الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحسان في المسيحية

جهاد علاونه

2024 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإحسان في المسيحية هو أن تقدم المساعدة لأناس وأنت متأكد أنك لو كنت محتاج للمساعدة لن يقدموها لك.
فما هو الفضل لك إن قدمت أنت مثلا المساعدة لشخص كان هو المبادر في تقديم العون لك؟ أظن أنك فقط قمت برد الجميل ، ولكن تعال وتأمل في المسيحية : شخص أساء إليك وعن قصد وأنت قمت بالإحسان إليه بعدما أساء إليك!!!! هذه هي قيمة الحياة، وهذا هو المعنى من وجودك في الحياة.

هذه الحياة ميئوس منها إن لم يكن لنا فيها رجاء مع المسيح، وهذه الحياة لا قيمة لها عند العقلاء إن لم نفعل فيها شيئا جميلا فما معنى وجودنا في الحياة إن لم نكن بركة أو سبب بركة لغيرنا ننفع غيرنا ونساعد غيرنا حتى ونحن نعلم أنهم لن يساعدونا إن كنا نحتاج للمساعدة.

لماذا لا نفعل الخير إلا للذين يفعلون لنا الخير فأيُ إضافة نضيفها للحياة!!!المنافقون والمراءون يفعلون مثل ذلك ولكن المسيحي المخلص يقدم دون أم ينتظر معروفا من الذي يقدم له المساعدة والعون والإحسان.

لماذا لا نحسن للمسيئين لنا وعلى رأسهم سادتنا وإخوتنا وجيراننا ونهتم بمجتمعنا الذي نعيش فيه؟, لماذا يحيا أو يعيش بعض الناس دون أن يقدموا خدمة للبشرية؟ أغلبية الناس وجودهم مثل عدمهم لا رجاء منهم ولا يفعلون شيئا غير النوم وأكل الطعام وإلقاء الفضلات هنا وهناك دون أن يراعوا حرمة المكان,ويصدعون رؤوسنا بالحديث عن الله والإحسان وهم لا يقدموا أو يحسنوا للمسيئين إليهم لا ولا حتى على الأقل أنهم لا يحسنون للمحسنين إليهم فإذا كانوا لا يردون المعروف للمحسنين إليهم فكيف مثلا سيقدمون الإحسان للمسيئين إليهم !! إنها معادلة صعبة على القلوب إلا قلب المشبع بحب المسيح.

وبعض الناس لا يفعلون شيئا سوى التدخين ورمي أعقاب السجائر هنا وهناك, لماذا لا ينفعون غيرهم من الناس حتى أن أغلبية هؤلاء ليس لديهم نفع ولا حتى لأبنائهم من الذكور والإناث.

وهنالك مقولة أعجبتني وهي:" إما أن نكتب شيئا يستحق القراءة وإما أن نفعل شيئا يستحق الكتابة". يجب علينا أن نتمتع بمواهب الشخصية المبادرة التي تحب المبادرة في العمل التطوعي لخدمة الناس مثل تأسيس الجمعيات ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتشبيك تلك المؤسسات المجتمع مدنية مع المجتمع المحلي وإثراء الحياة العامة بالعمل الذي يعود بالفائدة على المجتمع الذي نحيا فيه فما قيمة الحياة بدون أن ننفع غيرنا من الناس وما قيمة وجودنا إن لم نكن سببا في استمرار بعض الناس الضعفاء في الحياة؟ فهذا نوعٌ آخر من الإحسان وهو حب العمل التطوعي من أجل تقديم الخير والإحسان للناس مهما كان جنسهم أو دينهم أو لونهم.

نحن نأت إلى هذه الحياة ونولد ونموت مثلنا مثل باقي الكائنات الحية مثل الحيوانات والحشرات حتى أن أغلبية هذه الكائنات لها منفعة للإنسان يستفيد منها الإنسان ويتغذى عليها ويستعمل جلدها وفراءها وأيضا يستخرج منها الأدوية ومستحضرات التجميل فلماذا لا نكون مثل تلك الحيوانات نتعلم منها المنفعة للغير!!!.

قلة من الناس الذين نستفيد أو تستفيد منهم البشرية والأغلبية يأتون إلى هذه الحياة فقط من أجل أن يموتوا دون أن يكونوا سببا في تحقيق السعادة للغير.

لقد جاء المسيح لتكون لنا ولغيرنا حياة أفضل فما الفائدة من تطبيق عقوبة قطع اليدين أو الأرجل أو الرأس أو تطبيق عقوبة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم!!! يجب أن نحسن إلى الناس وأن نتسامح مع المعتدين لتكون لهم حياة أفضل من حياة الصاع بصاعين فمن لطمك على خدك الأيمن أو الأيسر فأدر له الخد الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله