الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى المعشوقة :

عزيز الخزرجي

2023 / 12 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ليلى آلمعشوقة :
ألتفسير العرفاني للبيت الشعري :
وكيف ترى ليـلى بعيـن ترى بها
سواها و ما طهّـرتها بآلمدامـع.؟

فَمَنْ هي (ليلى) المعشوقة التي لا يُنال عشقها إلاّ بتطهير القلب و العين من الذنوب يا تُرى؟

نَشرتُ قبل شهر موضوعاً عن ذلك (البيت الشعري) القصيد في عالم الحُبّ و العشق و الأمن و العرفان .. و طلبتُ من الأخوة و الأدباء و المفكريّن بيان معناه و الغاية من آلعشق المقصود و مكانة و حقيقة (ليلى) بهذا الوسط؟
أو بيان وجهة نظرهم عن ذلك حسب ما يؤمن به!؟

لكن للأسف .. و رغم ترقبي لأكثر من شهر .. لكن لا أحد في العالم إستطاع بيان المغزى المراد ولا حتى المعنى الظاهري لذلك البيت الشعريّ العظيم و تلك إشارة خطيرة لوضع الناس و علماؤوهم و جامعاتهم, و ليس سهلاً معرفة جواب و تفسير ذلك .. فبعض الشعر حكمة و بيان و سحر!

و تفسيره ليس هيّناً, بل يحتاج لأهل النظر و القلوب و مَن حافظ على وجدانه و لم يختلط النفاق في وجوده .. لكن أين أصحاب القلوب الطاهرة في دُنياً تعجّ بآلفساد و لقمة الحرام و الكذب و النفاق و الغيبة!؟

لهذا نقدم لكم معناه و بيانه و آلغاية المكنونة فيه حسب آلتالي :

أولاً : إسم (ليلى) في الحقيقة كناية و تعبير مجازيّ عن المعشوق (الله) تعالى لدى العُرفاء الحكماء و هم من نوادر هذا الزمن المالح جدّاً .. كما يُمكن إعتبارها أيضاً - أيّ ليلى - بتلك ألآدميّة المعروفة بوجودها البشريّ المادي المحسوس لدى عامّة الناس الذين يتشبّثون بحواسهم للتعرّف على ألموجودات المادية و البشرية كليلى لتكون بمثابة العشق المجازيّ و هي الشائعة في دُنيانا هذه ..
أولا .. إنّ (ليلى) تعني (ألخالق المعشوق) ألأزليّ لدى العرفاء الذين يرونه من خلال قوّة الخيال و الضمير و الوجدان.

ثانياً ؛ لا يمكن للعارف ناهيك عن عوام الناس أنْ يرو (ليلى) المعنيّة بـ (الخالق) أي (الله) مجازاً من خلال المجسّات البشرية الملموسة كآلحواس الخمسة, خصوصاً إذا كان ذلك (العاشق) ينظر و يرى و يعشق بعينه الباصرة غيرها من المخلوقات ألأخرى من النساء الحسناوات و الولدان أو المناصب و الكراسي أو المال و غيرها من الماديات التي لا ينقطع نظره إليها ..

فالنظر الثاقب المنطلق من (عين القلب) أو ما يسمى بـ (البصيرة) أو ألضمير و الوجدان وحده القادر على رؤية الخالق ؛

أمّا غيره مِمّن فقد الضمير و البصيرة و مُسخ وجوده بعد ما إمتلأ قلبه بحبّ الدّنيا والمال الحرام فلا يستطيع أن يرى ذلك الجّمال و تلك الرّحمة و العظمة و القدرة, لأنهُ كاذبٌ مخادع و لا يستطيع أن يكون صادقاً في حُبّه و مُدّعاه مع (ليلى) الحقيقيّة أو حتى المجازيّة إلا ضمن حدود الشهوة بشكل عام و إن صلّى و صام و حجّ و عَلِمَ و أطال لحيته و سبحته و ألقابه .. إلّا أنْ يخلص بحبه و مدّعاه .. و يُطهّر قلبه من متعلقات الدّنيا خصوصا (ألدّولار) ليرتكز فيها(في قلبع) حُبّ (ليلي) فقط دون إشراك حبّ مخلوق آخر فآلقلب حرم الله فلا تجعل فيه غيره تعالى .. و يحتاج هذا الأمر .. أوّل ما يحتاج إلى السّخاء و الأنفاق ثمّ آلتوبة و الندم و الأسى و البكاء و الدّموع و الترويض النفسي و الروحي حتى يتطهّر (القلب) و (العين) من كلّ حُبّ و علاقة مادّية أخرى بحيث لا يرى بهما سوى الله لا غيره من الملموسات و المخلوقات الأخرى أينما كان و مهما كان و حيثما ولى وجهه فآلقضية كبيرة و تحتاج إلى قلب ممتلئ بآلمعرفة و الحب و عين لم تُدنّس بآلآثام و الموبقات الحرام!
و بغير ذلك :
لا يُمكن رؤية ليلى الحقيقية بعينٍ ترى .. بها سواها و ما طهّرتها بآلمدامع!؟

أتمنى أن أكون قد وُفّقت لبيان الفكرة و إيصال المعنى الباطني لبيت الشعر ذاك .. مع الشكر و الدّعاء لكم أيّها الأعزاء .. لعبور (المحطات الكونية السبعة) للوصول إلى (ليلى) المعشوقة الحقيقية و العزيزة و الوحيدة و هؤلاء وحدهم الذين يحبهم الله و كما تأكد لنا في آيات عديدة, و منها في سورة البقرة / آية 165؛
[وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ] سورة البقرة (165).

ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة