الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطفل على علم التاريخ والحديث القسم الأول

رحيم فرحان صدام

2023 / 12 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يتميز العصر الحديث بالتخصص الدقيق في العلوم كافة من الناحية الاكاديمية ، ويجب على الباحث الاكاديمي احترام التخصص والكتابة في تخصصه مع التوثيق من المصادر الاصلية والمراجع العلمية الدقيقة ، وعدم التطفل على العلوم الأخرى والكتابة فيها ؛ لأنه ستكون كتابته سطحية وغير دقيقة واحيانا من دون توثيق او التوثيق من مصادر غير متخصصة ومراجع غير علمية ، لا سيما اذا كان الكاتب متخصص في العلوم الصرفة كالهندسة على سبيل المثال فهي تختلف عن العلوم الإنسانية كالتاريخ وعلم الحديث ، وأروع مثال على ما ذكرنا هو الأستاذ علاء الدين المدرس الذي يحمل شهادة عليا في الهندسة وهو تخصص محترم ونحن لا نناقشه فيه ، ولكن تطفله على علم التاريخ والحديث جعل كتاباته تتميز بالاتي:
1- اغلب احكامه على الروايات التاريخية والاحاديث والمصادر التاريخية متعسفة ومتشددة بل متطرفة واراءه مسبقة مع عبادة السلف والتراث .
2- دراسته للتاريخ وعلم الحديث سطحية غير دقيقة، وليس فيها منهج عقلي ولا علمي تعتمد أسلوب السرد ، وتخلو من الاستنباط والتعليل والتحليل والموازنة بين النصوص والاستنتاج وهو ما يميز المؤرخ ؛ ولذلك يمكن القول انه ليس مؤرخ .
3- عدم تنوع مصادره بل يعتمد على مصادر ذات اتجاه واحد وهو الاتجاه السلفي التكفيري الطائفي بل الاموي فهو يعتمد على صحيح البخاري ذو النفس الاموي الذي كتب الجزء الخاص بالسيرة النبوية معتمدا على سعيد بن يحيى الاموي ( ت 249ه) والوليد بن مسلم مولى بني امية ، ويعتمد أيضا على الزهري الذي الف كتاب المغازي النبوية بطلب من الخلافة الاموية ليمثل وجهة نظرها في كتابة السيرة وإلغاء أي دور للأمام علي والانصار فيها.
ويعتمد الأستاذ المدرس بشكل مطلق على كتابات الذهبي وابن كثير وهما من عباد بني امية ويسقطون غالبا كل ما يتعلق بأهل البيت .
4- عدم اطلاع الأستاذ المدرس على المصادر والمراجع المهمة التي تتعلق بما يكتب مثل كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة وكذلك شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد وكتاب ابي هريرة لعبد الحسين شرف الدين الموسوي وكتاب اضواء على السنة المحمدية وكتاب شيخ المضيرة لابي رية مع اطلاق الاحكام المتعسفة المتسرعة ، والطامة الكبرى انه ينفي نسبة كتاب تأويل مختلف الحديث عن ابن قتيبة من دون دليل ولا توثيق ، علما ان الكتاب ثابت النسبة اليه وهو محقق ومطبوع ، ولكن الناس أعداء ما جهلوا .
5- النفي الكيفي من دليل ولا توثيق كنفيه وجود احاديث تطعن في اهل البيت في الصحيحين وقد علقنا على قوله هذا :" وهو امر غريب لأننا لا نعترف بصحة كل ما جاء فيهما ، وثانيا هناك كتب أخرى تسمى بالصحاح مثل صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ، وثالثا يدل كلامكم على عدم الاطلاع على الصحيحين وعدم اطلاعكم على كتاب شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد " .
6- نرى الأستاذ يريد ان يفرض على الاخرين الاعتماد فقط على كتابي الصحيحين البخاري ومسلم مع عدم اعترافنا بصحة كل احاديثهما ، وهو من حقه ان يعتمد على مصادر أخرى وهذا هو التحكم والتعسف الغير عقلاني ، وعندما تقدم له رواية من صحيح مسلم تنسف ادعاءه عن العلاقة الودية بين ابي بكر وعمر من جهة والامام علي من جهة أخرى يلتزم الصمت رغم مطالبتي له عدة مرات بالجواب والرواية في صحيح مسلم وتتضمن قول عمر للإمام علي والعباس :" وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ، فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا "وسبب سكوت الأستاذ المدرس هو صدمته بوجود هذه الرواية في صحيح مسلم وقول عمر بن الخطاب ان العباس عم الرسول والامام علي يريان عمر:" كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا " فالأستاذ لا يستطيع ان ينفي الرواية لأنها في صحيح مسلم، ولا يستطيع ان يكذب عمر ، وفي نفس الوقت الرواية تنفي زعمه ان العلاقة بينهم كانت ودية ، مما يدل على جهله المطبق بالتاريخ والحديث وان مهنته الهندسة وليترك التاريخ والحديث لأهل الاختصاص .
7- نتيجة لجهل الأستاذ المدرس بالتاريخ وعلم الحديث ادعى ان الامام علي يقول: (لا يجتمع حبي وبغض ابي بكر وعمر في قلب رجل مؤمن)." وعلق على الرواية بقوله:" انه قول ثابت عندنا ويتفق مع عقيدتنا واحترامنا للإمام علي والصلة الودية بين علي وابي بكر وعمر. ولا يضر ان المخالف لا يقر به. وهو موجود في كتب الفريقين الا انه يفسر عندكم بالتقية."
وهذا القول الذي نسبه زورا وبهتانا الى الامام علي هو قول باطل سنده ومتنه ومطعون به وقوله عنه انه ثابت فهو كذب صريح او جهل مطبق بعلم الحديث ، وليس المخالف فقط لا يقر به ، بل ورد هذا النص في كتاب المعجم الأوسط للطبراني وضعفه بقوله :" لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَّا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَلَا عَنِ الْفَضْلِ إِلَّا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، تَفَرَّدَ بِهِ: نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ "
كما ضعف الرواية الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد بقوله :
" رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف " فاذا كان الطبراني والهيثمي وهم من أئمة الحديث يطعنون به ، فكيف يقول الأستاذ المدرس انه قول ثابت عندنا ، وهو يؤكد جهله بعلم الحديث وتطفله عليه .
اما قوله :" وهو موجود في كتب الفريقين الا انه يفسر عندكم بالتقية." فهذا قول ابن حجر الهيتمي اقتبسه المدرس من دون الإشارة اليه ، وهو كذب صراح بل هو الدجل بعينه وانا اسأل الأستاذ المدرس في أي كتاب شيعي يوجد هذا القول ومن صححه منهم ومن فسره بالتقية ؟!!! اقول ان النص لا يوجد في كتاب من كتب شيعة اهل البيت على الاطلاق والبينة على من ادعى والا فهو يدل على الجهل بكتب شيعة اهل البيت والكذب عليهم .
8- يستشهد الأستاذ المدرس بالمصادر ويطعن بها اذا خالفته في رواية كطعنه بمصنف ابن ابي شيبة ، ويقول عن الجاحظ ( ت255 ه) انه متأخر فهل البخاري (ت 256 ه ) ومسلم
( ت261ه) متقدم ام ان الطائفية تعمي الابصار ؟!!!
9- يقبل الروايات المهينة والمسيئة لأهل البيت في الكتب التي تسمى بالصحاح ويدعي عدم إساءتها لهم كتكفير ابي طالب والد الامام علي وقصة خطبة الامام علي عليه السلام جويرية بنت ابي جهل وعدم صلاة الامام علي وفاطمة الزهراء صلاة الليل وتكفير النبي لهم بقوله : «أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] لأنها وردت في كتاب صحيح البخاري وهو كتاب اغلبه اساطير تافهة .
10- طعنه بالمصادر الاصلية ومصنفيها من دون الاطلاع عليها لسبب طائفي ومذهبي كطعنه بإبراهيم النظام وأبو جعفر الاسكافي والجاحظ وابن ابي الحديد ؛ لأنهم معتزلة عقلانيين فهل يشجع الأستاذ الناس على الغاء عقولهم والله تعالى يقول : لعلكم تعقلون ".
11- يطعن الأستاذ المدرس ببعض شيوخ الازهر كالشيخ علي عبد الرازق ومحمود أبو رية وخليل عبد الكريم، والكتاب الاكاديميين كالدكتور فرج فودة و نصر حامد أبو زيد من دون الاطلاع على كتبهم بل ينقل من خصومهم وطعن بالدكتور علي الوردي وخالد منتصر وكتاب التنوير بشكل عام .
ويستخدم الالفاظ النابية في وصفهم التي نترفع عن ذكرها . وينسب للمستشرقين الكثير من نصوص المدح المزيف للإسلام والرسول والقران من دون توثيق او يوثق من مراجع إسلامية مزورة ، كما انه يذكر الكثير من القصص عن اسلام الغربيين من دون توثيق او يشير الى كتابه ( القران يقوم وحده) وعند مراجعة الكتاب المذكور نجده من دون مصادر او من مراجع إسلامية مزورة ، مما يؤكد لنا انه متطفل على التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |