الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محادثات مع الله (4)
نيل دونالد والش
2023 / 12 / 28العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• هناك الكثير الذي أريد أن أسأله. هناك الكثير من الأسئلة. أفترض أنني يجب أن أبدأ بالأشياء الكبيرة، الواضحة. مثلا، لماذا العالم بالشكل الذي هو عليه؟
من بين جميع الأسئلة التي طرحها الإنسان على النفس الكلية، هذا هو السؤال الذي يُطرح في أغلب الأحيان. منذ الأزل سأله الإنسان. منذ اللحظة الأولى لهذا أردت أن تعرف، لماذا يجب أن يكون الأمر هكذا؟
عادة ما يكون الطرح الكلاسيكي للسؤال كالتالي: إذا كان الله كلي الكمال وكلي المحبة، فلماذا يخلق الله الوباء والمجاعة، والحرب والأمراض، والزلازل والأعاصير، وكل أنواع الكوارث الطبيعية، وخيبة الأمل العميقة على المستوى الشخصي، والكوارث العالمية؟
الجواب على هذا السؤال يكمن في اللغز الأعمق للكون والمعنى الأسمى للحياة.
أنا لا أظهر صلاحي من خلال خلق ما تسميه الكمال في كل مكان حولك فقط. أنا لا أظهر حبي من خلال عدم السماح لك بإظهار حبك.
كما شرحت سابقًا، لا يمكنك إظهار الحب حتى تتمكن من إثبات عدم المحبة. ولا يمكن للشيء أن يوجد بدون نقيضه إلا في عالم المطلق. ومع ذلك، فإن عالم المطلق لم يكن كافيًا لك أو لي. لقد كنتُ موجودًا هناك، دائمًا، في اللانهاية، من حيث أتيتم أنتم.
في عالم المطلق لا توجد خبرة بالشعور، بل معرفة فقط. المعرفة حالة إلهية، لكن أعظم متعة هي الوجود. لا يتحقق الوجود إلا بعد التجربة. التطور هو هذا: المعرفة، التجربة، الوجود. هذا هو الثالوث الأقدس، الذي هو المصدر.
الله الآب ، هو المعرفة، التي هي مولدة كل الفهم، ووالدة كل تجربة بالشعور، لأنك لا تستطيع أن تختبر ما لا تعرفه.
الله الابن، هو التجربة والشعور، الذي يختبر، وهو التجسيد والتمثيل لكل ما يعرفه الآب من نفسه، لأنك لا تستطيع أن تكون ما لم تختبره.
الله الروح القدس هو الوجود والكائن، والتجسيد لكل ما اختبره الابن من نفسه؛ إن الوجود البسيط والرائع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ذاكرة المعرفة والتجربة. (*)
هذا الكائن البسيط هو النعيم. إنه حالة النفس الكلية في السعادة الغامرة، بعد معرفة ذاتها واختبارها. وهو ما اشتاق إليه الله في البداية. بالطبع، لقد تجاوزتم النقطة التي يجب أن توضح فيها لك أن أوصاف الله الأب والابن لا علاقة لها بالجنس. أستُخدم هنا الخطاب الرائع لأحدث كتبكم المقدسة. وضعت الكتابات المقدسة السابقة هذه الاستعارة في سياق الأم والابنة. ولا هذا ولا ذاك صحيح. يمكن لعقلك أن يفهم هذه العلاقة بشكل أفضل على النحو التالي: الوالد والأبناء. أو: الذي يربِّي والذ يربىَّ. إن إضافة الجزء الثالث من الثالوث ينتج هذه العلاقة: الذي (يربِّي / يربَّى) الذي هو كائن وموجود. هذا الواقع الثالوثي هو توقيع المصدر. إنه النموذج الإلهي. إن الثلاثة في واحد موجود في كل مكان في عوالم الجليل. لا يمكنك الهروب منه في الأمور المتعلقة بالزمان والمكان، أو الله والوعي، أو أي من العلاقات الدقيقة. ومن ناحية أخرى، لن تجد الحقيقة الثلاثية في أي من علاقات الحياة الفظّة.
الحقيقة الثلاثية يتم التعرف عليها في علاقات الحياة الخفية من قبل كل من يتعامل مع مثل هذه العلاقات. لقد وصف بعض رجال الدين لديكم الحقيقة الثالوثية بأنها الآب والابن والروح القدس. ويستخدم بعض أطبائكم النفسيين مصطلحات الوعي الفائق أو الأنا العليا، والوعي أو الأنا، واللاوعي أو العقل الباطن. وبعض الروحانيين عندكم يقولون العقل والجسد والروح. ويرى بعض علمائكم الطاقة والمادة والأثير. وبعض فلاسفتكم يقولون إن الشيء لا يكون صحيحا عندكم حتى يكون صحيحا في الفكر والقول والعمل. عند الحديث عن الزمن، فإنك تتحدث عن ثلاثة أزمنة فقط: الماضي، الحاضر، المستقبل. وبالمثل، هناك ثلاث لحظات في إدراكك: قبل، والآن، وبعد. فيما يتعلق بالعلاقات المكانية، سواء بالنظر إلى النقاط في الكون، أو النقاط المختلفة في غرفتك الخاصة، فإنك تتعرف هنا وهناك والمسافة بينهما.
في الأمور المتعلقة بالعلاقات الجسيمة، لا يمكنكم التعرف على "الوسط" أو "البين". وذلك لأن العلاقات الإجمالية تكون دائمًا ثنائية، في حين أن العلاقات في العالم الأعلى تكون دائمًا ثلاثية. ومن ثم، هناك في العلاقات الجسيمة: يسار ويمين، ومن أعلى إلى أسفل، وكبير وصغير، وسريع وبطيء، وحار وبارد، وأعظم ثنائي تم خلقه على الإطلاق: ذكر وأنثى. لا يوجد وسط في هذه الثنائيات. الشيء هو إما شيء أو آخر، أو نسخة أكبر أو أصغر في علاقته بأحد هذه الأقطاب.
في عالم العلاقات الجسيمة، لا يمكن لأي شيء متصور أن يوجد دون تصور لنقيضه. معظم مشاعركم اليومية مبنية على هذا الواقع.
وأما في عالم العلاقات السامية فلا يوجد شيء له نقيض. الكل واحد، وكل شيء يتقدم من واحد إلى آخر في دائرة لا تنتهي أبدًا.
الوقت هو عالم سامٍ، حيث يوجد ما تسميه الماضي والحاضر والمستقبل بشكل متبادل. أي أنهم ليسوا أضداد، بل هم أجزاء من نفس الكل. تطورات نفس الفكرة؛ دورات من نفس الطاقة. جوانب من نفس الحقيقة الثابتة. إذا استنتجت من هذا أن الماضي والحاضر والمستقبل موجودون في نفس "الزمن"، فأنت على حق. (لكن الآن ليس الوقت المناسب لمناقشة ذلك. يمكننا أن نتناول هذا الأمر بتفصيل أكبر عندما نستكشف مفهوم الزمن برمته، وهو ما سنفعله لاحقًا).
العالم على ما هو عليه الآن لأنه لا يمكن أن يكون بأي طريقة أخرى ولا يزال موجودًا في عالم المادية الإجمالي. فالزلازل والأعاصير والفيضانات والأحداث التي تسميها كوارث طبيعية ما هي إلا تحركات العناصر من قطب إلى آخر. دورة الولادة والموت بأكملها هي جزء من هذه الحركة. هذه هي إيقاعات الحياة، وكل شيء في الواقع الإجمالي يخضع لها، لأن الحياة نفسها إيقاع. إنها موجة، واهتزاز، ونبض في قلب كل ما هو موجود.
المرض هو نقيض للصحة، وهما يظهران في واقعك بناءً على طلب منك. لا يمكنك أن تكون مريضًا دون أن تتسبب في مرضك وتُوَلِّده على مستوى من المستويات، ويمكنك أن تتعافى مرة أخرى في لحظة بمجرد أن تقرر أن تكون كذلك. إن خيبات الأمل الشخصية العميقة هي استجابات مختارة، والمصائب العالمية هي نتيجة الوعي العالمي.
يشير سؤالك إلى أنني اخترت هذه الأحداث، وأن حدوثها هو إرادتي ورغبتي. ومع ذلك، فأنا لا أرغب في ظهور هذه الأشياء، بل ألاحظكم فقط وأنتم تفعلون ذلك. وأنا لا أفعل شيئًا لإيقافها، لأن القيام بذلك سيكون بمثابة إحباط لإرادتكم. وهذا بدوره سيحرمكم من تجربة وشعور النفس الكلية، وهي التجربة التي اخترناها أنا وأنتم معًا.
لذلك، لا تدينوا كل ما تسمونه سيئًا في العالم. بدلًا من ذلك، اسألوا أنفسكم، ما الذي جعل من الممكن الحكم على ذلك بأنه سيء، وما الذي ترغب في فعله لتغييره.
استفسر من الداخل، وليس من الخارج، متسائلاً: "ما هو الجزء من ذاتي الذي أرغب في تجربته الآن في مواجهة هذه الكارثة؟ وأي حالة من الوجود أختار أن أدعوها إليه؟ لأن الحياة كلها موجودة كأداة من صنعك، وكل أحداثها تقدم نفسها كفرص لك لتقرر، وتكون، من أنت.
وهذا ينطبق على كل نفس، وهكذا ترى أنه ليس هناك ضحايا في الكون، بل خالقون فقط. جميع السادة المعلمون الذين ساروا على هذا الكوكب يعرفون ذلك. لهذا السبب، بغض النظر عن المعلم الذي قد تسميه، لم يتخيل أحد نفسه ضحية - على الرغم من أن الكثيرين قد صلبوا حقًا.
كل روح هي سيد، على الرغم من أن البعض لا يتذكرون أصولهم أو تراثهم. ومع ذلك فإن كل واحد منهم يخلق المواقف والظروف من أجل غرضه الأسمى وأسرع تذكر له - في كل لحظة تسمى الآن.
لا تدن أحداً، ولا تلُم القنوات الكارمية التي يمر بها الآخرون. ولا تحسد نجاح الآخرين، ولا تندم على إخفاقاتك، لأنك لا تعرف ما هو النجاح أو الفشل في حسابات الروح. لا تسمي شيئًا مصيبة، ولا حدثًا بهيجًا، حتى تقرر، أو تشهد، كيف يتم استخدامه. فهل الموت مصيبة إذا أنقذ موت أحدهم حياة الآلاف؟ وهل الحياة حدث بهيج إذا لم تسبب سوى الحزن؟ ولكن حتى هذا لا ينبغي أن تحكم عليه، بل احفظ دائمًا رأيك الخاص، واسمح للآخرين برأيهم.
هذا لا يعني تجاهل نداء المساعدة، ولا حث روحك على العمل من أجل تغيير بعض الظروف أو الأحوال. إنه يعني تجنب التسميات والأحكام أثناء قيامك بكل ما تفعله. لكل ظرف هدية، وفي كل تجربة يوجد كنز.
ذات مرة كانت هناك روح عرفت أنها النور. لقد كانت هذه روحًا جديدة، وبالتالي كانت حريصة على اكتساب شعور: "أنا هو النور". فقالت "أنا هو النور." ومع ذلك فإن كل معرفتها وكل ما يقال عنها لا يمكن أن يحل محل تجربتها وشعورها. وفي العالم الذي خرجت منه هذه الروح، لم يكن هناك سوى النور. كانت كل نفس عظيمة، وكل نفس كانت رائعة، وكل نفس أشرقت ببريق نوري المهيب. وهكذا كانت الروح الصغيرة المعنية بمثابة شمعة في الشمس. وفي وسط النور الأعظم - الذي كانت جزءًا منه - لم تتمكن من رؤية نفسها، ولا تجربة نفسها والشعور أنها من هي عليه حقًا.
وحدث الآن أن هذه النفس كانت تشتاق وتشتاق إلى معرفة نفسها. وكان شوقها وتعطشها عظيمًا لدرجة أنني قلت ذات يوم: "هل تعلمي أيتها الصغيرة، ما الذي يجب عليك فعله لإشباع شوقك هذا؟"
قالت الروح الصغيرة: "ماذا يا إلهي؟ ماذا؟ سأفعل أي شيء!".
أجبتها: «يجب أن تفصلي نفسك عنا جميعاً، وبعد ذلك يجب أن تسمي نفسك الظلام.»
سألت الروح الصغيرة "ما هي الظلمة أيها القدوس؟".
أجبت: "ما لستِ أنتِ عليه"، وفهمت الروح.
وهكذا فعلت، إذ انفصلت عن الكل، وذهبت حتى إلى عالم آخر. وفي هذا العالم كان للروح القدرة على استدعاء كل أنواع الظلمة إلى تجربتها. وهذا ما فعلته.
وفي وسط كل الظلمة صرخت قائلة: "أيها الآب، لماذا تركتني؟" (كما فعلت أنت في أحلك أوقاتك. ومع ذلك، فأنا لم أتخلى عنك أبدًا، ولكنني أقف إلى جانبك دائمًا، على استعداد لتذكيرك بمن أنت حقًا؛ جاهز، جاهز دائمًا، لدعوتك إلى بيتك).
لذلك كن نوراً للظلمة ولا تلعنها.
ولا تنس من أنت في لحظة تطويقك بما لست عليه. ونعم، ستمدح وتمجّد الوجود حتى وأنت تسعى إلى تغييره.
واعلم أن ما تفعله في وقت محنتك الكبرى يمكن أن يكون أعظم انتصار لك. إن التجربة التي تقوم بإنشائها والشعور الذي تخلقه هو بيان من أنت ومن تريد أن تكون.
لقد أخبرتك بهذه القصة - مثل الروح الصغيرة والشمس - لكي تفهم بشكل أفضل سبب كون العالم على ما هو عليه الآن - وكيف يمكن أن يتغير في اللحظة التي يتذكر فيها الجميع الحقيقة الإلهية للواقع الأسمى.
الآن البعض منكم يقول أن الحياة مدرسة، وأن هذه الأشياء التي تلاحظها وتختبرها في حياتك هي من أجل التعلم. لقد تطرقت لهذا الأمر من قبل، وأقول لك مرة أخرى:
أنت لم تأت إلى هذه الحياة لتتعلم شيئاً، وإنما جئت لإظهار ما تعرفه سلفاً بالفعل. وحين تستعرض ما تعرفه سوف تقوم بتنفيذه، وتخلق نفسك من جديد، من خلال تجربتك وشعورك. هكذا تبرر الحياة، وتعطيها هدفًا. هكذا تجعلها مقدسة.
هل تقصد أن كل الأشياء السيئة التي تحدث لنا هي أشياء من اختيارنا؟ هل تقصد أنه حتى مصائب العالم وكوارثه هي، على مستوى ما، من صنعنا حتى نتمكن * من "تجربة عكس ما نحن عليه"؟ وإذا كان الأمر كذلك، أليس هناك طريقة أقل إيلامًا - أقل إيلامًا لأنفسنا وللآخرين - لخلق فرص لنا لتجربة أنفسنا؟
لقد طرحت عدة أسئلة، وكلها جيدة. دعنا نأخذها واحدا تلو الآخر.
لا، ليست كل الأشياء التي تسميها سيئة والتي تحدث لك هي من اختيارك. على الأقل على مستوى الاختيار الواعي – الذي تقصده. كلهم من خلقك.
أنت دائمًا في حالة الخلق. كل لحظة. كل دقيقة. كل يوم. كيف يمكنك الخلق؟ سنبحث هذا في وقت لاحق. في الوقت الحالي، خذ كلامي على محمل الجد - أنت آلة خلق كبيرة، وأنت تُنتج مظهرًا جديدًا حرفيًا بأسرع ما يمكن وبسرعة تضاهي سرعة تفكيرك.
الأحداث، والوقائع، والأحداث، والظروف، كلها خلقت من الوعي. الوعي الفردي قوي بما فيه الكفاية. يمكنكم أن تتخيلوا نوع طاقة الخلق التي يتم إطلاقها عندما يجتمع اثنان أو أكثر باسمي. فما بالك بالوعي الجماعي؟ إنه قوي جدًا لدرجة أنه يمكن أن يخلق أحداثًا وظروفًا ذات أهمية عالمية وعواقب كوكبية.
ويجب القول للدقة أن هذا يحدث ليس بالطريقة التي تقصدها وبالمعنى الذي ظننته، أنك تختار هذه الأحداث. لا، أنتم لا تختارونها بنفس القدر الذي لا أختارها أنا. وأنتم مثلي، تراقبونها. تحددون من تكونون فيما يتعلق بها.
ومع ذلك، لا يوجد ضحايا في العالم، ولا أشرار. ولا أنت ضحية لاختيارات الآخرين. في مستوى ما، قمتم جميعًا بخلق ما تقولون إنكم تكرهونه، وبعد أن قمتم بخلقه، اخترتموه.
هذا مستوى متقدم من التفكير، وهو المستوى الذي يصل إليه جميع المعلمين عاجلاً أم آجلاً. لأنه فقط عندما يتمكنون من قبول المسؤولية عن كل ذلك، سيمكنهم القدرة على تغيير جزء منه.
طالما أنك تفكر في فكرة أن هناك شيئًا ما أو شخصًا آخر "يفعل ذلك" بك، فإنك تجرد نفسك من القدرة على فعل أي شيء حيال ذلك. فقط عندما تقول "لقد فعلت هذا" يمكنك أن تجد القدرة على تغييره.
من الأسهل بكثير تغيير ما تفعله بدلاً من تغيير ما يفعله الآخرون.
الخطوة الأولى في تغيير أي شيء هي أن تعرف وتقبل أنك اخترته ليكون على ما هو عليه. إذا كنت لا تستطيع قبول ذلك على المستوى الشخصي، فوافق عليه من خلال فهمك لذلك. كلنا واحد. اسعى بعد ذلك إلى إحداث التغيير ليس لأنه غير صحيح، ولكن لأنه لم يعد يقدم بيانًا دقيقًا عن هويتك.
هناك سبب واحد فقط لفعل أي شيء: أن يكون بمثابة بيان للكون عن هويتك.
وباستخدام هذه الطريقة، تصبح الحياة خلاقة ذاتيًا. أنت تستخدم الحياة لتخلق ذاتك كما أنت، وكما أردت دائمًا أن تكون.
هناك أيضًا سبب واحد فقط للتراجع عن القيام بأي شيء: لأنه لم يعد بيانًا لما تريد أن تكون عليه. لا يعكسك. لا يمثلك. (أي أنه لا يعيد تقديمك,).
إذا كنت ترغب في أن يتم إعادة تقديمك بدقة، فيجب عليك أن تعمل على تغيير أي شيء في حياتك لا يتناسب مع صورتك التي ترغب في عرضها على الأبدية.
بالمعنى الأكبر، كل الأشياء "السيئة" التي تحدث هي من اختيارك. الخطأ ليس في اختيارها، بل في وصفها بالسوء. فإنك إذ تسميها سيئة، فإنك تسمي نفسك سيئة، منذ خلقت تلك الأشياء.
لا يمكن قبول هذه التسمية، لذا بدلًا من وصف نفسك بأنها سيئة، فإنك تتبرأ من إبداعاتك وخلقك. إن هذا الخداع الفكري والروحي هو الذي يسمح لك بقبول عالم تكون فيه الظروف ثابتة كما هي. إذا كان عليك أن تقبل - أو حتى تشعر بإحساس داخلي عميق - بالمسؤولية الشخصية تجاه العالم، فسيكون المكان مختلفًا تمامًا. سيكون هذا صحيحًا بالتأكيد إذا شعر الجميع بالمسؤولية. إن كون هذا واضحًا للغاية هو ما يجعل الأمور مؤلمًة للغاية ومثيرة للسخرية بشكل مؤثر.
إن الكوارث الطبيعية في العالم – أعاصيره، وعواصفه، وبراكينه وفيضاناته - واضطراباته المادية - لم تخلقها أنت على وجه التحديد. ما تصنعه أنت هو أن تحدد مدى تأثير هذه الأحداث على حياتك.
تحدث أحداث في الكون ولا يمكن لأي خيال أن يدعي أنك حرضتها أو خلقتها.
يتم خلق هذه الأحداث من خلال الوعي المشترك للإنسان. العالم كله، يشترك في الإبداع والخلق، وينتج هذه التجارب. ما يفعله كل واحد منكم، على حدة، هو التحرك عبر هذه التجارب، وتحديد المقصود من ذلك بالنسبة لك، إن كان هناك قصد، ومن وماذا تكون أنت بالنسبة لهذه الأحداث والمشاعر.
وهكذا، فإنكم تخلقون الحياة والأوقات التي تعيشونها، بشكل جماعي وفردي، من أجل تطور الروح.
لقد سألت عما إذا كانت هناك طريقة أقل إيلامًا للخضوع لهذه العملية - والإجابة هي نعم - ومع ذلك لن يتغير شيء في تجربتك الخارجية. إن الطريقة لتقليل الألم الذي تربطه بالتجارب والأحداث الأرضية - سواء كانت لك أو للآخرين - هي تغيير الطريقة التي تنظر بها إلىها.
لا يمكنك تغيير الحدث الخارجي (لأن هذا قد تم إنشاؤه وخلقه بمحض إرادتك، ولم تنضج بما يكفي في وعيك لتغيير ما تم إنشاؤه بشكل فردي)، لذلك يجب عليك تغيير التجربة الداخلية. هذا هو الطريق إلى الإتقان في الحياة.
لا شيء مؤلم في حد ذاته. الألم هو نتيجة للتفكير الخاطئ. وهو خطأ في التفكير.
يمكن للسيد المعلم أن يخفي الألم الأكثر خطورة. بهذه الطريقة يكون المعلم قادر على الشفاء.
الألم ينجم عن الحكم الذي أصدرته على شيء ما. أزل الحكم وسيختفي الألم.
غالبًا ما يعتمد الحكم على الخبرة السابقة. فكرتك عن شيء ما مستمدة من فكرة مسبقة عن هذا الشيء. إن فكرتك السابقة تنتج من فكرة سابقة، وتلك الفكرة من فكرة أخرى، وهكذا دواليك، مثل لبنات البناء، حتى تعود إلى قاعة المرايا إلى ما أسميه الفكر الأول.
كل الفكر إبداعي وخلاق، ولا يوجد فكر أقوى من الفكر الأصلي. ولهذا السبب يُطلق على هذا أحيانًا اسم الخطيئة الأصلية. الخطيئة الأصلية هي عندما تكون فكرتك الأولى عن شيء ما خاطئة. يتضاعف هذا الخطأ عدة مرات عندما تفكر مرة أخرى أو ثالثة في شيء ما. إنها مهمة الروح القدس أن يلهمك إلى مفاهيم جديدة، والتي يمكن أن تحررك من أخطائك.
• هل تقول إنه لا ينبغي لي أن أشعر بالسوء تجاه الأطفال الذين يتضورون جوعا في أفريقيا، والعنف والظلم في أمريكا، والزلزال الذي يقتل المئات في البرازيل؟
لا يوجد "ينبغي" أو "لا ينبغي" في عالم المصدر. افعل ما تريد فعله. افعل ما يعكسك، وما يعيد تقديمك كنسخة أعظم من ذاتك. إذا كنت تريد أن تشعر بالسوء، اشعر بالسوء.
لكن لا تحكموا ولا تدينوا، لأنكم لا تعلمون لماذا يحدث شيء ما ولا إالغاية من ورائه.
وتذكر هذا: ما تدينه يدينك، وما تدينه ستصبحه يومًا ما.
بدلاً من ذلك، اسعى إلى تغيير تلك الأشياء - أو دعم الآخرين الذين يغيرون تلك الأشياء - التي لم تعد تعكس أعلى إحساسك بهويتك.
ومع ذلك، باركوا الجميع، فكل شيء هو خلق النفس الكلية، من خلال الحياة، وهذا هو الخليقة الأسمى.
• هل يمكننا التوقف هنا للحظة ودعني ألتقط أنفاسي؟ هل سمعتك تقول أنه لا يوجد "ينبغي" أو "لا ينبغي" في عالم النفس الكلية؟
هذا صحيح.
• كيف يمكن أن يكون؟ إذا لم يكن هناك أحد في عالمك، أين سيكونون؟
بالفعل أين…
• أكرر السؤال. في أي مكان آخر يمكن أن تظهر "ينبغي" و"لا ينبغي" إن لم تكن في عالمك؟
في خيالك.
• لكن أولئك الذين علموني كل شيء عن الصواب والخطأ، وما يجب وما لا يجب، وما ينبغي وما لا ينبغي، أخبروني أن كل هذه القواعد وضعتها أنت، قالوا أنها موضوعة من قبل المصدر.
أخطأ كل الذين علموك. لم أقم أبدًا بتحديد "صواب" أو "خطأ"، أو "افعل" و "لا تفعل". إن القيام بذلك يعني تجريدك تمامًا من أعظم هدية لك - وهي فرصة القيام بما يحلو لك، وتجربة نتائج ذلك؛ فرصة خلق نفسك من جديد على صورة ومثال من أنت حقًا؛ المساحة اللازمة لإنتاج واقع أعلى منك، بناءً على فكرتك الأعظم عما أنت قادر عليه.
إن القول بأن شيئًا ما - فكرة، أو كلمة، أو فعل - "خطأ" سيكون بمثابة إخبارك بعدم القيام بذلك. إن إخبارك بعدم القيام بذلك سيكون بمثابة منعك. منعك سيكون بمثابة تقييد لك. إن تقييدك يعني إنكار حقيقة هويتك الحقيقية، بالإضافة إلى الفرصة المتاحة لك لخلق هذه الحقيقة وتجربتها.
هناك من يقول إنني أعطيتك حرية الإرادة، لكن هؤلاء الأشخاص أنفسهم يزعمون أنك إذا لم تطعني، فسوف أرسلك إلى الجحيم. أي نوع من الإرادة الحرة هذا؟ ألا يشكل هذا استهزاءً بالنفس الكلية فضلا عن الإرتباط الحقيقي بيننا؟
• حسنًا، نحن الآن ندخل في مجال آخر أردت مناقشته، وهو بالتحديد متعلق بالجنة والجحيم. لقد فهمت مما قلته أنت، أنه لا يوجد شيء اسمه جهنم.
هناك جهنم، لكنه ليس كما تعتقد، وأنت لم تشعر بذلك للأسباب التي أعطيت لك.
• ما هي جهنم إذاً؟
إنها الشعور بأسوأ نتيجة ممكنة لاختياراتك وقراراتك وإبداعاتك. إنها النتيجة الطبيعية لأي فكرة تنكرني، أو تعارض حقيقتك بالنسبة لي.
إنها الألم الذي تعاني منه بسبب التفكير الخاطئ. ومع ذلك، فحتى مصطلح «التفكير الخاطئ» هو تسمية خاطئة، لأنه لا يوجد شيء اسمه خطأ.
جهنم هي عكس الفرح. عدم تحقيق الذات. إنها معرفة من أنت مع عدم القدرة على الشعور بذلك. إنها الوجود في عِوَز. هذه هي جهنم، وليس هناك أسوأ لروحك من ذلك.
لكن حهنم ليست موجودة في مكان كما تخيلتم، حيث تحترق في نار أبدية، أو تعيش في حالة من العذاب الأبدي. ما هو الغرض الذي يمكن أن يكون لي في ذلك؟
حتى لو كنت أحمل فكرة غير معقولة ولا إلهية بأنك لا "تستحق" الجنة، فلماذا أحتاج إلى البحث عن نوع من الانتقام، أو العقاب، بسبب فشلك وتعثرك؟ ألن يكون الأمر بسيطًا بالنسبة لي أن أمحوك وأتخلص منك؟ أي جزء انتقامي مني يتطلب أن أخضعكم لمعاناة أبدية من نوع ومستوى يفوق الوصف؟
إذا أجبت: إنها الحاجة إلى العدالة، ألا يخدم مجرد إنكار الشركة معي في السماء أهداف العدالة؟ هل إلحاق الألم الذي لا ينتهي مطلوب أيضًا؟
أقول لك إنه لا توجد تجربة بعد الموت كما بنيتم في لاهوتكم القائم على الخوف. ومع ذلك، هناك تجربة للنفس تعيسة للغاية، وغير مكتملة، وأقل من كاملة، ومنفصلة تمامًا عن فرح النفس الكلية الأعظم، بحيث يكون هذا بالنسبة لروحك جحيمًا كجهنم. لكني أقول لك إنني لا أرسلك إلى هناك، ولا أسبب لك هذا الاختبار. أنت، نفسك، تخلق التجربة، في أي وقت وكيفما تفصل ذاتك عن أعلى أفكارك عنك. أنت، نفسك، تخلق التجربة، كلما أنكرت ذاتك؛ كلما رفضت من وماذا أنت حقًا.
لكن حتى هذه التجربة ليست أبدية أبدًا. لا يمكن أن يكون الأمر كذلك، لأن خطتي ليست أن تنفصل عني إلى الأبد. في الواقع، شيء كهذا أمر مستحيل - لأنه لتحقيق مثل هذا الحدث، لن يتعين عليك إنكار هويتك فحسب، بل يجب علي أن أفعل ذلك أيضًا. هذا لن أفعله أبداً وطالما أن أحدنا يحمل الحقيقة عنك، فإن الحقيقة عنك سوف تسود في النهاية.
• لكن إذا لم يكن هناك جحيم، فهل هذا يعني أنني أستطيع أن أفعل ما أريد، وأتصرف كما يحلو لي، وأرتكب أي فعل، دون خوف من العقاب؟
هل هو الخوف الذي تحتاجه لكي تكون وتفعل وتمتلك ما هو صحيح في جوهره؟ هل يجب أن تتعرض للتهديد لكي "تكون جيدًا"؟ وما هو "أن تكون جيداً"؟ ومن صاحب الكلمة الأخيرة في ذلك؟ من يضع المبادئ التوجيهية؟ من يضع القواعد؟
أقول لك: أنت صانع القواعد الخاصة بك. قمت بتعيين المبادئ التوجيهية. وأنت تقرر مدى جودة أدائك؛ لأنك أنت من قرر من أنت وماذا تكون حقًا، ومن تريد أن تكون. وأنت الشخص الوحيد الذي يمكنه تقييم مدى جودة أدائه.
لن يدينك أحد أبدًا، لماذا وكيف يمكن لله أن يدين خليقته ويصفها بأنها سيئة؟ لو أردتك أن تكون وأن تفعل كل شيء على أكمل وجه، لتركتك في حالة الكمال التام من حيث أتيت. كان الهدف الأساسي من هذه العملية هو اكتشاف نفسك، وخلق ذاتك، كما أنت حقًا، وكما تريد حقًا أن تكون. ومع ذلك، لا يمكنك أن تكون كذلك إلا إذا كان لديك خيار أيضًا أن تكون شيئًا آخر غير ذلك.
فهل يجب أن أعاقبك على الاختيار الذي وضعته بنفسي أمامك؟ إذا كنت لا أريدك أن تقوم بالاختيار الثاني، فلماذا أخلق غير الإختيار الأول؟
هذا سؤال يجب أن تطرحه على نفسك قبل أن تعينني في دور الإله المُدان.
الجواب المباشر على سؤالك هو نعم يمكنك أن تفعل ما تريد دون خوف من العقاب. ومع ذلك، قد يفيدك أن تكون على دراية بالعواقب.
العواقب هي النتائج. النتائج الطبيعية. وهذه ليست على الإطلاق قصاص أو عقوبات. النتائج هي بكل بساطة ما ينتج عن التطبيق الطبيعي للقوانين الطبيعية. إنها ما يحدث، بشكل متوقع تمامًا، نتيجة لما حدث.
جميع الحياة المادية تعمل وفقا للقوانين الطبيعية. وبمجرد أن تتذكر هذه القوانين، وتطبقها، تكون قد أتقنت الحياة على المستوى الجسدي.
إن ما يبدو لك عقابًا – أو ما يمكن أن تسميه شرًا، أو حظًا سيئًا – ليس أكثر من قانون طبيعي يؤكد نفسه.
• بمعنى أنه لو عرفت هذه القوانين وأطعتها، فلن أواجه أي مشكلة مرة أخرى. هل هذا ما تقوله لي؟
لن تختبر نفسك أبدًا على أنها واقعة في ما تسميه "مشكلة". لن تفهم أن أي موقف في الحياة يمثل مشكلة. لن تواجه أي ظرف من الظروف مع الخوف. سوف تضع حداً لكل القلق والشك والخوف. ستعيش كما تتخيل أن آدم وحواء عاشا، ليس كأرواح بلا جسد في عالم المطلق، ولكن كأرواح متجسدة في عالم النسبية. ومع ذلك، سيكون لديك كل الحرية، وكل الفرح، وكل السلام، وكل حكمة وفهم وقوة الروح الذي أنت عليه. ستكون كائنًا محققًا بالكامل.
هذا هو هدف روحك. هذا هو هدفه – أن يدرك نفسه بالكامل أثناء وجوده في الجسد؛ لتصبح تجسيدا لكل ما هو عليه حقا. هذه هي خطتي لك. هذا هو المثل الأعلى بالنسبة لي: أن أتحقق من خلالك. وبذلك يتحول المفهوم إلى تجربة، حتى أتمكن من معرفة ذاتي بالشعور والتجربة.
قوانين الكون هي القوانين التي وضعتها أنا. إنها قوانين مثالية، تخلق وظيفة مثالية للجسد.
هل سبق لك أن رأيت أي شيء أكثر كمالا من بلورة الثلج؟ إن تعقيدها، وتصميمها، وتناسقها، ومطابقتها لنفسها وأصالتها عن كل شيء آخر - كلها لغز. أنت تتساءل عن معجزة هذا العرض الرائع للطبيعة. ومع ذلك، إذا كان بإمكاني فعل ذلك باستخدام بلورة ثلج واحدة، فماذا تتوقع أنني أستطيع أن أفعل – وقد فعلت - مع الكون؟
ولو رأيت تماثله، وكمال تصميمه – من أكبر جسم إلى أصغر جسيم – فلن تتمكن من الاحتفاظ بحقيقته في واقعك. وحتى الآن، عندما تحصل على لمحات منه، لا يمكنك حتى الآن أن تتخيل أو تفهم آثاره. ومع ذلك، يمكنك أن تعرف أن هناك آثارًا أكثر تعقيدًا بكثير وأكثر استثنائية بكثير مما يمكن أن يستوعبه فهمك الحالي.
• كيف يمكنني معرفة هذه القوانين؟ كيف يمكنني تعلمها؟
إنها ليست مسألة تعلم، بل مسألة تذكر.
• كيف يمكنني أن أتذكرهم؟
ابدأ بالبقاء ساكنًا. اجعل العالم الخارجي هادئًا، حتى يتمكن العالم الداخلي من جلب البصر إليك. هذه البصيرة هي ما تسعى إليه، ومع ذلك لا يمكنك الحصول عليها وأنت منشغل بشدة بواقعك الخارجي. لذلك، اسعى إلى الذهاب إلى الداخل قدر الإمكان. وعندما لا تستطيع أن تذهب إلى الداخل، انطلق من الداخل وأنت تتعامل مع العالم الخارجي. تذكر هذه البديهية:
إذا لم تتوحد فأنت منفصل.
ضعها بضمير المتكلم أثناء تكرارها، لجعلها أكثر شخصية:
إذا لم أكن متوحداً
فأنا منفصل
لقد كنت منفصلاً طيلة حياتك. مع أنه لا يجب أن تفعل ذلك ولا أن تكون مجبراً عليه.
لا يوجد شيء لا يمكنك أن تكونه، ولا يوجد شيء لا يمكنك فعله. لا يوجد شيء لا يمكنك الحصول عليه.
• هذا يبدو وكأنه وعد فطيرة في الجنة.
ما نوع الوعود الذي ستطلب أن تقدمها لك النفس الكلية؟ هل تصدقني إذا وعدتك بأقل من ذلك؟
لآلاف السنين، لم يصدق الناس وعود الله لسبب غير عادي: لقد كانت رائعة أكثر من أن تصدق. لذا فقد اخترت وعدًا أقل – حبًا أقل. لأن وعد الله الأسمى ينبع من أسمى محبة. ومع ذلك، فأنتم لا يمكنكم أن تتصوروا حبًا كاملاً، وبالتالي لا يمكن تصور الوعد الكامل أيضًا. وكذلك الشخص المثالي. لذلك لا يمكنك أن تؤمن حتى بنفسك.
الفشل في الإيمان بأي من هذا يعني عدم الإيمان بالمصدر. لأن الإيمان بالله ينتج الإيمان بأعظم هدية من الله – الحب غير المشروط ووعد الله الأعظم ذو الإمكانات غير المحدودة.
____________________________
(*) عقيدة تأليه المسيح تتعارض مع العقيدة الأم الروحانية التي هي أن الله هو كل ما هو موجود وغيبي، لا سيما الإنسان، ولاشك أن الأديان التراثية القديمة تنفي أصلنا الإلهي ومن نكون في أعلى نسخة وأعظمها. وهذا ليس بغريب، بل هو المنطقي، لأن الإنسان قبل ألف أو ألفي سنة كان لا يحتمل فهم واستيعاب ذلك، بل حتى اليوم أكثر الناس لا يقبلونه.
ولو نظرنا بإنصاف لوجدنا أن الحقائق الروحية والفلسية الواردة في هذا الكتاب تفوق بمراحل ما ورد في الإنجيل والتوراة والقرآن، وأن ما ظهر من العلوم القدسية - التي تشبع الروح العطشى - على يد المؤلف أكبر وأكثر نضجاً بكثير مما ورد في الكتب المقدسة القديمة. وأمسى من الواضح أن لكل عصر نبي أو أنبياء بالضرورة.
فلماذا ورد التثليث هنا في هذا الكتاب؟ لأن الله يتحدث مع كل شخص بما يعتقده وما ألفه وشب عليه من عقائد، ولكننا نلاحظ أن توجيه المصطلحات نحو تفسير آخر يخدم الحقيقة ويمحو الخطأ والوهم. فهنا تم تفسير التثليت تفسيراً روحياً محا التفسير القديم، من أن المسيح هو ابن الله أو هو الله، لأن هذه العقائد اعتنقتها الشعوب القديمة في رجالها المقدسين فقط، بينما الحقيقة أن الله هو الكل وليس المسيح فقط أو بوذا أو كريشنا فحسب، فهذا يلغي جذر الروحانية وقاعدتها الكبرى، وهي أن الله هو الغيب الظاهر في الإنسان، كل إنسان، وكل مخلوق. "المترجم".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. القمة العربية والإسلامية في الرياض تطالب مجلس الأمن بإلزام إ
.. يهود فرنسا يطالبون ماكرون بمنع سموتريش من دخول البلاد.. ما ا
.. 7 سنوات من العنـ, ف والدمـ ـ ـاء .. جر, ائم الإخوان لح, ـرق
.. هل يدرج ترامب الإخوان كمنظمة إرهابية مجدداً ؟
.. القمة العربية الإسلامية تدعم جهود مصر وقطر لوقف إطلاق النار