الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنعيد كتابة التاريخ العالم تغير

محمد حسين يونس

2023 / 12 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قرب نهاية القرن الماضي تحولت دراسات التاريخ لتصبح علما ..لا يعتمد علي الاقوال المتناقلة شفاهة .. بل له أدوات بحثة ..و أساليب للتحقق .. كشفت لنا أحداث تمت منذ مليارات السنين .. فالناس الأن تعلم كبف تكونت المجموعة الشمسية و الأرض و قمرها منذ 4.4 مليار سنة .. و كيف نشأت الحياة عليها من 3.7 مليار سنة .. و إندثار الأحياء منذ 66 مليون سنة الذى قضي علي الديانصير.. ثم تاريخ ظهور البشر قبل 100الف سنة ..و تطورهم و هجراتهم و إنتشارهم .. و حضارتهم .
العلماء يشكون في كل معطيات المؤرخين القدامي .. و يخضعونها للدراسة و البحث و التغيير و التحديث .. فيما عدانا ..فنحن لم نتحرك كثيرا عن ما كان متداولا في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر
ترتيبا علي هذا يصبح من الغباء أن نرى دراسة التاريخ علي أساس أنه حفظ موعد صعود الملوك و سقوطهم .. و متي كانت الحروب التي إنتصروا أو اخفقوا فيها .. و ماهية المباني التي شيدوها لحفظ الجثث او للعبادة .. سواء في زمن التفوق و التحضر .. أو النكوص و الإستسلام .
ما نفخر به اليوم في بلدنا علي أساس أنه تاريخنا ..هي منشئات تتراوح بين الهرم و معابد الاقصر و الكرنك و الدير البحرى .. لا نعرف كيف أقاموها من الاف السنين بأدوات بدائية ..و نعزو هذا لعبقريتهم
أو كنائس و مساجد شيدها الحكام لتخليد ذكراهم ..أو تلك الصروح التي ترتبط بأسماء ملوك و رؤساء مثل القناطر الخيرية وقناة السويس و خزان أسوان والسد العالي .
وفي كل هذا .. ننسي البشر الذين تم قهرهم .. و إستهلاك جهدهم فيما لا ينفعهم ..والذين ..سخروا لإقامة هذه المنشئات و إستغلوا لدفع ثمنها أو قتلوا و شوهوا أثناء الإنشاء أوالدفاع عنها .
نحن نقرأ التاريخ كما كتبه الحكام المنتصرون ..و نردد ما يريد الديكتاتور أن نتداولة عن سيرته الحسنة و عدله..وكيف نشرالرفاهية في عهده ...بل و نمحوأعمال من كانوا قبله .. فمن زمنه عادة ما يبدأ التاريخ .
تجاهل المعاناة التي كبدها للناس .. و الفقر ..و الإرهاب .. و القهر و السجون و المعتقلات ..و أساليب التعذيب..التي كانت تمثل أمرا دائما و مستمرا في يد الطغاة .. أمر مخجل ..خصوصا بعد الأيام التي دخلوا فيها و أذنابهم إلي منازلنا يبثون من خلال أجهزة التلفزيون و الراديو و الإنترنيت و الصحافة أنباء أغلبها مصنوع بواسطة معطيات أليات الجيل الرابع من الحروب فنصدقها.. وتقود القطيع حيث يريد الراعي ..
علينا أن نعيد قراءة التاريخ بطريقة ديورانت أى كما صنعه البشر ..و نرى كيف إكتشفوا وإبتكروا و إخترعوا و تكيفوا ..و إرتقوا ..وبنوا قيما و فنونا و فلسفات صامدة ..و مستمرة إرتقت بهم رغم كل المعوقات .

قبل وكالات الأنباء و الاقمار الصناعية..كان الناس يعرفون الأخبار بعد حدوثها بشهور منقولة بوجهة نظر متحيزة طبقا لرؤية الناقل ..
و مع ذلك .. تركوا خلفهم سجلات تحكي عنهم .. كيف يعيشون و ما ينتجون..منازلهم ..طعامهم ..ملابسهم و طقوسهم ..وشعائرهم ..لغتهم .. و أهم الأحداث في زمنهم .. و صراعهم مع السلطة.. و ألإنتفاضات.. و تنكيل السلطة بهم .. و أساليب قهرهم و تعذيبهم في الليمانات.. و تصرفاتهم مع الغزاة ..وأثناء المجاعات و الأوبئة و القحط أو الفيضان..
كل هذا تجده في مدونات ظلت تتناقل من جيل لاخر حاملة روائح الماضي كتبها المقريزى و إبن إياس و الجبرتي .. و من المحدثين أساتذة متل أحمد شفيق باشا وعبد الرحمن الرافعي و شفيق غبريال ...
و رغم كل التحفظات علي هذا النوع من كتابات التاريخ إلا أننا نتبين منه أننا لسنا الأمة الرائدة بين الناس .. و لم نكن من هؤلاء الذين أثروا في حضارة البشر
لقد أحتلتنا كل شعوب الزمن القديم .. كنا مستعمرة منذ 525 ق.م مع الغزو الفارسي و قمبيز..و كنا وأهلنا علي مر القرون عبيدا نكافح ..دون جدوى .. من أجل أن نصبح أحرارا...
نحن شعب غير شعوب الأرض .. وفي الغالب ناس غير الناس .. لدينا القدرة علي تحمل بغي الطغاه لألاف السنين دون ضجر أو إحتجاج أو ثورة.. بل نغني لهم و نرقص . رغم أنهم لا يتوقفون عن سرقتنا و نهبنا و إرهابنا و تعويقنا..و جعلنا متخلفين .
لالفين وسبعمائة سنة .. لم ينعم أجداد المصرى بالحرية ، فقد كان هناك دائما طاغية له الكلمة العليا فى تحديد مسارهم ومصيرهم .
لألفى سنة كان الطاغية من الجيران الرعاة ( الهكسوس 150، الليبيون 200 ، الأثيوبيون 80، الأشوريون 100، الفرس 150 ،والعرب و الأتراك 1276 ) وسبعمائة سنة كان أوروبيا ( الاغريق 293 ، روما وبيزنطة 309 ، فرنسا 3، بريطانيا 74 ) ..ولا اريد ان أقول أنه حتي عندما حكم لسبعين سنة مصريون.. لم تتحسن الأمور و لم يكن الحال أفضل .
شعب مصر لم يعرف الحرية أبدا منذ أجيال بعيدة ..وكان هناك دائما من يمسك له سوط السخرة ، يحركه به ليبني القصور و المعابد و الملاهي و الأسوار.. و يحفر القنوات. و يشق الطرق و يقيم الكبارى ..و يمد السكة الحديد و المترو و المونوريل.
أو يستولي علي أمواله وناتج جهده يصادره و يصدره لصالح القوى العظمى المسيطرة على مقدراته سواء كانت فارسية ، او يونانية ، أو رومانية ، أو عربية ، أو عثمانية أوبريطانية ، أو امريكية إسرائيلية خليجية أو صندوق النقد و البنك الدولي .

القوة العظمى المسيطرة هى التى كانت تحدد للمصرى ماذا ينتج ، واسلوب إنتاجه ،وماذا يستهلك و من أى سوق يستورد ، وأى لغة يتكلم وبأى دين يدين. ومن هو الوالي الذى يحكمه ، وكيف يحكم..و متي يزاح او يستبدل
و هكذا إعتاد المصرى أن يزاول حياته فى ظل جنود البغي ، وجور الحكام و فقد العدالة وتسلط رجال الأمن وجواسيسهم ، وتجبر رجال الجباية.. لدرجة أن عدد مرات الثورة في تاريخه .. يعد علي أصابع الكف الواحد بعد بيبي الثاني الأسرة الخامسة ..البكولية ضد الرومان .. البشموريين ضد المأمون ..القاهرة ضد نابليون .. 1919 ضد الإنجليز.
و هكذا بديلا للإحتجاج و الثورة كون المصرى لنفسه عبر العصور أساليب تمكنه من التوائم و المعايشة مع الاحتلال العسكرى والنهب الاقتصادى ..و عنف الطغاة..كونت الإطار العام لسلوكيات المصرى فإنزوت الحرية وفقد الشعب الانتماء ، ولم يعد يحب بلده ، إلا فى الأغاني و الأناشيد أو مجبرا عندما يرى السيف بيد الجلاد مرفوعا خارج الغمد..
المصرى اليوم ( في العقد الثالث من القرن الحادى و العشرين ) تخلف عن الركب العالمى بعشرات إن لم يكن مئات السنين ، فالعالم يجرى ويلهث ونحن نحتاس ببلوانا نرقب ونجادل ونصارع ، حول أمور أصبحت بديهيات
نريد أن نكتب التاريخ الحقيقي لبلدنا لنتعلم الا نكرر النكوص ..وكيف نخرج من مخاضة التخلف .. يجب أن نعرف كيف كان الناس يعيشون في القرنين الأقرب التاسع عشر و العشرين.. و كيف خضعوا للديانة والمرابين و لماذا ثاروا ..ثم كيف إنهارت الليبرالية الوليدة في بداية القرن الماضي ..لصالح راسمالية الدولة الناصرية .. وكيف كون مليارديرات بلدنا ثرواتهم.. و تحكموا في السوق و فينا .
الدكتور خالد فهمي مؤرخا معاصرا له محاولات .. ولكنه مثل الدكتور جمال حمدان .. غير مهتم بأن يشرح لنا كيف تزاوجت السلطة مع المال ..أو الرد علي تساؤلات الأخ محمد أمين عن كيف كون شخص مثل فرج أباظة أو غيرة ثروته المليارية . و كيف تشرذم المجتمع فى مصر ليصبح اكثر من مجتمع .
نريد أن نعرف سبب الفارق الواسع بين العشوائيات المتناثرة في كل مكان ، والتجمعات ( الذكية ) التى تلجأ الى الصحراء تحميها من الخارج أسوار وأجهزة امن خاصة وتصاريح انتقال وكلاب مدربة ، هربا من انتفاضة تحركها المعدة الخاوية.
و هكذا.. علينا أن نتعلم عن أنفسنا الكثير ..نحن نتصور أن الديموقراطية ..و حقوق الإنسان .. و التنمية المستدامة و العلمانية في فصل الدين عن الدولة .. حلول سحرية إتخذت خارج بلدنا فأدت للحركة علي درب التقدم و أنها تصلح لنا
و لكن ما حدث أمامي أمس أثناء العرس الإنتخابي يحعلني أشك لقد شوش مفاهيم الخلاص .. لقد إبتعدنا كثيرا عن نقطة البداية .. لقد أصبحنا شعبا غير شعوب الأرض و ناسا غير الناس .. لا تجدى معنا .. حلول الناس .. نعاني مهما عانينا صامتين ..و لكن امام هدايا الإنتخابات نرقص و نزأطط و ننسي الكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمام هدايا الإنتخابات
عدلي جندي ( 2023 / 12 / 17 - 18:51 )
نرقص ونزأطط
هدايا عينية بحكم الحاجة رغم المثل القائل تموت الحرة ولا .....بسيدي.. نخليه بحريتها
ليس فقط
وهدايا الجنات من الحور وغير من هدايا رحل الدين
إضافة أخرى منقولة
أغلبها مصنوع بواسطة معطيات أليات الجيل الرابع من الحروب فنصدقها.. وتقود القطيع حيث يريد الراعي
صراحة حضرتك شخصية فريدة لا تزال تحمل هموم جماعات لم يعد لديها أدنى إلمام بمربعات تختة الحرية والكرامة
آمون ومجمع الآلهة ترعاك وتسدد خطاك تعوضك كل جميل ومنير ومثمر ف كل أوقاتك
وافر المحبة والإحترام


2 - الاستاذ محمد حسين يونس 1
nasha ( 2023 / 12 / 17 - 23:59 )
أقتباس:
لألفى سنة كان الطاغية من الجيران الرعاة ( الهكسوس 150، الليبيون 200 ، الأثيوبيون 80، الأشوريون 100، الفرس 150 ،والعرب و الأتراك 1276 ) وسبعمائة سنة كان أوروبيا ( الاغريق 293 ، روما وبيزنطة 309 ، فرنسا 3، بريطانيا 74 ) ..ولا اريد ان أقول أنه حتي عندما حكم لسبعين سنة مصريون.. لم تتحسن الأمور و لم يكن الحال أفضل .

وفي اخر جزء من المقال كتبت: كيف إنهارت الليبرالية الوليدة في بداية القرن الماضي ..لصالح راسمالية الدولة الناصرية .. وكيف كون مليارديرات بلدنا ثرواتهم.. و تحكموا في السوق و فينا .


الأستاذ العزيز: فترة الليبرالية الوليدة في بداية القرن الماضي كانت مصر ايضاً تحت الحكم الاجنبي البريطاني ، الليبرالية البريطانية الارستقراطية كانت ايضا امبريالية (امبراطورية).!!
التكملة في التعليق التالي
نسخة على الفيس بوك


3 - الاستاذ محمد حسين يونس 2
nasha ( 2023 / 12 / 18 - 00:02 )
اذن:
ما الفارق بين( الليبرالية الوليدة) وباقي النظم الامبراطورية التوسعية التي حكمت مصر ؟. ولا تنسى ايضا تأريخ مصر (الفرعونية الامبراطورية) لم تكن حالة الشعب المصري احسن تحت سلطة سلالات الفراعنة.

اما الليبرالية الوطنية الحديثة فهي فكرة اميريكية =اسلوب حكم مقلوب ومعاكس لاسلوب الحكم الامبراطوري (الامبريالي الارسطقراطي البريطاني).
الليبرالية الديموقراطية الوطنية= جعل الشعب و(ثقافته) فوق السياسيين المتحكمين بادوات السلطة وليس العكس.
وعليه المشكلة ثقافية بأمتياز.
المشكلة في مصر مشكلة ثقافية ، الثقافة المصرية لا تُميّز بين التحرر من السلطة الحاكمة وبين العبودية لها .
نظام الحكم العسكري المصري الحالي لا بديل له الاّ الامبريالية الاخوانية الاسلامية.
لا يوجد حل آخر! لان الثقافة الاسلامية المصرية ثقافة امبريالية توسعية.
اي حل آخر سيؤدي الى كارثة انسانية في مصر
شكرا


4 - ملاين
ابراهيم المصري ( 2023 / 12 / 18 - 03:34 )
نزل الانتخابات ملاين يعطون اصواتهم لمن أرتضوه ملاين وحضرتك بكل بساطه تستخف بمايذيد عن 30مليون؟ الا تمارس ديكتاتوريه برفضك لملاين؟ انت مجرد واحد من ملاين


5 - الوجود ؟ ؟
على سالم ( 2023 / 12 / 18 - 03:52 )
فى الواقع هذا الوجود غامض ومحير وعجيب , نوعيه البشر المفكر والمستنير لايزالوا يعيشوا ويحاولوا معرفه السر الكبير وهو لماذا نحن هنا وماهو الهدف من وجودنا , بالطبع ديناميكيه الامور تتطلب منا جميعا امر هام ومحورى الا وهو معرفه متى كانت البدايه وكيف سوف تكون النهايه وماذا سوف يحدث بينهم واين الصح وماهو الخطأ , اسئله كثيره محيره واكيد الاجابات غير متوافره بسبب غموض الاشياء وبدائيه العلوم وعجز العقول , عموما انا اشك كثيرا فى كل النظريات العلميه والرياضيه التى قام بها العلماء القدامى واتمنى ان تنقشع الحقيقه يوما ما ونعرف سر هذا الوجود الازلى المحير


6 - nashaالسيد
محمد حسين يونس ( 2023 / 12 / 18 - 03:58 )
بعد ثورة 1919 منحت بريطانيا مصر عام 1922 حكما ذاتيا .. نضجت فيه الليبرالية و سادت نهضة إقتصادية و سياسية و ثقافية أخرجت طلعت حرب و سلامة موسي .. و طه حسين ..و محمود مختار .. و عبد الوهاب و أم كلثوم و خالد محمد خالد .. و تداول السلطة السلمي .. و بناء خزان أسوان .. و الجامعة المصرية و مدرسة الفنون و مسرح زكي طليمات ..و عدالة النحاس باشا ..و إستمرت حتي بعد إنقلاب العسكر لفترة .. ثم قضي عليها الإتحاد الإشتراكي ..و تحالف قوى الشعب العامل .


7 - الاستاذ محمد حسين يونس
nasha ( 2023 / 12 / 18 - 08:53 )
نعم كل ما ذكرته في تعليقك في ت 6 صحيح، ولا زلنا حتى نحن (الغير مصريين) نتمتع بما قدمته مصر في ذالك الزمان ونتمنى ان يرجع من جديد.

بريطانيا بالرغم من انها كانت امبريالية ارستقراطية ، كانت في نفس الوقت ليبرالية حقيقية . الاوروبيين بصورة عامة والبريطانيين خصوصاً هم من حرر مصر والشرق الاوسط وشمال افريقيا من الامبريالية العثمانية التي كانت تمتص خيراتهم وتستعبدهم لمصلحة التاج الملكي والارستقراطية التركية العثمانية دون مقابل يذكر.

مصر بعد ثورة اكتوبر 52 بدأت تفقد الفكر الثقافي الليبرالي الذي فرضته بريطانيا عليها في التعليم والاعلام والصحافة والفنون والادارة بصورة عامة، وبدأ العد العكسي للتراجع عن الثقافة الليبرالية وابدالها بالتشجيع للرجوع الى الثقافة الاسلامية العثمانية الممزوجة بالفكر الشيوعي الاشتراكي الشمولي.
ولاكون اكثر انصافاً ، حركة الاخوان المسلمين بدأت في عام 28 ولم يبدأ نشاط الجماعة السياسى إلا في عام 1938م. قبل ثورة 52 اي قبل الزعيم ناصر( وربما كان هو بذاته احد اعضائها).
مرة اخرى ايها الاستاذ العزيز الثقافة هي الاساس، لن تقوم قائمة لمصر الا بغسل دماغ شعبي عام.
شكرا على التواصل

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب