الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة نقدية للتفسير الكاشف القسم العاشر الإسلام وحقوق الإنسان بين الوهم والادعاء

رحيم فرحان صدام

2023 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ادعى الشيخ محمد جواد مغنية ، ان جميع معجزات الرسول الأعظم هامة وعظيمة ، وأهمها جميعا في تقديره " شريعة القرآن التي نظمت حقوق الإنسان ، وعلاقات الناس بعضهم مع بعض على أساس العدل والتعاون " شريعة القرآن التي نظمت حقوق الإنسان " .
على حد قوله ومن الواضح ان الشيخ لا يعي ما يقول او انه غير مطلع على لائحة ( حقوق الانسان ) التي أعلنتها الأمم المتحدة في كانون الاول عام( 1948م) والا لما تجرأ وقال هذا الكلام العار عن الصحة وهو ما سنرد عليه بشكل مفصل .
ان وثيقة حقوق الإنسان جاءت نتيجة صراع طويل للإنسانية نحو الوصول لصيغة تمنح حقوق وحريات للبشرية ليجد هذا النهج سبيله في التغلغل داخل نسيج المجتمع الأنساني ليصبح حلم ورغبة وثقافة إنسان بل منهج فكري لا يمكن الاستغناء عنه .
والسؤال الذي يفرض نفسه هل للأسلام علاقة بوثيقة حقوق الإنسان الذائعة الصيت ؟.. هل يقترب منها أم يتصادم ويتناقض معها ؟.
هل يتوافق الإسلام بما قدمه من منظومة سلوكية رسمت نمط وحدود العلاقات بين البشر مع ما إستحدثه الإنسان من منهج سلوكي وأخلاقي تَمثل في وثيقة حقوق الإنسان ؟.

هل نستطيع القول بأن الإسلام يتفق مع حقوق وحريات الإنسان المعاصر أو يمكن له أن يتفق معها؟ أم أن منهج الإسلام يتصادم ويتخاصم مع كل نص من نصوصه ؟
الشيخ مغنية ومحمد عمارة يحاولون أن يجدوا أي صلة تثبت أن الإسلام يتفق مع حقوق الإنسان حتى لو إضطروا للوى عنق النصوص وتفسيرها أو إهمال وإغفال مجموعة من النصوص والتراث المناقضة لحقوق الإنسان وقد يصل الأمر ببعض المغفلين القول بأن الإسلام كمنهج يتجاوز ويتقدم على وثائق حقوق الإنسان .!
يمكن القول ليس مطلوب من الإسلام أن يكون متوافق مع الوثائق الحداثية كحقوق الإنسان كما ليس المطلوب منه أن يكون وثيقة قانونية متقدمة نافعة لتنظيم علاقات إنسانية معاصرة فهو دين بالنهاية يسجل فكر ورؤية ومنهج إنسان عصره ، ولكن عندما يريد الشيوخ لهذه النصوص أن تكون حاضرة وفاعلة لتوضع في موازنة مع نظم فكرية وسلوكية متقدمة فهنا لابد من وقفة معهم - ولا سيما أن هذا الأمر ليس في صالحهم .

ونستعرض بعض نصوص وثيقة (حقوق الإنسان) ونرى مدى علاقاتها بالمنهج الإسلامي في التعامل والسلوكيات ونمط الحياة .
المادة 1 "يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء."
المادة 2 "لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود."
المادة 3 "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه."

يتضح من بنود الوثيقة الأولى تركيزها على حرية الإنسان في الفكر من دون أي تمييز فما موقع الإسلام المؤدلج من هذه الرؤية الواضحة ؟!.
لن ننخدع بالعبارات المُرسلة المتلونة المُنطلقة من الشيوخ والاخوان المسلمين والوهابية بشكل عام عندما تدعي بأن الإسلام يدعو لحرية الإنسان. ما يهمنا الإحتكام للنص والتراث لنحكم على موقف الإسلام من حرية وحقوق الإنسان وهل يتفق معها أم يناقضها ويعاديها بشراسة .
ينظر :
محمد جواد مغنية : التفسير الكاشف، ج ١، ص ٦٨.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم