الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجلة

شهناز أحمد علي

2023 / 12 / 25
القضية الكردية


...................................................................................
استيقظت باكرا، تحب تلك العادة التي ورثتها من أمها.
تشعر إن الكون يكتب القصائد باكرا، بالرغم من اختلاف تلك القصائد التي تكتبها صباحات تلك القرية التي يحميها جبل الجودي في الشمال ويحضن سنجار أفقها في الجنوب، عن الصباحات الباردة في مدن اسكندنافيا. كل ذلك البياض الجميل والهادىء الذي غطى شوارع وحدائق استوكهولم بالثلج لم يشفع لحزنها ولا لحزن الامهات في كوباني وقامشلو.
تتراءى لها وكأن طائرات ف١٦ التي قصفت ديرك وكوباني تحلق بين زينة عيد الميلاد التي تتزين فيها الاسواق والمولات وكل الامكنة في مدينة الثلج هذه. هنا كل شي على ما يرام، حركة الشراء نشطة قبل أعياد الميلاد. الكل يحضر ما يلزم لاحتفالات الميلاد وكأن الناس بعد انتهاء جائحة كورونا يتمسكون أكثر بالتواصل الاجتماعي .فتاتان بعمر الورود تمشيان أمامها وتقطعان عنها سلسلة أفكارها، وكأن أثناء سيرهما تتساقط منهما الاحلام … القصائد… الحب …. وربما السلام. …. فرح الفتاتان طغى على الهواجس الغريبة على المجتمع الأوربي، التي بدأت الناس تتحدث عنها هنا،الحرب في أوكرانيًا ، الازمة الاقتصادية والغلاء، وليس آخرهم وضع اللاجئين بعد صعود الحكومات اليمينية على سدة الحكم في دول عدة.
تحاول إزاحة صور قصف الطيران التركي وأنقاض المحطة الكهربائية في مدينتها ديرك من مخيلتها….. وتتخيل شموخ الجودي من بعيد….. البعيد. تعود لإمعان النظر في فرح الفتيات وترجع بها الذاكرة الى تسعينيات القرن الماضي حيث ثلاثة صبايا تتجولن بين كليات جامعة حلب والمدينة الجامعية، بين أزقة السريان القديمة والاشرفية. ثلاثة صبايا تعشقن الحياة …. التمرد وعيون أمهاتهن في ديريك حيث جبل الجودي يحرث أحلامهن من الغرق في نهر دجلة
أحمر ماء دجلة يا أماه، وما زالت طائرات السلاجقة تحوم فوق ديرك ومشتى نور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط