الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( الشهادة للميت بحُسن الخاتمة / الفطور والتفاوت )

أحمد صبحى منصور

2023 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
فى المعتاد عندنا ان الجنازة بعد الصلاة على الميت يأمر الشيخ الحاضرين بالشهادة للميت بحسن الخاتمة والناس تشهد وبعدها الشيخ يعلن ان المتوفى حصل على حسن الخاتمة انا غير مستريح لهذا فهل توافقنى يا دكتور؟
إجابة السؤال الأول :
طبعا اوافقك واقول :
1 ـ الاديان الارضية يملكها اصحابها من الشيوخ والأئمة والأولياء والأحبار والرهبان . ويعتقدون أنهم يتحكمون فى الجنة والنار . من يحظى برضاهم يدخلونه الجنة ، ومن يغضبون عليه فهو فى الجحيم وبئس المصير . هذا هو الأساس ، ويتفرع منه إعطاء صكوك الغفران بطرق متنوعة ، منها عند المحمديين الشهادة للمتوفى بالصلاح فيدخل جنتهم أو تلاوة القرآن على قبره . ومن هذا المستنقع الدينى نبت فى معتقدهم مفهوم ( حُسن الخاتمة ) ، والتى يجعلونها من نصيب من يريدون مهما ارتكب فى حياته من كفر وظلم .
2 ـ فى الاسلام غير ذلك .
2 / 1 : فالمؤمنون فى حياتهم يدعون ربهم أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يتوفاهم مع الأبرار : (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) آل عمران ).
2 / 2 : بهذا دعا يوسف عليه السلام ربه جل وعلا حين تحققت له أمانيه فى الدنيا . قال : ( تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف ).
2 / 3 : وبهذا دعا سحرة فرعون حين حكم بصلبهم وتقطيع أطرافهم . إقرأ قوله جل وعلا : (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الاعراف )
2 / 4 : وما أروع دعاء ابراهيم عليه السلام ، وارجو تدبره : ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) الشعراء) .
3 ـ فى كل ما سبق نلاحظ أن الفرد نفسه فى حياته الدنيا يدعو ربه جل وعلا متضرعا أن يتوفاه مسلما . هذا وهو يتمسّك بالاسلام ، وهو :
3 / 1 : بمعناه العقيدى التعبدى ( ملة ابراهيم ) وجاء هذا فى قوله جل وعلا يأمر خاتم النبيين ـ عليهم جميعا السلام ـ : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) الانعام )
3 / 2 : وبمعناه السلوكى بالسلام وعدم الاعتداء على الناس طبقا لقوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ).
4 ـ الذى يعيش حياته مسلما دينه لربه جل وعلا وحده ومسالما للناس يموت وهو من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وتبشره ملائكة الموت بالجنة . الذى يضيع حياته فى الكفر والعصيان تبشره ملائكة الموت بالجحيم . قال جل وعلا : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل ). وفى كل الأحوال يتم غلق كتاب عمله فلا تنفعه شهادة الشاهدين .
السؤال الثانى :
. .ما معنى الفطور ؟ لأن الفطور عندنا هو وجبة الصباح ؟ وما هو التفاوت ؟ الحقيقة انا اريد ان اعرف معنى قول الله تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) الملك )
إجابة السؤال الثانى :
المعنى ظاهر ومفهوم .
1 ـ فالله جل وعلا خلق السماوات السبع طبقات يعلو بعضها بعضا بتقدير مُحكم ، ليس فيه فطور ولا تفاوت .
2 ـ الفطور والتفاوت بمعنى واحد هو الخلل وعدم التناسق . والمعنى إن كل ما خلق الرحمن جل وعلا بتقدير مُحكم لا تفاوت ولا إختلاف فيه ولا فطور. يسرى هذا على :
2 / 1 : خلق السماوات والأرض ، قال جل وعلا : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت )
2 / 2 : خلق الشمس والقمر ، قال جل وعلا : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس )
2 / 3 : وعلى خلق كل شىء ، قال جل وعلا :
2 / 3 / 1 : ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان )
2 / 3 / 2 : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر )
2 / 4 : خلق الجنين ، قال جل وعلا :
2 / 4 / 1: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) المرسلات )
2 / 4 / 2 :( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) الرعد )
2 / 5 : نزول المطر ، قال جل وعلا :
2 / 5 / 1 : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) الحجر )
2 / 5 / 2 : ( وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) المؤمنون )
2 / 6 : حتى فى طوفان قوم نوح ، إذ تفجرت الأرض عيونا ونزلت الأمطار أنهارا ، والتقى هذا وذاك بتقدير الاهى مُحكم، قال جل وعلا : ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) القمر )
3 . العلم الحديث عرف الآن أوزان العناصر ، وبالحسابات بدأ يتعرف على الكون ، ونظرية النسبية انبأت ببعض المجهول بالحسابات . ولكن الكافرين ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ