الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاصيل والدّخيل في الحزب الشيوعي

محمد نفاع

2006 / 11 / 23
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


بداية اعترف ان هذا الموضوع شائك، له معارضون وله مؤيدون، مع ملاحظة هامة تقول: ليس كل ما كان هو مقدس وصحيح ويقترب من ضواحي الكمال،وليس كل ما هو كائن هو خاطئ ومغلوط ويقترب من المنفى والطرد.
نظام ونمط الخصخصة أثّر ويؤثّر سلبا على حياتنا الحزبية وتنظيمنا الحزبي، ولا شك ان لتنافس وللحوافز المعنوية والمادية جوانب ايجابية، لكن الاولى تخفت وتضعف والثانية تتقوى وتعصف، وهذا ينطبق على الكثير من المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية.
المجتمع الاستهلاكي واقتصاد السوق وشظايا العولمة تدفع الفرد دفعا قاسيا الى منافسة شرسة ليجد له مكانة ودورا في هذا البحر الهائج المتلاطم، ولهذا النمط اخلاقياته، والاخلاق شكل من اشكال الوعي الاجتماعي والممارسة الاجتماعية ومن وظائفها التنسيق بين المصالح العامة والمصالح الشخصية، ولها جانب فكري مثل القيم وقواعد السلوك، ولها جانب ومستوى نفسي مثل الحاجات المعنوية والمشاعر والسجايا، لكن هذه الاخلاقيات التي يجب ان تسود عندنا وتتعمق تصطدم بعنف مع اخلاقيات سائدة هي اخلاقيات الاستغلال والخصخصة، وبقدر ما يتعمق وعينا الفكري تتهذب اخلاقياتنا.
ويبدو اننا نتأثر من المجتمع اكثر مما نؤثر فيه في القضايا المشار اليها، ونروح نقلّد ونطبق انماطا تنظيمية اخلاقية اجتماعية لاحزاب وفئات اخرى مغايرة لنا، ويحدث الخلل، ويجد الدخيل مكانا له على انقاض الاصيل وبالتدريج.
ذُهلنا من صرعة - البرايمرز- وانجذبنا اليها بقوة، وهذه الصرعة لها مشتقاتها ونتائجها ومقتضياتها، فهي بحاجة الى تكتل والى دعاية لشخص ولفرد، واحيانا الى اشاعات، عن طريق اللقاء، والهاتف والفاكس ووسائل الاعلام الاخرى، واذا كنا نحن اعضاء الحزب الاممي الثوري نقوم بهذا فلماذا لا تحدث هذه الصرعة وهذه الدمقرطة وهذه الشفافية في العائلة والحمولة؟؟ ولماذا لا يشارك فيها الرفاق ابناء العائلة؟ وطبعا يقوم اتباع المنتصر والناجح بهيصة وزفة تماما كالآخرين، فلماذا نحرم انفسنا لذة الفرحة والبهجة مثل الآخرين؟ وتبدأ التحالفات الرفاقية ورد الجميل للمؤيدين وتصبح المعايير التنظيمية والاممية عرضة للنهش والتآكل. ويسود بيننا قول القائل: "وعين الحُب عن كل عيب كليلة"، فهناك من يدافع عن المخطئ وعن الخارق للتنظيم وحتى عن الخائن للامانة الحزبية، ويصبح الحزب رائعا في فكره وسياسته وامميته كتابة ونظريا، مع هفوات جدية انزلاقيه في الواقع.
انا لا افهم اية قيامة يجب ان تقوم اذا لم يُنتخب احدنا لعضوية قيادة فرع مثلا!!! لماذا لا نضع الامر في معياره المناسب؟ نبدي اسفنا مثلا وهذا يكفي اذا كانت هنالك حاجة للأسف، فالذي انتخب هو رفيقك، ولماذا يجب ان تقترب المنافسة الرفاقية من درجة العداء!! فهل هذه نعمة من نِعَم الدّخيل على سلوكياتنا واخلاقياتنا وتنظيمنا؟
نحن ننهش في عصب التنظيم المتمثل بالمركزية الدمقراطية، ويحلو للبعض ان يفهم من هذا المبدأ "املاء الهيئات العليا" واملاء من فوق!! وكأن الهيئات العليا جاءت من جزر واق الواق والمريخ وغابات الامازون، انتخبت هي الاخرى انتخابا، وقد يكون شكل الانتخاب تأثر بحمم الشخصانية والذاتية وشظايا البرايمرز، متناسين ان من اسس المركزية الدمقراطية، ايضا النقد والنقد الذاتي، حرية النقاش مع واجب تنفيذ القرارات، المسؤولية الجماعية والشخصية، وان قرار الاكثرية هو القرار، لقد نهشنا بما فيه الكفاية بالمركزية الدمقراطية، ونلهث وراء مختلف مدلوقات التجديد مثل التعددية واخواتها الاكثر من اخوات كان.
نحن مقبلون الآن على المؤتمر الخامس والعشرين ومن الواجب والضروري فحص اداء الحزب السياسي والفكري والطبقي وتقويته وتوسيع صفوفه، وزيادة تأثيره وتمتين وحدته وامميته، فهل هذا ما يشغلنا فعلا!! يبدو اننا سننشغل اكثر بتركيبة اللجنة المركزية القادمة، طبعا دون الاستهانة ابدا بذلك، وحبذا لو يكون المعيار هو اهلية وعطاء وقدرة الرفيق ومدى شيوعيته فكريا وسياسيا وتنظيميا وليس معايير اخرى من عالم البرايمرز والتربص والتشكيك والمجاملة، ولا المعاقبة ورد الجميل. يجب ان يسود الانسجام والروح الرفاقية في كل الحياة الحزبية ومجملها وبين كل رفاق الحزب وليس بين مجموعات وفروع ومناطق فقط.
تاريخ الحزب الغني والمجيد يُسرق ويجيره آخرون لهم، ونحن منشغلون عن اهم القضايا، هنالك "مناطق تطوير الف" كما يقولون، فيها يجب ان نبذل كافة الجهود والدعم خاصة العمل بين الشباب بقيادة الشبيبة الشيوعية، إنجاح المؤتمر بجوه وروحه وموضوعيته واهميته يتطلب همة وعطاء كافة الرفيقات والرفاق وايضا الاصدقاء الجبهويين لتعزيز هذا الخط الكفاحي المجرب الاممي العريق والاصيل والذي ثبت وصمد في اقسى الصعوبات وبتضحيات مشرفة.
الكفاح لذّة وليس مرارة، وارضاء الضمير راحة، فلنتوجه بثقة وامل مقرون وممهور بالنشاط والعمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-