الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 203

عبدالرحيم قروي

2023 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة العشرون

1ـ فى بدء الشأن عند صيام رمضان يظل الطعام والشراب ومعسفة الزوجة مباحًا بالليل مالم ينم الزوج أو زوجته فإذا نعس ثم استيقظ حرم عليه وبالمثل إذا نامت هى فلا يحل له إيقاظها ليباشرها.
وإذ إن ملامسة الحليلة لدى أولئك العُربان طقس يومى فشقّ عليهم, فخالفوه.
( أخرج الإمام أحمد والطبى عن كعب بن مالك ـ رض ـ قال:
كان الناس فى رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد, فرجع عمر بن الخطاب ذات ليلة من عند النبى ـ ص ـ وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت: إنى قد نمت , فقال: ما نمت ثم وقع عليها.
وصنع كعب بن مالك مثل ذلك.
فغدا عمر بن الخطاب إلى النبى ـ ص ـ فأخبره الخبر.
فأنزل الله تعالى { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [ البقرة : 187]
[ ألمقبول من أسباب النزول: لأبى عمر الأزهرى ص 95ـ مرجع سابق, وأضاف المصنف فى غسناده صحيح وان أبا داود " من أصحاب الصحاح" اخرجه بنحوه من رواية ابن عباس.
و ( لبا ب النقول فى أسباب النزول ) للسيوطى ـ ص33 ـ مصدر سابق أورده من رواية عبدالله بن كعب بن مالك وقال: أخرجه أحمد وابن جيري ( = الطبرى ) وابن أبى حاتم.
و ( أسباب النزول ) للواحدى ـ ص20 ـ مصدر سابق.
وقد ذكر الواحدى النيسابورى أن الصحابة " شكوا ذلك لرسول اللله ـ ص ـ فأنزل الله هذه الآية ] .
وينفحنا الواحدى بمُعطى هام هو أن الصحاب عمهم السرور عندما تلا عليهم " الهادى" هذه الآية, كيف لا ومقاربة الزوجات وملك اليمين معلم يومى بارز فى حياتهم المبرورة, وذكر ان مسالة الإنبساط هذه أورها البخارى فى صحيحه وهو أصح كتاب السنة والجماعة بعد القرآن ففرحوا فرحًا شديدًا ـ رواه البخارى [ ذات الصدر السابق ـ ص 31].
2ـ هند بنت أمية .. من بنى مخزوم اشتهرت بـ " أم سلمة" وعُرف أبوها أمية بـ " زاد الركب" لأن من يسافر معه لايحمل زادًا.
تزوجت أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال من بنى مخزوم أيضًا وهو فى ذات الوقت ابن عمة " الفاتح" بَرّة بنت عبد المطلب بن هاشم وأخوه من الرضاعة أرضعتمها مولاة لأبى لهب تبت يداه ـ تسمى ثُويبة.
وأسلم كلاهما ونزحا إلى الحبشة مع من نزح ثم عادا ونزحا مرة أخرى لقرية الحرتين واشترك أبو سلمة فى الغزوات والسرايا ثم مات فى السنة الرابعة وغدت هند أرملة.
وتميزت بجما نادر ووضاءة باهرة وحسن فائق ونضارة ربانية. قبل زواجها " كانت جموع شباب تتسارع لتخطب ودها ولتطلب يدها" [ "أم سلمة أم المؤمنين" إعداد : أ. أمينة أمزيان الحسنىـ الجزء الأول ـ ص50 ـ الطبعة الأولى 1419هـ/1998م ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية / المملكة المغربية ].
إذن جمعت بنت زاد الركب المخزومى بين عراقة المحتد ونبالة الأب وارستقراطية البيت والوسامة والقسامة والملاحة.
فلما تأيّمت وانقضت عدتها وأمست صالحة للتزوج أرقل إليها عتيق عارضًا نفسه عليها ونسى أنه من فرع هزيل فى قريش " تَيْم" لا يصل إلى مستوى ركبة رهطها’ ولأدبها الجم وأخلافها العوالى " ردته فى رفق" [ المصدر نفسه ص 170 ].
فحَجَل إليهل أبو حفص عمر وتلقى ذات الجواب. [ المصدر والصفحة ].
وهو أمر بديهى لا ندرى كيف لم يفطن إليه ابن الخطاب فهو من بطن خَمَيْص ضامر, فأين عدىّ من مخزوم. [ نحن نرجح أن أهم دوافع التيمىّ والعدوىّ لخطبة أم سلمة هو أن يحولا دون نكاح " صاحب البيان" إياها لما تتمتع به من جمال باهر ووضاءة فائقة فتغدو منافسة خطيرة لابنتيهما عائشة وحفصة ونزاحمهما فى مكانتهما عنده ولما يسببه لهما ذلك من غيرة وقلق وهو ما تحقق بحذافيره أ.هـ. ].
ثم تقدم لخطبتها " سعد الخلائق" بيد أنها اعتذرت بلطف ورقة بالغتين وتعللت بأنها مُصبيّة ولعدم وجود ولىّ من اهلها يزوجها. [ السمط الثمين للمحب الطبرى ـ ص 150 ـ مصدر سابق ].
ونرجح أن مرجعه لسببين:
أ ـ حزنها الشديد على زوجها أبى سلمة إذ كثيرًا ما رددت ( من خير من أبى سلمة )؟.
ب ـ الفارق فى العمر فـ " ذو البراهين" عند تزويجه بلغ الثالثة والخمسين ووفاة أبى سلمة فى السنة الرابعة أى سنة آنذاك سبع وخمسون سنة.
أما هند فقد حققت الباحثة المغربية وتوصلت إلى أنها توفيت سنة إحى وستين وأن سنها أربع وثمانون سنة [ المصدر السابق ص 574 ]. أى أنها وقت نزوح ( نعمة الله ) بلغت الثالثة والعشرين من عمرها وعند وفاة زوجها ناهزت السابعة والعشرين ( واستنادًا إلى ذلك نستطيع أن نستنتج أن ام سلمة ولدت قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة أى قبل بعثة الرسول بعشر سنوات ). [ نفس المصدر ص 49 ].
وبحسبة بسيطة نصل إلى أن الفارق ينيف على ثلاثين عامًا.
وقد غضب العدوىّ أشد الغضب حين ردّت " صاحب التاج" ولم توافق على قبول خطبته وكلمها فى ذلك ولكنها أظهرت له أعذارها. [ السمط الثمين للمحب الطبرى ـ ص 150 ].
ونحن نذهب إلى ان غضب العدوىّ الشديد هو ما يسميه علم النفس " عملية إسقاط" فهذا تعبير عن مكنون صدره لأنها أولته ظهرها.
ولكن " صاحب المنر" لم ييأس فَغِبّ أن أخفقت سفارة حاطب بن أبى بلتعة [ ذات المصدر ص 149]. توجه إليها بنفسه يخطبها ويحاورها ويفند ما تعللت به [ أورده أحمد فى مسنده وعبد الرازق فى مصنفه وابن سعد فى طبقاته نقلاً عن " ام سلمة" لأمينة الحسنى ـ ص 110 ـ مصدر سابق ].
كما أن عمار بن ياسر أدى دورًا طيبًا فى إقناعها لقبول نكاح " المُنجد" غياها, فهو اخوها فى الرضاعة. [ السمط الثمين للمحب الطبرى ص 152 ـ مصدر سابق ].
وفى ذات الوقت مولى لبنى مخزوم رهطها [ فى إحدى المرات تلاحى خالد بن الوليد المخزومى مع عمار فى حضرة " الأخشم" , فأغلظ عمار لابن الوليد الذى تعجب واندهش وتوجه للمانح متسائلاً: أتدع هذا العبد يشتمنى؟, باعتبار ابن ياسر مولى لبنى مخزوم أى تابع لهم بيد أن " الشهيم" زجر خالدًا زجرًا عنيفًا. فإذا ثبت أن الواقعة حدثت قبل مراودات الخطبة فإن ما فعله عمار بشأنها يعد لجميل " صاحب العطاء" لأنه انتصر له من خالد سيده السابق وابن الوليد بن المغيرة رجل قريش فى الأيام الخوالى. أ. هـ. ].
وما فعله عمَّار فى هذا السبيل أنه انتزع من حِجر أم هند طفلتها المولودة حديثًا ووصفها بـ " المشبوحة" ـ زينب وذهب بهل لمن ترضعها كيما تتفرغ أمها تفرغًا كاملاً [ السمط الثمين: ص152ـ ونساء النبى لبنت الشاطئ ص123ـ ورد فى الفتح الربانى لترتيب مسند الإمام أحمد: للساعاتى وأخرجه عبد الرازق فى مصنفه وابن سعد فى طبقاته والبيهقى فى سننه نقلاً عن" أم سلمة" لأمينة الحسنى ـ جزء أول ص 58 ].
تم الزواج وانضمت بنت أبى أمية إلى ركب نسوان وزوجات " البارع" وصوّت ذلك عندهن دويًا صاخبًا لما يعلمنه علم اليقين عن فتنتها وحسنها " عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبى ـ ص ـ تزوج أم سلمة وكانت من أجمل النساء " [ السمط الثمين ـ ص152].
وتصف بنت الشاطئ هند بأنها عزيزة ذات جمال وإباء وفطنة, وأحدث دخولها ضجة فى دور النبى وأشاع قلقًا وأى قلق فى الزوجتين الشابتين عائشة وحفصة. [ نساء النبى لبنت الشاطئ ص 118 ]. ومن المحال ألا يقع وأكثر منه ولعل ما صرحت به التيمية ينت عتيق فى حقها يثبته : " لما تزوج رسول الله ـ ص ت أم سلمة حزنت حزنًا شديدًا لما ذُكر لنا من جمالها, قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وُصِف لى من الحسن " [ الإصابة ج/8 ص 241 نقلاً عن نساء النبى لبنت الشاطئ ص 117 و" أم سلمة" لأمينة الحسنى ص 120 وأضافت آخر بخلاف الإصابة وهو " الطبقات الكبرى" لابن سعد ج/8 ص 94].
فأم سلمة ذات أصل عريق وحسب ونسب كما كانت على جانب كبير من النضارة وتتمتع بقسط وافر من الحُسن والجمال مما أحدث ضجّة فى بيت النبى ـ ص ـ عند زواجه منها وأشاع قلقًا وغيرة واضحة فى نفس ضرّتيها عائشة وحفصة. [ أم سلمة : لأمينة الحسنى ص 49, 50].
من نافلة القول أن نرقم أن " أم سلمة" حظيت عند " الذاكر" ومكث عندها ثلاثة أيام بعد أن إختلج عمار منها رضيعتها زينب وعرض عليها أن يمُدّ فترة الُبْث إلى أسبوع بيد أنها ردت ثلّث. [ "السمط الثمين" للمحب الطبرى ص 153].
ويبدو أنها إقتنعت بالثلاثة أيام فقط لأنها افتقدت طفلتها الرضيعة زينب.
وتعددت مظاهر حظوتها لديه منها " تقبيله إياها وهو صائم". [ أخرجه الشيخان فى صحيحهما وهما البخار ومسلم : نقلاً عن " السمط الثمين" للمحب الطبرى ص 155].
ابتداؤه بها عندما يدور على نسائه. [ المصدر السابق ص 156]. نومها معه فى لحاف واحد وهى حائض. [ صحيح البخارى والمسند لأحمد ابن حنبل ـ المصدر السابق ونفس الصفحة ] . إغتسالها معه فى الجنابة فى إناء واحد [ صحيح مسلم : كتاي الطهارة ص 157]. ونص الحديث الشريف: { صحيح البخارى ـ كتاب الحيض المجلد الأول 4 ـ باب: من سمى النفاس حيضا.
294ـ حدثنا المالكي بن إبراهيم قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة: أن زينب بنت أم سلمة حدثته: أن أم سلمة حدثتها قالت: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، مضطجعة في خميصة، إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: (أنفست). قلت: نعم، فدعاني، فاضطجعت معه في الخميلة. [ 316، 317، 1828 ] ش أخرجه مسلم في الحيض، باب: الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد، رقم: 296.
( خميصة) ثوب مربع من خز أو صوف. ( فانسللت) ذهبت في خفية. ( ثياب حيضتي) الثياب التي أعددتها لألبسها حالة الحيض. (الخميلة) هي الخميصة أو هي ثوب له خمل وهدب }.‏
وفى صحيح مسلم: الجزء الثالث. كتاب الحيض ـ 57 ـ باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد. ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا قَالَتْ:
بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخَمِيلَةِ إِذْ حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حيْضَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنُفِسْتِ؟"
قُلْتُ: نَعَمْ.
فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ معَهُ فِي الْخَمِيلَةِ.
قَالَتْ: وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَغْتَسِلاَنِ، فِي الإِنَاءِ الْوَاحِدِ، مِنَ الْجَنَابَةِ }.
فى هدية النجاشى المردودة عندما قسّمها على نسونه ففضلها عليهن. [ المسند أحمد بن حنبل : ص 158].
تلك الزوجة الغضة النضرة الحسينة الأثيرة عند زوجها " البحر" عندما تؤمه باستفسار من حقها عليه أن يبين لها. فهى فضلاً عما أكسبتها حياة البادية من صفات الشجاعة والمروءة والإعتزاز بالنفس, وغير ذلك من الصفات التى ورثتها عن أبيها فنشأت فصيحة اللسان قوية البيان ذات ذكاء وفطنة. [ أم سلمة : لأمينة الحسنى ـ ص 50].
ولقد أهمها موقف القرآن الكريم من النساء:
{ أخرج الترمذى والحاكم وأبو يعلى وغيرهم أن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله, لا أسمع الله ذكر النساء فى الهجرة بشئ ... فأنزل الله عز وجل : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } [ آل عمران 195].
[ ( المقبول من أسباب النزول ) لأبو عمر نادى الأزهرى ص 150. وأضاف بخلاف مصادره التى أوردها فى فاتحة الخبر أن الواحدى رواه فى أسباب النزول والحميدى فى مسنده والبخارى فى التاريخ الكبير والطبرى فى تفسيره وأن الذهبى اقره وصححه والمصنف قال عنه: إسناده صحيح. ـ ( ولباب النقول فى أسباب النزول ) للسيوطى وذكر أن عبد الرازق أخرجه فى مصنفه مسعيد بن منصور وابن أبى حاتم ـ بخلاف الترمذى والحاكم ـ مصدر سابق .
وأسباب النزول : الواحدى ـ ص 92.
( أم سلمة ) لأمينة الحسنى ـ ص 239. وأضافت أن راوى الحديث هم سلمة بن عبدالله بن عمر .. أحد حفدة هند / أم سلمة وسبق أن وصفت مثل هذا الحديث أنه عائلى مما يوثق صحته].
وهكذا تضافرت هذه المصادر والمراجع على علو قدر هذا الحديث ونأيه المطاعن وبعده عن القوادح وخلوه من المثالب. والذى يشحن قلب ابنة أميّة بالهم والقلق والشجن لابد وبطريق الحتم واللزوم أن يصيب " الحفىّ / اللطيف " بقدر وسيع منه لأنها بعلته الحبيبة وزوجته المضلة وحليلته المقربة.
وقد رأينا أنه فى أمثال هذه المقامات يتكرم " المبين المُحكم" ويفتح طاقة منها مكونات الهم وعناصر الغم وأجزاء الإزعاج فعلى الفور انبثقت منه آية بالمساواة بين الذكور والإناث فى الأجر وخاصة أجر النزوح لأنها من بين من نزح مرتين الأولى إلى بلد أصْحَمَة ( الحبشة ) والأخرى إلى القرية ذات الحرتين " أثرب".
فلما تلا " خيرة الله" الآية على زوجته ذات المنزلة الحميمة تهلل وجهها وانفرجت أساسيرها ومن البديهى أن جميعه انعكس على " آية الله" طلاقة وبشرًا وأنسًا.
وتقدم لنا الباحثة المغربية أمينة الحسنى هدية بالغة الثمانة عالية القيمة وهى ان استجابة " مأدبة الله" جاءت على الفور لا على التراخى, لم تتأخر أو تتمهل أو تتباطأ ومردّه إلى المنزلة السامية لابنة زاد الركب . قال الشيخ منصور على ناصف صاحب التاج الجامع للأصول معلقًا: " ففيه إشعار بعلو مكانة أم سلمة حيث أجابها الله بسرعة " [ ( التاج الجامع للأصول فى أحاديث الرسول ) للشيخ منصور على ناصف الجزء الرابع ص 90 كتاب التفسير / نقلاً عن ( أم سلمة) لأمينة الحسنى ص 239 ].
ونأمل أن يتفرس القارئ فى عبارة وردت فى الفقرة التى نسخناها عن الشيخ منصور وهى " أجابها الله بسرعة" إذ تشف عن أن البعض فَطِن إلى العلاقة الجدلية بين الذكر الحكيم والقائد وكذا إلى العلة فى انبثاق سوره وأياته نجومًا ولماذا لم يشرق جميعه فجأة وكرّة واحدة يتيمة. وما علاقة ذلك باللوح المحفوظ؟؟؟؟؟ . ولو أن فطانة الشيخ منصور وأنداده إلى هذا الملمح المُمْعن عُمق شأنه تنبع من منظور الدروشة ولغقالة العقل وتغييب الوعى وتغريب الفكر وتهجيره.
وهو بالطبع بخلاف منهجنا الى إلتزمناه ومازلنا وبداهة لا نُكره غيرنا على اتباعه فكما يقول المثل " لكل شيخ طريقة" بيد انّا على إقناع أن جادتنا هى الأصح والأصوب إلى أن ياتى من يثبت لنا العكس لأننا لا ندعى لمنهجنا العصمة ولا لأفكارنا المطلقية كما يدعى الآخرين وهيئات التقديس السلفية.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا