الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيمون دو بوفوار : من فيلسوفة مع إيقاف الاعتراف إلى فيلسوفة كاملة الهوية الفلسفية والاعتراف 1

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2023 / 12 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عرفت سيمون دي بوفوار كأديبة ذات القلم السيال ولم يتم اعتبارها فيلسوفة إلا قبيل وفاتها. وقد وجد البعض أن استبعادها من مجال الفلسفة قبل ذلك يرجع إلى وجهة نظر مدرسية – حكم قيمة مسبق- عن المنهجية الفلسفية تجاه الرواية الميتافيزيقية، والتي تجاهلت الطرق التي دمجت بها بوفوار حججًا وجودية-فينومينولوجية في أعمالها الأدبية. ولذلك ظلت بوفوار فيلسوفة - مع قيد الاعتراف لأؤلئك الذين لم يقبلوا فهمها للعلاقة بين الأدب والفلسفة، وأولئك الذين فاتتهم البصمة الفلسفية الفريدة لمقالاتها الفلسفية.منذ بداياتها.
جاء الاعتراف بـ دو بوفوار كفيلسوفة متأخرا، وذلك لسببين: الأول يتعلق بسمة التفكير الجنساني – 1 -للمجتمع زمنئذ؛ فقد كانت بوفوار امرأة، ومن الطبيعي أن ينظر المجتمع إلى أعمالها على أنها مجرد انعكاس لسارترالذي كانت تعيش تحت ظله وليست أفكار أصيلة لها. والثاني يتعلق بحقيقة أنها تناولت قضية ظلم المرأة في كتابها “الجنس الآخرأو الجنس الثاني “-2 Le Deuxième Sexe -، علما أنه لم يتم اعتباره كتابا فلسفيا في وقته، – على الرغم من أنه يُعد واحد من أهم مائة عمل في القرن العشرين – ويرجع ذلك إلى أن قضية ظلم المرأة لم يكن يتم النظر إليها على أنها قضية فلسفية محورية –أو هكذا كان سائدا آنذاك-. ومع ذلك، أثبتت العديد من البحوث اللاحقة عن بوفوار في الفكر النسوي أنها تستحق بامتياز لقب فيلسوفة منذ البداية.
---------------------------------------------------------
1 - التنميط الجنساني
النمطية الجنسانية والتنميط الجنساني يرتبط بالتمييز ضد النساء في نواحي الحياة واعتماد. ويتطلب هذا الالتزام أن تتخذ الدول إجراءات لمعالجةالقوالب النمطية الجنسانية في الحياة العامة والخاصة على حدٍّ سواء، بالإضافة إلى تجنب التنمي. والقالب النمطي الجنساني هو نظرة معممة أو فكرة مسبقة عن خصائص أو سمات يملكها أو ينبغي أن يملكها الرجال والنساء، أو عن الأدوار التي يؤدونها أو ينبغي لهم تأديتها. والقالب النمطي الجنساني يكون ضاراً عندما يحد من مقدرة النساء والرجال على تنمية قدراتهم الشخصية، ومواصلة حياتهم المهنية، واتخاذ خيارات بشأن حياتهم.
2- كتاب الجنس الآخر1949.-مترجم للعربية- هو تحليل مفصل حول تاريخ اضطهاد المرأة. ويعد كتاب فلسفي مهم في نشاة الحركات النسوية الغربية يتضمن تحليلا مفصلا حول تاريخ اضطهاد المراة التي عاشت طويلا في ظل السلطة "الابوية" او ما يعرف "بالبطرياركية" تناقش فيه المؤلفة سؤالين مركزيين: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه وقتئذ (أي أن تكون "الآخر"؟) وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية لمواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهم متتبعة الاسباب المانعة لذلك ومحاوِلة من خلال هذيْن السؤالين الوصول بالمراة الى الحصول على حرياتها المسلوبة في المجتمع الذكوري الذي تعيش فيه..
------------------------------------------------------------
وبالطبع لم يكن الاعتراف بكونها فيلسوفة بلا تحديات، وخاصة تحدّي دو بوفوار نفسها، حين أصرت على أن صوتها الفلسفي هو مجرد توضيح لفلسفة سارتر. واعتبارًا من ذلك الحين، تم وضعها في وجهة النظر العامة والفلسفية كشخصية متممة لسارتر بسبب علاقتها الحميمية معه طوال حياته. وكان أمر فصل بوفوار عن سارتر الأولوية الأولى لأولئك الذين اهتموا بإثبات مصداقيتها الفلسفية المستقلة. وأحيانًا تعلق الأمر بالأصالة الفلسفية لسارتر؛ بل أكثر من هذا برزت تساؤلات من قبيل: هل اغترف كتاب “الوجود والعدم”3 (1943) من رواية بوفوار “المدعوة” (1943)؟ وأحيانًا تتعلق المسألة بالتأثير والتأثر: ماذا حدث في مناقشاتهما ونقدهما لأعمال بعضهما البعض؟ وفي نهاية المطاف، تلاشت هذه الجدالات وتحول الباحثون من التركيز الحصري على مسألة تأثير سارتر إلى مسألة التأثير الأكثر إثمارًا بالمعنى الأوسع، و شرعوا في تتبع الطرق التي اتبعتها بوفوار، مثل نظرائها الوجوديين – الفينومينولوجيين، في استيعاب تراثهم الفلسفي وإعادة تشكيله، وتحديد الأصالة الفلسفية الفريدة لها ومساهماتها الفلسفية المميزة في فلسفتي الوجودية والفينومينولوجية.
---------------------------------------
3 - الوجود والعدم أوالكينونة والعدم: بحث في الأنطولوجيا الفنومينولوجية - L Être et le néant: Essai d ontologie phénoménologique)- كتاب للفيلسوف جان بول سارتر كتبه في عام 1943. يعتبر الكتاب من الكتب التأسيسية في الفلسفة الوجودية، حتى إنه يعرف بــإنجيل الوجوديّة- هدف سارتر الرئيسي في الكتاب هو تأكيد المعتقد الرئيسي في الوجودية، وهوأن وجود المرء يسبق ماهيته "الوجود يسبق الماهية "و رغم تأثره- بهايدجر- كان سارتر يشكّ بشدة في أي مقياس يمكّن الإنسان من الوصول إلى الاكتفاء، كما يحصل مع هايدجر عند الالتقاء المزعوم مع الوجود. في سرديّة سارتر، الإنسان كائن مدفوع برؤية للكمال، يسميه سارتر «كائنًا لذاته». عند الولادة في الحقيقة الماديّة التي هي جسد المرء، يجد المرء نفسه موضوعًا في الوجود. للوعي القدرة على تصوير الإمكانيات، وإيجادها، أو إبادتها.
----------------------------------------------------------------------
وكشفت دراسة مذكرات ويوميات دو بوفوار تأثيراتها الفلسفية بشكل أكثر وضوحًا: فقد كانت أعمال ديكارت وكانط من الأعمال المألوفة في مفرداتها الفلسفية، وكانت قراءتها للفيلسوف هيجل متأثرة بتفسيرات كوجيف4- Kojève- وقد تعرفت بوفوار على فلسفة هوسرل وهيدجر من خلال أستاذها باروزي Baruzi5، واستفادت من فلسفة بيرجسون قبل دراستها لأعمال هيجل أو ماركس، ولو كانت أعادت كتابة المجلد الأول من كتابها “الجنس الآخر” لكان وضع الاعتبار الأقوى لماركس أكثر من هيجل في تحليلاتها للآخر، وبعد لقائها بجان واله Jean Walh في 1939، أصبحت بوفوار منغمسة في دراسة كيركجارد 6 والتي أبعدتها عن الهيجلية وصارت بها نحو الأخلاقيات الوجودية للحرية.
4 - أليكساندر كوجيف (Alexandre Kojève) 1902 ـ 1986- 1902 كان فيلسوفاً وسياسياً فرنسياً من أصل روسي. كان لندواته الفلسفية تأثير كبير على الفلسفة الفرنسية في القرن العشرين، وخاصة في مجال دمجه للهيغلية مع الفلسفة القارية. كرجل دولة في الحكومة الفرنسية، كان له دور فعال في إنشاء الاتحاد الأوروبي.
5 - باروزي (1881 - 1953) مؤرخ الأديان الفرنسي والفيلسوف. متخصص في لايبنيز ، عُيّن أستاذًا في كوليج دو فرانس عام 1933-1934، وتولى رئاسة قسم «تاريخ الأديان»
6 - 1813:Søren Kierkegaard 1855 فيلسوف دنماركي، ولاهوتي، وشاعر، وناقد اجتماعي، ومؤلف ديني، ويُعتبر على نطاق واسع أول فيلسوف وجودي. كتب نصوصاً نقدية حول الدين المنظم، والمسيحية، والأخلاق، وعلم النفس، وفلسفة الدين، مظهرًا في ذلك حبًا للاستعارات والسخرية والأمثال. تتعامل الكثير من أعماله الفلسفية مع القضايا التي تناقش كيف يعيش المرء «كفرد منفرد»، مع إعطاء الأولوية للواقع الإنساني الملموس على التفكير المجرد وإبراز أهمية الاختيار الشخصي والالتزام.
-------------------------------------------------------

في البداية جاء الاعتراف بـ دي بوفوار كفيلسوفة مترددًا بعض الشيء، وهذا يعود إلى نقدها لأساليب الفلسفة وتحديها لها. فقد تمادت في نقدها الفينومينولوجي والوجودي للوضع الفلسفي الراهن في مقالها “الأدب والمقالة الميتافيزيقية” الذي نشر في (1946)، وفي مقالاتها الأخرى “ماذا يمكن للأدب أن يفعل؟” و”تجربتي ككاتبة” التي نشرت في عامي (1965) و(1966). وتركز هذا النقد على أهمية التجربة المعيشية وعلى الطرق التي يكشف بها الأدب الحقائق المتعلقة بالوجود في العالم. وقد تأثرت بوفوار بفلسفة هوسرل وهيدجر في هذا النقد بشكل ملحوظ.
ركزت دو بوفوار إلى جانب ألبرت كامو وجان بول سارتر على لغة الرواية والمسرح، حيث استعانوا كلهم بفلسفة هوسرل7 لتنظير انتقالهم إلى هذه الأساليب، وبالتأكيد على ربط تحليلاتهم النظرية بالتفاصيل الواقعية للتجربة المعيشية، ولجؤوا إلى هيدجر من أجل تحدي المكانة المتميزة للخطابات المجردة، ومن وجهة نظر بوفوار، فإن الانتقال إلى الأدب له آثار أخلاقية وسياسية، إضافة إلى آثاره الفلسفية، إن الأدب هو وسيلة للتغلب على الانفصال الوجودي بين الذات والآخر، للانخراط في الحقائق الأخرى. وقد سمح لها ذلك باستكشاف حدود الجذب واثارة اهتمام الاخرين (نشاط دعوة الآخرين إلى تبني مشاريع سياسية) ؛ لتصوير إغراءات العنف أي إظهار الجوانب المغرية والمؤثرة للعنف في الأفعال الإنسانية من خلال الأدب، وتفعيل أخلاقياتها الوجودية المتمثلة في الحرية والمسؤولية والفرح والكرم، ولفحص العلاقات المعقدة والحميمية مع الآخرين.
-------------------------------------------------
7 - إدموند هوسرل (Edmund Husserl- 1859 - 1938) فيلسوف ألماني ومؤسس الفيمينولوجيا وكان له تأثير كبير على فلسفة القرن العشرين بأكملها. وفي 1900-1901، نشر أول أعماله الرئيسية: الأبحاث المنطقية- Recherches logiques
----------------------------------------------------
وجدت دو بوفوار في الأدب وسيلة لكشف تقلبات العالم والتعرض لأحداث غير متوقعة ومفاجئة، وعدم وجود شيء ثابت في العالم، ويعني هذا أن كل الظروف والأحداث والعلاقات في العالم قد تتغير في أي لحظة، جنبًا إلى جنب مع معانيها المتعددة والمتشابكة، بطرق لا تستطيع الأشكال الفلسفية التقليدية تحقيقها. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من أعمال بوفوار تشكلت من خلال بحوث متعددة التخصصات، مما سمح لها بالتفكير بشكل فعلي وواقعي- على محك البراكسيس- وليس بشكل مجرد ونظري كما هو الحال في الفلسفة التقليدية.
ومن هنا قد تكون صعوبة اعتبار بوفوار فيلسوفة ترجع إلى نهجها الفلسفي غير التقليدي واستخدامها للأدب والفن كوسيلة للتعبير عن أفكارها ونقدها للواقع. ومع ذلك، فإن نقدها الفلسفي الحاد يعد مساهمة هامة في تطوير الفلسفة وتحديداً في مجالات الفينومينولوجيا والوجودية.


عند كتابة “الجنس الآخر ” قامت دو بوفوار بتحدٍ للوضع الأبوي القائم وقتئذ، وقد كان هذا التحدي حدثًا دراميا ألهم الجدل والاضطراب الاجتماعي حينذاك. فعند نشر الكتاب اعتُبر إهانة للآداب الجنسية للمجتمع أكثر من كونه اتهامًا سياسيًا للنظام الأبوي أو تحقيقًا فينومينولوجيا عن “المرأة”، فقد كانت النساء اللاتي أصبحن معروفات باسم النسويات من الموجة الثانية 8هن اللواتي فهمن ما فات القراء الأوائل من فهم، فلم يكن المقصود من الكتاب هو مهاجمة الآداب الجنسية المتعارفة، ولكن كان الهدف هو محاكمة النظام الأبوي ومدى فحشه والذي وضعته بوفوار تحت الفحص والتمحيص والمحاكمة.
------------------------------------------------------------------
8 - بدأت الموجة النسوية الثانية في الستينات بأمريكا، وظلت مرتبطة بأصولها الاجتماعية والسياسية. وفي تلك الفترة اشتد عود الليبرالية الامريكية التي تدعو إلى المساواه في الحقوق بعد نجاح تحجيم التفرقة العنصرية والأصوات المناهضة لحرب فيتنام وحركة الطلبة الشهيرة بالمظاهرات لحرب الكعوب العالية ومشدات الصدور، والثورة ضد ملكات الجمال وكافة مايحصر المرأة في مجال أنوثتها فقط. كانت موجةً فلسفية معرفية، اكتسبت طابعاً أكاديمياً جعل من النسوية نخبوية نوعاً ما. وبدأت خلافات التيارات النسوية الرئيسة التي تبلورت في تلك المرحلة (الماركسية، والليبرالية، والاشتراكية والرديكالية). وظهرت منظّرات قدّمن طروحات غنية، مثل سيمون دي بوفوار، بيتي فريدان، كيت ميليت، وأليس ووكر. وفي تلك الفترة التي كانت فيها المرأة الأمريكية في الستينات تدافع من أجل نيل بعض حقوقها، كانت المرأة في بعض الأقطار العربية كمصر وسوريا وتونس، مثل المساواة بين الجنسن للالتحاق بالجامعات، والمساواة في فرص ممارسة العمل المهني والبحث العلمي، والأجر المتساوي للجنسين لقاء العمل نفسة
-------------------------------------------------------------------------------
عَبر كتاب“الجنس الآخر ” 9عما تعانيه النساء من شعور بالظلم، وتركزت مطالبهن على التغيير الاجتماعي والسياسي والشخصي، وحذرن من الصلات بين الممارسات الخاصة والسياسات العامة. فكلاهما متصل – كل ما هو سياسي فهو خاص- وبعد أن تمت إزالة وصمة التعدي على الحياء الجنسي عن الكتاب استمرت تحليلات بوفوار للأبوية وظلم المرأة والحلول المقترحة للتخلص من الهيمنة على المرأة محل للنقاش إلى وقتنا الحالي.
-------------------------------------------------------------
9 - الجنس الآخر أو الجنس الثاني : Le Deuxième Sexe-‏ هو كتاب مهم في نشأة الحركات النسوية الغربية من تأليف الفيلسوفة الوجودية الفرنسية سيمون دي بوفوار ويعد أحد أفضل كتبها المعروفة، صدر لأول مرة بالفرنسية عام 1949. تطرح الفيلسوفة في الكتاب معاملة النساء على مر التاريخ، وغالباً ما يعتبر هذا الكتاب العمل الرئيسي للفلسفة النسوية، ونقطة انطلاق لموجة ثانية من النسوية. بوفوار أنهت بحثها وكتبت هذا الكتاب في حوالي 14 شهرا عندما كان عمرها 38 سنة. نشرته في مجلدين وظهرت بعض الفصول الأولى في صحيفة لي تون موديرن وضع هذا الكتاب مسبقاً في الفاتيكان على قائمة الكتب المحرّمة، حيث ألغيت هذه القائمة عام 1966. كتاب الجنس الآخر لبوفوار هو تحليل مفصل حول تاريخ اضطهاد المرأة. حيث في هذا الكتاب تناقش المؤلفة سؤالين مركزيين: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه زمنئذ (أي أن تكون "الآخر"؟) وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ومواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن.
-----------------------------------------------------------------
فقد تعرضت كتابات دو بوفوار إلى مشكلات عديدة وقت ترجمتها، من تحريف لتضليل على بعض أفكارها، مما أدي إلى المزيد من التعتيم حول مكانتها كفيلسوفة واراءها السياسية بالتحديد، فنجد مثلا الترجمة الإنجليزية الأولى لكتاب ” الجنس الآخر” قام بها هوارد بارشلي وهو خبير في علم الحيوان وليس لديه خلفية فلسفية على الاطلاق، وربما تكون هذه الترجمة مثالا صارخا على التشوهات المظللة التى لاحقت ترجمة أعمال بوفوار ، والتي حذف منها حوالي خمسة عشر بالمائة من النص الأصلي ، وترجم بارشلي المفاهيم الفلسفية المركزية بشكل غير دقيق، ونزع الطابع السياسي عن الحركة النسوية لبوفوار.
___________ يتبع __________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي