الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة101

عبدالرحيم قروي

2023 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة الثامنة عشر
[ 12 ]
لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء

رقمنا فيما سبق مناوأة بنى إسرائيل لـ" الزاهد؟؟" منذ اللحظة الأولى التى وطئت الشريفتان قرية الأثاربة ذات الحرتين وما انفكت سوءاتهم الفعلية وبذاءاتهم الكلامية وسفالاتهم اللسانية تترى فى الخفاء والظهور وفى السر وفى النور والظلماء ـ رغم محاوىته العديدة التى قدمها فى سبيل الموادة أو حتى الحياد الإيجابى حتى انتهى به الأمر إلى إجلاء بعضهم وقتل البعض الآخر, ويقدر بعض الإخباريين أن عدد من تمت تصفيتهم جسديًا من بنى قريظة ما بين الستمائة والنسعمائة من الرجال والصبيان الذين نبت شعر عانتهم.
والجالية اليهودية فى أثرب فى ذياك العهد قدرها أحد الباحثين بأكثر من أربعين ألف نسمة " ... ولذلك فإن اليهود بأسرهم المبنية على زواج الأقارب التى تتكون كل منها من ستة إلى سبعة أعضاء ملاعين كانوا يشكلون عددًا من السكان يتراوح بين 36000 و 42000 نسمة" [ محمد واليهود ـ نظرة جديدة : تأليف د. بركات أحمد ـ ترجمة: محمود على مراد ـ ص 88 الطبعة الأولى 1998 ـ " الأعمال الدينية ـ مكتبة الأسرة ـ مهرجان القراءة للجميع ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ].
وهو عدد ليس مهزولاً بالإضافة إلى أن ذراعهم الاقتصادية بلغت منتهى المُكنة, وينبئنا الإخباريون أنهم تملكوا وقت ذاك أربعمائة دكان صياغة " ذهب وفضة" وهيمنوا على أسواق باكملها وبعضها حمل أساميهم مثل " سوق بنى قينقاع".
وكذا لهم باع طويل فى تجارة السلاح, ولا يُفهم منه أنهم اُلافة أو ممتشقوه, فقد أثبتت السيرة المحمدية الطيبة أنهم جبناء رعاديد خلا الشجاعة والجرأة القولية والإقدام الشفاهى, أما عند اللقاء فهم أشد اضطرابًا وأبلغ ارتعاشًا وأفحش ارتعادًا من النعام.
يقول الباحث د. بركات أحمد:" إن من الغريب أن اليهود يظهرون فى سيرة الرسول كتجار للسلاح والدروع بنفس الصورة التى كانوا يظهرون بها فى انجلترا فى العصور الوسطى التى يصورها الروائى الاسكتلندى والتر سكوت والظاهر أنهم لم يكونوا يستعملون هذا السلاح بصفة فعلية". [ محمد واليهود : ص 110 مرجع سايق ].
القبائل اليهودية الثلاث: قريظة والنضير وقينقاع ربطتهم وشائج متينة بعدد من بطون وأفخاذ بنى قَيْلة, منها ما هو عقد أو حلف أو ولاء بل وأنساب وقرابة, وللأسف فإن كتاب السيرة المحمدية المجيدة يعتمون على الرجا ولا يذكرونه, إذ فى نظرهم يشين الأنصار وهذا وهم, ذلك أن الأوضاع بمختلف أضلاعها هى التى حتّمت انتصاب تلك العلائق ولم يخترها اليثاربة العَرَبة بمحض إرادتهم.
المهم أن تلك الروابط وردت آيات من البيان المحكم إما بمناسباتها وغما تعليقًا عليها:
{ أخرج بن جرير من طريق سفيان الثورى عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جرير عن ابن عباس قال:
كان أناس من الأنصار لهم أنساب وقرابة من قريظة والنضير, وكانوا يتصدقوا عليهم ويريدونهم أن يسلموا فنزلت :" ليس عليك هداهم"} [ المقبول للأزهرى ص 184 ـ مرجع سابق].
ولعل هذا الخبر يشكل محطة عبور من الشك إلى اليقين وجسر انتقال من الريب إلى التحقيق وقناة توصيل من التردد إلى الثبات بصدد الواقعة التاريخية وهى لبْك بنى قيلة بأولاد الأفاعى.
{ أخرج الواحدى عن جزيبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:
نزلت فى عُبادة بن الصامت الأنصارى, وكان بَدريًا نقيبًا, وكان له حلفاء من اليهود, فلما خرج النبى ـ ص ـ يوم الأحزاب, قال عبادة: يا نبى الله, إن معى خمسمائة رجل من اليهود وقد رأيت أن يخرجوا معى فأستظهر بهم على العدو. فأنزل الله تعالى:" لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء" } [ الدخيل للأزهرى ـ ص 67 ـ مرجع سابق ].
فهذا العُبادة الذى يحلّى صدره لقبان منفيان, نقيب " ممن حضر أو شهد العقبة", وبدرى " أى قاتل فى غزوة بدر الكبرى" لا يتحرج من إخطار " الناطق بالحق" بقيام حلف بينه وبين أولاد يعقوب بل وإنه على استعداد أن يُجيّش منهم خمسمائة يقاتلةن تحت لوائه ـ فى حين نرى الكتبة المحدثين يغمضون أعينهم ويولون ظهورهم وينأون بجوانبهم عن هذه الحقيقة التاريخية الموثقة التى تمتلئ بها دواوين السيرة الطبية ومؤلفات التاريخ وكتب علم القرآن بشتى ضروبها.
لقد ارتفعت الوشيجة المتين بين الطرقين إلى قُلة قامتها:
{ أخرج أبو داود وابن حبان وابن جرير عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مِقْلاتًا ـ أى لا يعيش لها ولد ـ فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده, فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار, فقالوا لا ندع أبناءن, فأنزل الله عز وجل: " لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى" } [ المقبول للأزهرى ص 140 ].
إن أبجديات سنن الاجتماع البشرى تبصّرنا أن فصم التواصل بين الأثاربة الإسرائيليين واليثاربة الأعاريب من المستحيل أن يقع فجأة ومن المتعذر أن يتم فورًا ومن الصعب أن يحدث بغتة, وهى ظاهرة خطيرة من الحتم اللازم أن تقلق " المُلبّى" وتثير فى نفسه نوازع الإضطرب وفى وجدانه بواعث الملل, لأن استمرار هذه العلاقات الحميمة والروابط العميقة والصلات المتينة يرسّخ خطرًا داهمًا على المنازيح, باعتبار أن اليهود وبنى قيلة من أقرب الاحتمالات يشيآن على أرض الواقع قطْبى الرحا التى هى فى أى وقت على استعداد لطحنهم ... هذا من شق ومن آخر لعله مترتب عليه أو مرتبط به ارتباط النتيجة بالسبب ـ يقف حجرة عثرة أو عقبة كأداء أو حاجزًا عضالاً أو شوكة صلبة حادة فى حلق الدولة القرشية التى عقد " البدر البديع" عزمه على تأسيسها فى قريو الحرتين ليثبت للقاصى والدانى أنه " ابن عبد المطلب" ونذكّر القارئ بالعرض الساذج الذى قدمه عُبادة بن الصامت له, بأن فى مقدوره تجنيد خمسمائة يهودى للقتال معه وبقدر ما أثبت هذا اليثربى طيبة قلبه شأن بنى قيلة على بكرة أبيهم أو أمهم وهذا هو السر فى أن بنى سخينة " قريش" فى سقيفة بنى ساعدة التهموا الكعكة وحدهم ولم يتركوا لهم فتاتة. مع أن البلد بلدهم والديار ديارهم ولا تعليل لهذا اللغز التاريخى إلا بالعبط وخموم القلب لديهم, ثم نعود فنرقم أنه بقدر ما أثبت ذلك ابن الصامت سلامة الطوبة بقدر ما أثبت " المدثر" بعد نظر وحنكة وحصافة ولا نديد لها فى رفضه للعرض, لأنه من المؤكد ـ لا من المحتمل فحسب أن يغدو الخمسمائة يهودى وحلفاؤهم من رهط ذلك العُبادة نواة فيلق معارضة مسلحة وهذه داهية دهياء وباقعة صماء وفاقرة قاصمة للظهر لا يعلم إلا الله تعالى وحده مدى خطورتها على المنازيح ودولتهم الوليد.
وكما تعودنا أنه فى اللحظات الحرجة والوقات العصيبة العسرة وساعات المزنق لا يتخلى الذكر الحكيم بل يظاهره بقوة ويناصره بإحكام ويعاضده بأزر فى سرعان ما تسطع كالنجم فى وسط السماء فى الليل البالغ الحلكة آيات كريمات منه تتوعد ينى قيلة بالجزاء الرادع إذا استمروا فى ولاء بنى يعقوب وجعلته نقيضًا للإيمان ومباينًا للإسلام ومفارقًا للانقياد ومضادًا للإذعان ومخالفًا لليقين.
{ اخرج ابن جرير من طريق ابن إسحق عن محمد بن أبى محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال:
كان الحجاج بن عمرو حبيب كعب بن الأشرف, وابن أبى الحقيق وقيس بن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم. فقال رفاعة بن أبى عمر وعبدالله بن جبير, وسعد بن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء النفر من اليهود واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم, فأبوا , فأنزل الله فيهم: " لا يتخذ المؤمنون الكافرون أولياء" إلى قوله " والله على كل شئ قدير" } [ المقبول للأزهرى: ص 153, 154 ـ مرجع سابق, ووصفه المصنف بأنه حديث حسن وأضاف أن الطبرى أخرجه فى تفسيره وابن حاتم فى تفسيره ونعته محقق هذا التفسير بالحسن وأورده السيوطى فى الدر المنثور وهكذا غدا عريًا عن المطاعن, وبعيدًا عن المعايب نائيًا عن القوادح أ . هـ ].
ونسب د. عبدالله شحاته الحديث إلى ابن عباس وذهب إلى ( أن الموالاة تطلق لغة على الحب والصداقة والمباطنة بالأسرار وتطلق على النصرة وكلا المعنيين تصح إرادته ولهذا لايحل للمؤمنين أن يوالوا الكافرين بأى معنى من معانى الموالاة ومن يفعل ذلك فليس من دين الله فى شئ وقد ذكر صريحًا فى قوله تعال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [ المائدة 51]. والذى لا مشاحة فيه أن اليثاربة العرب بعد أن تلا عليهم " السابق بالخيرات " هذه الآيات الحاسمة التى قرعت أسماعهم وصكت آذانهم وجاءت بعقاب أليم وهو التسوية بين اليثربى العربى واليثربى اليهودى إذا ما والاه وناصره وظاهره ... نقول إن بنى قيلة قد انزجروا وكفوا عن ذلك كله, ولا أدل عليه من أن اليهود عندما اصطدموا بـ " صاحب البيان" وبلغت المواجهة ذروتها وحكم على بعضهم بالتغريب وعلى الآخر بقطع الرقاب وعلى الثالث بقبول الإسلام دينًا لم يجرؤ واحد من العرب الأثربيين أن يؤيدهم أو يقف فى صفهم, حقيقة أن نفرًا منهم تشفع لهم عنده إنما مناصرة أو معاضدة فلا. [ تفسير القرآن لعبدا شحاته ـ عند تفسيره لسورة آل عمران ـ الجزء الثالث ص 55 ـ مرجع سابق سبق أن ذكرناه ].
وبذلك أثمرت الآيات التى حملها القرآن العظيم مفعولها الوثيق وأثبت أنه دائمًا مع " الأعز الأعظم" لايغيب عنه طرفة عين ومن ثم انفرجت عن نفسه الأبية كربة عظيمة وانزاح عن صدره الشريف هم رَجَاح وغادر قلبه الكريم غم ثقيل من الجائز أن يعيق المسيرة ويخربق الخطة ويفسد الرسم الذى ما انفك يُحكم تصويره لتنهض الدولة القرشية وتقف على قدميها.
[ 13 ]
تزوجها وهو مُحْرِم
قبيلة بنى النضير إحدى القبائل اليهودية الثلاث فى أثرب وهى تسامى بنى قريظة فى القوة والمنعة ولم تتوقف عن مناوأة " صاحب التاج" والكيد له بسائر أنواع الكيد. منهم كعب بن الأشرف أبوه من طيئ ثم أحد بنى النبهان وأمه منهم .. وطبقًا للشريعة الموسوية فهو يعتبر يهوديًا و" انتخب كبيرًا لليهود بدلاً من مالك بن الصيف" [ السيرة الحلبية: لبرهان الدين الحلبى ـ الجزء الثانى ص116 ـ نقلاً عن كتاب " محمد واليهود " لبركات أحمد ص 114, 115 ].
وهُزم صناديد بكة فى غزوة بدر الكبرى ( فلما تيقن عدو الله الخبر, خرج حتى قدم مكة فنزل على عبد المطلب أبى وداعة ضبيرة السهمى وعنده عاتكة بنت أسيد بن أبى العيص بن امية بن عبد شمس فأنزلته وأكرمته وجعل يحرّض على رسول الله ـ ص ـ وينشد الأشعار ويبكى على أصحاب القليب الذين أصيبوا ببدر من قريش ) [ تاريخ الطبرى ـ تاريخ الرسل والملوك: الجزء الثانى ـ ص 488 ـ مصدر سابق ].
ومن نافلة القول أن ننسخ أن الشعر فى ذياك الوقت هو أخطر وسائل الإعلام يحفظونه ويتنافلونه ويؤثر تأثيرًا بالغًا.
ولم يكتف النضيرى ابن الأشرف با اتخذ يشبب ينسون المسلمين فى أبيات فاضحة وممن مدّ لسانه القذر إليهن أم الفضل بنت الحارث قال فى حقها قصيدة منها:
يرتج ما بين كعبيها ومرفقيها وإذا تأتت قيامًا ثم لم تقم
[ المصدر السابق نفس الصفحة ـ وكذلك ( محمد واليهود) مرجع سابق ص106 ].
وقد علق المؤلف على هذا البيت بالآتى ( ويثضح المجون فى هذا البيت حتى يدرك المرء أنه يشير إلى حركة ردفى أم الفضل حين تنخنى )
[ المصدر السابق ص 112 ].
وأم الفضل هذه هى زوجة العباس بن عبد المطلب عم " البرهان " وشقيقة ميمونة بنت الحارث إحدى زوجاتته [ المحبّر: لأبى حعفر محمد بن حبيب الهاشمى ـ ص 112 ـ مصدر سابق ]. التى طلبت الاقتران به وعمرها آنذاك ستة وعشرون عامصا أبلغت رغبتها إلى أختها ثم نقلها عمه إليه فقبل وأصدقها أربعمائة درهم فأشرقت بشأنها الآية : { .... وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } [ سورة الأحزاب 50]
حدث ذلك فى عمرة القضاء بمكة ولكن القرشيين رفضوا أن يتم النكاح فى بلدهم لأن الثلاثة أيام التى تنص عليها عهد الحديبية انقضت فقال لهم:" ما عليكم لو تركنمونى فَأعرس بين أظهركم وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه" , " بيد أنهم لجُّوا فى عنادهم وإبائهم فرحل عنهم وبنى بها ( دخل بها ) فى سَرَف قرب التنعيم ـ بعد قرية القداسة بمسافة قصيرة ثم انصرف راجعًا إلى أثرب " [ باختصار من كتاب : نساء النبى لبنت الشاطئ ـ ص 204 ـ 206 وكذلك كتاب " المط الثمين فى مناقب أمهات المؤمنين" لمحب الدين الطبرى ـ الباب التاسع ـ ص 192ـ وما بعدها ـ مصدر سابق ].
وقد أورد المحب الطبرى:" عن ابن عباس أن النبى ـ ص ـ تزوجها وهو مُحْرِم " وقد أخرجه مسلم فى صحيحه فى كتاب النكاح والبخارى فى صحيحه فى باب النكاح. [ المط الثمين ـ ص194 ].
وذكر السيوطى فى " باب اختصاصه بجواز النكاح وهو مُحْرِم": ( أخرج الشيخان " أى البخارى ومسلم" عن ابن عباس أن النبى ـ ص ـ نكح ميمونة وهو مُحْرِم ) وذلك فى سنة سبع. [ الخصائص الكبرى: للسيوطى ـ المجلد الثانى ـ ص 542 تحقيق أ.د. حمزة النشرتى وآخرين ـ الطبعة الأولى 1996ـ والمحقق الأول هو الناشر ].
ولا مانع من نكاحه ـ ص ـ وهو مُحْرِم, فإن من خصائصه ـ ص ت حَلّ عقد النكاح فى الإحرام. [ إنسان العيون فى سيرة الأمين المأمون: الشهير بالسيرة الحلبية ـ الجزء الثانى ـ ص 782ـ الطبعة الأولى ـ 1384هـ/ 1984م ـ شركة مكتبة مصطفى البابى الحلبى وأولاده ـ بمصر ].
من لى من ابن الأشرف
ثم نؤوب إلى سياقة التنقير:
خطيئتان مُهلكتان تردى فيهما كعب عليه اللعنة:
أولاهما: سياسة عسكرية وهى تحريشه على قتال " البز الأبلج" وتحريضهم على الهجوم عليه وتهييجهم على حربه.
وآخرهما: شخصية ذاتية تمس وترًا حساسًا لدى اى عربى بل عند كل رجل يغير على عرضه وهى التشبيب بنساء تبعة عامة وبزوجة عمه. [ فى ذياك الوقت لم ينكح ميمونة بعد ا.هـ].
تشبيبًا خليعًا و وتغزل فيهن غزلاً فاضحًا ووصفهن وصفًا داعرًا ونعتهن نعتًا فاجرًا فأصبح السكوت عن هذا النضيرى الخبيث العربيد أمرًا محلاً ةقد بلغ الضيق بـ " الفارق بين الحق والباطل مداه" فقال لتبعه: " من لى من ابن الأشرف". [ تاريخ الطبرى: ص 488ـ سابق, ومن مطالعة سيرته التى هى المثل الأعلى لكل مسلم يثبت أنه إذا قال عبارة: " من لى من فلان أو بفلان" فاعتبره منذ تلك اللحظة فى عداد الأموات ا.هـ.].
فشمرت عن ساعديها المفتولتين إحدى فرق المهمات الخاصة ( الاغتيالات ) وهم غالبًا من الشببة أميرها محمد بن مسلمة الأشهلى. [ الفرقة بأسرها من بنى الأشهل أى جميعهم من اليثاربة ليس من بينهم نازح فرد أ.هـ.].
واغتالته فى عقر داره فاستراح "أول المسلمين" من آثامه الفواحش.
فلما عادوا وجدوا رسول الله ـ ص ـ واقفًا على باب المسجد فقال " أفلحت الوجوه" فقالوا : ووجهك يا رسول الله ورموا برأسه بين يديه فحمد الله على قتله". [ المغازى للواقدى ـ الجزء الأول ـ ص 190 ـ مصدر سابق ].
تلك الخبطة الصمّاء أرعبت اليهود وأخبرتنا كتب السيرة المحمدية ذات الرتبة المنيفة أنهم ما إن تيقنوا منها حتى سيطر الفزع وهيمن عليهم الخوف وركبهم الهلع وهمهم الذعر ( فأصبحنا وقد خافت يهود بوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودى إلا وهو يخاف على نفسه ) [ تاريخ الطبرى ص 419 مصدر سابق].
وذكر الواقدى فى مفازيه " فخافت اليهود فلم يطلع عظيم من عظمائهم ولم ينطقوا وخافوا أن يُبيتوا كما بُيّت ابن الأشرف" [ المغازى للواقدى ـ الجزء الأول ـ ص 191 ].
وأثلج هذا الفلج صدر " الأخشى لله" فأعطى تبعه الضوء الأخضر للتخلص من رجال اليهود. [ بداهة دون النساء والفتيان والأولاد الصغار والأطفال. ا. هـ.]. واستئصال شأفتهم وإفنائهم على بكرة أبيهم يعقوب.
( .. فقال رسول الله ـ ص ـ من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ) [ المغازى للواقدى ـ الجزء الأول ـ ص 191 ].
ولم يقصر الصحب فى تنفيذ الأمر الحاسم الباتر كما السيف الحديد السنين وقد حمل إلينا الطبرى فى تارخه مثالاً وهو أن أحد الصحابة اليثاربة وهو محيصة بن مسعود إثر سماعه الإذن الصريح وثب على تاجر يهودى اسمه " بن سنينة" ربطته بأخيه الأكبر علاقة تجارية وثيقة فقتله فاستفظع أخوه غير المسلم فعلته النكراء, بيد أنه سرعان ما أعلن إسلامه على الفور لا التراخى تحاشيًا أن يلقى مصير شريكه الإسرائيلى. [ إقرأ تفاصيل هذه الأقصوصة فى " ناريخ الطبرى" الجزء الثانى ص 491 أ.هـ. وكذلك المغازى للواقدى ص191, 192 ].
وخلاصة الأمر أن اليهود ( حذرت وخافت وذلّت من يوم قتل ابن الأشرف ) [ المغازى للواقدى ص 192 ].

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب