الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطب البلدي التجبير

احمد الحمد المندلاوي

2023 / 12 / 29
المجتمع المدني


# هو الحاج احمد علي قنبر الملقب بـ أحمد الكوردي أو ( احمد المجبرجي ) في محلة باب الشيخ ببغداد عام 1879م. من أبوين كورديين فيليين من عشيرة موسي الكوردية الفيلية ، كبر وترعرع في أجواء وبيئة هذه المنطقة العراقية التاريخية التي تتميز بوجود الكورد الفيلية فيها بنسبة عالية جداً منذ تواجدها،ولم يغادرها الى أي مكان آخر طوال حياته المثمرة بالعمل والعطاء رغم يسر أحواله المادية وامتلاكه لعدة دور في مناطق مختلفة في بغداد؛ لكنه كان يحب ان يعيش بين الناس الذين كان يحبهم وترعرع بينهم،وكان قد تعلم مهنة التجبيرعلى يد خاله شكر،والتي اصبحت فيما بعد مهنته الرسمية .
كان لأحمد المجبرجي أخ وحيد اسمه محمود .
تزوج احمد المجبرجي مرتين ، كانت زوجته الأولى تدعى كَوهر ورزق منها عام 1920م بإبنه (عبد) ثم إبنته (تاوس)؛ لكن القدر شاء ان تتوفى أم عبد في شبابها،وان يتزوج الحاج احمد من شقيقتها زينب (زينه و) لإعتقاده ان الخالة عادة تكون أحنُّ من غيرها على أولاد اختها المتوفاة ، وعاش حياة طويلة ومثمرة معها؛ وحيث أنجبت له ستة أولاد من البنين والبنات؛ وتعلم ثلاثة من اولاده مهنة والدهم (التجبير)لكن عملياً امتهن مهنة الوالد نجله شهاب وهو نجله الأكبر ،و قد زرت أحد أولاده في شارع الكفاح – بغداد عام 2016م ،مرحباً بنا،وكان محور حديثنا عن والده المرحوم الحاج أحمد.
كان الحاج احمد قد تم تجنيده في أوائل شبابه بالجيش العثماني ، حيث شارك في حرب الدولة العثمانية ضد روسيا القيصرية،وكان يجيد لغات كثيرة وهي: الكوردية والعربية والتركية والفارسية و الآثورية وقليل من الانكليزية .
قام بمعالجة الملكة عالية زوجة الملك غازي من كسر كانت قد أصيبت به بعد ان عجزت اللجنة الطبية البريطانية برئاسة البروفسور البريطاني رسن درسن من معالجتها. ونتيجة لنجاحه في علاج الملكة منحته وزارة الصحة العراقية في العهد الملكي شهادة رسمية لمزاولة هذه المهنة بشكل رسمي.
وحين قيام ثورة تموز عام 1958م شارك الحاج احمد بمعالجة جرحى الثورة ومساعدتهم مادياً ؛وزاول مهنته في المستشفى الجمهوري ببغداد لمدة ستة أشهر بأمر من الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وكان لا يتقاضى أجرة عملياته من الشريحة الكوردية الفيلية حين معالجتهم .
عرف عنه دماثة الخلق ومساعدة المحتاجين والفقراء وفي هذا السياق يقول حفيده فائق قاسم الفيلي - شقيق المناضل الكوردي المعروف كردو قاسم والحاج احمد هو جدهم لأمّهم:
في يوم من الايام توفي أحد الأشخاص في منطقتهم ( باب الشيخ ) وتأخر دفنه لافتقاره لأي قريب يتكفل دفنه؛ ولكن الحاج احمد دفنه على حسابه الشخصي . كما كان يقيم مجالس حسينية في ذكرى استشهاد الأمام الحسين "ع"لأنّه كان من محبي آل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
وكان يحب أولاده وأحفاده ولا يفرق بينهم . وفي الأعياد كان يتوجه الجميع الى بيت الجد للتهنئة بالعيد ؛لتقاضي عيدياتهم من جدهم الكريم الطيب .
في عام 1963م وأثناء مقاومة اهالي باب الشيخ للانقلاب العسكري الذي قام به القوميون العرب والبعثيون ضد ثورة 14 تموز والزعيم عبد الكريم قاسم، هرب اولاده جميعا الى بيته الذي كان يملكه في منطقة البياع شارع 20 خوفاً منه على حياة أولاده وأحفاده لكنه ظل باقيا هو وزوجته زينب ونجله الأكبر عبد في داره بباب الشيخ لكي يكون في خدمة أهالي المنطقة في تلك الاوضاع العصيبة .

وفي احدى الليالي تلك وبعد تناوله للعشاء واقامته لصلاة العشاء طلب من زوجته ان تبسط له فراشه ، وحال رقاده أنسابت روحه الكريمة لبارئها . ووصل خبر وفاته الى عائلته في البياع فهرعوا جميعا عائدين الى باب الشيخ . واقيم له تشييع كبير للغاية بحيث تم خلاله قطع شوارع عديدة من بغداد ومنها شارع الكفاح وشارع الجمهورية والصالحية وعلاوي الحلة ، وشارك في التشييع مدير مرور بغداد ورافقت نعشه 180 سيارة …سارت جميعها خلفه من بغداد الى مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف حيث يرقد في المقبرة العائلية التي بناها بنفسه هناك.
- موقع الحوار المتمدن – 11/3/ 2019 م – نظيرة اسماعيل كريم
- موقع كلكامش – 4/نوفمبر/2020م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى


.. الأمم المتحدة: البشرية في سباق مع الزمن لتعلّم كيفية استخدام




.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة