الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألغائية في الفلسفة الكونية :

عزيز الخزرجي

2023 / 12 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا و لن نجد التكامل و الأنسجام و الحقيقة المطلقة إلا في الفلسفة الكونيّة العزيزية – يقول المُفكّر سيّد حسين نصر : [أصبحتْ الفلسفة خلال القرون القليلة الأخيرة شبه عاجزة عن تقديم أيّ مساعدة للغرب لحلّ المشكلات المختلفة]،
بل في الواقع باتت الفلسفة عاجزة حتى للبشر جميعاً الذين أصبحوا بحاجة ماسّة إلى الإرشاد الرّوحي]..

و هذا الوصف يتوافق إلى حد كبير مع الفلسفة الكونيّة العزيزية و مع الإسلام عموماً.

وهو كذلك يتوافق هذا مع ما قاله المفكر الفرنسي الذي أسلم فيما بعد (روني كيون) و إسمه الجديد بات (عبد الواحد يحيى) أيضاً،

و يتوافق أيضاً مع رأي الفيلسوف الفرنسي المسلم الشهيد روجيه جارودي .. و كذا مع الفيلسوف (هنري كاربون) و جميع أفكارهم باتت تنسجم مع رؤية الأسلام ..

هذه الحقيقة ظهرت .. لأنّ أفكار (كانـت؛ و لوك؛ و باكون؛ و ديكارت؛ و ساندرز ؛ وجيمس؛ و ديوي؛ وإستيوارت؛ و فوكوياما, قد استهلكت في القرون الأخيرة، و لم تبق ناجعة لعلاج مشاكل الغرب الأجتماعية و الأقتصادية و الروحية، و لم تعط أفكار فوكوياما و هنتنتغتون، و أمثالهما أيّ حلول في هذا الاتجاه، بقدر ما رسّخت لفكر الصراع و التنافس الذي عمّق اللا إستقرار و الأزدواجية و الفوضى في تفكير الأنسان و المجتمع .

بينما نرى فلسفتنا الكونية التي هي ختام الفلسفة أو الأسلام؛ هو الوحيد الذي ركّز بعمق للعناية بالجانب الرّوحي في الإنسان و إعتبره الأصل المحرك للجسد , بمعنى العناية و التركيز على إصالة الفرد مع إصالة المجتمع ؟

لذلك وازن الإسلام بين الروح و الدنيا، وساوى بين الروح (الغيب) و المادة (الجسد)، باعتبار الدّنيا دار ممرّ و زوال، و الآخرة دار مقر و بقاء،

و أن الدُّنيا إنما هي دار ابتلاء و فتن لا راحة فيها، و أن عمارة الآخرة في حسن عمارة الدّنيا على هدي النبي (ص) و الفلسفة الكونيّة العزيزية الهادفة لتحقيق السعادة والعاقبة الحسنى للفرد و المجتمع على حدّ سواء.

والنصوص النقلية كثيرة جداً في بيان هذه المفاهيم , خلاصة الأمر أن فلسفة الإسلام و الفلسفة الكونيّة قامتا على التوازن بين المادة و الروح. لأن كلاهما له تأثير على الآخر .. إن حسن الأول حسن الثاني والعكس صحيح(1).

و تحقيق السعادة و الرفاه في الجانب المادي كما في الروحي : هي الغاية و العلة النهائية لتحقيق الرسالة التي فرضها الله علينا.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الحقيقة لا نعني الثراء أو الغنى كشرط لتحقيق السعادة و الحسنى في الدارين ؛
إنما نعني (الكفاف) في المعيشة لحفظ التوازن, لأن الغنى يؤدي عادة و بشكل طبيعي إلى الطغيان و الأنحراف و الميل نحو المادة و الشهوات , و الفقر الكثير يؤدي أيضا إلى الشقاء و الفساد و العذاب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال