الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحتج بعض مأفوني الكيان بين حين وآخر بنصوص توراتية، كي يثبتوا حقهم المزعوم في فلسطين. وهذا دليل افلاس فكري وسياسي، ناهيك به مؤشر أزمة نفسية ووجودية تحيق بالكيان اللقيط. لماذا؟
سنجيب منطلقين من حقائق علمية لا تحتمل الخلاف بين اثنين.
أولًا: هناك حقائق دينية وحقائق تاريخية، والفرق بين هذه وتلك كبير. الحقائق التاريخية مثبتة علميًا، أي أكدتها كشوفات علمي الآثار والأرخيولوجيا. العلم لا يجامل الكتب الدينية على حساب كشوفاته، ولا يهادنها بخصوص ما يتوصل اليه. على سبيل المثال لا الحصر، توصل علماء وباحثون اسرائيليون منهم نأ. سيلبيرمان وجفينكليستن إلى عدم وجود أي أثر لهيكل سليمان في فلسطين، بل وإلى أن سليمان نفسه شخصية أسطورية(كتابنا: معالم في طريق النهوص، ص32). وبصراحة، دحض العلم، وعلى وجه الخصوص علم الآثار الكثير الكثير مما جاء في التوراة، كما في الدليل الذي ذكرنا قبل قليل، وسنورد دليلًا آخر في سطورنا التالية.
ثانيًا: التوراة دَوَّنَها أحبارهم بعد السبي البابلي، وقد تواصل تدوينها واستمر لقرون ممتدة. ولهذا فإنها ملأى بالنصوص المتناقضة. على صعيد المضامين، التوراة مستقاة من مكونين رئيسين: الأول، أساطير السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين والكنعانيين والمصريين القدماء. ولو أن الحيز يسمح لأوردنا بدل الدليل عشرة أدلة أو عشرين. المكون الثاني، موروث القبائل الرعوية البدوية اليهودية على أرضية هذا المكون، لا بد أن كل من يقرأ التوراة سيجد نفسه إزاء اعلان حرب على كل من هم ليسوا يهودا ولا غرابة في ذلك، فالقبائل الرعوية البدوبة كان العنف والاقتتال وسفك الدم وسيلتها الرئيسة في تنافسها على الكلأ والماء والمراعي. البيئة البدوية بطبيعي أمرها قبائل متصارعة على خير الطبيعة الشحيح والضنين. ولقد انعكس هذا الموروث كله في نصوص التوراة. ولهذا، على من لم يقرأ التوراة بعد ويتهيأ للبدء بذلك، عليه ألا يستغرب إذا وجد أن "يهوه" ينزل من عليائه ليشارك شعبه المختار في حروبه، بل ويخطط لهذه الحروب ويرسل العسس لتلقط أخبار الأعداء وإفشال خططهم. ولا يتردد "يهوه" في نشر الأمراض والأوبئة في أراضي الخصوم للفتك بهم بلا رحمة. وينفذ طلباتهم بسرعة فائقة، أسرع من خدمة "طلبات توصيل الطعام" في أيامنا هذه. فالمن والسلوى يهبطان عليهم من السماء بسرعة فائقة ما ان شعرت أمعاء شعب "يهوه" المختار بلسع الجوع، رغم أن الرب كان غاضبًا عليهم، وجزاء الغضب كان التيه في سيناء. على سيرة التيه في سيناء، نسفه علم الأرخيولوجيا من جذوره. يقول الباحث الإسرائيلي فنكلشتاين بهذا الخصوص بالحرف:"بحثنا في كل حبة رمل في سيناء، ولم نجد أي أثر لما يُسمى خروج بني اسرائيل من مصر. فإما أننا بحثنا في المكان الخطأ أو اتعبنا أنفسنا في البحث عن خرافة". كاتب هذه السطور، يرجح الثانية، أي أنهم بحثوا عن خرافة.
ثالثًا: اسرائيل هي الكيان الوحيد في العالم، الذي نشأ بقرار من الأمم المتحدة، بضغوط الدول الكبرى وسيطرتها على هذا المنتظم الدولي. وما اكثر الوثائق البريطانية المتضمنة اعترافات مسؤولين بريطانيين بأن بلدهم "هو من أنشأ اسرائيل". والصحيح، أنهم زرعوا الكيان في فلسطين كمشروع استعماري لخدمة مصالحهم أولا وأخيرًا. ومن هذه الوثائق، كتاب سفير بريطانيا في الأردن خلال السنوات 1956-1960، تشارلز جونستون بعنوان:"الأردن على الحافة". وقد قال فيه بصراحة:"نحن من أنشأ اسرائيل"
رابعًا: لماذا فكرت بريطانيا باختراع "وطن قومي" لهم في الإرجنتين وأوغندا، قبل فلسطين؟!
ألم يكن هذا المسعى الاستعماري اعترافًا بريطانيًا بأن كيانهم انزرع في فلسطين بقوة السلاح، وما يزال مفروضًا على العرب حتى اليوم بالوسيلة ذاتها؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 72-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد


.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس




.. قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء