الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجهيل ام تعليم ؟

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 12 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


تناسلت الجامعات والكليات الأهلية في العراق في العقد الاخير واصبحت كما وصف علي الوردي في لمحاته كثرة المقاهي في بغداد " بين مقهى ومقهى في بغداد مقهى " وكذا الحال مع كلياتنا الأهلية الموقرة فبين كلية واخرى توجد كلية اخرى ، واستبشرنا خيرا بهذا التكاثر العلمي لأنه يوفر فرصا اكثر للعلم والتعليم و تدارك طلبة العلم الذين حالت بينهم وبين حصولهم على الدرجة العلمية الظروف ان ينهلوا من هذه المنافذ العلمية الخاصة !
واذا بها بدأت تتراجع ابسط المقومات العلمية في هذه الكليات وتصبح دكاكين تجارية بحتة !
نشاهد ونسمع عن هذا التجهيل يوميا و نسكت لإننا وإن تكلمنا فمن يسمع كلامنا او يقرأ ما نكتبه ، غير ان الحديث والكتابة في كثير من الاحيان تنفيس من هم جاثم على الصدر ، لذلك آثرنا ان نخفف من وطأته بكتابة هذا المقال الأليم .
اعرف شخصياً زميل لي في المحاماة مضى على انتماءه لنقابة المحامين عشرات السنوات ولا يتقن كتابة ابسط طلب قانوني وفي غفلة من الزمن رُزق بشهادة الدكتوراة و صار استاذاً ! ماذا يدرس طلبة القانون القادمين لا ادري !!
واخرٌ كان معي في كلية القانون ، نجح بأعجوبة بعد ان صار مسخرة الاساتذة آنذاك ، فرزقه الله بواسطة الحجاج درجة وظيفية و امتلأ جيبه منها ليجني من خلالها شهادة عليا ايضا ويصبح استاذاً ايضا !
مثل هذين النموذجين البارزين لهذا التجهيل مئات اخرين تزخر بهم كلياتنا الأهلية ، لذلك كتبت من فوران حرقتي تغريدة عبر صفحة " مسارات قانونية " مفادها :
" الى مستثمري ورؤساء وعمداء الجامعات والكليات الأهلية ما معاييركم لاختيار الاساتذة في كلياتكم: قربى ام حزب ام كفاءة!
لإننا نسمع ان فُلان اغبى الاغبياء اصبح استاذ فكيف توافق مع معايير الكفاءة لديكم؟؟؟"
وازددت الماً وانا اقرأ تعليقات المتابعين الذين كتبوا ما عرفوه عن هذه المأساة
انا اعرف جيدا المعايير التي أسال عنها لإنني جرّبت مستواي المتواضع في ان اكون استاذا ، وقدمتُ اوراقي لهذا الغرض مرفقة معها سيرة (6) سنوات في دراسة القانون و (13) سنة في ممارسة المحاماة و ( مئات المقالات ) في الصحف والمجلات والمواقع و ( ٧) كتب تأليفات و عشرات شهادات المشاركة في القاء المحاضرات ، ومع ذلك رموها في اقرب حاوية من مقر الكلية الجميل ، ليحل محلي الاقربون حزبا ونسبا ومحسوبية ومنسوبية ، فهنيئا لنا بهكذا تجهيل وتباً لدراستنا ومعلوماتنا و سيرنا الذاتية التي لا تعني شيئا امام الخالات والعمات !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟