الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطفال الشارع .. اغتيال البراءة لمتاجرة غير شرعية !

مثنى إبراهيم الطالقاني

2023 / 12 / 16
المجتمع المدني


ظاهرة تسول الأطفال وتجارتهم من أكثر الظواهر الاجتماعية القاسية والمأساوية التي تواجهها المجتمعات في العصر الحديث، إن رؤية الأطفال الصغار يتسولون في الشوارع ويعانون من الفقر والإهمال والبؤس ليس فقط مأساوياً بالنسبة للأطفال أنفسهم، بل يشكل أيضاً انتهاكاً لحقوق الطفولة ومؤشراً على فشل الحكومة في توفير الحماية والرعاية للمجتمع وافراده .

رغم اعلان الحكومة العراقية المتمثلة برئيس الوزراء "محمد شياع السوداني" و وزير العمل في حكومته "أحمد الأسدي" عن تشكيل فرق متجولة للباحثيين الاجتماعيين في كل مناطق البلاد وتسجيل أكثر من 3 ملايين مستفييد من مُنح شبكات الرعاية الإجتماعية للعاطلين عن العمل والعاجزين صحياً وكبار السن، ولكن مازلنا نرى هذه المشاهد المؤلمة والمعقدة لإطفالاً يفترشون الارصفة والطرقات في ساعات الليل والنهار.

كثيرة هي العوامل والاسباب التي ادت الى تفاقم الفقر الذي يعاني منه بعض الأسر، ومن اسبابها التهميش الاجتماعي، والنزاعات المسلحة، والهجرة غير النظامية، والفوضى الاقتصادية، وغياب فرص التعليم المناسبة والرعاية الصحية الكافية.
بل تعمل بعض الجهات غير الضوئية والمنظمات الإجرامية على استغلال هؤلاء الأطفال وتجنيدهم في أنشطة مشبوهة مثل التسول والسرقة والاتجار بالمخدرات والدعارة.

هُناك جهات تتاجر بالأطفال وتستغلهم في أنشطتها الإجرامية من أكثر الكيانات الشريرة واللا إنسانية في المجتمع، وتنوعت اوجه الاستغلال من تجارة المخدرات بأستخدامهم الأطفال في توزيع المخدرات أو حملها، وتجار البشر الذين يستغلون الأطفال في العمل القسري والاتجار الجنسي، وعصابات تجارة الأعضاء التي تستهدف أجساد الأطفال البريئة لأغراض غير أخلاقية.

للتصدي لظاهرة تسول الأطفال وتجارتهم، يجب أن يكون هناك تداخل اجتماعي قوي وجهود متعددة من الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني. يجب أن تسعى الحكومة إلى وضع سياسات وبرامج فعالة تستهدف الطبقات من هم تحت مستوى الفقر، وتوفير الفرص التعليمية والصحية للأطفال، كما هي مهمة تعرز التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والتجارة غير الشرعية التي تطالب الامم المتحدة في وضع حلول للحد من هذه الظواهر.
كما أن للمنظمات غير الحكومية ان تلعب دوراً فعالاً في تقديم الدعم والمساعدة للأطفال المتسولين والمهمشين في ظل الدعم الذي يتلقوه في مراقبة هذه الحالات وكما يُمكنها أن تقدم الرعاية الصحية، والتعليم، والتأهيل المهني، والدعم النفسي للأطفال المتضررين.
في اطار الوعي العام حول هذه الظاهرة وتعليم الناس عن حقوق الطفولة وضرورة حمايتها، ينبغي على المجتمع المدني أن يلعب دوراً مهمًا في التصدي لهذه الظاهرة، من خلال التبليغ عن حالات التسول والاستغلال والتجارة غير القانونية التي يتعرض لها الأطفال، يجب تشجيع الناس على التعاطف والتعاون مع السلطات للكشف عن الجهات المتورطة وتقديمها للعدالة.

ختاماً لا ينبغي أن نتجاهل صرخة الأطفال الصغار الذين يعانون ويتسولون في الشوارع، بل يجب أن نتحد لمحاربة هذه الظاهرة القاسية ونضمن لهم مستقبلاً آمناً وكريماً كما يتطلب على المعنيين تقديم توصيات عملية لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى تسول الأطفال، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لحماية حقوق الأطفال وأيلاء هذا الأمر الاولوية القصوى في توفير بدائل تعليمية واجتماعية لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية