الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولكن ماذا يفعل السلاح في بيوت المواطنين؟

حنان سالم
صحفية عراقية

(Hanan Salim)

2023 / 12 / 27
المجتمع المدني


لا تمر علينا مناسبة، حزينةً كانت ام سعيدة، حتى نحصي اطفالنا خشية ان نكون قد فقدنا احدهم باطلاقة نارية خرجت من فوهة بندقية تسللت الى يدٍ تسيء استخامها. اذكر كيف انتشر دعاء “يارب ميفوز المنتخب” على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب خوف الناس من ان تصلهم اطلاقات الرمي العشوائي الذي ارتقى الى مستوى الظاهرة وراح ضحيته كباراً وصغاراً في مختلف المناسبات-الاعراس ومجالس العزاء والاعياد وفوز المنتخب- دون قانون رادع.
غياب القوانين والاجراءات الحكومية الجادة لمعالجة هذه الظاهرة دفع منظمات المجتمع المدني لتنظيم حملات توعوية لنبذ هذه الظاهرة المميتة، وبضمنها حملة لا للرمي العشوائي التي تنظمها منظمة التجديد للتطوير الاجتماعي في المناطق الشعبية ذات الطابع العشائري في محافظة بغداد. تركز الحملة على التوعية عن طريق توزيع البروشورات واستخدام مختلف وسائل الاعلام للتثقيف بمدى خطورة هذه الظاهرة، وتسعى المنظمة الى توسيع رقعة العمل والانتقال الى محافظات جنوبية يكثر فيها السلاح بالاخص لدى العشائر كميسان وذي قار. جهود كبيرة كهذه كانت ستُستغل في علاج ظواهر اخرى لولا ان الحكومات المتعاقبة بعد 2003 لم تحاول فرض سلطتها على الجميع وحصر السلاح بيد الدولة. بعض العشائر في جنوب العراق تمتلك اسلحة ثقيلة وهاونات وصواريخ وتستخدمها في الدكة العشائرية والنزاعات العشائرية التي نشهدها يومياً حتى باتت العشائر اقوى من الدولة، والمضحك المبكي ان هذه العشائر تعير اسلحتها لبعض ان وجدت ان عدة عملها غير كافية لاكمال المهمة.
والسؤال الملح هنا، لماذا تمتلك العشائر وحتى المواطنين ما يقارب العشرة ملايين قطعة سلاح، وما الغرض من الجيش والشرطة وحتى وزارتي الداخلية والدفاع ان امتلكنا سلاحاً نهدد به كل من يزعجنا؟ صحيح ان التاريخ السياسي للعراق -الذي شهد عدة حروب ونزاعات داخلية وتدمير للبنى التحتية- خلف بيئة من الفوضى والعنف دفعت بالناساللاحتفاظ بالسلاح كوسيلة للنفوذ وحماية الهوية، لكن ذلك ساهم في تقويض سيادة وهيبة وشرعية الدولة وتفشي الجريمة والعنف والارهاب وتهديد السلم المجتمعي، وخلق بيئة مناسبة للمليشيات التي تستخدم السلاح للقتل والسرقة والابتزاز والخطف والترويع.
الرمي العشوائي الذي جعلنا نكره افراحنا مقترن بعدم حصر السلاح بيد الدولة وهذه المشكلة التي لم نجد حلاً لها لعشرين عاماً باتت تهدد امن وسيادة العراق فالى متى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة


.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن




.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم


.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل




.. د. هيثم رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة