الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهزام الفكر مصيبة حضارية

صليبا جبرا طويل

2024 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إجتنبوا إلأفكار الجامدة الباهتة المهلهلة مصيبة هي وداء عقلي رهيب تطفىء فيكم روح المعرفة وتدمر حاضركم وتستبيح قتل مستقبلكم الوليد المنتظر .


في دول العالم الثالث مفاهيم مثل الأخلاق ألإيمان الخ... تبعث السرور والبهجة عند سماعها لما فيها من قيم حميدة. لكن عندما يكثر ترديدها وإستخدام القوة الغير مشروعة - القوة الوحيدة المشروعة هي منطق الحكمة - لتطبيقها تثير الريبة فينا. المبالغة في إثارتها وألإصرار بالقوة على تحقيقها ليس دليل على انحدار وهبوط أخلاقي أو انهيار الواعز الديني في المجتمع وتراجعه، الخوف هنا - في هذه المسألة - ليس له مبرر سوى أعطاء شهادة ترخص إقامة سلطات قمعية لتسهل من تسيير أمور بعض المنتفعين منها.
مخططات السيطرة على المجتمع لا تأتي فقط من رجال دين بل من رجال سياسة وقبيلة قد يتمتعون بإيمان قويم مستقيم أو صوري. القيم نشأت في كل الحضارات وموجودة في كل الأديان – ومن لا يعترف بوجود دين أيضا - ولا تقتصر وتخص شعب دون غيره في الكون. بدل أن تُكون القيم مفاهيم جديدة تقود لتغير وتطوير المجتمع جعلها مبرر ووسيلة للتحكم في مصائرالشعوب . كل من يزايد ويغلو في دوره باحتضانها وممارستها عليه أن يدرك عمق حجم ثباتها ودورها في مجتمعه منغلق كان أو منفتح، متطورعلميا أو متخلف، متحضر أو غير متحضر. القيم لها اتباع عند كل شعوب وأمم الأرض المؤمنة والكافرة. فهي لا تقتصرعلى قوم دون غيرهم.
منبت جذور القيم الأصيلة هي المحبة والتسامح وقبول الاخر وتطبيق العدل والحرية والمساواة ونشر الامن والأمان والسلام، باطل يسعى الإنسان في فرضها بالتعصب بالكراهية وبالقوة. لا يوجد مجتمع خالي من الشوائب والعورات سوى في مدينة خيالية خالية من وجود الشر والشيطان.
أتسأل كيف يمكن التفريق بين ما هو صواب وما هو خطأ؟ ، وبين ما هو جائز وما هو ممنوع؟ وما هو عادل وما هو ظالم؟ وما هو حقيقي وما هو غامض؟ عشرات الأسئلة تطرح ويبقى السر المخفي وراء الإجابة الواضحة يرقد في أحضان المصالح الشيطانية. فإن كان الوقوع بالخطأ يعلمنا طريق الصواب، فلماذا نستمر بأخطائنا ؟ لماذا لا نكافىء من أصاب ونحاسب من أخطأ؟ إن تصدع جدران حماة التشريعات والقوانين يبيح الاندفاع في اتخاذ قرارات متسرعة غير مدروسة حول قضايا مصيرية ومهمة على كافة المستويات. فذلك دليل تردي ونقص معرفي ناتج عن عدم تقصى وبحث ودراسة المواقف التي انزلق فيها الأشخاص بدون وعي وإرادة وحكمة. فرض النية الطيبة – يجب استبعادها - يخفف من وطئة الحدث ولكن الحذر والحكمة مطالب جوهرية خاصة في من يتربع على أولى درجات السلم.
ما أكثر المتكلمون السفسطائيون الذئاب وما أقل الحكماء ، ما اكثر المصفقون الاغبياء والمستمعون الجهلاء والمفكرون الموصودة عليهم الابواب المنتشرون في معظم دول العالم الثالث. حيث شعوبها تعيش في مرارة مجتمعات منهارة، مشلولة فكرا وقولا وعملا على كافة المستويات. يا شعوب وقادة وحكومات سارعوا الى إتخاذ قرار فوري عاجل ، إعلنوا حالة الطواىء على الجهل والتخلف والتردي المحاصر لكم، كفاكم ترددا ففخاخ الدمار منصوبة معدة لكم كي تسقطوا في هاوية الجحيم، وابواب السلام موصدة أمامكم كي تطحنكم رحى العبودية، بشكل عاجل ومستعجل ابحثوا عن حريتكم اخرجوا من ازمتكم الفكرية إبنوا بالمنطق فلسفة حياة جديدة، أطلقوا عنان خيول النهضة فشوقها جامح للحياة للحرية للكرامة والعزة ، أعلنوا في كل سوق وزقاق وشارع وحارة ومن أعالي الجبال وقيعان الأودية وفي كل معبد، وفي اعلامكم المملوك المحتكر من قبل الغرباء ومراكز التواصل الاجتماعي الخاضعة لمقص الرقابة عن حاجتكم الى ذوي كفاءات إلى حكماء يتمتع أصحابها بحكمة ثاقبة ودراية ومعرفة لإصدار أحكام وقرارات صائبة، أصحاب حكمة متجذرة منبثقة من أحضان التجارب والخبرات التاريخية والمعرفية والثقافية النفسية والاجتماعية والاقتصادية الخ...، أسعوا وراء حكماء ذوي أفكار جريئة لا تحابي ولا تستتربثياب الرياء والكذب والتقوى والإيمان . ركزوا على من يلبي حاجتكم من اشخاص حكماء أصحاب رؤيا تقودكم نحو مستقبل اجمل لأوطانكم ولأطفالكم.
إن التحدى الأكبر الذي تواجهه المجتماعات المتشرذمة المفككة المبتلية بفوارق اجتماعية واقتصادية و/أو تكتلات سياسية وقبلية و/أو دينية طائفية ومذهبية هو الإجماع على قرار. عوضا عن تكوين لوحة وطنية مدنية فسيفسائية اجتماعية جميلة من هذا التنوع التعددي البشري فإنها تهمل من أصحاب المصالح وترفض دون دراسة وتمحيص وتحليل من قبل متشددين أومتساهلين في العقيدة وإلإيمان. في هذه المجتماعات دور المفكرالفيلسوف وعامل النفس وعالم الاجتماع والكاتب السياسي والثوري المؤمن مستبعد منبوذ قد يعتقل صاحبها ويحاكم ويعدم ويحتقر. بالرغم عن معرفتنا أن ميزة الاجماع على قرار تقلل من مخاطر ألإخفاق والإنزلاق في نتائج غير محمودة فإننا ننزع الى محاربة التجديد لنبقى سادة الموقف. كذلك عجزنا عن فهم العصر – الحاضر - الذي نعيش فيه يساهم وينعكس سلباَ على اتخاذ القرارات الصائبة المصيرية على المستويين المحلي والعالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله