، كما يعتقد الكثيرون، بل هي أكثر من ذلك بكثير. فالمهنة هي آخر مراحل التربية والتعليم، المجسدة في تنفيذ المناهج والبرامج والمقررات على أرض الواقع، بعد تصورها وتدبرها بكيفية شمولية، تحت إمرة إرادة سياسية واضحة دقيقة، يراعى فيه مستقبل أبناء الوطن والأمة، والمساهمة في بناء وتقدم البلاد.

إن الدول التي تحترم نفسها، تعمل على بناء الإنسان فيها، أولا وقبل كل شيء. والبناء الحقيقي للإنسان، يخرج من رحم التربية والتعليم أساسا. فمقياس الدول أو الأمم الناجحة في العالم، هي تلك التي تعطي الأولوية للتربية والتعليم، ويكرم فيها رجل التعليم والطبيب والعالم، لأنهم أساس التكوين العقلي، والصحة البدنية والنفسية، وتقدم الأوطان والأمم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3