الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 217 لماذا كربلاء ترهب الطواغيت: لينين وستالين نموذجا

رحيم فرحان صدام

2023 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو ان بعض العقول البشرية سوف تبقى على طفولتها، مهما تقدم بها العمر، وتطور العصر، مثلها في ذلك مثل المجتمعات البدائية، لكن مع اختلاف جوهري ، فهذه العقول تحاول ان تزاوج بين الحقيقة والاسطورة ، فتبدو الاسطورة للمتعلم العادي وكأنما هي حقيقة مؤكدة .
والغريب ان هذه الكتب او المقالات الأسطورية التي تغلف نفسها بغلاف كاذبة من العلم تنتشر الان في موقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنيت عامة ، وتعم المكتبات ، تجد اقبالا واسعا من عامة الناس الذين يميلون الى عواطفهم الدينية فمنذ عقد من الزمن خرج علينا الكاتب الكويتي د.عبد الهادي الصالح بمقال يحمل عنوان: ( اقتلوا كربلاء! وكربلاء لا تموت!) زعم في هذا المقال انه رغم مرور القرون على واقعتها إلا ان كربلاء كرمز لسيد الشهداء تمثل مصدر تهديد للطغاة وانه عندما سيطر الروس الشيوعيون على طاجيكستان وجاءوا الى الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين (ت1953) فرحين خاطبهم بقوله: «اقتلوا الحسين! اقتلوا كربلاء، لأنه طالما بقيت كربلاء فمشكلتنا باقية لأنها مادامت موجودة فهي تصنع المزيد من الرجال..».
وهذا الادعاء ينم عن جهل فاضح بالتاريخ المعاصر؛ لان الروس سيطروا على طاجكستان عام (1921م ) بعد اربع سنوات من الحرب الاهلية في عهد لينين فكيف ينسب هذا الكلام الى ستالين ؟!!!.
اما السيد محمد الحسيني الشيرازي فقد كتب مقالا تحت عنوان ( لماذا كربلاء ترهب الطواغيت؟) زعم فيه انها مقولة صرّح بها لينين(ت1924) ، الغايةُ منها القضاء على كربلاء "المعنوية" بتأريخها الحافل بالبطولات وبمقارعة الجبابرة والطغاة، وبمعنوياتها الأخلاقية و الإنسانية.
ويحقّ لنا أن نسأل عن مصدر هذه الأسطورة ؟ وهل كتبها لينين في أحد كتبه ؟ لا سيما ان كتبه تخلو من ذكر العراق فضلا عن كربلاء ، وهل قرأ عن مقتل الامام الحسين واطلع على فكره ومنهجه السياسي وفلسفته في الحياة، حتى خلص إلى هذا الرأي؟ وكم كتاباً أُلّف عن الامام الحسين باللغة الروسية حتى يطّلع عليه ؟ وهل يعرف الروس مدينة كربلاء أصلا ؟ وما هي قيمتها العسكرية بالنسبة لروسيا التي تمثل ربع مساحة العالم في ذلك الزمن، وهل العراق كله يشكل خطرا على روسيا لا سيما ان العراق كان واقعا تحت الاحتلال البريطاني في تلك الفترة ، وقبلها تحت حكم الدولة العثمانية لمدة اربع قرون ولم يشكل خلالها خطرا يذكر فما بالك بمدينة كربلاء ؟ّ!!!
والسؤال الاخر هل نفذ الروس امر لينين بالقضاء على كربلاء ام ان الدجل والكذب لا حساب عليه ؟ اللهم ارحم عقولنا من المسخ .
ان هؤلاء الكتاب من أنصاف الكتبة المغمورين الفاشلين، ممن يعانون من عقدة نقص حادة، يقومون بتعويضها بنشر مثل هذه الكلمات المزعومة . إننا أمام عملية تدليس وتضليل وكذب.
هذه البيئة الدينية التي تنشر مثل هذه المفتريات، إنّما تدلّ على ما وصلت إليه من موت فكري، وفراغ ثقافي، بعدما وصلت إلى حافة الإفلاس.
ينظر :
الكسييف، كارتسوف، ترويتسكي، موجز تاريخ الاتحاد السوفيتي ، ترجمة محمد الجنيدي، دار التقدم ، موسكو، 1973 .
السيد محمد الحسيني الشيرازي ، الاستفادة من عاشوراء: لماذا كربلاء ترهب الطواغيت؟. النبأ ـ العدد 44 .
عبدالهادي الصالح : ( اقتلوا كربلاء! وكربلاء لا تموت!) ، جريدة الانباء، جريدة كويتية يومية سياسية شاملة ، بتاريخ 2011/11/28 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا